حلم أخضر | محمد سعيد الشرعبي
قتل مساء أمس الأربعاء شخص وأصيبت طفلة في تجدد المواجهات المسلحة نتيجة النزاع على آبار المياه الجوفية، بين أهالي قريتي “قراضة” و”المرزوح”، البلدتان الريفيتان التابعتان لمحافظة تعز جنوب غرب اليمن، والتي تعاني نقصاً مريعاً في المياه.
وتتقاتل كلا القريتان الواقعتان على قمة جبل “صبر”، على إمدادات المياه الناضبة بسرعة، والتي تأتي من الينابيع الجبلية المشتركة. وقد قتل جراء ذلك الصراع عشرات الأشخاص، وأصيب كثيرون في الاشتباكات التي اشتعلت منذ العام 1998، وأوقفتها الحكومة اليمنية نهاية العام 2001 بعد تدخل من قوات الجيش، بيد أنها اشتدت في الآونة الأخيرة، وتعرض أحدهم للقتل الليلة الماضية.
وكان اتفاق حكومي قد الزم طرفي النزاع بتنفيذ حكما قضائياً، حدد توزيع المياه المتنازع عليها بـ 4 هنشات لقرية «قراضة»، و 2 هنشات لقرية «المرزوح»، مع دفع الدية لجميع القتلى (9 قتلى) في هذا الصراع، وعلاج أكثر من 50 جريحاً سقطوا خلال المعارك الدائرة بين القريتين.
وقال الموقع الاخباري «المصدر أونلاين» ان رجلاً يدعى «عبدالرحيم سعيد مقبل» لقي مصرعه وأصيبت الطفلة «رغد رشاد المرزوح»، خلال المواجهات المستمرة بين مسلحي قريتي قراضة والمرزوح بسبب المياه.
وأضاف المصدر ان الرجل قتل خلال مداهمة مسلحي قراضة لمنزله، بينما أصيبت الطفلة برصاص مسلحين يتمركزون في جبل «العيون» بمديرية “صبر الموادم”.
ويسود جو حرب بين القريتين منذ سحب حملة عسكرية – أمنية كانت تواجدت في المنطقة لوقف المواجهات بين القريتين، حيث تسببت في اغلاق مدرستين للتعليم الاساسي في بلدة “قراضة”.
واوضح المصدر أن المنطقة تعيش حالة حرب منذ أكثر من عام بسبب الاقتتال بين الطرفين على منابع المياه وسط تجاهل السلطة المحلية في تعز لحرب ذهب ضحيتها على الأقل 19 قتيلا، من الطرفين، بينهم نساء واطفال، فضلاً عن تهجير عشرات الاسر.
وكانت اللجنة الامنية في مدينة تعز، اعلنت في اكتوبر الماضي عن ارسال حملة لإيقاف إطلاق النار بهدف النزاع المسلح بين عزلتي قراضة و المرزوح بعد انهيار عدد من الوساطات.
وحددت اللجنة الأمنية 5 مواقع أمنية محيطة بالمنطقة من اجل الاشراف على توزيع المياه بين العزلتين حتى يتم صدور الحكم القضائي في هذه القضية، طبقا لتعبيرها.
وتعد اليمن من البلدان الأكثر عرضة لنضوب مصادر المياه، حيث كانت اليمن تملك 15 خزاناً من المياه الجوفية، واليوم أصبحت اثنان منها فقط ذو تغذية ذاتية، أما البقية فيجري استنزافها بشكل مطرد. وفي أي مكان في اليمن يتم فيه استنزاف مخزون المياه الجوفية، توجد ايضاً أسوأ الصراعات.
ورشحت العاصمة صنعاء، هي الأخرى على أنها أول عاصمة في العالم ستنضب منها المياه، وطبقاً لمعلومات رسمية كان الحفر في صنعاء، في ثمانينات القرن الماضي يتطلب الوصول إلى نحو عمق 60 مترا للعثور على المياه، اما اليوم، يتطلب الحفر من 850 إلى 1000 متر للعثور على المياه الصالحة للشرب، وهذه كارثة.