حلم أخضر – تقرير خاص
يوجد في جزيرة سقطرى حوالي 52 كهفاً ومغارة في داخل الارخبيل، أبرزها وأهمها كهف «حوق» الذي يعد أطول كهف في منطقة الشرق الاوسط.
وتنتشر الكهوف والمغارات الجبلية في مواقع عديدة في جزيرة سقطرى، والجزر التابعة لها، وتعد الكهوف أحد أنماط السكن للإنسان السقطرى منذ القدم.
وقد تشكلت تلك الكهوف والمغارات بفعل عوامل التعرية الطبيعية، وفي بعض منها تفاعلت عوامل -جيومائية- حيث عملت المياه على إذابة الكلس، وشكلت أعمدة كلسية معلقة تتدلى من أعلى سطوح الكهوف.
كهف حوق: أطول كهوف الشرق الأوسط
ويوجد في سقطرى أول كهف تم اكتشافة من قبل البعثات العلمية، وهو كهف “حوق”، الذي يعد من أجمل وأغرب الكهوف في الأرخبيل والمنطقة العربية.
وقد تم تصنيف كهف حوق بأنه أطول كهف في منطقة الشرق الأوسط ، حيث يبلغ طوله حوالي 13.5 كيلومتراً، وفقاً لكتاب المعلومات الصادر عن جمعية أصدقاء سقطرى FOS، في المملكة المتحدة، للعام 2018.
ويقع كهف حوق في منطقة “حالة” شرق جزيرة سقطرى، على بعد 50 كيلومتر من “حديبو” عاصمة الجزيرة، وما تزال البعثات العلمية تحاول استكشاف محتوى أعماق وتجاويف الكهف الداخلية، إذ ماتزال مجهولة.
لكن بعثة بلجيكية علمية لاستكشاف سقطرى، استطاعت التعمق والتوغل في الكهف، ووصلت لحدود 3 كيلو مترات.
واعتبرت البعثة البلجيكية كهف حوق، واحداً من غرائب الطبيعة في العالم، إذ يبلغ ارتفاعه 8 أمتار، بينما تقدر مساحة عرضه (العرض) بحوالي من 500 إلى 1000 متر.
ويمتلئ هذا الكهف من الداخل، بالعديد من النقوش التاريخية والرسومات الساحرة والزخارف المدهشة والقطع الفنية الاثرية المنحوتة والمنتشرة فيه.
وتقول عدد من الروايات، أن الكهف استخدم في السابق، كمعبد ديني يأوي إليه المسافرون والبحارة من كافة أرجاء العالم في طريقهم إلى آسيا وأفريقيا عبر سقطرى، وكانوا يمارسون فيه طقوسهم الدينية.
ولقد عثر في داخل كهف حوق، على نصوص ولوحات مكتوبة بالخط المسند، ومنها لوحة تقول: «أنا عبقر السومري أرجو ممن وجد هذه اللوحة أن يقرأها ويحفظها في مكانها في الكهف».
وتشير المعلومات أن هذه اللوحة تعود إلى 500 سنة قبل الميلاد، وكتبها الرجل من دون أن يغير شيئاً في الكهف، وكأن لديه وعياً بالمحافظة على مقتنيات الكهف قبل آلاف السنين.
وحالياً، تستخدم الكهوف في سقطرى من قبل السكان المحليين خلال أوقات الأعاصير الموسمية، حيث ينزح إليها سكان الجزيرة مع مواشيهم من الأغنام للاحتماء بها، اثناء فترات الأمطار الغزيرة، وحدوث الفيضانات والأعاصير.
كهف «جنيبة شبهن»
ومن بين كهوف سقطرى، تبرز مغارة كهف «جنيبة» أو «جنيبة شبهن» ويدعى «دحنابة» باللغة السقطرية، وهو وسط الجزيرة.
وبحسب المعلومات تقدر مساحة كهف «جنيبة شبهن» بأكثر من 10 كيلومتر. وهو بديع ومبهر من حيث التكوينات الكلسية والشكل الجمالي، ووفرة المياه فيه.
وتقع مغارة أو كهف «دجنابة» أو «جنيبة شبهن» بمنطقة دكسم، حيث اكتشفت المغارة في مايو 2005، بالقرب من أشجار دم الأخوين. وهو يعد ثاني كهف يتم اكتشافه بالجزيرة بعد كهف “حوق”.
مغارة “دي جب”
تعد مغارة ”دي جب” في سهل (نوجد) من المغارات الأكبر حجماً، وهي تتسع لعدد من الأسر، كما يمكن للسيارة الوصول إلى جوف المغارة والتحرك بداخلها دخولاً وخروجاً دون عناء ، وتبعد مغارة دي جب عن مركز حديبو مسافة 75 كيلو متراً.
وتقع مغارة “دي جب” على الشاطئ الجنوبي خلف كثبان نوجد. ونظراً لوجود الماء فيه، يعد الكهف موطنًا للعديد من الحيوانات المختلفة، وخاصة الخفافيش، وطيور سمامة برليوزي Swifts. التي تبني أعشاشها في الكهوف.
المراجع:
– جمعية أصدقاء سقطرى/ كتاب المعلومات حول سقطرى، 2018. (FOS)
– تقارير صحفية محلية.
