fbpx

محمية بير علي – بروم

Bir Ali Crater in Yemen/ CCL

حلم أخضر – فريق التحرير (خاص)

محمية بير علي – بروم، هي محمية بحرية ساحلية، وإحدى المحميات الطبيعية الواقعة شرق اليمن، جرى ترشيح هذه المنطقة في العام 2010، من قبل وزارة المياه والبيئة كمحمية طبيعية.

لكن قرار اعلانها رسمياً ضمن المحميات الطبيعية تأخر كثيراً، ولم يصدر حتى اليوم من قبل الحكومة اليمنية، نتيجة الإهمال الرسمي للمناطق البيئية في البلاد.

بالرغم من أهمية هذه المحمية التي تتكون من منطقتين: منطقة بير علي في بلحاف، ومنطقة بروم، اللتان تمتدان على نطاق جغرافي واسع.

الموقع والمساحة:

تقع محمية بير علي – بروم في محافظتي شبوة وحضرموت جنوب البلاد. حيث تقع بير علي في محافظة شبوة شرق العاصمة صنعاء، بينما تقع منطقة بروم في محافظة حضرموت شرق اليمن.

تعد محمية بير علي-بروم أكبر محمية بحرية ساحلية في اليمن، حيث تمتد هذه المحمية لمسافة 125 كيلومتر تقريباً إلى الغرب من مدينة المكلا بين منطقتي (حلة – جلعة).

تمتاز محمية بير علي – بروم بوجود تنوع في النباتات والكائنات البحرية، والأسماك الملونة، وتصنف بيئة هذه المحمية، بيئة للشعاب المرجانية الأكثر تنوعاً، وفق هيئة حماية البيئة في اليمن.

تتكون هذه المحمية الخلابة من 5 من الجزر البحرية الواقعة بالقرب من فوهة بركان بير علي وهي: “جزيرة حلانية/أو الحلانية، جزيرة سخا/أو سخى، جزيرة البراقة/ أو براقة، جزيرة غضرين الكبرى، وجزيرة غضرين الصغرى”.

بير علي في شبوة/ تصوير: عمار نميش، حلم أخضر

وتعد جزيرة حلانية أكبر الجزر المحيطة بمنطقة بئر علي التابعة لمديرية رضوم بمحافظة شبوة، وهي من أقرب الجزر المحاذية لساحل بير علي، وأكثرها شهرة وجمالاً.

تاريخياً، كانت هذه الجزيرة تتبع ميناء (قنا) ابان حكم ولاية الواحدي أو السلطنة الواحدية.

وتعتبر جزيرة حلانية، أحدى مناطق تواجد الطيور المائية والبرية المهاجرة، كما تضم بيئتها بعض الأشجار والنباتات والشعاب الفسيحة التي لها تاريخ عريق منذ الأزمنة الغابرة.

جزيرة حلانية – شبوة/ الصورة من: عبدالله العولقي

المميزات الحيوية لبير علي -بروم:

يمثل الشريط الساحلي لمحمية بير علي – بروم، امتداد جمالي وذا أهمية كبرى للصيادين وكذلك الزوار من السياح، كما أن وجود التنوع الكبير للنباتات والحيوانات البحرية.

بالإضافة لبيئات الشعاب المرجانية في بير علي – بروم، يعتبر احد أهم عوامل الجذب السياحي التي جذبت اليها العديد من الزوار لمشاهدة الأسماك الملونة المصاحبة للشعاب المرجانية، والتي تعيش في هذا الوسط البيئي الفريد.

وتعد الشعاب المرجانية مهمة للصيادين كونها تشكل مرعى للأسماك، وملاذ آمن تأوي إليه الأسماك الصغيرة للاحتماء من المفترسات من الأسماك الكبيرة المتواجدة في المحيط المحاذي لهذه المحمية.

ويمثل هذا التنوع في محمية بير علي – بروم من البيئات، موطناً لعدد كبير من الأسماك الساحلية وأسماك الأعماق وبعض الأحياء البحرية الهامة التي ترفد الاقتصاد اليمني، وتحديداً الأسماك التجارية، الشروخ الصخري، والحبار.

جبل الشقين منطقة بروم حضرموت/ ترخيص المشاع

كما أن محمية بير علي- بروم تعد من المناطق الخاصة للعديد من يرقات الأسماك والاحياء البحرية الأخرى. ولعل الشواطئ الجميلة في هذه المنطقة أصبحت مهمة للزائرين الذين يأتون مع اسرهم للاسترخاء والاستجمام.

الكائنات البحرية بالمحمية:

وفقاً للتقارير، فإن البحار اليمنية غنية جداً بالأسماك، وتعد اليمن من أغنى البلدان في الثروة السمكية في منطقة شبة الجزيرة، والمنطقة العربية برمتها.

يبلغ عدد أنواع الأسماك الموجودة في المياه اليمنية حوالي 969 نوعاً، بحسب التقرير الوطني للتنوع البيولوجي في اليمن للعام 2014. الصادر عن وزارة المياه والبيئة.

كما تحتوي البيئة البحرية اليمنية على حوالي 300 نوع من الشعاب المرجانية، وعلى 768 نوع الطحالب، منها 283 نوع من الطحالب الكبيرة Macro algae كما تملك اليمن حوالي 625 من الرخويات.

الشعاب المرجانية في البحر العربي اليمني / الصورة: ترخيص المشاع

وبحسب هيئة حماية البيئة، أثبتت الدراسات والمسوحات البيئية التي أجريت في السنوات الماضية على شواطئ محمية بير علي في بلحاف وجزرها، وجود حوالي 91 نوعاً من الشعاب المرجانية، والتي تتبع 42 جنساً، وتنتمي الى 19 عائلة، في 5 رتب من الشعاب المرجانية ذات الألوان الفريدة والمدهشة.

الطيور المهاجرة في بير علي بروم:

تعد اليمن محطة مهمة لاستراحة أنواع عديدة من الطيور المهاجرة، وتصنف اليمن ضمن أهم مواقع الطيور في منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا.

وتحتوي اليمن على أكثر من 57 موقعاً من مواقع الطيور ذات الأهمية الشديدة لمنطقة الشرق الأوسط.

وقد أدى عزل المنطقة جغرافياً – بحرياً وبرياً- لأن تصبح منطقة عالمية لتوقف الطيور أثناء عبورها مرتين في السنة، وبقائها للتزود بالماء والغذاء وأحياناً للتعشيش.

وتعد محمية بير علي في بلحاف واقعة في حدود هذا العزل الجغرافي وضمن الامتداد الطويل له. الأمر الذي جعل منها مركزاً لتوقف الطيور المهاجرة، إذ إن طبيعة المكان ونقاء أجوائه كانت ملائمة لحياة الطيور المائية والبرية المهاجرة.

وقد شكلت الطيور في محمية بير علي – بروم، مستعمرات نادرة أحيت المكان، وجعلت منه موقعاً استراتيجياً للاصطياف، ولعل الزائر للمكان لن تفوته فرصة التمتع بجمال تلك الطيور.

بحيرة شورذان، بير علي/ تصوير: جليبب الواحدي

التهديدات البشرية لمحمية بير علي-بروم:

تتعرض محمية بير علي – بروم، لعدد من الاخطار والتهديدات، أبرزها وأشدها خطورة هي التهديدات البشرية من قبل السكان والانشطة التنموية، والتي يمكن توضيحها بالتفصيل عبر النقاط التالية:

– عمليات الاصطياد العشوائي والصيد الجائر للأحياء البحرية وخصوصاً من الأنواع التالية: الشروخ، الأسماك الملونة، خيار البحر، والاعشاب البحرية.

 – استمرار إلقاء المخلفات الصناعية داخل مياه المحمية، وانسكاب مخلفات الصرف الصحي، ومخلفات البناء ونواتج الحفر أثناء توسيع القنوات الملاحية.

– أنشطة عمليات الردم أثناء شق الطرقات والموانئ الواقعة بالقرب من محمية بير علي- بروم.

– زيادة حدة التلوث الناجم عن حوادث ناقلات تخزين النفط الخام.

– استمرار إلقاء المخلفات الناتجة من عمليات الحفر المصاحبة للاستكشافات النفطية التي تقوم بها شركات النفط في شبوة وحضرموت.

– زيادة عمليات تلويث البحر جراء إلقاء مخلفات السفن والبواخر من الزيوت والشحوم بشتى أنواعها لوسط البحر. في ظل عدم وجود اية رقابة من قبل السلطات الحكومية اليمنية.

– التلوث الناتج عن استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة الزراعية أثناء انجرافها مع التربة بفعل مياه السيول والفيضانات.

– بقاء معدات وأدوات الصيد في قاع البحر، نتيجة فقدانها أثناء عملية الاصطياد الصناعي واليدوي.

ساحل بروم حضرموت/ تصوير: هاجر بن فضيل

أخطار وتهديدات طبيعية:

تواجه محمية بير علي بروم تهديدات طبيعية أيضاً أبرزها: زيادة تغيرات المناخ في السنوات الأخيرة، وارتفاع درجة الحرارة في باطن الأرض.

يؤدي ارتفاع درجة الحرارة وتغيرات المناخ إلى ابيضاض الشعاب المرجانية Coral Bleaching وبالتالي يؤدي إلى موتها في حال عدم تحسن الظروف المناخية.

كما تهدد المحمية تنامي الأنشطة البركانية وما تحمله من مواد غريبة تؤثر على البيئة البحرية للمحمية.

إلى جانب تعرية القشرة الأرضية وما ينتح عن ذلك من عناصر ومواد تغير التركيزات الطبيعية للعناصر في البيئة البحرية.

وماهو اخطر من ذلك، هو استمرار وقوع كوارث التلوث البحري جراء حوادث التسرب الطبيعي للنفط الخام في قاع البحر.

مصادر المعلومات:

– الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، الهيئة العامة لحماية البيئة، اليمن. EPA/ 2010.

تقرير “اليمن: أكبر تنوع بيولوجي بالجزيرة العربية”، حلم أخضر/ مايو 2020.

فوهة بركان بير علي شبوة/ تصوير: عمار نميش/حلم أحضر
تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!