حلم أخضر | ارم – من كرم أمان
في جنوب اليمن تعيش محافظة عدن، العاصمة الاقتصادية للبلاد، والتي عرفت كعاصمة لدولة الجنوب في السابق، كارثة بيئية وصحية وانسانية تنذر بانتشار الأوبئة والأمراض، وسط تجاهل رسمي من قبل السلطات المختصة بالمحافظة.
وبحسب مصادر محلية بالمدينة، لا يوجد شارع أو حي سكني إلا وتتكدس في زواياه أكوام القمامة وتطفح قنوات المجاري فيه بمياه الصرف الصحي التي انتشرت في الأونة الأخيرة بشكل غير مسبوق ما ينذر بكارثة بيئية محققة.
ويشكو السكان المحليين من الإهمال والتجاهل الذي وصفوه بـ”المتعمد”، من قبل مكتب البلدية والنظافة والسلطات المحلية بالمحافظة، مؤكدين أن أكوام القمامة وطفح المجاري في أحيائهم الشعبية باتت تسبب لهم الكثير من الخوف جراء انتشار الحشرات الضارة والبعوض بكثرة حولها، حيث مرتع أطفالهم في الشوارع والأحياء السكنية.
فرض مبالغ مالية
وأكد عدد من الأهالي، أنهم امتنعوا عن تقديم شكاوى لمكتب البلدية بالمحافظة بسبب فرض مبالغ مالية عليهم ليتم نزول عمال البلدية للممارسة عملهم الرسمي، مشيرين إلى أنه عند الذهاب لمكتب البلدية في المحافظة لتقديم شكوى عن تكدس القمامة أو طفح المجاري في أحد الشوارع يتم مطالبتهم بدفع مبلغ مالي حتى يتم نزول العمال إلى المنطقة الموبوئة، الأمر الذي منعهم من تقديم أي شكاوى للبلدية.
وماهو أهم منذ ذلك، أن مياه المجاري التي تختلط بأكوام القمامة تمر أمام المحلات التجارية والمطاعم ومخابز العيش، حيث يتزود السكان بمؤنهم الغذائية اليومية، الأمر الذي يزيد من خطورة الموقف وينذر بكارثة إنسانية قد تكون وشيكة في حال لم يتم تداركها فوراً.
وناشد الأهالي السلطات المحلية والجهات المعنية ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل العاجل لإنقاذ حياتهم وحياة أطفالهم من هذة الكارثة البيئة التي لم يجدوا لها حلاً في مكتب البلدية المعني بالمشكلة، ما دفعهم الى تقديم شكواهم عبر وسائل الإعلام لربما تصل الى من به صمم، على حد تعبيرهم.
وليست هذة المشكلة الوحيدة التي تعيشها محافظة عدن، لكنها تظل الأكثر خطراً من بقية المشاكل والأزمات الأخرى، في حين لاتزال المحافظة تعيش انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي زادت بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة، حيث بات التيار الكهربائي ينقطع لمدة ساعتين كل أربع ساعات، بالإضافة إلى الانقطاعات المتكررة للمياه، فيما لا تصل خدمة المياه إلى بعض المديريات لعدة أيام، الأمر الذي يزيد من معاناة المواطنين.
