حلم اخضر | خاص
انتقد رئيس لجنة الطوارئ الشعبية لمواجهة مخاطر التلوث البيئي في المكلا جنوب شرق اليمن، الدكتور محمد صالح العوادي، ما أسماه بـ”الدور المتواضع” للجهات الحكومية في احتواء الكارثة البيئية التي تعرضت لها سواحل مدينة المكلا بحضرموت، نتيجة تسرب مادة المازوت من السفينة “شامبيون1”.
وتسود مدينة المكلا منذ الاسبوعين الماضيين، حالة من الغضب وخروج مظاهرات ومسيرات يحركها السخط الشعبي تجاه تباطؤ الحكومة والجهات المختصة، في التعامل مع الكارثة البيئية التي تسببت بأضرار اقتصادية لأكثر من 20.000 ألف من الصيادين الذين كانوا يعتمدون على سواحل المكلا المتضررة كمصدر اساسي للدخل.
وكانت السفينة “شامبيون1” المملوكة لرجل الاعمال اليمني أحمد صالح العيسي، قد تسببت مطلع يوليو، بتسرب أكثر من 4000 طن من مادة المازوت الى عرض البحر قبالة شواطئ المكلا، في حين فشلت الاجهزة الفنية اليمنية في احتواء الكارثة حتى الآن.
ورشة عمل
وبحسب جريدة الثورة الرسمية، عقدت امس الثلاثاء ورشة العمل الخاصة بتقييم التأثيرات والمخاطر البيئية الناتجة عن تلوث البيئة البحرية بمادة المازوت المتسرب، والتي نظمتها الإدارة العامة للطوارئ والكوارث الطبيعية بوزارة المياه والبيئة، وأكد المصدر أن التسرب من الناقلة سيكون له تأثيرات بيئية واقتصادية واجتماعية على المدى القريب والبعيد على محافظة حضرموت.
وشهدت ورشة العمل نقاش عدد من المختصين في الشئون البيئية وأعضاء لجنة الطوارئ الشعبية ورؤساء الجمعيات السمكية والصيادين المتضررين، الذين أشاروا إلى ضرورة وضع حل عاجل لقطاع الصيادين الذين يعدون أكثر القطاعات المتضررة جراء التلوث، وضرورة محاسبة المتسببين في الكارثة البيئية.
شركة لمواجهة الكارثة
وكشف الدكتور محمد العوادي، عن أن لجنة الطوارئ والسلطة المحلية بالمحافظة، توصلتا إلى اتفاق لاستقدام شركة متخصصة لمواجهة الكارثة التي ألمت بسواحل مدينة المكلا.
وقال العوادي أن مالك الناقلة، أحمد العيسي، لم يقف على حجم الضرر الذي خلفته ناقلته المتهالكة على سواحل المكلا، وماتبع ذلك من حرمان لأهالي المدينة الذين كانت من عاداتهم التمتع بسواحل بحر المكلا التي تلوثت بمادة المازوت التي نزفتها شامبيون 1 نتيجة محاولة غير مدروسة لسحبها إلى عرض البحر.
وأشار إلى أن لجنة الطوارئ الشعبية تواصلت مع الشركة المتخصصة لإرسال نموذج العقد ليتم التوقيع عليه بشكل رسمي، مؤكداً أن العقد جرى تسليمه لمحافظ حضرموت ووزير النقل.
وقال رئيس لجنة الطوارئ الشعبية، أن لجنة الطوارئ الشعبية قد كانت حاضرة بقوة منذ بدء هذه المشكلة.
التيارات البحرية
وعلى ذات السياق، قال الخبير الدولي في الهيئة الإقليمية للحفاظ على البيئة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، الربان محمود إسماعيل ، أن حركة التيارات البحرية ساهمت في التخفيف من الكارثة التي شهدتها سواحل حضرموت.
وأضاف أن المسح الذي تم تنفيذه على السواحل المستهدفة يشير إلى تضرر مواقع كثيرة من السواحل، لكنه اكد أن وصول مادة المازوت للسواحل أفضل من دخوله للأعماق لأن ضرره سيكون أكبر على المراعي والشعاب المرجانية.
وقال الخبير الدولي أنه سيرفع تقريره للهيئة الاقليمية لدعم حضرموت بمركز استجابة لمواجهة الكوارث.