fbpx

مجور: تسرب النفط سبب تلوثاً كبيراً للمناطق الزراعية في شبوة

محمد مجور مدير هيئة البيئة شبوة

حلم اخضر – حوار خاص

(24 أغسطس 2020)- تتعرض البيئة الطبيعية في محافظة شبوة وسط اليمن، للكثير من التهديدات، تبدأ بتلوث مصادر المياه، وصولاً إلى تلوث التربة والأراضي الزراعية، جراء تسربات النفط الخام، وهو ما كشف عنه مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة في محافظة شبوة، محمد سالم رويس مجور.

فخلال الأشهر الماضية من العام 2020، تلوثت حقول المحاصيل الزراعية وآبار المياه الجوفية بشبوة، نتيجة تسرب النفط من أنبوب التصدير المتهالك الذي يربط حقول النفط في منطقة “عياد” بخزانات التصدير في منطقة “النشيمة”.

والذي تديره الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية. وقد تحدث مدير البيئة محمد مجور، إلى «حلم أخضر» عن خطورة تلك الكارثة البيئية -المستمرة- بشبوة، وأضرارها على السكان، وعن أجندة العمل التي تنوي إدارته القيام به .. إليكم مقتطفات:

مرحباً بك، نود أولاً أن تقدم لنا فكرة عن طبيعة عمل هيئة البيئة في محافظة شبوة؟

– في البداية، أشكر الأخوة في «حلم أخضر» على إجراء هذا الحوار، ونحن سعداء بتواصلكم معنا، وأهتمامكم بقضايا البيئة في محافظة شبوة.

كما تعلمون، فأن الهيئة العامة لحماية البيئة بمحافظة شبوة، هي فرع للهيئة العامة لحماية البيئة في الجمهورية اليمنية “المناطق المحررة حالياً”. وشخصياً تسلمت عملي كمدير عام لفرع الهيئة بمحافظة شبوة منذ 4 أشهر فقط للعام 2020.

وتقع في صلاحيات مكتب هيئة البيئة مسئوليات كبيرة لحماية البيئة بالمحافظة. حيث تتمثل طبيعة عملنا وبدرجة أساسية بالنقاط التالية والتي سنذكرها باختصار وهي: الإهتمام بالبيئة الطبيعية بشكل عام، والعمل على الحد من ملوثات البيئة: “تلوث الهواء، والمياه، والتربة”.‏

وأيضاُ نقوم بالرقابة على الجانب البيئي للقطاع النفطي في المحافظة بشكل عام، وتقييم مدى التزام الشركات العاملة بالمعايير البيئية سواءً كانت شركات وطنية أو أجنبية. وإصدار التصاريح والموافقات البيئية وكذا الرقابة على المشاريع الاستثمارية والسياحية والتي لها أثر بيئي.

ونتولى مهمة الحفاظ على التنوع الحيوي بالمحافظة، من خلال الاهتمام بالمناطق ذات الحساسية البيئية والعمل على الرفع بمقترحات المحميات الطبيعية. إلى جانب التنسيق مع كافة الجهات الحكومية.

وكذلك التوعية بضرورة الحفاظ على البيئة بالمحافظة، وعدم اهمالها في الخطط والبرامج الحكومية. وخلال الفترة القادمة لدينا الكثير من الأعمال ضمن خطة عملنا والتي سنسعى لتحقيقها بإذن الله.

وصلتنا بلاغات عن نفوق بعض الحيوانات المملوكة للسكان البدو، كالأغنام والجمال والتي تُرعى في صحاري عسيلان و العقلة و العّلم، وهناك شكوك حول قيام الشركات النفطية بدفن نفاياتها الكيماوية في هذه الصحاري وبدون أدنى المعايير البيئية

محمد مجور مدير عام هيئة البيئة بمحافظة شبوة

 

■ من خلال عملكم، ماهي أبرز المشاكل البيئية التي تعاني منها محافظة شبوة؟

– بكل أسَف، تعاني محافظة شبوة من الكثير من المشاكل البيئية والتي وضعناها كأولويات في عملنا ونذكر منها التالي: أولاً: هناك ارتفاع متسارع في أعداد حالات مرضى السرطان، وحالات الفشل الكلوي في محافظة شبوة.!

هذا الأمر، جعلنا نبحث عن الأسباب التي تساهم في هذا الارتفاع، وقد وجدنا أن تلوث مصادر المياه في بعض المناطق في شبوة قد يكون سبباً في ارتفاع حالات الإصابات، ولذلك سنعمل على إعادة تقييم مصادر المياه وفحصها، ومعرفة مدى اسهامها في تزايد أعداد المرضى.

أيضاً، قد يكون تلوث التربة أحد الأسباب؛ حيث تتعرض التربة للتلوث بالمواد النفطية نتيجة حوادث تسرب النفط الخام، وبالتالي تتعرض التربة لاحقاً للأمطار والسيول، والتي تقوم بجرف المواد النفطية المنسكبة إلى مصادر مياه الشرب، وإلى مزارع وحقول المحاصيل الزراعية التابعة للفلاحين والمواطنين.

تسرب النفط في شبوة وسط مناطق السكان © حلم أخضر

■ هل هذا يعني أن تلوث المياه والتربة في شبوة يحدث نتيجة أخطاء شركات النفط؟

– تحدث هذه التسربات للمواد النفطية، نتيجة إهمال بعض الشركات النفطية العاملة في مجال النفط والغاز في شبوة، وعدم مراعاتها للجوانب البيئية وعدم تطبيقها لأدنى المعايير، وما يفاقم هذه الحوادث هو ضعف عملية الرقابة من قبل السلطات المختلفة.

أيضاً، إهمال الجانب البيئي من قبل الدولة لفترات طويلة، ساهم في إحداث تراكمات عدة، وقللَ الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة واستدامة الموارد لدى الأجهزة الحكومية والسلطات المختلفة في محافظة شبوة.

وأيضاً، عدم الاهتمام بتطبيق المعايير البيئية وإجراء دراسات الأثر البيئي للمشاريع بشكل عام، سواء كانت مشاريع تنموية، أو مشاريع استثمارية، وعدم درايتهم، لأن القيام بدراسة الأثر البيئي يعكس استدامة لهذه المشاريع المختلفة. ساهم بشكل كبير في التأثير بشكل سلبي على البيئة.

«يمكنني القول أن نسبة الضرر الذي لحق بالبيئة في شبوة جراء الحرب في حدود 35% تقريباً وهي تقديرات أولية من الرصد والشواهد والبلاغات التي تصلنا من مناطق ومديريات المحافظة»

محمد مجور، مدير هيئة البيئة -شبوة

تسرب أنبوب النفط في مديرية الروضة شبوة © حلم أخضر

■ هل هناك مشاكل بيئية حرجة تعاني منها بيئة شبوة؟

– نعم، يوجد في شيوة مشاكل تلوث. لكن المشكلة التي نعاني منها دائماً وبشكل متكرر هي: التسربات النفطية من أنبوب التصدير المتهالك والذي يربط بين حقول النفط في منطقة “عياد” وخزانات التصدير في منطقة “النشيمة” بمديرية “رضوم” والذي تديره شركة الاستثمارات النفطية والمعدنية (YICOM).

وقد تعرض هذا الأنبوب خلال أشهر لعدة عمليات تسرب مسبباً تلوثاً كبيراً في مناطق زراعية ومصادر مياه الشرب وقمنا برفع عدة تقارير للجهات المعنية ولكن للأسف لم تقم الشركة بإزالة الضرر البيئي الذي أحدثته في تلك المناطق.

وكذلك، وصلتنا بلاغات عن نفوق بعض الحيوانات المملوكة للسكان البدو، كالأغنام والجمال والتي ترعى في صحاري “عسيلان” و “العقلة” و “العلم”، حيث تتواجد في تلك المناطق حقول استخراج النفط والغاز.

وهناك شكوك حول قيام الشركات النفطية بدفن نفاياتها الكيماوية في هذه الصحاري وبدون أدنى المعايير البيئية.

وحيث تعمل الأمطار والسيول على اخراج هذه النفايات، ونقلها واختلاطها مما يؤدي إلى تجمعها في بعض الأماكن التي تشرب منها الحيوانات في مناطق الرعي للسكان البدو، مما يؤدي إلى نفوق الكثير منها. هذه المشكلة من المواضيع التي تتطلب تحركاً لضبط تلك المخالفات والجرائم التي ترتكبها الشركات النفطية.

انبوب النفط المتسرب لشركة الاستثمارات النفطية شبوة © حلم أخضر

■ برأيك: كم نسبة الضرر الذي لحق ببيئة شبوة الطبيعية جراء الحرب الراهنة؟

– في الحقيقة أن الحرب تضررت منها اليمن بشكل عام، وبالدرجة الأولى تضرر الإنسان اليمني فقد مزقت الحرب النسيج الاجتماعي، وتزايدت دعوات المناطقية، وبرزت التكتلات الحزبية وذهب الوطن في خبر كان.

وشبوة تضررت بيئياً، كغيرها من المحافظات المتضررة من آثار الحرب. تضررت البنية التحتية ومصادر المياه، وتضررت أيضا المساحات الخضراء بسبب الإهمال من جهة، وارتفاع الكلفة الاقتصادية وانعدام مصادر الطاقة من جهة أخرى.

يمكنني القول، أن نسبة الضرر الذي لحق بالبيئة جراء الحرب في حدود 35% تقريباً وهي تقديرات أولية من الرصد والشواهد والبلاغات التي تصلنا من مناطق ومديريات المحافظة.

■ محمية بير عليبروم، تعد من المناطق التي تم ترشيحها كمحمية بحرية ساحلية في العام 2005 من قبل وزارة المياه والبيئة، لكن الحكومة لم تعلنها رسمياً كمحمية، ما السبب؟

– هذا صحيح! محمية بير علي أجريت عليها الدراسات المختلفة، وتم ترشيحها والرفع بها سابقاً، لإعلانها محمية طبيعية. ولكن للأسف تلك المحاولات لم ترى النور لأسباب لا نعلمها حقيقة.

وقد كانت الكثير من الأمور تدور في دهاليز السياسة، وتعمل على عرقلة الكثير من المشاريع والخطط لأسباب سياسية أو اقتصادية أو أسباب أخرى. حيث أن المحمية تقع في إطار محافظتين: (شبوة – حضرموت) وقد يكون ذلك من أسباب عرقلتها.

ولكن، حالياً عندما بدأنا عملنا في إدارة فرع الهيئة بمحافظة شبوة، قمنا بنفض الغبار عن ذلك الملف (محمية بير علي)، ونعمل حالياً على استكمال إجراءات إعلان محمية بير علي في إطار محافظة شبوة. أما بروم فهي تتبع محافظة حضرموت.

لقد حصلنا على وعود من قيادة السلطة المحلية، بدعمنا وتسهيل عملنا لإنجاز هذه المهمة، والتي تعتبر مكسباً حقيقياً لمحافظة شبوة. -وبإذن الله سترى النور قريباً-.

احد آبار المياه بشبوة ويظهر جواره تسربات النفط © حلم أخضر

كثيرون لا يعرفون البيئة الطبيعية في شبوة، حدثنا عن أهم مناطق التنوع الحيوي فيها؟

– محافظة شبوة الواقعة وسط اليمن، حباها الله بتنوع تضاريسها، فهي تحتوي الصحاري والجبال والسهول والاودية، وتقع في إطارها الجغرافي أفضل الشواطئ النقية والتي تطل على البحر العربي. وتمتاز أيضا بتنوع فريد في بيئتها واحتوائها على مناطق ذات حساسية بيئية.

منطقة بير علي الواقعة في مديرية “رضوم” وهي مرشحة لإعلانها محمية طبيعية نظراً لحساسية بيئتها واحتوائها على تنوع نادر يتمثل في وجود بحيرة شوران وأشجار المانجروف؛ وتحتوي على 5 جزر طبيعية هي: (حلانيه، سخا، البراقة، غضرين الكبرى، غضرين الصغرى).

وتعتبر محمية بير علي غنية بالشعاب المرجانية النادرة والتي تتميز بوجود بروزات مرجانية حمراء، وهي أكثر من 90 نوعاً تتبع 40 جنساً و19 عائلة وتمثل 6 رتب.

وتتواجد في منطقة بير علي الدلافين. وأيضاً تتواجد فيها مجتمعات للسلاحف النادرة. كما تعتبر جزيرة “سخا” محطة هامة للطيور المهاجرة والنادرة.

أيضاً من مناطق التنوع الحيوي في شبوة، تبرز جبال مديرية “الروضة”، والتي تتميز بيئاتها بتواجد أنواع من الحيوانات المهددة بالانقراض، مثل: الوعول العربية، والغزلان النادرة المتواجدة فيها.

■ ماذا عن أهم الحيوانات المهددة بالانقراض في الحياة البرية بشبوة؟

– توجد في شبوة العديد من الحيوانات النادرة المهددة بالانقراض، والتي نسعى للحفاظ عليها من خلال التوعية بأهمية وجودها بالحياة البرية، والعمل على تفعيل القوانين البيئية وهي: النمر العربي، الوعل العربي، الذئب الأبيض، الوشق، والظباء والغزلان بأنواعها، وبعض أنواع الطيور.

ومثلاً في مناطق مديرية “ميفعة” وجبال “رضوم” الشمالية، وأيضاً الجبال المتاخمة لمنطقة حجر –حضرموت، تتواجد في بيئتها: الظباء، وأنواع مختلفة من الغزلان.

وتليها سلسلة جبال “كور العوالق” في مديرية “الصعيد” والتي تعتبر بيئات لعدد من الأنواع المهددة بالانقراض، فهي مواطن تواجد النمر العربي، وحيوان الوشق البري، والذئب الأبيض.

واجمالاً، تعد محافظة شبوة مترامية الأطراف (مساحتها حوالي 42,584 ألف كلم2)، وفيها العديد من المناطق ذات التنوع البيولوجي الحيواني والنباتي، والتي تحتاج إلى بحث واستكشاف من خلال تنفيذ الدراسات الميدانية.

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!