fbpx

آفة الدوباس تهدد نخيل حضرموت

حلم أخضر | تحقيقات

عادت آفة حشرة الدوباس التي تصيب أشجار النخيل وتقضي عليها، الظهور مجدداً، في محافظة حضرموت جنوب اليمن، الأمر الذي يهدد سبل عيش آلاف المزارعين المحليين المعتمدين على هذه الأشجار لكسب قوتهم.

وقال خالد صالح، 55 عاماً، من مديرية دوعن – حوالي 250 كيلومتراً شمال المكلا- أنه لم يصدق عينيه عندما وجد مزرعته الصغيرة قد أصيبت مرة أخرى بحشرة الدوباس.

وفي الأسبوع الماضي، حمل فلاحون وناشطون في “سيئون” بوادي حضرموت السلطات المحلية،المسئولية الكاملة عن تدمير الثروة الهائلة من غابات النخيل في وادي حضرموت المنتجة لأجود التمور على مستوى المنطقة والجوار.

وأكدت هذه الأوساط على أن السلطات الحكومية قد تركت غابات النخيل العامرة في حضرموت تلقى مصيرها وهلاكها أمام اجتياح آفة الدوباس الوافدة إليها من سلطنة عمان.

ويؤكد الخبراء والمختصون على أن هذه الآفة (الدوباس) لم تكن ببعيدة عن إمكان التهامها لغابات حضرموت من النخيل بل كانت موجودة في سلطنة عمان المتاخمة للحدود الشرقية لمحافظة المهرة اليمنية، المجاورة لمحافظة حضرموت منذ ستينيات القرن الماضي، كما أكد ذلك المهندس الزراعي خالد الحبشي الباحث بمحطة الأبحاث الزراعية بوادي حضرموت.

نخيل وادي دوعنوحذر في وقت سابق، وكيل وزارة الزراعة اليمنية، الدكتور محمد الغشم, من أن آفة دوباس النخيل الخطرة تهدد أكثر من 5 ملايين شجرة نخيل في اليمن تقريبا.

ويرى الغشم ضرورة إعداد خطط إستراتيجية وطنية للحد من خطر هذه الآفة, و إيجاد آلية شاملة أو برنامجاً استراتيجياً وطنياً لمكافحتها من قبل الحكومة.

ويقترح الغشم ضرورة حجر انتقال أشجار وفسائل النخيل المصابة بهذه الآفة، من محافظة إلى أخرى .

المزيد من المشاركات

وكانت هذه الآفة الزراعية قد قضت في الماضي على أشجار النخيل في قريته حيث خلفت العديد من الأشجار الميتة وأتلفت محصول التمر لمدة ثلاث سنوات. وقال صالح: “لقد تعرض محصول التمر لتلف شديد بسبب حشرة الدوباس في عام 2005 و2006 و2007 و2009، الأمر الذي أدى إلى افتقار العديد من سكان قريتي”.

وأضاف قائلاً: “تعني معاودة ظهور المرض أننا سنحصل على محصول ضعيف. لقد فرحنا عندما سقط المطر الغزير وغسل الأشجار واعتقدنا أن المرض قد زال”.

ويحدث مرض دوباس النخيل بسبب حشرة تمتص العصارات الطبيعية للنبتة وتفرز مادة عسلية تنتشر تدريجياً عليها وفي أسوأ الحالات تغمر الشجرة بأكملها مما يعرضها للموت.

وقال صالح أحمد وهو رئيس جمعية وادي “جوزة” الزراعية، وهي منظمة غير حكومية تحافظ على أشجار النخيل في مديرية دوعن بحضرموت، وعضو في المجلس المحلي أنه ما أن عاودت الآفة ظهورها في قريته حتى أخبر مركز البحوث الزراعية في المكلا الذي يقوم بحملات الرش ولكنه صدم بردهم.

وأخبر شبكة الأنباء الإنسانية قائلاً: “قالوا لنا أنهم لا يملكون المال وأنهم سيبدؤون بالرش عندما يحصلوا عليه. لقد انتشر المرض بشكل كبير وحتى الآن لم يأتوا إلينا”.

وقد حذر أحمد من أن العديد من الأشخاص في مديرية دوعن مهددون بالفقر، حيث قال: “يعتبر بيع التمور أمراً حيوياً بالنسبة للمزارعين الفقراء بينما يحصل آخرون على العمل من خلال رعاية الأشجار وربما يواجه هؤلاء أوقاتاً صعبة مرة أخرى”. وأضاف أن المزارعين لم يعودوا مهتمين بزراعة النخيل.

ويقول محمد الحبيشان، وهو عالم حشرات في مركز البحوث الزراعية المسئول عن حملات الرش، أثناء حديثه لشبكة الأنباء الإنسانية “إيرين” أن نقص السيولة يعيق عمل المركز حيث قال: “لا يوجد لدينا ما يكفي من أموال لمحاربة هذه الآفة في جميع المناطق كما أننا بانتظار وصول المبيدات الحشرية من العاصمة”.

وأضاف أن الآفة ضربت مناطق مختلفة في المحافظة وبدرجات متفاوتة مع تركز الأضرار الشديدة في مديريات دوعن والديس الشرقية وقصيعر ووادي حضرموت.

وكانت مئات الآلاف من أشجار النخيل قد أصيبت بهذا المرض كما أصيبت “مئات الأطنان من المحصول بالمادة العسلية خلال السنوات القليلة الماضية…وكانت مصانع التغليف تدفع حينها أسعاراً أقل فأقل” مقابل الحصول على التمور.

وطبقاً للحبيشان لا توجد إحصائيات دقيقة حول عدد الأشجار المصابة ولكنه يرجح أن يكون عددها بالملايين، مشيراً إلى أن آلاف سبل العيش باتت مهددة.

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!