حلم أخضر – أخبار الأمم المتحدة
ثمة مبادرة بيئية أطلقها برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ليبتدر بها “شراكات مختلفة” مع بيوت العبادة حول العالم – ومع المنظمات والمؤسسات الدينية المرتبطة بها – وتأخذ عنواناً فريدا هو: “الإيمان من أجل الأرض”.
وتسعى المنظمة الأممية المعنية بالبيئة UNEP، إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية عبر هذه المبادرة، وهي: إلهام وتمكين المنظمات الدينية وقادتها للدفاع عن حماية البيئة، وتشجيع استثمارات وأصول المنظمات الدينية لدعم تنفيذ أهـداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى تزويد القادة الدينيين بالمعارف اللازمة لتمكينهم من التواصل الفعال بشأن البيئة، مع صناع القرار.
وبحسب دراسات الأمم المتحدة، هناك”37 مليون كنيسة و3.6 مليون مسجد، و20 ألف كنيس يهودي” وعدد كبير من دور العبادة الأخرى على نطاق العالم، حسبما قال الدكتور إياد أبو مغلي، المنسق الرئيسي لمبادرة الإيمان من أجل الأرض. “بيوت العبادة الخضراء” هي مثال من جوانب الطموح الذي تسعى المنظمة الأممية للبيئة للترويج له بين مؤسسات الإيمان حول العالم.
ويقول الدكتور أبو مغلي: “إذا قامت كل كنيسة وكل مسجد بوضع لوح شمسي واحد لإنتاج الطاقة على سطح هذا المعبد أو هذا البيت من بيوت الله، فسنقوم عمليا ومباشرة بوضع 50 مليون لوح شمسي، وبالتالي نقوم مباشرة بالتخفيف من مئات الآلاف من الأطنان من ثاني أكسيد الكربون الذي يؤدي إلى تغيير المناخ”.
وأكد الدكتور إياد أبو مغلي، إن مثل هذه المبادرة ستشجع استثمارات وأصول المنظمات الدينية، والتي “ستوفر للمؤسسات الدينية وسيلة لإنتاج الطاقة، ولزراعة الأشجار حول دور العبادة، واستخدام المياه وإعادة استخدامها في الزراعة وإنتاج المنتجات الغذائية وتوزيعها على السكان المحليين” القاطنين حول هذه الدور.
ويشير أبو مغلي، أيضا إلى ما تملكه المؤسسات الدينية من أصول مالية هائلة، في دائرة نشاطاتها الخيرية لبناء المدارس والمستشفيات والبنى التحتية مثلا، أو مساعداتها في توزيع الأموال لدعم الأشد فقرا وتهميشا: وقال: “حسب الدراسات التي نقوم بها، فإن الاستثمار من قبل المؤسسات الدينية يمثل رابع أكبر الاستثمارات على وجه الأرض، ونحن نتحدث عن تريليونات الدولارات. ان 8% من مساحة الأرض المسكونة مملوكة للمؤسسات الدينية. 50% من المدارس على وجه الأرض، مملوكة للمؤسسات الدينية. وفي بلد مثل النمسا، 28% من الغابات المنتجة تمتلكها مؤسسات الإيمان. نحن نتحدث عن قوة اقتصادية هائلة”.
ويقول الدكتور أبو مغلي، إن هذه القوة الاقتصادية الهائلة كثيرا ما تعمل في صناعات ونشاطات تلوث البيئة، وإن ضمَّها إلى ثقافة الاقتصاد الأخضر يمكن أن يعود بنفع كبير على المؤمنين حول العالم، والأرض التي يحيون عليها.
وأضاف: “علينا أن نضمن، ونحن نتحدث عن تمويل التنمية المستدامة، أن تؤدي استثمارات هذه المؤسسات الدينية إلى الاقتصاد الأخضر. يجب أن نعمل على تخضير هذه الاستثمارات، بمعنى أنه يمكن أن تُستثمر في الطاقة المتجددة مثلا، أو في مشاريع المياه أو الزراعة المستدامة”.
ويشير الدكتور أبو مغلي إلى مساهمات مؤسسات دينية ضخمة، مثل البنك الإسلامي للتنمية الذي تصل أصوله المالية إلى 70 مليار دولار، بينما تمتلك مؤسسة مثل الفاتيكان 30 مليار دولار، والمجلس الكنائسي العالمي 45 مليار دولار.
وبحسب أوراق المبادرة فإن هذه الأصول المالية تأتي للمؤسسات الدينية عبر جهات خيرية مانحة بشكل عام. ومع ذلك، فإن المنظمات الدينية تمتلك شركات استثمارية وحيازات وصناديق تقاعد وشركات قطاع خاص، فضلا عن الأراضي والعقارات. وتقول المبادرة البيئية إن آليات التمويل المبتكرة مطلوبة من أجل تلبية أهداف التنمية المستدامة، والتي يمكن توسيعها لتشمل التمويل القائم على الإيمان وتوسيع نطاقه للمساهمة في تحقيق مستقبل مستدام.
وفي ثنايا اللقاء، شدد الدكتور أبو مغلي على الاهتمام الذي توليه منظمة الأمم المتحدة للبيئة لهذه المبادرة، فهي تتيح إشراك فئة كبيرة من المجتمع في برامج ومشاريع المنظمة حتى يصل صوت البيئة العالمي إلى كل الأطياف الدينية، حسب تعبيره، سواء على مستوى القيادة الدينية، في كل الأديان، أو “حتى على مستويات المواطن الذي يمارس عبادته في قرية صغيرة” في مكان ما من العالم الكبير.
* المصدر الأصلي: أخبار الأمم المتحدة