حلم أخضر | تقرير خاص
لطالما ظلت جزيرة كمران اليمنية، عرضة للأطماع، وتاريخياً، تعرضت جزيرة كمران للاحتلال الأجنبي بشكل غير متوقع، حيث احتلها البرتغاليون عام 1513.
وأحتلها المماليك في العام 1515، ثم عاد البرتغاليون إليها مرة أخرى في العام 1517، ثم احتلتها بريطانيا العام 1867، حتى وصل إليها العثمانيون العام 1882.
ومرة أخرى عاد البريطانيون لاحتلالها مجدداً في الحرب العالمية الأولى، حتى تم إجلاؤهم منها العام 1967.
ووفقاً لمعلومات المركز الوطني للمعلومات، أنشأ الاحتلال البريطاني مطار كمران في العام 1932، والذي كانت تنطلق منه الطائرات الحربية لضرب ميناء “مصوع وأسمره” أثناء حرب بريطانيا مع الايطاليين.
وقد شهد مطار كمران في العام 1940 نشاطًا تجاريا كبيرا من خلال فتح الخط المدني الجوي الذي ربط الجزيرة بمدينة عدن، جنوب اليمن.
الموقع والمساحة:
تقع محمية جزيرة كمران اليمنية قبالة الساحل الغربي لمنطقة الصليف، وهي تتبع محافظة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر، وتبعد عن منطقة الصليف بمسافة 6 كيلو مترات.
ووفقاً لبيانات هيئة حماية البيئة، تبلغ مساحة محمية جزيرة كمران حوالي 52,57 كيلومتر مربع، وهي بمثابة حزام أمني لميناء الصليف ومحافظة الحديدة، وتبلغ مساحة المسطحات المائية لجزيرة كمران حوالي 18,49 كم2.
إعلان كمران محمية ساحلية:
في اغسطس/آب العام 2009، أعلنت الحكومة اليمنية، منطقة شمال جزيرة كمران، محمية ساحلية، وهي تعد سادس محمية طبيعية يجري اعلانها في اليمن. نظراً لما تتميز به هذه المنطقة من تنوع بيولوجي حيواني ونباتي.
إذ تتكاثر فيها الاعشاب البحرية والاسفنج، وقنافذ البحر. وتتواجد فيها مناطق تعشيش السلاحف البحرية. وهي تضم غابات من الشعاب المرجانية الفريدة. وتغطي المحمية غابات من أشجار “الجندل” أو ما يسمى اشجار المانجروف الساحلي، الممتدة على مساحات شاسعة في المحمية تبلغ حوالي 30 كيلو متر مربع..
تعتبر هذه المحمية، موائل طبيعية للعديد من الطيور المستوطنة والمهاجرة، كما تعد محمية شمال كمران بيئة خصبة وملائمة لتكاثر أسماك الجمبري، وعدد من الأسماك والأحياء البحرية الأخرى.
تقع محمية جزيرة كمران في محافظة الحديدة، وتبلغ مساحة المحمية 52.57 كيلومتر مربع. في حين تبلغ مساحة المسطحات البحرية للمحمية حوالي 18.49 كيلومتر مربع.
لؤلؤة جزر البحر الأحمر
يقطن جزيرة كمران سكانها الأصليين ذوي الأصول اليمنية العربية، ويبلغ عدد سكانها قرابة 2,465 ألاف شخص بحسب التعداد السكاني للجمهورية اليمنية للعام 2004، وتأتي الأهمية الإستراتيجية لجزيرة كمران، في كونها تشرف على خطوط الملاحة الدولية المارة من جهتها الغربية، حيث كان البريطانيون قد استخدموها لهذا الغرض فيما مضى.
تعد جزيرة كمران لؤلؤة جزر البحر الأحمر، وهي عبارة عن غابة بحرية، وجزيرة سياحية جميلة تمتاز بثراء وتنوع حيوي، وشواطئ رائعة ومواقع مثيرة للاهتمام تجعلها من إحدى أكثر المناطق جذباً للسياح.
كما أنها جزيرة ذات نكهة فريدة، فمعالمها الأثرية والثقافية تحكي جانباً من تاريخها الاستعماري، فقد ظلت فترات طويلة من تاريخها عرضة لأطماع القراصنة والمستعمرين منذ عهد الرومان وانتهاء بالاستعمار البريطاني لها حتى العام 1967.
المعالم الأثرية في الجزيرة:
– قلعة كمران:
ترجح كثير من المصادر أنها تعود إلى فترة الاحتلال الفارسي للجزيرة عام 620 ميلادي، وقد تم تجديد بنائها على فترات متلاحقة منها عام 1517 أثناء الحملة البرتغالية ، وتتكون القلعة من عدة غرف متفرقة تحيط بها متاريس ، ويوجد بها مخازن لحفظ الحبوب والطعام وبها بئر ماء بالإضافة إلى نفق .
– الجامع الكبير:
يعد من أهم المعالم التاريخية والأثرية في جزيرة كمران وترجح كثيرًا من المصادر بداية تأسيسه إلى حسين الكردي قائد الحملة المملوكية على اليمن عام 921 هـ- 1515م. ثم شهد بعدها الجامع عمليات تجديد متكررة وتوسيع كان أخر عام 1948 م من قبل الملك فاروق ملك مصر السابق عند زيارته للجزيرة
– مسجد الجبانة:
يعود تاريخ إنشائه إلى فترة تواجد المماليك في الجزيرة لصد حملات البرتغاليين عن جنوب البحر الأحمر حوالي عام 921 هـجرية – 1515 للميلاد.
النظام البيئي:
حظيت هذه الجزيرة بالكثير من مظاهر التنوع الحيوي، وتتمثل مقوماتها في طبيعتها الخلابة ذات الغابات الكثيفة من أشجار المانجروف، وشواطئ رملية ذهبية ومتعددة في شمالها وجنوبها وشرقه وغربها.
بالإضافة إلى وجود مياه نقية غير ملوثة، وبيئة بحرية خالية من أي تلوث، حيث تحوى على شعاب مرجانية فريدة من نوعها.
كما تحوي بيئة كمران، أحياء ونباتات وأسماك لا حصر لها. إضافة إلى تعدد مناطق الغوص فيها،كما أنها تعد ذات بيئة غاية في الجمال والروعة نتيجة لارتباطها بالعديد من الجزر القريبة منها والمسماة بجزر أرخبيل كمران.
وتعتبر أشجار الشورى أو المانجروف الواقعة شمال الجزيرة، بيئة هامة للطيور المهاجرة والمستوطنة، حيث تصل مساحتها إلى أكثر من 30 كيلومترمربع. مما يجذب الطيور المهاجرة، ويجعلها محطة توقف ذات جاذبية وأحد البيئات الهامة للطيور المائية.
وتتواجد الشعاب المرجانية في جنوب وغرب الجزيرة مع قلتها وندرتها في شرق الجزيرة وشمالها، حيث تشهد بيئة الشعاب المرجانية تنوع سمكي كبير جعل من الجزيرة من أهم المصائد السمكية خاصة مصائد أسماك الزينة في اليمن.
المواقع السياحية:
تعتبر شواطئ محمية جزيرة كمران التي توصف بكثافة اشجار المانجروف من أهم المقومات السياحية وهي كالتالي:
– شواطئ مطير غرب الجزيرة، شواطئ التويس شمال وشمال شرق الجزيرة. وشواطئ الصياد النائم شمال شرق الجزيرة. وشواطئ مكرم غرب الجزيرة. وشواطئ السليلة جنوب الجزيرة.
كما يوجد فيها مقومات سياحية أخرى وتعد مراسيها وأرصفتها البحرية من أهم مقومات التنمية السياحية والاقتصادية والاجتماعية والتي تتوزع أرصفتها البحرية بشكل منقطع النظير.
المصادر:
– الهيئة العامة لحماية البيئة. اليمن.
– المركز الوطني للمعلومات. رئاسة الجمهورية/اليمن.