حلم أخضر | خاص
ربما كان هذا الأمر، هو ما تحتاجه اليمن، لتجنب مخاطر السيول المفاجئة ونوبات الجفاف، وارتفاع معدلات التبخر، فمطلع الشهر الفائت، وافق مجلس المديرين التنفيذيين بالبنك الدولي، على تقديم منحة لليمن قدرها 19 مليون دولار، لغرض تحسين دقة التوقعات المناخية.
وقال بلاغ صحفي لمكتب البنك الدولي (حصل موقع “حلم أخضر” على نسخة منه)، أن هذه المنحة ستمول مشروعا جديدا للبنك الدولي في اليمن، هدفه مساندة توفير معلومات موثوقة عن الأحوال المناخية والمائية للسكان في مختلف أنحاء اليمن، وخاصة الفقراء والضعفاء من الفئات الأكثر تأثرا بالكوارث الطبيعية، وستدعم هذه الخدمات المحسنة قدرة البلاد على إدارة التحديات العديدة المرتبطة بتغير المناخ.
مشروع سيساعد اليمن
وقال المدير القطري للبنك الدولي في اليمن، وائل زقوت، “هذا المشروع سيساعد اليمن على بناء قدراته على مجابهة آثار تغير المناخ وإدارة موارده المائية وظروفه المناخية في المستقبل بمزيد من الفاعلية. فالمعرفة بتقلبات المناخ وتغيره مقترنة بتوقعات جوية وهيدرولوجية يعتمد عليها ضد السيول المفاجئة، وستسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في اليمن”.
وسيقوم المشروع الذي يحمل إسم (التنسيق بين نظام المعلومات المناخية والبرنامج النموذجي لمواجهة آثار تغير المناخ) بإدخال تكنولوجيا جديدة، وسيتيح إمكانية الوصول إلى منتجات عالمية عالية الدقة متعلقة بالأحوال المناخية والطقس.
وبحسب معلومات ستتضمن التحسينات التي ينفذها المشروع تدريب مقدمي الخدمات ومستخدميها بما يتيح لكليهما تصميم استخدام المعلومات بقدر أكبر من الفاعلية.
مجابهة تغير المناخ
وعلى ذات السياق، قالت رئيسة فريق المشروع بالبنك الدولي، ليا كارول سايغهارت:”يتوقف التكيف الفعال مع آثار تقلبات المناخ وتغيره على الحصول على معلومات جوية وهيدرولوجية فورية وموثوقة للاسترشاد بها في عملية اتخاذ القرار. وسيتناول المشروع على نحو أفضل آثار تغير المناخ في الأجل الطويل، وكذلك التعامل في الأجل القصير مع الكوارث الناجمة عن الأحوال الجوية”.
وأضافت سايغهارت، أن حزمة تمويل المنحة للمشروع مقدمة من البرنامج النموذجي لمواجهة آثار تغير المناخ التابع لصندوقي الاستثمار في الأنشطة المناخية PPCR، والذي صُمم لدعم جهود البلدان من أجل دمج مخاطر المناخ والقدرة على مجابهة تغير المناخ في صميم خطط التنمية وتنفيذها.
ودعما لهذا المشروع، تم التوقيع على مذكرة تفاهم تلزم كافة وزراء الأجهزة المعنية المسؤولة عن جمع بيانات المناخ، والتحليل ودعم اتخاذ القرار، بانتهاج سياسة تقوم على تبادل البيانات مما يدعم قدرتهم بدرجة كبيرة على تبادل البيانات وتقديم خدمات موثوقة بشأن الطقس والمناخ والمياه. ويشكل ذلك خطوة كبيرة للأمام على طريق تحديث خدمات الأرصاد الجوية والهيدرولوجية على المستوى الوطني في اليمن.
خسائر بشرية ومادية
وتتلخص المشكلة التي يعاني منها اليمن، في كون سقوط الأمطار في البلاد يغلب عليه التباين وعدم الانتظام، وهو وضع يزداد سوءا نتيجة ارتفاع معدلات التبخر. كما تشكل السيول المفاجئة ونوبات الجفاف مخاطر متكررة تؤدي إلى تشريد الآلاف وإلى خسائر بشرية وأخرى مادية تصيب الممتلكات وسبل كسب الرزق.
وقد أدت السيول عام 2008، على سبيل المثال، إلى مقتل 180 شخصا وتشريد 10 آلاف آخرين، وتسببت في دمار وخسائر للبنية الأساسية والملاجئ وسبل كسب الرزق قدرت بنحو 1638 مليون دولار، أي ما يعادل 6 في المائة من إجمالي الناتج المحلي لليمن. ومطلع الشهر الماضي، قُتل 50 شخصا جراء تعرضهم لسيول مفاجئة في وادي نخلة بمحافظة تعز، جنوب غرب البلاد.