fbpx

قمة المناخ 2019: سباق يمكن الفوز به

شعار قمة المناخ 2019 – الصورة: UN

حلم أخضر – الأمم المتحدة

أضحى تغير المناخ قضيةٌ أساسيةٌ في عصرنا الراهن، والآن لعل هذه هي اللحظة الحاسمة للقيام بشيء إزاءه. فما يزال هناك وقت لمعالجة تغير المناخ، لكنه يتطلب جهداً غير مسبوق من جميع قطاعات المجتمع في كل دول العالم.

وفي مسعى أممي لتعزيز الطموح وتسريع الإجراءات بغية تنفيذ اتفاق باريس بشأن تغير المناخ. يستضيف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قمة العمل المناخي للعام 2019 في يوم 23 أيلول/ سبتمبر 2019، لمواجهة التحدي المناخي.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، كافة قادة دول العالم بالقدوم إلى نيويورك في موعد القمة، ومعهم خططاً ملموسة وواقعية لتعزيز إسهاماتهم المحددة وطنياً بحلول سنة 2020، تماشياً مع خفض انبعاث الغازات بـ 45 بالمائة في العقد القادم، وإلى انعدام الانبعاثات سنة 2050.

وقال أنطونيو غوتيريش، ” أود أن أسمع من قادة الدول بخصوص طريقة توقيف الزيادة في الانبعاثات بحلول سنة 2020، وخفض الانبعاثات بدرجة كبيرة للوصول إلى صفر انبعاثات بحلول منتصف القرن”.

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش/ UN

وسيحضر القمة المرتقبة ما يزيد عن 100 من رؤساء الدول والحكومات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسيكون تغير المناخ هو مصب التركيز. وسيحل الأسبوع المناخي في الفترة من 24 -30 أيلول/سبتمبر 2019.

وستقام في هذا الاسبوع، أكثر من 150 فعالية متعلقة بتغير المناخ. وسوف تجمع القمة الحكومات، والقطاع الخاص، والسلطات المحلية، ومنظمات عالمية أخرى لتطوير حلول طموحة في 6 مجالات: تحول عالمي إلى الطاقة المتجددة؛ بنى تحتية ومدن مستدامة؛ والزراعة المستدامة، وإدارة الغابات والمحيطات؛ المقاومة والتكيف مع آثار المناخ؛ ومواءمة التمويل العمومي والخاص مع اقتصاد صفري.

وتقول الأمم المتحدة، في منصتها الرئيسية لمؤتمر تغير المناخ، أن هذه القمة “ستظهر نقلةً نوعيةً في الطموح السياسي الوطني الجماعي، وستبين حركةً هائلة في الاقتصاد الحقيقي لدعم برنامج العمل”.

وسترسل هذه التطورات مجتمعة إشاراتً سوقية وسياسية قوية، وتضخ زخمًا في “السباق نحو القمة” بين الدول والشركات والمدن والمجتمع المدني، وهو المطلوب لتحقيق أهداف اتفاقية باريس وأهداف التنمية المستدامة.

المجالات الستة في قمة المناخ:

بحسب لجنة الأمم المتحدة المنظمة للقمة، فإن الغرض من مؤتمر القمة المعني بتغير المناخ لعام 2019 هو: حث الدول والأقاليم والمدن والشركات والمستثمرين والمواطنين، على تكثيف الجهود العالمية المبذولة لمعالجة تغير المناخ في ستة مجالات عمل وهي، على النحو التالي:

1. الجانب المالي: تعبئة المصادر العمومية والخاصة للتمويل لدفع عملية إزالة الكربون من جميع القطاعات ذات الأولوية وتعزيز المقاومة.

2. التحول في الطاقة: تسريع التحول من الطاقة الحفرية نحو الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى إحراز أرباح معتبرة في كفاءة الطاقة.

3. التحول في الصناعة: تحويل الصناعات كالوقود، والغاز، والفولاذ، والإسمنت، والمواد الكيميائية، وتكنولوجيا المعلومات.

4. الحلول القائمة على التخفيض من الانبعاثات: الرفع من قدرة البالوعة وتعزيز المقاومة داخل وعبر الغابات، والزراعة، والمحيطات، وأنظمة الغذاء بما في ذلك المحافظة على التنوع البيولوجي، وتسخير سلاسل الإمداد والتكنولوجيا.

5. المدن والعمل المحلي: تعزيز الخفض والمقاومة على المستويين الحضري والمحلي، مع التركيز على التزامات جديدة بشأن المباني ذات انبعاثات منخفضة، والنقل الجماعي، والبنية التحتية الحضرية؛ ومقاومة فقراء المناطق الحضرية.

6. المقاومة والتكيف: تعزيز الجهود العالمية لمعالجة وإدارة آثار تغير المناخ والمخاطر الناتجة عنه، لا سيما في تلك المجتمعات والدول الأكثر ضعفا.

وعلى ذات السياق، وعلاوة على ذلك، هنالك 3 مجالات رئيسية مهمة، سيجري التركيز عليها، وهي:

– استراتيجية خفض الانبعاثات: توليد زخم للمساهمات الطموحة المحددة وطنيا والاستراتيجيات بعيدة المدى لبلوغ أهداف اتفاق باريس.

– إشراك الشباب والتعبئة العامة: تعبئة الناس في جميع أنحاء دول العالم لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ، وضمان إدماج الشباب وتمثيلهم في جميع جوانب القمة، بما في ذلك مجالات التحول الستة الرئيسية المذكورة أعلاه.

– العوامل الاجتماعية والسياسية: تعزيز الالتزامات في المجالات التي تؤثر على رفاهية الناس، مثل التقليل من تلوث الهواء، وخلق فرص عمل لائقة، وتقوية استراتيجيات التكيف مع المناخ، وحماية العمال والفئات الضعيفة.

كارثة تغير المناخ تزداد تفاقماً:

تشير المعلومات الواردة للأمم المتحدة الى أن الانبعاث الغازية وصلت إلى معدلات قياسية وهي لا تبدي أي علامة توقف. كانت السنوات الأربع الأخيرة أكثر حرارة كما أن درجات الحرارة في فصل الشتاء في القطب الشمالي ارتفعت بـ 3°س منذ سنة 1990.

فمستويات البحر ترتفع، والشعاب المرجانية تموت، كما أننا نلاحظ الأثر المهدد على الحياة لتغير المناخ على الصحة، من خلال تلوث الهواء، وموجات الحرارة، ومخاطر الأمن الغذائي.

وباتت آثار تغير المناخ محسوسة في كل مكان اليوم، كما أن لها عواقب حقيقية للغاية على حياة الناس. إن تغير المناخ يعرقل الاقتصادات الوطنية، مما يكلفنا اليوم الثمن غاليا وحتى غدا.

غير أن هنالك اعتراف متزايد بأن الحلول الممكنة والقابلة للتطوير موجودة الآن، والتي ستمكّن الجميع من التخطي إلى اقتصادات نظيفة وأكثر مقاومة.

يظهر التحليل الأخير على أنه إذا تحركنا في الوقت الحالي، فبإمكاننا خفض انبعاثات الكربون خلال 12 سنة وإيقاف الارتفاع في المعدل العالمي لدرجة الحرارة إلى أقل بكثير عن 2°س وحتى، كما طلب العلم الحديث، إلى 1.5°س فوق المستويات قبل الصناعية.

لكن، لحسن الحظ، لدينا اتفاق باريس – إطار لسياسة حكيمة، وقابلة للتطبيق، وتطلعيه تسطّر بالضبط ما يجب فعله لإيقاف اختلالات المناخ وتوقيف تأثيره. إلا أنه لا معنى للاتفاق في حد ذاته من دون عمل طموح.

* المصدر: قمة العمل المناخي 2019 – الأمم المتحدة

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!