حلم اخضر | خاص
بحسب سجلات وزارة الصناعة والتجارة، يوجد في اليمن 70 منشأة لإنتاج أكياس البلاستيك تعمل وفق ترخيص حكومي، وتتوزع هذه المصانع في خمس محافظات رئيسية: صنعاء، عدن، تعز، حضرموت،والحديدة.
بيد أن قرابة 25 مصنع ومعمل لإنتاج أكياس البلاستيك تعمل في اليمن بدون تراخيص عمل حكومية، وتنتج أكياس مخالفة للمواصفات، وهي تمارس نشاطها في شقق ودكاكين وبدرومات.
ويكشف أحد المختصين في وزارة الصناعة اليمنية (رفض ذكر أسمه)، أن:”عمل المصانع والمعامل المخالفة يتم وفق مصالح خاصة لمسئولين في جهات الاختصاص، فهم يقومون بالتواطؤ وعدم مراقبة هذه المعامل برغم أنها تنتج أكياساً بمواصفات تضر بالصحة والبيئة”.
تقدر الكميات المستوردة من الأكياس البلاستيكية حوالي 60 % من إجمالي الأكياس المتداولة في السوق اليمني، بمعدل 15.600 طن يصل سنوياً إلى اليمن. في حين تغطي المصانع المحلية المرخصة وكذا المعامل المخالفة إنتاج الـ40 % من كمية الأكياس المباعة في السوق المحلي.
ويبرز تضارب المصالح في كون القانون اليمني لا يسمح بتداول تصنيع واستخدام أكياس البلاستيك في كل المدن اليمنية، في حين أن الحكومة لم تقم بتطبيق ذلك القانون، بيد أنها حظرت استخدام هذه الأكياس في جزيرة سقطرى قبل سنوات، دون غيرها من المناطق اليمنية. من خلال قرار حكومي تم إصداره وتعميمه من قبل السلطة المحلية الحاكمة في جزيرة سقطرى وهي :الهيئة العامة لحماية البيئة.
التحذيرات الدولية في هذا الشأن تعلو منذ عقد وأكثر ، وهي تشير إلى أن اليمن ستغطى بطبقة من البلاستيك بمقدار متر خلال قرن من الزمن إذا ما استمر الوضع كما هو عليه.بيد أن التجاهل الرسمي التام هو ما يقابل هذه التحذيرات تجاه المخاطر الصحية والبيئية جراء استخدام هذه الأكياس.فضلاً عن أن تضارب المصالح يدعو للحفاظ على بقاء منتج البلاستيك في يتغلل في أوساط الحياة اليمنية.
حتى اليوم .. لم تقم الحكومة اليمنية بخطوات جادة حيال مخاطر ذلك ، ولم تتطرق بعد لمعالجة آثارها البيئية الضارة واستخدام الطرق العلمية في جمع وتصريف مخلفات هذه الأكياس الملقاة في الشوارع. بالرغم من ما تشكله الأكياس البلاستيكية من أضرار على صحة المواطنين فضلاً عن إضرارها بالبيئة والأراضي الزراعية كونها غير قابلة للتحلل في طبقات الأرض والتربة، إلا بعد مرور مئات السنين من دفنها.
وطبقاً لمختصين، تكمن خطورة استخدام الأكياس البلاستيكية محلياً في استخدامها لحفظ ونقل المواد الغذائية والأطعمة الساخنة ، وتعبئة نبات “القات” الأمر الذي يؤدي للتعرض لأمراض عدة تتمثل في شيوع حالات التسمم الغذائي والإسهال ، وقرحة المعدة وغيرها، كما يؤدي تطاير وانتشار الأكياس بفعل الرياح إلى تشوه المنظر الجمالي للمدن والأحياء والأراضي الزراعية، وهو ما لا تحمد عقباه.