حلم اخضر | جريدة الشرق الاوسط
حذرت دراسة علمية اعدها برنامج الامم المتحدة الانمائى بصنعاء بالتعاون مع الهيئة العامة لحماية البيئة، من الزيادة المطردة فى معدلات تلوث الهواء فى اليمن وما يترتب على ذلك من مخاطر صحية وبيئية جادة.
وارجعت الدراسة هذة الزيادة فى معدلات تلوث الهواء، الى النمو السكانى المتسارع الذي يشهده اليمن منذ عدة سنوات، وما استتبع ذلك من زيادة استهلاك ملوثات الهواء من مختلف المواد خاصة النفطية منها.
بالاضافة الى ما تنفثه كسارات حجارة البناء ومناشير الاخشاب والعواصف الرملية من غبار واتربة.
واشارت الدراسة، الى ان الزيادة المتنامية فى استهلاك مادة الديزل، نتيجة وجود 300 الف سيارة فى العاصمة صنعاء لوحدها -منها 7 الاف سيارة تعمل بوقود الديزل- يعد أحد الاسباب الرئيسية لتلوث الهواء.
وحسب الدراسة، يستهلك اليمن حوالي 50 الف برميل من مختلف المشتقات النفطية يومياً، منها 29 الف برميل يجري استهلاكها فى صنعاء، الامر الذي يؤدي لانبعاث ألالاف الاطنان من الغازات الملوثة للهواء.
وكشفت الدراسة أن نصيب العاصمة صنعاء وحدها من هذه الغازات الملوثه للهواء 7762 طنا من اوكسيد الكربون وحوالي 988 طناً من اوكسيد الكبريت، وحوالي 2.9 الف طن من ثاني اوكسيد الكربون.
وبالتالي، يضاعف هذا من خطورة الكم الهائل من الغازات انخفاض كثافة الاوكسجين فى صنعاء نتيجة ارتفاعها الملحوظ عن مستوى سطح البحر(2400 متر ).
وكشفت الدراسة أيضا عن أن تلوث الهواء بعنصر الرصاص السام والذي تصنفه منظمة الصحة العالمية ضمن مجموعة الملوثات الرئيسية جراء تزايد استهلاك الوقود المشبع بالرصاص والناتج عن تكرير النفط في مصافي البترول، يعد خطراً اخر لا يقل اهمية عن ذلك.
برغم تأكيد مؤسسة النفط اليمنية على ان منسوب الرصاص في النفط المستهلك محليا لا يتجاوز النسبة المسموح بها عالميا وهي 2.5 غرام لكل غالون.
وأفادت الدراسة، أن ثمة مؤشرات على مدى تأثير وانعكاسات تلوث الهواء على سكان المدن القريبة من منشآت تكرير النفط، حيث تزايدت نسبة انتشار امراض الجهاز التنفسي والقلب وضغط الدم وامراض السرطان بين سكان هذه المدن خاصة .
وقالت الدراسة، أن مركز علاج الاورام بالمستشفى الجمهوري بصنعاء، سجل العام الماضي 2011، حوالي 3590 حالة اصابة بمرض السرطان، أبرزها: سرطانات الرئة والجهاز الهضمي والغدد اللمفاوية والثدي.
وربطت الدراسة بين تلك الزيادة في معدلات الاصابة بامراض السرطان، وبين زيادة نسبة تلوث الهواء.
وأشار الدكتور احمد الحضرانى، اخصائى الجراحة والاستاذ بكلية الطب جامعة صنعاء، الى أن حوالي 95 % من امراض السرطان في اليمن ناتجة عن التلوث البيئي بدرجة اساسية.
ويضاف الى ذلك، تصاعد كميات هائلة من غازات أوكسيد النتروجين وثاني أوكسيد الكربون الى طبقات الجو العليا أوجد للمرة الاولى فى اليمن ظاهرة الامطار الحمضية او الضباب الحمضي السام.
حيث تقع المناطق ذات المناخ الحار كالمدن الساحلية ضحية لظاهرة الاحتباس الحراري عندما ترتفع درجة حرارة الطقس، وتنخفض معدلات الاوكسجين بسبب الحرق المستمر للمخلفات الصلبة في محارق مكبات النفايات الملاصقة لهذة المدن.
وتتزايد نسبة هذة المخلفات نتيجة للزيادة المتسارعة في عدد السكان والهجرة الداخلية الكثيفة من الارياف صوب المدن. على حد ما ذكرت هذه الدراسة.