fbpx

تغير المناخ: نسب مئوية وسياسة

ذوبان الجليد يزيد من درجة حرارة الأرض | الصورة:un

حلم أخضر | راشيل كايت – البنك الدولي

راشيل كايت - البنك الدولي
راشيل كايت – البنك الدولي
عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ يدور خلال هذا الأسبوع الكثير من الحديث عن النسبة (علماء يشيرون إلى أسباب بشرية)، وعن وقفات (بطؤ وتيرة الاحترار العالمي) وما يعنيه كل ذلك بالنسبة للسياسة والسياسات. لكن لنكن واضحين.

فأحدث تقرير صادر عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ والتابع للأمم المتحدة، يقدم دليلا علميا جديدا دامغا على أن الممارسات البشرية هي التي تتسبب في تغيرات غير مسبوقة في مناخ الأرض.

ويحسم التقرير الجدل حول “ما إذا كان هذا حقيقيا” – حيث يقول العلماء إنه من المرجح إلى حد بعيد (احتمال بنسبة 95 في المائة) أن يكون الجانب الأعظم من الاحترار العالمي الذي يحدث منذ عام 1950 ناجم عن مؤثرات بشرية.

ويدحض التقرير مزاعم المتشككين بأن الاحترار العالمي قد توقف عام 1998.

والأهم من هذا كله أنه يؤكد أن الممارسات البشرية، إذا تركت دون رادع، ستؤدي إلى المزيد من الاحترار للأرض مع ما لهذا من تأثير هائل على الطقس ومستويات المياه في البحار والمنطقة القطبية الشمالية.

هذا التقييم الدولي المهم لتغير المناخ والذي اعتمدته حكومات العالم في ستوكهولم اليوم، يرسم صورة صريحة وواضحة لحجم المشكلة الماثلة أمامنا.

السؤال الرئيسي الآن هو: ماذا سنفعل إزاء ذلك؟

تغيرات المناخ في العالم خلال قرن-wb
تغيرات المناخ في العالم خلال قرن-wb
كان تقرير البنك الدولي الخاص بعنوان “أخفضوا الحرارة” قد حذر من أننا نمضي نحو عالم ستزيد درجة حرارته بمقدار أربع درجات مئوية بنهاية القرن الحالي، عالم سيتعرض للعديد من الموجات الحارة، وانخفاض المخزون العالمي من الغذاء، وفقدان المنظومات الإيكولوجية والتنوع البيولوجي، وارتفاع مستويات البحار بدرجة تهدد الحياة.

كما كشف تقرير المتابعة الذي أصدره البنك الدولي في يونيو/حزيران، كيف سيؤدي عالم حرارته أعلى بمقدار درجتين مئويتين، عالم يمكن أن نشهده ونحن مازلنا على قيد الحياة، إلى بقاء الملايين من البشر يرزحون تحت نير الفقر.

ونحن في مجموعة البنك الدولي سنضاعف جهودنا للعمل مع مختلف البلدان لطرح حلول اقتصادية التكلفة من أجل الحد من الانبعاثات الغازية، ومساعدة الجهات المتعاملة معنا على الاستعداد للمخاطر الناجمة عن الارتفاع السريع في درجة حرارة الأرض.

كما نعمل على دعم الحلول التي يقدمها الآخرون، وننضم إليهم لطرح الحلول والأفكار الجريئة التي ستحدث أكبر أثر: من مساعدة المدن على أن تنمو متمتعة بالنظافة والمرونة إزاء تغير المناخ، وإرساء ممارسات زراعية ذكية وواعية بالاعتبارات المناخية، وإيجاد سبل مبتكرة لتحسين كفاءة الطاقة على نطاق واسع وأيضا تحسين أداء الأنواع الأخرى من الطاقة المتجددة.

الأمر ليس سهلا، لكنه ضروري، ونحن ننظر أيضا في كيفية العمل مع مختلف البلدان من أجل الحد من الدعم للوقود الأحفوري الضار، والمساعدة في وضع السياسات والهياكل التي ستؤدي في النهاية إلى تحديد ثمن ثابت للكربون.

والآن يثبت الدليل العلمي بوضوح أن التغيرات المناخية تشكل تهديدا حقيقيا للتنمية الاقتصادية ولمكافحة الفقر.

ثمة خطر قائم يهدد بتبديد حصاد عقود من التقدم، وكل ذلك بسبب تغير المناخ، ولا يمكن أن نسمح بحدوث ذلك.

* راشيل كايت: هي نائب الرئيس لشؤون التنمية المستدامة في البنك الدولي WB.

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!