حلم أخضر | حوار: أشرف خليفة – عدن
يتحدث مدير صندوق النظافة والتحسين في محافظة عدن جنوب اليمن، المهندس قائد راشد، في حوار خاص لـ”حلم أخضر”، عن مشكلة التلوث وغياب النظافة في عدن، والتي قال أنها لا تكمن في قلة الموارد أو شحة الإمكانيات وإنما في غياب الأمن الذي يمنع طاقم صندوق النظافة من القيام بواجبه، وقد تحدث للزميل “أشرف خليفة” عن سبب ذلك، وأشياء أخرى..إليكم مقتطفات:
هناك سخط في أوساط الناس في مدينة عدن من غياب النظافة، ما قولك؟
من حق المواطن أن يسخط وينزعج من ترك القمامة هكذا مرمية على الطرقات والشوارع، لكن هناك أسباب رئيسية تحول بيننا وبين القيام بواجبنا على أكمل وجه، وهي غياب الأمن الذي يحمي العامل والمراقب أثناء تأدية عمله في الشارع، وإلى جانب ذلك غياب الوعي لدى المواطن الذي لابد له وان يساعد بشكل ايجابي في هذه العملية كون النظافة مسؤولية الجميع من سلطة محلية ومواطنين وأحزاب ومنظمات المجتمع المدني.
لماذا لا توضحوا لسكان عدن عن هذه العوائق التي تمنعكم من القيام بواجباتكم؟
كما قلت لك في سؤالك السابق غياب الأمن وعدم وعي المواطنين، وكذا مزاجية عامل النظافة وعدم التزامه بمواقيت عمله وكثرة غيابه وكذا استمرار عملية الإضراب، وإذا قمنا بجلب أشخاص بدلاً عنهم يقومون بالاعتراض، ويمنعونهم من انتشال القمامة.
كان صندوق النظافة والتحسين في السابق، يقوم بالصرف من الصندوق خارج مجال النظافة – حسب تقارير رسمية – هل ما يزال هذا الباب مفتوحاً؟
هذه المبالغ توقفت تماماً عن الصرف ولا يتم الصرف حالياً إلا في مكانها المخصص بما يخدم عملية صندوق النظافة وتحسين المدينة.
مشكلة النظافة في عدن، أهي شحة الإمكانات مثلاً أم هو الإهمال؟
بالنسبة لمشكلة النظافة في عدن لا تكمن في قلة الموارد أو شحة الإمكانات حيث انها متوفرة إلا أن غياب الأمن هو ركيزة أساسية في عدم القيام بواجباتنا.
يملك صندوق النظافة في عدن أسطول سيارات لحمل النفايات، وعدد هائل من براميل القمامة، أين ذهبت؟
نحن عانينا ولا زلنا نعاني من قبل أشخاص خارجين عن القانون حيث يقومون بالتعرض للسيارات المتخصصة للنظافة وأخذها بالقوة وذلك للضغط على الدولة في شؤون خاصة بهم والحال ذاته يتم على براميل القمامة.
بحسب تقرير اللجنة البرلمانية التي كلفت في التحقيق على أحداث مديرية “المنصورة” في عدن قالت أن هذه الجماعات معروفة لديكم ولدى الأجهزة الأمنية, لماذا لا تكشفون أولئك الناس للرأي العام؟
للأسف الشديد مازال الأمن غائب في حماية المعدات والناقلات التابعة للصندوق، أضرب لك مثالاً تم الاعتداء في وقت سابق على احدى سيارات النظافة في ميرية “المعلا” وقمنا بإبلاغ مدير قسم شرطة المعلا على الفور إلا أنه لم يتم التجاوب معنا ولم يحرك ساكناً تجاه البلاغ الموجه له، أما بالنسبة لتقرير اللجنة البرلمانية فأنا أتحدث إليك بملئ الفم بان تلك الشخصيات معروفة لدى الأجهزة الأمنية ولا معرفة لنا بهم.
أين دوركم في الحفاظ على سيارات وبراميل النظافة؟
نحن لا نستطيع القيام بشيء حيال أناس يحملون أسلحة يقومون بتهديدنا بها، إذا كانت أجهزة الأمن لم تستطع التصدي لهم فما بالك بنا ونحن لا نملك أسلحة ولا أي معدات نستطيع أن نحمي بها أنفسنا في حال التعدي علينا.
عامل النظافة في عدن يحصل على أعلى راتب قياساً بعمال النظافة في المحافظات الأخرى إلا أنه لم يعد متواجداً في ظل اختفاء الرقابة عليه، ما السبب في ذلك؟
نحن سعينا جاهدين لتحسين وضعية عامل النظافة وقمنا بتثبيته إلا أن ذلك انعكس سلباً على العمل كون العامل ضمن راتبه ولأنه صار مثبت فيكثر من الغياب. وإذا قمنا بايقاف راتبه يقوم بإحضار عدد من الشباب المسلحين ويطالب بأخذ راتبه بالقوة، وكذا الوضع الحالي الذي تعيشه المحافظة من عصيان واعتصامات يساعد العامل على عدم العمل، وللأسف أن قناة “عدن لايف” هي من تحرك الشارع فمثلاً حين تدعي الى عصيان مدني يتم الاستجابة، وحين تنادي القناة برفع العصيان يتم الإستجابة لها، وبمقدورك قياس الأمرعلى ذلك.
هناك اتهامات لعمال النظافة وبعض مسئولي الصندوق في مديريات عدن، بأنهم لا يقومون بواجبهم كونهم يدارون من قبل قيادات محلية سابقة مازالت موجودة، بماذا تردون على ذلك؟
هذا كلام لا أساس له من الصحة، ونحن نرجو بمن يدعي بمثل هذا الكلام أن يثبت ذلك، وكل ما ورد في وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية حول هذا الكلام لا أساس له، نحن نعامل الله عز وجل وعلى استعداد تام بأن نعمل مع أي حزب كان سواء “المؤتمر” أو “الإصلاح” أو “الاشتراكي” المهم أننا نعمل من أجل عدن.
تم تسليم مدينة “إنماء السكنية” لمقاول ليشرف على نظافتها وهو يأخذ من كل منزل ما يقارب 650 ريال شهرياً وما يقارب مليون وثلاثمائة ريال من ميزانية صندوق النظافة..ما قولكم؟
نحن نسعى خلال الفترة القادمة إلى تخصيص عملية النظافة في المديريات المخططة في عدن كون ذلك يساعدنا كثيراً ونحن لا نتخذ أي قرار إلى عندما نتفق عليه في مجلس الإدارة، أما بالنسبة للمبلغ الذي يعطيه أهالي مدينة إنماء فهو من محض ارادتهم حيث يقومون بجلب أشخاص لا علاقة لنا بهم ليقوموا بأخذ القمامة في المنازل ووضعها في الشارع وتأتي الجهة المتخصصة في انتشال القمامة بأخذها، وحال النظافة في إنماء تحسن كثيراً عن السابق.
هل صحيح أنه تم تهميش بعض الأقسام كقسم المتابعة والتقييم وكذا قسم المخالفات والشرطة البيئية؟
هذا كلام خاطئ فكل قسم يقوم بتأدية واجبه، حتى أن بعض الأقسام تشتكي من التكاليف الكثيرة التي تعطى لهم.
هل يملك رؤوساء الأقسام كامل الصلاحيات في اتخاذ القرارات؟
بالفعل فهم يملكون كامل الصلاحيات حيث أن كل رئيس قسم له معداته وله الحق في اتخاذ القرارات في عملية التوظيف والفصل وله كافة القرارات القانونية، ورؤساء الأقسام كلهم كفاءات وأنا لدي ثقة كبيرة بهم، وكما قلت لك نحن في مرحلة لا تسمح لنا بالعمل جيداً واتخاذ ما نراه مناسباً، تخيل لو قام أحد رؤساء الأقسام بفصل أحد العمال المتقاعسين عن عملهم سيتم التعرض له بمختلف أنواع التهجم والبلطجة لذا نحن نقوم بالشد والجذب حتى تعود الأمور كما كانت سابقاً، والصميل لا ينفع، فكل الأمور تمشي حالياً بالمسايرة.
هل لك بأن تشرحوا لنا وللمواطن في عدن ما هي إنجازاتكم وهل لديكم خطة للارتقاء بأوضاع النظافة؟
انجازات الصندوق كبيرة جداً رفعنا عدد العمال قمنا بتزويد رواتبهم ثبتناهم قمنا بالتأمين لهم وكذا خصصنا مبلغ مالي يعود ريعه لتطبيب العامل في حالة مرضه وهو جميع أسرته لا يقوم بدفع أي مبلغ، وقمنا كذلك بتوريد 18 فرامة و29 قلاب وخمس غرافات صغيرة وعملنا كذا إعلان لشراء قاطرتين ورأس لسحب القواطر، بالإضافة إلى ذلك قمنا بإنشاء إدارة جديدة لتدوير المخلفات لإعادة انتاجها للإستفادة منها، ونحن بصدد تدشين حملة توعويه للمواطنين من خلال توزيع البرشورات ووضع إعلانات لاصقة خاصة بالإرشادات على حيطان (جدران) الشوارع ناهيك عن عمل الدورات والندوات والمحاضرات التوعوية.
في الأخير أتمنى بأن نكون جميعنا يداً واحدة لنتكاثف ونتعاون في خدمة محافظتنا ومدينتنا الرائعة عدن، وأتمنى على الإعلام بمختلف وسائله بأن يقف بجانبنا وأن يكون أداة لخدمة المجتمع.