fbpx

قصة اكتشاف شجرة البلسم في اليمن

حلم أخضر (هيئة التحرير) خاص

في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، قام ملك الدنمارك، فردريك الخامس، بإرسال أول بعثة علمية أوروبية إلى بلاد اليمن سنة 1761، والتي كانت تسمى آنذاك بلاد العربية السعيدة.

تكونت البعثة من 5 علماء أوروبيين: بيتر فورسكال عالم سويدي في النبات والأحياء، وكارستن نيبور عالم ألماني في المساحة والفلك، وكرستيان كرامر طبيب دنماركي وفيزيائي، وجورج بورنفانيد رسام ونحات ألماني، وفون هافن عالم لغويات دنماركي. وشخص سادس عمل خادماً للبعثة.

ومن بين الفريق المكون من ستة أفراد، نجح شخص واحد فقط، في العودة للدنمارك حياً على قيد الحياة. وهو كارستن نيبور. فقد أصيبوا جميعاً بما أطلقوا عليه “نزلات البرد” (الملاريا) التي قتلت معظمهم في اليمن.

تتعقب هذه المقالة من حلم أخضر، القصة الكاملة لإكتشاف شجرة البلسم في اليمن سنة 1763، وتبين أهمية هذه الشجرة، من مصادر متعددة، ولماذا ظل أمرها سراً غامضاً.

مسار رحلة البعثة الدنماركية لليمن 1761 – 1767/ويكبيديا

غرض البعثة الدنماركية وهدفها

طبقاً للرواية التي أوردها المؤرخ الدنماركي ثوركيلد هانسن، كان غرض البعثة جمع المعلومات عن النباتات والحيوانات النادرة في اليمن السعيد، وارسال عينات منها (وخصوصا النباتات التي وردت في الكتاب المقدس).

إلى جانب جمع المخطوطات والكتب والوثائق التاريخية القديمة ذات القيمة العالية، وارسال نماذج منها الى الدنمارك.

وتشير مقالة ماثيو ميلز، إلى أن «أحد أهداف البعثة الدنماركية في المقام الأول هو اكتشاف سبب تسمية اليونانيين والرومان لجنوب شبه الجزيرة العربية اسم “العربية السعيدة Arabia Felix” والتي تسمى الآن اليمن».

كانت البعثة تسعى لاكتشاف ما تخفيه هذه البلاد التي طالت شهرتها مسامع أوروبا، والتي كانت ماتزال بلاد مغلقة، لا يعرفها الأوروبيين والأجانب.

تدريبات حربية للجنود في اليمن. رسم نيبور 1762/ الصورة: ويكيبيديا

اكتشاف تسمية العربية السعيدة

يستكشف هذه التسمية أيضاً، البروفيسور يان ريتسو، وهو أستاذ فخري من قسم اللغات والآداب في جامعة غوتنبرغ السويدية.

وفي مقالة بحثية بعنوان “متى اصبحت اليمن العربية السعيدة؟”، يقول ريتسو: «إن تحويل اليمن إلى أساطير بدأ في زمن العصور القديمة».

ويضيف: «في الأصل، كانت تسمية “الأرض السعيدة” شبيهة بنهاية قوس قزح، نوع من المدينة الفاضلة، دار الآلهة – أو على الأقل ملكة سبأ».

ووفقاً لمقالة ريستو: «دلت هذه التسمية على مكان من التربة الجيدة وإمدادات المياه، وهما مفتاحان حيويان للسعادة في بيئة صحراوية. بالإضافة إلى ذلك، كانت المنطقة مصدراً لللبان والمر. وتم تداول راتنجات النباتات هذه لاستخدامها في البخور والعطور والأدوية لآلاف السنين، لذلك كان البلد الذي أنتجها سعيدًا جداً».

تنسحب دلالات هذه التسمية التي طرحها يان ريستو، على القهوة اليمنية أيضاً، أو قهوة موكا نسبة الى اسم المخا الميناء اليمني الشهير.

تشير مقالة بعنوان “لماذا تسمى القهوة أحيانًا موكا” إلى أن «اسم الموكا Mocha كان في الأصل مصطلحًا عاماً للقهوة ذات الأصل اليمني، وليس مشروب القهوة بالشوكولاتة الذي نستمتع به اليوم.».

وقد يكون بعض هذا الإسقاط الجغرافي نتيجة لحقيقة الترجمة البسيطة. فكلمة “اليمن” تعني اليمين أو الجنوب. جنوب شبه الجزيرة العربية.

وبحسب كتاب هانسن، فأن «دلالات الجانب الأيمن في العالم العربي توحي بالثروة والسعادة والإحسان. وقد وجد أعضاء البعثة الدنماركية “العربية السعيدة” أخيرًاً، وعثروا على هذه السعادة في مدينة صنعاء، عاصمة اليمن، حيث تم الترحيب بهم أكثر من أي مكان آخر».

غصن شجرة البلسم وصمغ رانتج الذي تفرزه/ الصورة: Shelef Oren

سر شجرة البلسم لدى فورسكال

طبقاً لاحدى المصادر، كانت أحد أهداف هذه الرحلة بالنسبة لعالم النبات السويدي الشهير بيتر فورسكال (كما خطط لها معلمه البرفيسور لينيوس) هي اكتشاف المزيد عن النباتات المذكورة في الكتاب المقدس.

وعلى وجه التحديد، محاولة التعرف على شجرة تدعى البلسم Opobalsamum، أو شجرة بلسم التوراة في جلعاد. أو بلسم جلعاد التوراتي.

وردت شجرة البلسم، بناءاً على قصص الكتاب المقدس وكتابات العديد من المؤلفين اليونانيين والرومانيين من الجغرافيين والمؤرخين، بمن فيهم جوزيفوس فلافيوس.

ولأجل ذلك سافر فورسكال مع البعثة الدنماركية إلى اليمن، المعروفة باعتبارها مقر مملكة سبأ التوراتية، على أمل العثور على هذه الشجرة التي انقرضت في يهودا.

وبحسب المصدر ذاته، كانت السمات المعروفة التي يمكن أن تساعد في البحث عن شجرة البلسم في اليمن، هي أنها يفوح منها العطر النضح لراتنج صمغ سائل Opobalsamum، وهي الصفات الطبية التقليدية التي اشتهرت شجرة بلسم جلعاد بها.

وبعد رحلة طويلة ومجهدة، وجد العالم السويدي فورسكال في نهاية المطاف، شجرة صغيرة واحدة تنمو على تلال صخرية جافة في سفوح تهامة في اليمن، والتي تنبعث منها رائحة خاصة عند سحقها. وهي شجرة البلسم الأصلية.

شجرة البلسم أو البلسان الجلعادي/الصورة: ويكبيديا

ويشير بحث علمي حديث، أن شجرة أو نبات البلسم/ البلسمون القديم، يوجد في صمغها الرانتج مادة تعد محفز انتقائي لموت الخلايا السرطانية.

في حين أن معظم الباحثين يرون بأن نبات البلسمون القديم، هو في الواقع النبات المعروف في علم النبات الحديث باسم C.gileadensis .

وهي شجيرة تنبت بكثرة في المناطق الجبلية على السفوح وفي الأودية تزامناً مع هطول المطر.

وبالطبع، لا يمكن الحصول على دليل مؤكد بنسبة 100%، إلا من خلال العثور على بقايا نبات البلسم القديم، ومقارنتها علمياً بعينة نبات C. gileadensis. لكن لم تعد هذه البقايا موجودة في منطقة البحر الميت.

شجرة البلسم في اليمن

تاريخياً، توجد العديد من الاستشهادات التي تدعم حقيقة أن شجرة البسلم او البلسمون تم إحضارها بالفعل إلى أراض بني إسرائيل (فلسطين) من اليمن من قبل ملكة سبأ.

حيث كتب المؤرخ اليهودي يوسف بن ماتيتياهو (تيتوس جوزيفوس فلافيوس)، الذي روج للإمبراطورية الرومانية في القرن الأول الميلادي، عن ملكة سبأ: “يقول البعض أن نبات البلسمون الذي يزرع في أرضنا اليوم، ينبغي أن ننسب إليه شكرا لهذه المرأة”.

شجرة البلسم في التوارة/ الصورة: jerichovalley

وتقول احدى المصادر أن ملكة سبأ أحضرت البلسم للملك سليمان. ونُشر في العام 2010 مقال علمي كتبه الباحث الفرنسي أندريه لومير. يصف لوحة نحاسية اكتشفت مؤخرًا في اليمن، مع نقش بالخط القديم لمنطقة شبه الجزيرة العربية الجنوبية.

ويعود تاريخ اللوحة المكونة من 25 سطرًا إلى عام 600 قبل الميلاد وقد كتبها “صباحهمو”، وهو كاتب في بلاط ملك سبأ.

تخبر اللوحة، من بين أشياء أخرى، أن وفداً من التجار من مملكة سبأ ذهبوا في رحلة عمل إلى يهودا. وتدعم هذه اللوحة بقوة القصة التوراتية التي تؤكد وجود تجارة كبيرة بالفعل بين مملكة سبأ ومملكة إسرائيل (مراجعة الآثار الكتابية – يناير/فبراير 2010، ص 55).

ميناء المخا 1680/ الأرشيف الألماني

وصول البعثة الدنماركية الى المخاء

وصلت البعثة الدنماركية الى ميناء المخاء الشهير في اليمن، في 24 ابريل/نيسان العام 1762، بعد أن مرت على أوروبا ومصر وجدة، وصولاً لميناء المخاء ومدينة “اللحية”.

وبدأ حينها فريق البعثة باكتشاف المناطق، وتدوين الملاحظات بناءاً على الاختصاصات.

قرر فريق البعثة برئاسة كارستن نيبور، باكتشاف ومسح منطقة تهامة، حيث قام نيبور بجولاته الدراسية في معظم مناطق تهامة. وكان أكبر انجاز صنعه نيبور هو أنه وضع أول خريطة جغرافية لليمن في العام 1763.

ويقول نيبور في مذكراته: “لقد وضعت خريطة أساسية لليمن”. (هانس، 1982)

تعد هذه الخريطة بمقياس اليوم خريطة شبه دقيقة رغم بدائية الأدوات التي استخدمها نيبور لقياس المسافات والاحداثيات.

خريطة اليمن التي رسمها نيبور عام 1763/المصدر: Hansen

فورسكال يعلن اكتشاف شجرة البلسم

كانت البعثة قد استقرت طيلة 6 أشهر في مدينة “بيت الفقيه” التابعة لمحافظة الحديدة على الساحل اليمني في البحر الأحمر، وكانت بيت الفقية كما وصفها نيبور في مذكراته، بأنها مركز تنقلات افراد البعثة.

كانوا يغادرون منها الى استكشاف مناطق تلال أشجار البن والقهوة اليمنية، التي تقع على بعد يوم كامل الى الشرق من بيت الفقيه. والى مناطق حولها.

وفي 26 مارس/آذار 1763، غادرت البعثة من مدينة بيت الفقيه الى مدينة تعز جنوب غرب اليمن. عابرة من طريق وعر ومهجور ومارين بمناطق “العدين” و”جبلة”.

وفي ذلك الطريق بدأ عالم النبات فورسكال بجمع النباتات التي كان يشاهدها في الطريق.

يروي المؤرخ الدنماركي ثوركيلد هانسن، في كتابه “العربية السعيدة” رحلة البعثة الدنماركية، وتفاصيل دقيقة من مذكرات فورسكال التي دونها في اليمن، والتي تبين اهم إنجازاته العلمية، وفي ذلك الجزء، يسرد هانسن قصة أهم اكتشاف نباتي حققه فورسكال على النحو التالي:

«كانت كل الحوادث عادية، عدا ذلك الأمر الذي حدث في ظهيرة الرابع من نيسان/أبريل 1763، حين كان فورسكال، ومعه نيبور، يسيران في طريق عودتهما من جبلة وتعز الى بيت الفقيه، فبينما كانا في طريقهما، راكبين حماريهما جنباً الى جنب، في صمت وذهول بسبب حرارة الشمس، وبينما لم يكونا يسمعا الا وقع حوافر الحمارين على الطريق الصخري؛ فجأة لمحَ فورسكال، لمعاناً غريباً على بعد مسافة أمامهما، واستطاع أن يعرف مصدر ذلك اللمعان بعد عدة دقائق من المسير».

«وفي أحدى التلال القريبة من الطريق، كانت تنتصب شجرة متفتحة الأزهار، اتجه إليها فورسكال بمفرده بعد أن نزل من ظهر حماره؛ وقبل أن يصل اليها التفت الى نيبور وصرخ بصوت مثير، دفع نيبور ايضاً الى الإسراع نحو الشجرة. واجتاح السرور قلب فورسكال، وهما يشاهدان أعظم اكتشاف نباتي كانا يأملان الحصول عليه في كل رحلتهم الى اليمن».

«لقد وجدوا أخيراً: شجرة البلسم الأصلية في اليمن، وبينما كان نيبور يربط الحمارين، كان فورسكال يصف تفتح ازهار هذه الشجرة الثمينة بعد أن جلس في ظل أحد الأشجار، وبيده غصن من أغصان هذه الشجرة. وكان وصف فورسكال لهذه العينات مفصلاً ومكتوباً بعناية، الأمر الذي مكن الخبراء فيما بعد من التعرف عليها بسهولة».

تمعن فورسكال في وصف شجرة البلسم الاصلية، واحتفظ بإحدى غصونها المزهرة، وحين عاد الى مدينة بيت الفقيه، كان أول عمل قام به: ارسال تقرير عن هذا الاكتشاف الى البروفيسور لينوس في جامعة أوبسالا في السويد،

والذي أعرب عن أمله في أن ينجح فورسكال في أن يرسل اليه غصناً من شجرة البلسم الأصلية المزهرة، حتى يكون في استطاعته القيام بفحصه، ووصف طبائع وخصائص هذا النوع من النبات.

عالم النبات بيتر فورسكال 1760/ الصورة: ويكبيديا

تقرير فورسكال عن شجرة البلسم

في 18 نيسان/ابريل 1763، كتب عالم الأحياء السويدي فورسكال، من مكان اقامته في بيت الفقيه، تقريراً إلى البروفيسور لينوس في جامعة أوبسالا السويدية، وأرفق برسالته هذه ساقاً من شجرة البلسم التي وجدها.

تجاهل فورسكال في عمله هذا، أوامر المنع الذي صدرت من الحكومة الدنماركية، وأورد في رسالته:

«أني اعرف الآن نوع شجرة البلسم الاصلية فهي تنمو في اليمن، لكن السكان هنا لا يعرفون كيف يجمعون البلسم منها، إني لا أستطيع أن أسجل اكتشافاتي في رسائل خاصة، غير ان ما يمكنني قوله هو أن هذه الشجرة ليست Pistac وليست Lenticus. ولكنها من نوع Brown’s Genera.».

« لقد جمعت أيضاً عدداً لا يصدق من النباتات الأميركية والهندية ونباتات أخرى جديدة وجدتها في اليمن. لكن ليس من المسموح أن اسجلها في قوائم منفصلة عن بعضها البعض، وعلى أي حال سوف تظهر هذه الاكتشافات الى الوجود إذا وهبني الله طول العمر والصحة، وفي الحقيقة يستحق هذا البلد السعيد حقاً أن ترسل الية بعثة زراعية خاصة، ويجب التمسك بأن يكون ارسال هذه البعثة على شرف البروفسور ميشاليس في كونتجن».

«وإذا لم يطل بي العمر حتى اناقش معك ما جمعته من نباتات في اليمن، فسوف أخسر، ويخسر العلم معي عندئذ أكثر مما يمكن أن تتصور». التوقيع: فورسكال.

لقد استغرق وصول هذه الرسالة سنة كاملة، منذ أن أرسلت الى لينوس مع الساق المزهر المقطوع من الشجرة قرب Qude حتى وصولها الى جامعة أوبسالا في السويد. وخلال هذا الوقت الطويل كان كل شيء قد تغير.

كارستن نيبور بالملابس اليمنية في صنعاء 1763 – نيبور

ولأول مرة كان البرفيسور لينوس قادراً على دراسة شجرة البلسم الأصلية، لكن هذا لم يكن الا شكلاً على ما يبدو، فقد كانت الزهور ذابلة.

في اليوم الثاني من تسلمه رسالة فورسكال من بيت الفقيه، وصف البروفسور لينوس محتوياتها المثيرة في رسالة بعث بها الى عالم الفلك وارجانتين، جاء فيها قوله التالي: ” البارحة تسلمت رسالة من فورسكال، من مملكة الأموات”.

وعلى عكس ما ظنه لينوس، فقد كان اكتشاف فورسكال لشجرة البلسم تتويجاً لنشاطات البعثة الدنماركية في اليمن السعيد. وكان السكان في كل مكان في هذه البلاد ودودين، وعلى استعداد لتقديم المساعدة والعون.

كما سادت روح المودة بين جميع أعضاء البعثة. ولم يكن لعملهم من قبل مثل هذه النتائج الباهرة، ولم تكن توقعات المستقبل بمثل هذا الجمال. (هانسن، 1962)

تلال القهوة اليمنية كما رسمها نيبور سنة 1762

موت فورسكال في يريم

بعد 3 أشهر من هذا الاكتشاف لشجرة البلسم، وتحديداً في يوم 11 يوليو 1763، توفي عالم النبات السويدي بيتر فورسكال متأثراً بمرض الملاريا، في مدينة يريم (وسط اليمن) في أثناء طريقة من تعز الى ذمار.

تم دفن جثة فورسكال في أحد مقابر اليهود في مدينة يريم. كما توفي كل علماء البعثة في اليمن بسبب الحمى والملاريا ونجا كارستين نيبور لوحده وخرج حياً من اليمن وعاد الى الدنمارك.

تمكن فورسكال من جمع 693 نوعاً من مختلف النباتات من اليمن لوحدها، وهي أكثر من نصف الأنواع الجديدة في العلوم (آنذاك).

النبات الذي جمعه فورسكال

تمكن فورسكال من جمع 693 نوعًا مختلفًا من النباتات من اليمن لوحدها، وهي أكثر من نصف الأنواع الجديدة في العلوم. كما قام بتدوين ملاحظات مستفيضة على الموائل والتوزيعات النباتية في اليمن.

أرسل فورسكال ثروة علمية من البلدان التي زارها في رحلته من الدنمارك الى اليمن، حيث ارسل قرابة 2000 مجموعة منفصلة من البذور، وأرسلها الى 6 جامعات أوروبية. (هانس، 1982)

وحين وصلت البذور الى جامعة أوبسالا في السويد، قام البرفسور لينوس ببذر وغرس بذور فورسكال، ونجح في الحصول على ما لا يقل عن 80 نباتاً نامياً. (هانس، 1982)

وفي جامعة كوبنهاجن بالدنمارك، وصلت بذور فورسكال وقام البرفسور أودور بزراعة البذور في حديقة النباتات الخاصة في كوبنهاجن، ومجمل ما حصل عليه من الإنتاج 230 نباتاً.

لكن هذه البذور الأخيرة كانت من التي أرسلت القسطنطينية والقاهرة فقط. اما الشحنات المرسلة من اليمن ظلت مغلقة لسنوات طويلة ولاقت الإهمال، نظرا لتغير الحكم في الدنمارك وتغير الاهتمامات.

وتشير مقالة  للباحث نايجل هيبر، أن الكثير من المواد التي تم جمعها في البعثة ، فُقدت أو سُرقت، أو سُمح لها بالتعفن بمجرد عودتها إلى كوبنهاغن.

ومن بين أنواع العينات البيولوجية التي ارسلها فورسكال من اليمن، بقيت عينات النبات فقط؛ والتي يجري عليها بعض الاسترشاد.

بعد مضي 170 سنة من موت فورسكال في اليمن، تم تشكيل مجموعة اعشاب فورسكال وقد سميت باسم “المجموعة الفورسكالية” وأصبح لهذه المجموعة فيما بعد أهمية تاريخية كبرى.

يقول هانس، “بعد مرور 200 سنة من ذلك، جاء علماء النبات وعلماء الحيوان من جميع انحاء العالم، لينحنوا فوق بقية “المحصول” الذي ارسله فورسكال، تقديرا واكباراً”.

* المراجع:

– هانس، توركيلد، “من كوبنهاجن الى صنعاء”، قصة البعثة العلمية الأوروبية الى اليمن، مركز الدراسات والبحوث اليمني، صنعاء، دار العودة، بيروت، الطبعة الأولى، 1982.

– Retsö, Jan, (2003), “When did Yemen become “Arabia felix”, JSTOR Journal, UK, Vol (33), P 229.

– موقع jerichovalley، Three chapters of Balsamon history

 – Eitan Amiel. β-Caryophyllene, a Compound Isolated from the Biblical Balm of Gilead (Commiphora- gileadensis), Is a Selective Apoptosis Inducer for Tumor Cell Lines. (2012).

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!