حلم أخضر (خاص) فريق التحرير
تعد محميات الأراضي الرطبة في محافظة عدن جنوب اليمن، احدى المحميات الطبيعية اليمنية، وتصنف كمحمية برية واراضي رطبة، وهي خامس المحميات الطبيعية التي تم الاعلان عنها في البلاد.
وقد تم اعلانها رسمياً كمحمية طبيعية من قبل الحكومة اليمنية في أغسطس/آب العام 2006. وقد سُجلت هذه المحميات ضمن 16 أرض رطبة في دليل الأراضي الرطبة على مستوى منطقة الإقليم.
وتعتبر اليمن عضواً في اتفاقية الأراضي الرطبة، وهي معاهدة دولية للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة. حيث انضمت لها اليمن وأصبحت العضو رقم 158 في اتفاقية الأراضي الرطبة – رامسار – إيران للعام 1971.
وتتكون محميات الأراضي الرطبة في محافظة عدن، من 5 محميات توجد داخل النطاق الجغرافي لمدينة عدن، وهي تتوزع في المناطق التالية: محمية الحسوة، محمية المملاح، محمية بحيرات عدن أو بحيرة البجع، محمية الخليج الفارسي (مصب الوادي الكبير)، ومحمية خور بير أحمد.
وتصنف محمية الحسوة الساحلية، أحد أهم محميات الاراضي الرطبة في عدن وأشهرها، وهي واحدة من أحدث المحميات الطبيعية في اليمن، والتي جرى إعلانها كمحمية في عدن بعد تأسيس اللجنة التحضيرية لمحمية الحسوة في يونيو/حزيران 2006.
تاريخ محمية الحسوة
تاريخياً، تشير المصادر إلى أنّ محمية الحسوة الطبيعية كانت عبارة عن أرض سبخة تستخدم لصناعة ملح الطعام، وفي القرن السادس الهجري قام أحد أمراء الغزو الأيوبي لليمن، وهو والي اليمن الأمير سيف الدين سنقر (الأتابك) بشراء ارض المحمية المنتجة للملح، غصباً من مالكها.
ومنذ ذلك الوقت، بقيت هذه المحمية ملكاً للدولة حتى بعد منتصف القرن التاسع عشر، وصارت ملكاً لسلطان لحج، وكانت أرض هذه المحمية خارج حدود عدن بالاتفاقية التي عقدها الإنجليز مع سلطان لحج في العام 1949.
ولكن سلطان لحج قام بضمها إلى ممتلكاته في العام 1882، والتي بموجبها اشترى منطقة الشيخ عثمان، ووسع حدود المستعمرة ودفع تعويضاً للمملاح مبلغ 500 ريـال شهرياً (آنذاك).
وقد استمر ذلك حتى بعد منتصف القرن العشرين، كما تشير مصادر أخرى بأنّه تمّ العمل في هذا الموقع لاستخراج الملح في العام 1923، بإنشاء الشركة المتحدة، وكان يديرها أحد أفراد الجالية الهندية في الجزء الغربي منها، وظل يستخدمها لرمي النفايات.
ونظراً لموقع المحمية في الفيض النهائي للسيول، فقد استغلت أراضي المحمية في تنفيذ العديد من الزراعات منها: زراعة نبات نخيل البهش (الطاري).
الموقع والمساحة
تقع محميات الأراضي الرطبة في محافظة عدن، في الجزء الغربي لخليج عدن. في حين تقع محمية الحسوة الطبيعية في الفيض النهائي للسيول الموسمية، وتحديداً في نهاية خليج الفارسي أو مصب الوادي الكبير.
ونظراً لوجود غطاء نباتي كثيف فيها ساعد ذلك على حجز مخلفات السيول ومخلفات المياه العادمة المعالجة بين جذوع الأشجار وبالتالي تقليل الإضرار على الشُعاب المرجانية.
تحتل محميات الاراضي الرطبة الخمس في عدن، مساحة جغرافية تقدر بحوالي 26 كيلو متر مربع، من اجمالي مساحة محافظة عدن البالغة 750 كيلومتر مربع. في حين تبلغ مساحة محمية الحسوة 185 هكتاراً (حوالي 1,85 كيلومتر مربع) منها 30 هكتاراً عبارة عن أحواض مائية خاصة بمعالجة المياه العادمة المعالجة. وهي ضمن الإقليم المداري الصحراوي الحار الذي يتميز بارتفاع درجة الحرارة صيفاُ حيث يصل المتوسط السنوي للحرارة حوالي 28.8 درجة مئوية.
وتطل محمية الحسوة جنوباً على خليج عدن وشمالاً على منطقة المنصورة وشرقاً على كالتكس وغرباً على المحطة الكهروحرارية وتتبع إدارياً مديرية البريقة التي يطلق عليها عدن الصغرى.
أنواع التربة في المحمية
تتفاوت أنواع التربة الخاصة بمحميات الاراضي الرطبة فهي سلتية رملية إلى طينية في بعض المواقع، وهو ناتج عن انبساط السيول الموسمية وتكوين هذه الطبقة من التربة خصوصاً عند مرور مياه الوادي الكبير القادمة من دلتا تبن.
ويبلغ إجمالي المياه المتدفقة إلى أراضي المحميات يومياً، بما يقارب 18.000م3 حيث يُستفاد من 25% منها.
وقد نجحت جهود المستفيدين وبرنامج الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، في كيفية الاستفادة الكاملة من هذه المياه بدلاً عن هدرها في البحر.
النباتات في المحمية
تضم محمية الحسوة نباتات طبيعية وأخرى مستزرعة تمثل نباتات البيئة الساحلية والصحراوية لعدن والمناطق الساحلية المشابهة نباتات نخيل الدوم (الطاري أو البهاش).
وكذلك تضم أراضي محمية الحسوة والاراضي الرطبة، نباتات السويداء (العصل) وهما نوعان لهما العديد من الاستخدامات.
وتمثل محمية الراضي الرطبة في محافظة عدن، مدخلاً وراثياً لعدد من أمهات النباتات البيئة الساحلية الصحراوية.
وتشكل أراضي المحميات الرطبة، موئلاً للعديد من الكائنات الحية المهددة بالانقراض نتيجة التوسع العمراني، وتناقص المساحات الطبيعية. إذ تتواجد في المحمية عدد من الكائنات مثل: الزواحف والأرانب البرية، والثعالب، والحشرات، والطيور المائية.
المميزات الحيوية البحرية
تتميز محمية الأراضي الرطبة بوجود الحشائش البحرية التي تعمل على تثبيت تربة قاع البحر من التعرية وترسيب وتراكم المواد العضوية وغير العضوية واعتبارها موطناً لمجموعة كبيرة من الكائنات البحرية النباتية والحيوانية.
وتعد الأراضي الرطبة في عدن، مصدر عذاء مباشر للكائنات البحرية التي تعيش عليها، مثل: القشريات، قنافذ البحر، الأسماك العاشبة، الحلزونيات، إلى جانب العديد من الأسماك والرخويات.
الطيور المائية في المحمية
تعد محافظة عدن بشكل عام، ومحميات الاراضي الرطبة بشكل خاص، أحد المواقع الهامة عالمياً للطيور. وتوجد فيها قرابة 30 نوعاً من الطيور المقيمة والمتكاثرة التي يمكن رؤيتها طوال العام.
ومن أبرز هذه الطيور المقيمة في عدن: النورس أبيض العين، ملك العقبان، أبو المغزل، أبو ملعقة، وطائر النحّام (فلامينجو ).
وقد تم تسجيل 170 نوعاً من الطيور المهاجرة المائية والبرية في عدن، بحسب دليل الطيور المائية في محافظة عدن، الصادر عن الهيئة العامة لحماية البيئة في العام 2010.
ووفقاً لبيانات الطيور في هيئة البيئة، توجد في الأراضي الرطبة في عدن عدد من الطيور المتوطنة مثل: القمري، الجولب، الهدهد، الصقر، طائر الباز، طائر الصداح، الشاهين، والنسر الأسمر.
المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها المحمية:
– الأنشطة البشرية التوسعية وتشمل: التوسع العمراني وبناء العقارات السكنية في أجزاء من أراضي المحمية.
– الأنشطة الاستثمارية المختلفة، كإنشاء وتوسيع الطرقات وغيرها، على حساب الأرض الجغرافية للمحمية.
– الاستغلال الجائر للموارد الطبيعية واستنزافها مثل: الرعي الجائر للماشية، وعمليات الاحتطاب، وقطع الأشجار.
– غياب الرقابة من قبل السلطات الحكومية، وضعف التشريعات وعدم تطبيقها بشكل يحمي ويعزز صون بيئات الاراضي الرطبة.
– التلوث ورمي النفايات في محيط اراضي المحميات، جراء قلة الوعي البيئي لدى العامة في المجتمع المحيط بالمحمية.
المراجع:
– بيانات المحميات الطبيعية (2012)، الهيئة العامة لحماية البيئة/ اليمن.