fbpx

تحذير أممي من خطر النفايات البلاستيكية

حلم اخضر – تقرير: بي بي سي

حذرت الأمم المتحدة من أن الحياة البحرية تواجه ملايين الأطنان من النفايات البلاستيكية التي ينتهي بها المطاف في البحار والمحيطات كل سنة.

وتقول الأمم المتحدة، أن الحياة البحرية تواجه “ضررا لا يمكن إصلاحه” بسبب زيادة النفايات البلاستيكية في مياه البحار والمحيطات.

وقالت رئيسة المحيطات في الأمم المتحدة، ليزا سفينسون، لـ BBC: “هذه أزمة كونية .. نحن ندمر النظام البيئي للمحيطات”.

كيف يحدث ذلك، وهي المخاطر المحتملة وما هي الأضرار التي تسببها في الواقع النفايات البلاستيكية؟

 

انفوجرافيك 1: كمية المواد البلاستيكية في المحيطات/ BBC

لماذا تطرح النفايات البلاستيكية إشكالية؟

البلاستيك كما نعرف، لم يوجد في الحقيقة سوى قبل 60 إلى 70 عاما، لكن خلال هذا الوقت شهد كل شيء سواء كان لباسا، أو طبخا، أو إعدادا للطعام، أو تصميما للمنتجات أو هندسة أو بيعا بالتجزئة، تحولات عدة.

ولعل واحدة من المزايا العظيمة لعدة أنواع من البلاستيك، هي أنها صُمِّمت لتصمد، أي لتُعمِّر فترة طويلة من الوقت.

ولهذا، فإن جميع مواد البلاستيك -تقريباً- لا تزال موجودة، بشكل أو بآخر اليوم.

 

انفوجرافيك 2: الفضلات البلاستيكية في المحيطات/ BBC

 

ويقدَّر عالم البيئة الصناعية، الدكتور رونالد غاير، من جامعة سانتا باربارا وزملاؤه في ورقة بحثية نشرت في شهر يوليو/تموز 2017، في مجلة “ساينس أدفنسيس أو تقدم العلوم” بأن حجم البلاستيك الذي تم إنتاجه منذ البداية إلى الآن، وصل إلى 8.3 مليار طن.

ومن ضمن هذه الكميات المذكورة، هناك نحو 6.3 أطنان تحولت الآن إلى نفايات بلاستيكية.

وهناك حوالي 79% من هذه النفايات البلاستيكية، لا تزال ملقاة في مدافن النفايات أو في البيئة الطبيعية.

ويُذكر أن هذا الكم الهائل من النفايات أملته الحياة المعاصرة حيث يُستخدم البلاستيك في عدة مواد عابرة أو “لمرة واحدة” فقط، من زجاجات المشروبات والحفاضات إلى أدوات المائدة وبراعم القطن.

انفوجرافيك 3: الزمن التقديري لاضمحلال الفضلات البلاستيكية/ BBC

أربعة مليارات من زجاجات البلاستيك

تعد الزجاجات الفارغة، من أكثر أنواع النفايات البلاستيكية انتشارا في كل بلدان العالم.

لقد بيع نحو 480 مليارا من الزجاجات البلاستيكية في مختلف أنحاء العالم في العام 2016، أي مايقارب مليون زجاجة في الدقيقة الواحدة.

ومن ضمنها 110 مليارات زجاجة أنتجتها شركة كوكاكولا العملاقة. وتدرس بعض البلدان الخطوات المطلوبة لتقليص استهلاك المشروبات الغازية.

وتشمل الاقتراحات في المملكة المتحدة، تنفيذ مشروعات من قبيل إرجاع الودائع أي الزجاجات الفارغة، وتحسين إمدادات الماء الصالح للشرب بشكل مجاني في المدن الكبرى، بما فيها لندن.

كم من النفايات البلاستيكية التي تنتهي في البحر؟

من المرجح، أن هناك نحو 10 مليون طن من قناني البلاستيك، التي ينتهي بها المطاف في المحيطات كل سنة.

انفوجرافيك 4: قناني المشروبات من البلاستيك./ BBC

 وأشارت تقديرات العلماء الصادرة عن المركز الوطني للتحليل البيئي والتركيب، وجامعة جورجيا في أثينا في العام 2010، إلى وجود نحو 8 ملايين طن.

على أن يرتفع هذا الرقم إلى 9.1 مليون طن بحلول عام 1015، كما تقول التوقعات.

وخلصت الدراسة المسحية ذاتها، التي نشرت في مجلة ساينس في عام 2015، إلى أن 192 بلدا ساحليا يساهم في انتشار النفايات البلاستيكية في المحيطات.

ووجدت الدراسة، أن البلدان الآسيوية شكلت 13 بلدا من مجموع 20 بلدا يساهم بقوة في انتشار النفايات البلاستيكية في المحيطات.

وتأتي الصين في صدارة البلدان التي لا تحسن إدارة النفايات البلاستيكية، لكن الولايات المتحدة تأتي أيضا على رأس البلدان العشرين التي تساهم بنسبة عالية جدا في النفايات لكل شخص.

وتتراكم النفايات البلاستيكية في مناطق بالمحيط حيث تُوَّلد الرياح تيارات هوائية دائرية على شكل دوامات وتَعْلَق بأي حطام عائم.

وهناك خمسة أنواع من هذه التيارات الهوائية الدائرية في مختلف أنحاء العالم، لكن أشهرها يوجد في شمال المحيط الهادئ.

وتشير التقديرات إلى أن الحطام يستغرق ستة سنوات، للوصول إلى مركز هذه التيارات الهوائية الدائرية في شمال المحيط الهادئ، والتي تأتي من سواحل الولايات المتحدة ونحو عام من اليابان.

ويلاحظ أن هذه التيارات الهوائية الدائرية الخمسة، تضم نسبة أعلى من النفايات البلاستيكية مقارنة بأي أجزاء أخرى من المحيطات.

إذ أنها تتكون من شظايا متناهية الصغر من البلاستيك، والتي تبدو وكأنها تقبع عالقة تحت السطح وهي ظاهرة قادت إلى وصف ما يحدث على أنه حساء بلاستيكي.

ولعل الخصائص التي تتيح للنفايات البلاستيكية الصمود لمدة طويلة، تعني أن بعض المواد تتطلب قرونا حتى تتحلل بشكل نهائي ولا تضر بالبيئة.

انفوجرافيك 5: مشروع عيدان الاذان./ BBC

 غير أن هناك خطوات لتنظيف هذه التيارات الهوائية الدائرية في شمال المحيط الهادئ. وتنوي منظمة غير ربحية تسمى “تنظيف المحيط” البدء في العمل عام 2018.

ووجدت جمعية المحافظة على الحياة البحرية، أن كل 100 متر من الشواطئ التي غطتها في دراستها المسحية خلال حملة تنظيف الشواطئ البريطانية تحتوي على 718 قطعة من القمامة.

أي أن هناك زيادة بنسبة 10% مقارنة بالسنة الماضية. وتشكل القمامة الناجمة عن الطعام والشراب ما لا يقل عن 20% من القمامة التي تم جمعها.

ومن الصعب رصد أصل الكثير من القمامة، لكن الجمهور يساهم بنسبة نحو 30% في هذه القمامة. “الحطام الناجم عن مجاري الصرف الصحي” أو المواد التي يتم التخلص منها في المراحيض بدلاً من إلقائها في سلات القمامة المخصصة لذلك تساهم بنسبة 8.5%.

لماذا يعتبر البلاستيك مضر جداً بالحياة البحرية؟

يأتي الخطر الذي تواجهه الطيور البحرية والكائنات البحرية الضخمة، مثل السلاحف البحرية، والدلافين، وعجول البحر من احتمال أن تعلق هذه المخلوقات في الأكياس البلاستيكية.

أو أن تعلق في باقي أشكال الحطام، أو أنها تعتقد خطأ أن هذا البلاستيك هو بمثابة الطعام الذي تبحث عنه.

ولا يمكن أن تفرق السلاحف بين الأكياس البلاستيكية وقناديل البحر، التي يمكن أن تكون جزءا من طعامها.

ويذكر أن الأكياس البلاستيكية تتسبب عند ابتلاعها من قبل الكائنات البحرية، في انسداد داخلي وعادة ما تؤدي إلى الموت.

أما الأكياس البلاستيكية الضخمة، فيمكنها أن تدمر النظام الهضمي عند الطيور البحرية والحيتان، ويمكن أن تقتل هذه الكائنات.

وبمرور الوقت، تتحلل النفايات البلاستيكية ببطء وتتحول إلى شظايا متناهية الصغر تتسبب أيضا في قلق العلماء.

ووجدت دراسة مسحية حديثة أجرتها جامعة بلايماوث، أن البلاستيك وُجِد في ثلث الأسماك التي تم صيدها في بريطانيا، بما في ذلك سمك القد، وسمك الحدوق، وسمك الأسقمري، وقشريات البحر.

ويمكن أن يؤدي هذا الوضع إلى سوء التغذية أو الموت جوعا عند الأسماك، ويقود بالتالي إلى ابتلاع الإنسان البلاستيك أيضا.

ولا يعرف تأثير البلاستيك على الإنسان الذي يهضم السمك الملوث بهذه المادة.

وبحلول العام 2016، حذرت هيئة سلامة الأغذية الأوروبية، من الخطر المتزايد على صحة الإنسان وعلى سلامة الأغذية “أخذا في الاعتبار التلوث المتناهي الصغر المحتمل عند ابتلاع أنسجة الأسماك التجارية”.

المصدر: BBC

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!