حلم أخضر – محمد الحكيمي
ربما كانت هذه هي الكارثة التي يُصعب على اليمن تفاديها، إذ ارتفعت نسبة تناقص الغطاء النباتي، وزحف الكثبان الرملية في شتى مناطق البلاد. ونتيجة لذلك، حذرت الهيئة العامة لحماية البيئة في العاصمة صنعاء، من مخاطر موجة الاحتطاب الكبيرة التي يقوم بها السكان المحليين، نتيجة استمرار أزمة مادة الغاز المنزلي، وتفاقمها منذ أكثر من 5 سنوات.
وفي تصريح خاص لـ”حلم أخضر”، قال مدير التنوع الحيوي والمحميات الطبيعية بالهيئة العامة لحماية البيئة، الأستاذ عبد الله أبو الفتوح: “في العام الواحد يتم قطع الأشجار بما يزيد على 860 ألف شجرة سنوياً، لسد حاجة أفران ومخابز العاصمة صنعاء فقط، والبالغ عددها 722 مخبزاً، إذ يتم حرق قرابة 17,500 ألف طن من الحطب سنوياً”.
وارتفعت نسبة اعتماد الأفران والمخابز والمطاعم في صنعاء، على الاخشاب وجذوع الأشجار، كوقود بديل عن مادة الغاز بسبب انعدامها نتيجة الأزمة التي تعيشها البلاد.
وقال أبو الفتوح، الخبير الوطني في الإدارة البيئية: ان “الاحتطاب في اليمن، يشكل ضغوط قوية على الغطاء النباتي، وعلى تناقص الأشجار في الأرياف والمدن الحضرية. وقد تعرضت غابات المانجروف في محمية جزيرة كمران بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر، للاقتطاع والتحطيب الجائر. وفي منطقة “صعفان” في حراز محافظة صنعاء، شكا المواطنين لمسؤولي هيئة البيئة من زيادة احتطاب اراضيهم من قبل أناس باستمرار”.
وخلال السنوات الخمس الأخيرة، ازدهرت تجارة الحطب، في معظم المناطق اليمنية، وعلى الطريق الاسفلتي من العاصمة صنعاء الى مدينة الحديدة، تتراكم على جانبي الطريق اكوام ضخمة من حطب الأشجار المقتلعة والمعروضة للبيع، والتي تمتد على مسافة 226 كيلو متراً. ويمكن مشاهدتها دونما توقف.
ويعد زحف الكثبان الرملية من أكبر التهديدات التي يتعرض لها التنوع الوراثي والطبيعي في اليمن. وقد أثر على النباتات الغابوية (الغابات) بشكل كبير جداً، ونتيجة ذلك تحولت مناطق الوديان الخصبة في حضرموت وشبوة، والتي كانت تغطيها الغابات والتي تسودها أشجار السدر، وأشجار السلم، وأشجار السُمر، الى أراضي فقيرة وجافة وصخرية تسودها نباتات وأعشاب ثانوية وغازية مثل: الحنظل والعرفج.