حلم أخضر | خاص
إذا أردت مشاهدة أكبر كارثة صحية وبيئية تستهدف سكان العاصمة صنعاء، فعليك زيارة مقلب القمامة في منطقة “الأزرقين” شمال العاصمة صنعاء. فبمجرد زيارة المكان، سيشاهد المرء حجم التلوث الذي يسببه هذا المقلب الضخم، والذي تتناثر فيه أطنان القمامة، وكميات الأكياس البلاستيكية المنتشرة بفعل الرياح. وربما من الصعب استنشاق الهواء الملوث بالأدخنة والسموم وملوثات أخرى.
يمكن وصف مقلب القمامة في “الأزرقين” بكارثة كبرى تتربص بالسكان والبيئة على حد سواء. لقد أصبح اليوم هذا المقلب، مصدراً أساسيا لانتشار الأوبئة، ومنه تنمو معظم تلك الأمراض التي تصيب المواطنين المقيمين في العاصمة صنعاء.
يقع مقلب القمامة في منطقة “الأزرقين” شمال العاصمة صنعاء. في اتجاه الرياح المتحركة نحو العاصمة صنعاء، وهو بذلك يشكل خطرا على السكان، فضلا عن أنه لم يعد يستوعب كل مخلفات العاصمة.
ومنذ ابريل الفائت، ما يزال رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة في اليمن، المهندس محمود شديوة، يحذر من خطورة استمرار الاعتماد على مقلب “الأزرقين” للقمامة.
وقال شديوة في تصريح صحفي بثه “نيوز يمن” أن استمرار الاعتماد على هذا المقلب، يعرض السكان لعدد من الأوبئة والأمراض. وأضاف:”عندما تم اختيار موقع “الأزرقين” كمقلب لقمامة العاصمة، لم يأخذ أصحاب القرار، بعين الاعتبار المعايير العالمية لاختيار المقالب. “موقع الأزرقين يقع في اتجاه الرياح ولا يستوعب مخلفات الأمانة” قال شديوه.
ولتفادي الكارثة، أعلن شديوة عن مبادرة واستعداد هيئة حماية البيئة، تقديم مواصفات لمقلب نموذجي جديد، للعاصمة صنعاء، يعد ويجهز بحسب المواصفات العالمية مع إجراء دراسة تقييم الأثر البيئي للموقع.
ويرى المهندس شديوة، أن استمرار خلط جميع المخلفات الصحية والمنزلية ومعامل الأشعة وغيرها، أمر بالغ الخطورة. ويشدد شيديوة على ضرورة فصل المخلفات عند حرقها والاستفادة من بعضها في عمليات تدوير.
وقال:”يمكن إعادة تدوير المخلفات المنزلية وبمواصفات بيئية”، وأضاف”لدى هيئة حماية البيئة مواصفات لذلك، وقد قدمتها لجهات الاختصاص”.
ربما ينبغي الآن على أمانة العاصمة، وقيادتها المتفاعلة، التفاعل مع الأمر، والتقاط هذه المبادرة من رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة، في تقديم مواصفات لمقلب نموذجي جديد للعاصمة صنعاء، وحسب.
مقلب الأزرقين
تحرق كل المخلفات والقمامة التي تجمع من مختلف مديريات أمانة العاصمة صنعاء، في مقلب الأزرقين، الذي يبعد عن العاصمة حوالي 15 كيلو متر. وهو مقلب العاصمة الوحيد للقمامة والمخلفات، تدخل إليه شاحنات القمامة يومياً بعد أن تُفتش من قبل الأمن جيداً ويتم رمي القمامة أولاً لفرزها قبل أن توضع في الحفرة المخصصة لإحراقها.
تنتهي عملية فرز القمامة في المقلب، ثم توضع في الحفرة الكبيرة لكن المشكلة والكارثة الكبرى تتم أثناء إحراق القمامة، إذ تتسرب الروائح الكريهة والسامة عبر الأدخنة أثناء الإحراق ويتعرض عمال النظافة لهذه الأدخنة ما يسبب لهم أمراضاً خطيرة لم تعد تنفع معها الكمامات في حال استخدامها ، فكيف بمن لا يستخدمها أصلاً! هم يمارسون عملهم هذا كل يوم تقريباً مع فارق بسيط في الأجر فوق ما يتقاضونه، ونتيجة لهذا العمل الخطير فإن هناك أمراض خطيرة وكثيرة يصاب بها عمال النظافة نتيجة تعرضهم المباشر للروائح الكريهة والسامة واستنشاقهم المباشر لها.
ويشكو عديد من عمال النظافة من الإصابة، بأمراض السل والربو والتهاب الكبد البائي والسرطان والأمراض الجلدية وأمراض العيون وغيرها من الأمراض، نتيجة عدم الوقاية بشكل سليم وجيد أثناء عملية الإحراق التي تحتوي على كثير من الأشياء السامة والبلاستيكية والقرطاسية وغيرها من المخالفات الخطيرة.