حلم اخضر – صنعاء (خاص)
مع استمرار موسم الأمطار في اليمن، شهدت غالبية المدن المحلية طيلة شهري يوليو/تموز، واغسطس/ آب، موجة كبيرة من الفيضانات والسيول المفاجئة التي لم تشهدها من قبل، وقد تسببت الفيضانات بـ إلحاق الضرر بمئات المنازل التاريخية المُدرجة في مواقع التراث العالمي، وهي مدينة صنعاء القديمة، ومدينة زبيد التاريخية، ومدينة شبام حضرموت، ومدينة عدن.
ووفقاً للمعلومات، تعرضت بعض تلك المنازل التاريخية للانهيار بنسب متفاوتة، والبعض الاخر تضررت أجزائها.
وقد أدت أزمة المناخ الأخيرة إلى تفاقم الوضع بشكل أسوأ، حيث ارتفع عدد المباني المتضررة في مدينة صنعاء القديمة الى حوالي 111 مبنى. وقالت منظمة اليونسكو في بيان لها صدر قبل يومين من مكتبها لدول الخليج واليمن، أنها تواصل التنسيق مع السلطات المحلية المتخصصة والشركاء المحليين لتقييم الوضع الحالي وتحديد سبل التدخل.
صنعاء القديمة الأكثر تضرراً
وأظهرَ التقييم الأولي للمسح الميداني الذي نفذته الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية في اليمن، وجود 3 مبانٍ لم تكن مأهولة تم إهمالها لعدة سنوات مما أدى الى انهيارها بشكل تام؛ وانهيار جزئي لمبنى واحد مأهول؛ وإصابة أسقف 50 مبنى بأضرار جسيمة؛ بالإضافة الى وجود ثغرات في أسقف 111 مبنى يقل قطرها عن متر واحد؛ وتعرض ما يقرب 2000 مبنى لتسريبات المياه، بالإضافة إلى تضرر جزأين محدودان من سور المدينة بشكل جزئي.
وقالت منظمة اليونسكو انها تقوم مع شركاؤها المحليون بـ “استكمال الاستعدادات لبدء أنشطة إعادة التأهيل في 40 مبنى جديداً في صنعاء القديمة خلال الأيام القليلة المقبلة، بالإضافة إلى أنشطة إعادة التأهيل في الأجزاء المعرضة للخطر من سور مدينة صنعاء القديمة”.
واستجابة لتلك الكوارث الطبيعية، نفذت منظمة اليونسكو، مشروعاً لتقييم الأضرار والذي تم تنفيذه بالتعاون مع الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية في اليمن والصندوق الاجتماعي للتنمية، في إطار مشروع النقد مقابل العمل الممول من قبل الاتحاد الأوروبي، حيث تم تحديد 129 مبنى بحاجة للتدخل في مدينة صنعاء القديمة.
وقالت منظمة اليونسكو أنها قامت بالتعاون مع شركائها المحليين بوضع معايير اختيار صارمة لتحديد المباني التي تحتاج لتدخلات طارئة، ضمن خطة عمل تتألف من ثلاث مراحل. وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى من التدخلات قبل عطلة عيد الأضحى بنجاح نتج عنها حماية 40 مبنى من الانهيار. إذ أنه وبدون مثل هذه التدخلات، لكانت هذه المباني معرضة وبشدة لظروف الطقس القاسية.
مباني شبام حضرموت وزبيد
ووفقاً لليونسكو، تأثر موقعان آخران من مواقع التراث العالمي، في مدينتي شبام حضرموت، ومدينة زبيد، بمستويات من الضرر أقل من المستويات المرصودة في مدينة صنعاء القديمة. وقالت اليونسكو أنها “بدأت بعمليات الترميم في المدينتين وتنفيذ الإصلاحات الطارئة للمنازل، وأسوار المدينة والمناطق العامة. بالإضافة إلى استمرارية إعادة تقييم الاحتياجات حسب الأحداث الأخيرة لضمان الاستجابة المناسبة بالتعاون شركائها المحليين”.
وقال بيان المنظمة الأممية: “بالنظر إلى محدودية الأموال المتاحة والحجم الكبير للضرر، فإن تدخلات اليونسكو المستمرة لحماية التراث الثقافي اليمني موجهة نحو عمليات إعادة التأهيل. إذ أنه تم تصميم مشروع النقد مقابل العمل الممول من قبل الاتحاد الأوروبي بناءً على حالة المباني التاريخية في 4 مدن هي عدن وصنعاء وشبام وزبيد على مدى ثلاث سنوات، مع التركيز بشكل خاص على إصلاح الأسقف والجدران والأساسات. ويسمح هذا النهج للمؤسسة بحماية السلامة الهيكلية لأكثر من 400 مبنى تاريخي وعدم استنفاد الأموال المتاحة لجهود إعادة البناء لعدد أقل منها”.
أضرار الفيضانات قبل 4 أشهر
وكان اليمن، شهد أمطاراً غزيرة للغاية مصحوبة بعواصف رعدية، سببت فيضانات في محافظات مختلفة من البلاد، مما تطلب تقديم الغوث الفوري. وفي 21 أبريل/نيسان الفائت، ضربت عاصفة مدارية الساحل الجنوبي لليمن، مما أثر كثيراً على محافظات لحج، وعدن، وتعز، والضالع، وأبين، وحضرموت.
ووفقاً للتقارير تأثر قبل 4 أشهر، ما لا يقل عن 150.000 ألف شخص في 13 محافظة يمنية، بمن فيهم 64.000 ألف من النازحين. كما فقد البعض أرواحهم. واستجابة للفيضانات التي ضريت اليمن في شهر أبريل/نيسان، أطلق الاتحاد الأوروبي تمويلاً بقيمة 160.000 ألف يورو، كمساعدات إنسانية لإعانة 17.500 ألف شخص من المتأثرين.
وبحسب منظمة اليونسكو، يعتمد اختيار مواقع التدخل الجديدة على شدة الضرر الناتج عن أزمة المناخ الأخيرة وخطط العمل الموضوعة مع السلطات المحلية المتخصصة.
وأكدت اليونسكو حرصها على توسيع نطاق تدخلاتها في مدينة صنعاء في الأيام القليلة المقبلة لاستهداف المزيد من المباني عن طريق تحويل الأموال من الأنشطة الأخرى وتسخيرها للتركيز على الاستجابة لهذا الوضع الطارئ.