عبدالرحمن رامي (جريدة النداء)
(17 نوفمبر،2012)- قبل 9 سنوات، تم تحويل مقلب النفايات من المنطقة المعروفة باسم “المحرقة” إلى منطقة أخرى بعيدة عن مركز محافظة الحديدة.
فاستوطن تلك المساحة، المئات من شريحة المهمشين، وأنشأوا “أحراشهم”، التي اعتمدوا لإقامتها على الأشجار والزنك والصفيح والألواح الخشبية، على أكوام النفايات المتراكمة منذ سنوات.
نستطيع أن نشعر بمأساة ساكني المحرقة (مقلب ومحرقة النفايات السابق، ومحرقة المواد الكيماوية السامة والمهربة التي ما زالت حتى الآن)، من خلال مشاهدة حياتهم المليئة بالمشاكل والمعاناة المتراكمة التي نقلتها جريدة “النداء” لدى زيارتها لهذا الحي.
وسط السواد وبقايا النفايات المحترقة، يتقاسم هؤلاء همّاً واحداً هو: التلوث البيئي والأمراض الخطرة.
فمنذ سنوات والجهات المعنية تستخدم هذه المنطقة لإعدام النفايات السامة والأدوية المهربة، ومكاناً للتخلص من المخلفات والنفايات من أحياء المدينة ونفايات السفن التجارية واليخوت السياحية.
وقد خصصت المساحة المجاورة لها، لحرق وإتلاف المواد الكيماوية والمهربة وغيرها، مما يتم ضبطه في جمارك الميناء.
هذه المساحة ما زالت تستخدم لهذا الغرض، حتى بعد نقل مكان محرقة النفايات، واحتلال المهمشين لمكانها.
يقول عمر بخيت (60 عاماً)، أحد أبناء المنطقة: «نعاني في هذا المكان من أمراض لا حصر لها، ولا نجد أي تجاوب من مكتب صحة الحديدة».
ويوافقه الرأي، سعيد أحمد عزعزي (58 عاماً) موضحاً ماهية هذه الأمراض “الفتاكة” بالمواطنين، حيث يقول: «في هذه المحرقة نعاني كثيراً من الأمراض التي تشكل خطراً على حياتنا وأطفالنا؛ مثل الملاريا، البكتريا، الالتهابات الرئوية، التيفوئيد، حمى الضنك وأمراض غير معروفة بالنسبة لنا، إضافة إلى الإسهالات وجميع “البلاوي”».
يبطش البعوض بساكني محرقة النفايات بالحديدة، ويعتاش على دمائهم. دون اكتراث السلطات المسؤولة.
ويضيف عمر: «لا يوجد أي نشاط مكافحة من الجهات المعنية، خاصة مراكز مكافحة الملاريا التي وعدتنا قبل عام بتوزيع عدد من الناموسيات كأقل إجراء وقائي، لكن هذه الناموسيات بيعت في ما بعد كما عرفنا في بعض مدراس الحديدة».
المصدر: صحيفة النداء