حلم أخضر | تقرير:سالي خليل –الدستور
يحتفل العالم غدا باليوم الدولي للحفاظ على طبقة الأوزون الذي يوافق تاريخ 16 سبتمبر من كل عام، وسيحتفل العالم غداً بهذه المناسبة تحت شعار “غلاف جوي سليم هو المستقبل الذي نريد”، وتعد طبقة الأوزون عبارة عن غلاف غازي هش يحمي كوكب الأرض من الإشعاعات الشمسية الضارة مما يساعد على حفظ الحياة على هذه البسيطة.
وساعد التخلص من استخدامات المواد المستنفذة للأوزون الخاضعة للرقابة وما نجم عن ذلك من تخفيضات، في حماية طبقة الأوزون خدمة لهذا الجيل والأجيال القادمة، في حين شكل الأمر مساهمة كبيرة في الجهود المبذولة على صعيد معالجة تغير المناخ، والحد من وصول الأشعة فوق البنفسجية الضارة إلى الأرض.
رسالة الأمم المتحدة
وقال الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون:”بمناسبة هذا اليوم الدولي لحفظ طبقة الأوزون، أثني على كل من جعلوا بروتوكول مونتريال مثالا بارزا يشهد على التعاون الدولي. وأحث الحكومات وأرباب الصناعة والمجتمع المدني وجميع الشركاء الآخرين على استلهام مثل هذه الروح في مواجهة سائر التحديات البيئية والإنمائية الجسام التي نواجهها في عصرنا”.
وذكر بان كي مون أنه يأمل أن يهتدي المجتمع الدولي بهذا النجاح وأن يستلهمه في صوغ رؤية جديدة وإطار من التدابير لفترة ما بعد عام 2015، وهو الموعد النهائي لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
بروتوكول الأوزون
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت في العام 1994 بمناسبة ذكرى التوقيع في العام 1987 على بروتوكول مونتريال المتعلق بالمواد المستنفدة لطبقة الأوزون من قبل 189 دولة التزمت بالمحافظة على البيئة.
وجرى التوقيع على هذا البروتوكول لتخفيض انبعاث الكلوروفلوكاربون والمكونات الأخرى التي تضر بثقب الأوزون.
وتشكل طبقة الأوزون درعا واقيا يحمي الحياة على الكرة الأرضية من الآثار الضارة للأشعة فوق البنفسجية من نوع “ب” ذات المدى المتوسط والمدى القصير، حيث تعمل طبقة الأوزون على امتصاص جزء كبير منها قبل وصولها إلى سطح الأرض، في حين تسمح هذه الطبقة بمرور الأشعة فوق البنفسجية ذات المدى الطويل غير الضارة.
كما إن طبقة الأوزون تعمل على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية ولا تسمح لنا إلا بالقليل منها وهذا القليل مفيد لنا أما الزيادة فهي ضارة.
الجهود الدولية
وبحسب تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فقد حالت الجهود الدولية الرامية إلى حماية طبقة الأوزون، من وقوع خسائر إضافية في الطبقة وأسهمت في الحد من آثار الاحتباس الحراري . ويمثل التقرير أول دراسة شاملة منذ أربع سنوات لمعاهدة فيينا لحماية طبقة الأوزون وبروتوكول مونتريال الذي أوقف إنتاج المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، وأكد التقرير الذي كتبه وراجعه نحو 300 من العلماء، أن بروتوكول مونتريال ناجع حيث يحمي طبقة الأوزون من استمرار النفاد عن طريق الوقف التدريجي لإنتاج واستهلاك المواد المستنفدة للأوزون.
ويقول أشيم شتاينر، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أن الأنشطة المضطلع بها لحماية طبقة الأوزون لا تمثل نجاحا فحسب، وإنما تواصل تحقيق فوائد متعددة للاقتصاد بما في ذلك الجهود الرامية إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. ويشير شتاينر، إلى أن الأوزون لم يتناقص طوال العقد الماضي نتيجة وقف إنتاج المواد المستنفدة للأوزون والتي كانت مستخدمة من قبل في الثلاجات وعبوات الضغط إلا أنه لم يتزايد حتى الآن.
ثقب الأوزون
من ناحيته قال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية ، ميشيل جارو، إن مسألة ثقب الأوزون توضح أهمية المراقبة الجوية الطويلة الأجل والبحوث التي لولا الاضطلاع بهما لاستمر تدمير الأوزون وربما ما كنا لنكشفه حتى تصبح أضراره أكثر خطورة. وقد سجل الباحثون الاستراليون لأول مرة منذ ما يقرب من ربع قرن انكماش ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي وأن هذا الانكماش ظهر في النصف الثاني من التسعينيات وأن العودة لما كان عليه في الثمانينيات لا يظهر غير مع حلول عام 2085.
وحذرت الأمم المتحدة في أبريل الماضي، من أن الثقب في طبقة الأوزون، ذلك الحاجز الحساس من الغازات الذي يحمي الأرض من الجزء الضار من أشعة الشمس فوق الدائرة القطبية الشمالية بلغ أعلى مستوى له بسبب استمرار وجود مواد ضارة في الجو، حيث أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أن كمية الأوزون التي تحمي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية تراجعت إلى معدلات قياسية فوق القطب الشمالي بسبب استمرار تواجد المواد المضرة بالأوزون في الجو وحذرت من شتاء قارس البرودة في الطبقة العليا من الغلاف الجوي. وأكدت المنظمة في بيانها أن المشاهدات التي سجلت من الأرض وبواسطة منطاد فوق المنطقة المحيطة بالقطب الشمالي وكذلك بواسطة الأقمار الصناعية، أظهرت أن طبقة الأوزون فقدت نحو 40 % في هذه المنطقة بين بداية فصل الشتاء وآخر شهر مارس الماضي.