حلم أخضر – صنعاء
تعرض مساء أمس الأثنين 10 يونيو 2013، أحد النمور اليمنية للقتل بعد من قبل السكان في منطقة آل بافطمي “طريق حجر” في محافظة شبوة جنوب اليمن.
وأدانت منظمة حماة البيئة والتنمية المستدامة في صنعاء، اليوم الثلاثاء، بشدة، جريمة اصطياد النمر العربي في محافظة شبوة من قبل المواطنين.
وأكد الدكتور اسماعيل عبدالله، رئيس منظمة حماة البيئة لـ “المصدرأونلاين” أن تناول خبر اصطياد هذا النوع من النمور النادرة على أنه عمل بطولي يعد جريمة،
لافتاً إلى أن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، أدرج هذا النوع من النمور ضمن القائمة الحمراء للحيوانات المهددة بالانقراض.
وشدد الدكتور اسماعيل على أن قلة الوعي البيئي كان سببا في التناول الإعلامي لمثل هذه الكارثة البيئية المتكررة ولمثل هذه الاعمال المدمرة للبيئة، مطالبا بسرعة التحقيق في هذه الواقعة لوقف هذه المذابح التي تتعرض لها الكائنات الحية.
النمر العربي رمز وطني لليمن
ويمثل النمر العربي رمزاً وطنياً، باعتباره الحيوان الوطني لليمن، ويمثل رمز للهوية والجمال في البيئات الجبلية اليمنية، وخصوصاً المناطق الجبلية مثل جبال المهرة وشبوة وأبين وبرع وعتمة.
وتنتمي النمور إلى فصيلة القطط وهي الاكثر تكيفاً منها وتوجد في افريقيا وآسيا وشبة الجزيرة العربية وأصغرها هو النمر العربي الذي يعيش في الاراضي الجافة والقاحله.
ورغم إصرار هذا الحيوان المميز على البقاء والمحافظة على النوع، الا انه وبحلول التسعينات من القرن المنصرم بدأ ينقرض من معظم مناطق انتشاره الطبيعي في السابق.
في حين لا تزال اعداد منه تستوطن الجبال الشاهقة في كل من اليمن وسلطنة عمان.
ويعتبر النمر احد فصائل القطط البرية الكبيرة الباقية في شبه الجزيرة العربية حتى اليوم , وقد ادرج ضمن الحيوانات المهددة بالانقراظ بنحو خطير في القائمة الحمراء للأنواع المهددة في قائمة الاتحاد الدولي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية كما شملت الملحق الاول لاتفاقية (سايتس) الخاصة بأتفاقية التجارة الدولية بالانواع المهددة بالانقراض والتي تحظر الاتجار الدولي بهذا النوع.
ولم يمض وقت طويل على انقراض الاسود والنعام والفهود من شبة الجزيرة العربية نتيجة اصطياد الناس لها واستيطانهم لمناطق عيشها ،فان النمورالعربية تواجه هي الأخرى أخطار جمة قد تنتهي بأنقراضها كسابقها من الحيوانات المذكورة خصوصاً وان مربو الماشية يقومون بإطلاق النار على النمور لقتلها خوقاً من افتراسها لماشيتهم الامر الذي يمثل الخطر الاكبر الذي يواجه النمر العربي ويهدد بانقراضه.
وقد أدت الزياده الكبيرة في أعداد السكان والزحف العمراني نحو المناطق النائية الى تقلص مساحة الارض والحد من قدرة الحيوانات البرية على الانطلاق وتأمين مصدر عيشها للبقاء على قيد الحياة فتضطر إلى افتراس الماشية في بعض الاحيان.
وتشير الدراسات الاولية التي اجراها مكتب صون الطبيعة والحياة الفطريه بسلطنة عمان إلى ان براري شبة الجزيرة العربية تحتضن عدداً قليلاً من النمور قد تصل إلى 80 نمراً.. الامر الذي يؤكد ان النمر العربي سيصبح اكثر ندرة من المها العربية وحتى من حيوان الباندا الضخم أحد أكثر الحيوانات ندرة في العالم.
النمور العربية تستوطن الجبال
ويبلغ النمر اوج نشاطه في المناطق النائية خلال النهار في اشهر الشتاء البارده وليلاً في الصيف الحار, اما بالقرب من المستوطنات البشرية فينشط عادة في الليل فقط.
ولكل نمر اقليماً واسع يحدده بترك علامات كالبول والبراز او الخدوش الظاهرة على سطح الأرض، وهذا بدوره يمنع النمور من التنافس على الغذاء أي انه بمثابة قانون متبع بين هذا الفصيل من الحيوانات التي تمثل ندرة للجمال والتنوع البيئي والحياة الفطرية.
وتعيش النمور وحيدة عدا حالة التزاوج أو عندما لايزال الجرو”صغير النمر” في كنف أمه التي تستطيع الانجاب منذ أن تبلغ العامين وهي تلد على الارجح جرواً أو جروين مرة واحدة كل عام.. ويفتح الجرو عيناه بعد مضي أسبوع واحد من ولادته تقريباً ويفطم بعد ثمانية أسابيع ويظل في رعاية أمه لمدة تصل الى عامين.
وحددت دراسة علمية عمانية أجريت عام 1997، نوعية الغذاء الذي يعيش عليه النمر العربي من خلال تحليل عينات من فضلات النمور التي تم تجميعها من مناطق تواجده جينياً , ووجد أن النمر العربي يتغذى على حيوانات الوبر الصخري والوعل والبدن والغزلان, ونادراً ما يقوم بافتراس الماشية.