fbpx

إدارة الـمخـاطـر

مشهد من انحسار البحر نتيجة موجة تسونامي | الصورة:bp

حلم أخضر | Nature Mag

يزداد عدد أولئك الذين يعيشون في المناطق المعرضة للزلازل عامًا بعد عام؛ مما يجعل التخفيف من مخاطر الزلازل أمرًا أكثر أهمية من أي وقت مضى. لذلك دعونا نسمع هتافين لجمعية الأرض وعلماء الاجتماع والمهندسين التي من المقرر أن تطلق «النموذج العالمي للزلازل» GEM في العام المقبل.

هتّافون فقط؟ على الرغم من أن نطاق المشروع الممتد على مستوى العالم يوافق طموحه، فإن قدرته على إنقاذ حياة الناس ستعتمد على كيفية استخدام البيانات والأدوات محليًّا. وكما يتضح من إدانة ستة علماء للتقارير المغلوطة من خطر وقوع الزلزال الذي ضرب لاكويلا، إيطاليا في عام 2009، فإنه سيعتمد أيضًا على كيفية إبلاغ تلك المعلومات إلى صانعي القرار.

يلبي مشروع «النموذج العالمي للزلازل» حاجةً ملحةً: ففي جميع أنحاء العالم يجب أن يجمع معظم عمال السلامة ضد الزلازل المعلومات من مجموعة من المصادر للعمل على المواقع الأكثر خطورة، لكن في بلدان مثل إندونيسيا وبيرو، يُعَدّ الوصولُ إلى المعلومات عن حركات الزلازل محدودًا. ولذا.. فسوف يسهِّل هذا البرنامج الرقمي وقواعد البيانات ومجموعة من الأدوات البرمجية التي يوفرها عمل محللي المخاطر ومخططي الطوارئ تقييم المخاطر، لكن ليست هذه سوى البداية.

إنّ تقييم المخاطر حرفة متخصصة ومفتوحة لإساءة التفسير. ويؤكد نقاد «النموذج العالمي للزلازل» أنّ مخططات المشروع الرسمية والرسوم الأنيقة قد تولِّد شعورًا زائفًا بالأمن في ظل قوة النتائج، لكن جرِّب أن تُغذي أجهزة الحاسب بمجموعة مختلفة من بيانات الزلازل التاريخية أو عدِّل في المعاملات؛ وسوف تتغير الخرائط. لقد نوقشت هذه الصعوبات بصورة محتدمة في المجتمعات المعرَّضة لمخاطر الزلزال. وقد تنشأ أفضل الطرق نتيجة لدراسات أكبر، جعلها «النموذج العالمي للزلازل» أمرًا ممكنًا. وسيكون نقل الشكوك ضروريًّا، لكن الخلاف لا يُقلِّل المخاطر.

كوارث السيول في صنعاء | الصورة:فلمانيمكن أن يساعد تبادُل المعارف وأفضل الممارسات على ترجيح كفة الميزان وإقناع الحكومات والمجتمعات المحلية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين أعمدة بناياتهم، وليس النظر إلى الزلازل ببساطة باعتبارها «أعمالاً قدريّة» لا يمكن القيام بالكثير حيالها. وهو ما سيؤدي إلى تكوُّن شبكة في جميع أنحاء العالم مثل «النموذج العالمي للزلازل». قد تجلب أدواتها القياسية بعض التعقل إلى تحليل المخاطر للزلازل في بلدان مثل إيطاليا، حيث يتم ترويع الباحثين، وفي اليونان، حيث يتم تحويل الاستثمار بعيدًا، نتيجة لدراسات التنبؤ بالزلزال المشكوك فيها.

وحتى تكون البيانات مفيدةً، يجب أن تكون شاملة بقدر الإمكان. وينبغي أن تنتهج الحكومات والجامعات في جميع أنحاء العالم مبدأ الشفافية، وتجمع وتنشر بياناتها الخاصة بالزلازل، وتلك التخطيطية والاجتماعية الاقتصادية داخل «النموذج العالمي للزلازل».

ويجب أن تُترجَم النتائج إلى أفعال ذات أولويّة، فبالإضافة إلى تكدُّس إدارة جمعية «النموذج العالمي للزلازل» بعدد من المديرين مع نمو عضويتها، ينبغي أن يمتد تدريبها للعلماء والممارسين لنشر معرفة النموذج، وتصميم نماذج واقعية لمخاطر الزلازل، وهو الأمر الأكثر أهمية. وكما تُظهر بالفعل ورشات العمل التدريبية الجارية في عدة مناطق، يكمن جزء رئيس من إرث «النموذج العالمي للزلازل» في جمع البيانات المحلية غير المنشورة سابقًا تحت مظلة واحدة. وستكون المنح الدراسية للطلبة والباحثين من حملة الدكتوراة للعمل بـ«النموذج العالمي للزلازل»، فضلاً عن توظيف وتعليم المزيد من المدربين خطوات جيدة.

وما إنْ يقع المحتوم، ويحدث زلزال كبير، فيجب أن يتعلم «النموذج العالمي للزلازل» منه، ويجب أن يكون جزءًا من إرث المشروع للمجتمع المُعَرَّض للمخاطر الزلزالية، وأولئك الذين يعملون على غيرها من المخاطر، لتقييم مدى وصول معلوماته إلى أولئك الموجودين على الأرض، وما إذا كانت تلك المعلومات تساعد في تقليل الوفيات، أم لا. وبالنظر إلى المبالغ الكبيرة من الأموال المستثمرة، يجب أن تكون هناك عملية تقييم دقيقة من قبل «نموذج الزلازل العالمي» وعلماء الاجتماع المستقلين بعد خمس سنوات، أو نحو ذلك.

وتأمل جمعية «النموذج العالمي للزلازل» في البقاء بعيدًا عن معمعة الإبلاغ عن المخاطر. فمن الممكن أن يحاول بعض الأشخاص أو الحكومات أن يُحمِّل النموذج مسؤولية توفير المعلومات التي يتبين أنها غير صحيحة، ولكن بدعم من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والبنك الدولي وعدة حكومات وطنية، بات «النموذج العالمي للزلازل» أكثر قدرة على مقاومة التقاضي من الباحثين من الأفراد أو لجنة في بلدٍ واحدٍ، مثل العلماء الذين أُدينوا في قضية زلزال لاكويلا.

وكما هو الحال دائمًا، فإن الأفراد هم مَنْ سيتعيَّن عليهم اتخاذ القرارات الصعبة حول كيفية الإبلاغ والتصدي لمخاطر الزلزال. إن قيمة “النموذج العالمي للزلازل” تكمن في مساعدة الممارسين للتحدث باللغة نفسها.

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!