■ تقرير: محمد الحكيمي (خاص)
في العام 1995، تسلل زوج من الغراب الهندي إلى جزيرة سقطرى، من على متن سفينة محملة بالبضائع، قدمت من مدينة عدن جنوب اليمن.
تكاثرت تلك الغربان بصورة مخيفة من دون أن ينتبه لها أحد، وشيدت لها مستعمرة للتكاثر في وادي حديبو قرب عاصمة الجزيرة.
وبمرور الوقت، تزايدت أعداد سلالة الغراب الهندي في سقطرى. مما دعا هيئة حماية البيئة المحلية ومنظمات دولية إلى تصنيف هذا النوع من الغربان في قائمة المخاطر التي تهدد التنوع الحيوي للارخبيل.
وطوال سنوات، جرى تنفيذ 5 مشاريع كمحاولات لمكافحة الغراب القاتل للطيور والزواحف؛ لكن عملية ابادته لم تكن سهلة. فقد استغرق الأمر 15 عاماً، في واحدة من أغرب قصص الطبيعة التي يتعقبها «حلم أخضر» في اليمن، والتي تمكن فيها طائر عدائي من تهديد الحياة البيئية في أهم وأندر الجزر في العالم.
كيف استعمر الغراب سقطرى
تاريخياً، تعد جزيرة سقطرى خالية من طيور الغراب. وتؤكد دراسة أعدها الدكتور نديم طالب، والباحث أحمد سليمان، ونشرتها مجلة Sandgrouse في سبتمبر/أيلول العام 2010؛ أن الموطن الأصلي لطائر الغراب الهندي المنزلي House crow يمتد في جميع أنحاء شبه القارة الهندية.
وأن الغراب الهندي قد انتقل من شبه القارة الهندية الى محافظة عدن جنوب اليمن، في منتصف القرن الـ 19 عبر السفن.
تقول القصة أنه في أبريل/نيسان من العام 1995، وصلت سفينة تابعة لمؤسسة الموانئ اليمنية إلى حديبو عاصمة سقطرى، بعد رحلة استغرقت 4 أيام من مدينة عدن.
كانت السفينة محملة بالمواد الغذائية، وكان على متنها زوج من الغربان الهندية البالغة، ومعهما عش البيض وأحد الفراخ الصغار.
وقد ظل زوج الغربان مختبئاً في أحد أرجاء السفينة. وبمجرد الوصول لميناء حديبو، طار زوج الغربان من السفينة إلى وادي حديبو القريب من الميناء في عاصمة الارخبيل.
وفي وادي حديبو، حيث توفر أشجار النخيل التي يبلغ ارتفاعها 7-12 متراً، مواقع تعشيش جيدة، مكثت الغربان لتؤسس لها مستوطنة، الأمر الذي يعني توفر إمدادات جاهزة من الطعام بما في ذلك الأسماك والحيوانات النافقة.
ووفقاً لدراسة (سليمان، وطالب) فقد أثبت هذا الموطن الجديد في حديبو، بأنه مثالي لتكاثر وتغذية الغربان الدخيلة الغازية. وبحلول العام 2000 ارتفعت أعداد الغربان الغازية داخل سقطرى 15 طائراً على الأقل.
ومن المثير للاهتمام أن الغراب شوهد مرة واحدة فقط بالقرب من وادي سرحان، على مسافة أقل من 2 كيلومتر، وحيث لا توجد مستوطنات اتخذت الغربان من ذلك المكان مقراً لإقامتها على حافة العاصمة، وبقيت هناك غريبة عن الجزيرة.
الغراب يقتل طيور سقطرى
على الرغم أن السجلات العلمية، لم تستطع تحديد حجم الأضرار التي سببتها الغربان للحياة البرية بالجزيرة خلال السنوات الأولى لاستيطانها.
لكن احدى الدراسات، رصدت الغربان في مرات عدة، وهي تأخذ وتصطاد صغار طيور الصرد الرمادي من العش (أحد طيور سقطرى المتوطنة).
كما شوهدت الغربان باستمرار وهي تقوم بمضايقة الدجاج في الارخبيل، وهاجمتها مراراً وسرقت البيض وقتلت الافراخ.
ويشير بحث علمي أعده أحمد سليمان، وجينترام مير، وبيتر هافيرسون، سنة 2011. الى إن الغراب الهندي يعتبر من الطيور الدخيلة على سقطرى، وأنها تسببت بأضرار بيئية واقتصادية شديدة في المناطق استوطنتها.
وقد تمكنت الغربان من بناء مستعمرة لها في وادي حديبو، وتجاوز عدد أفرادها 30 غراباً.
ووفقاً لأحد المصادر، يمتاز الغراب بقدرته على التكاثر السريع، إذ تضع الأنثى حوالي 2-5 بيضات، وتبلغ فترة الحضانة للبيض من 16 إلى 17 يوماً فقط، وتبلغ الفراخ سن الطيران وعمرها حوالي 21 إلى 28 يوماً.
ويوضح الجدول رقم (1) ارتفاع أعداد الغربان الكبيرة في سقطرى والتي تم رصدها بانتظام من قبل هيئة حماية البيئة، ومنظمة الطيور العالمية Bird Life، وتظهر الارقام تكاثر الغربان منذ العام 1996 حتى 2009.
مشروعان يفشلان بمكافحة الغربان
في العام 1999، بدأ «برنامج مكافحة الانواع الدخيلة» في هيئة حماية البيئة في سقطرى، القيام بأول محاولة لإبادة تلك الغربان.
كانت تلك المحاولة عبارة عن مشروع نشر مجموعة من الفخاخ من نوع فخ (لارسن) لصيد الطيور، تم شحنها من المملكة المتحدة إلى سقطرى من منظمة الطيور العالمية.
لكن هذه العملية فشلت تماماً أمام ذكاء الغراب، وكلفت قيمة هذا المشروع الفاشل مبلغ 1,500 دولار أميركي. ولم يقع في الفخ أية غراب.
وفي العام 2000، تم تنفيذ المحاولة الثانية والتي باءت بالفشل ايضاً، وكانت عبارة عن وضع مصيدة كبيرة للغربان على سطح بالقرب من ساحل حديبو، بمنطقة تتكاثر وتتغذى فيها الغربان.
وتم بناء المصيدة باستخدام نموذج من المملكة المتحدة. ووضع بداخلها السمك وأطعمة أخرى لجذب الغربان.
وبعد خمسة أشهر من تجهيز تلك المصيدة، لم تنجح المصيدة في القبض على أي غراب. كانت تكلفة هذا المشروع الفاشل 700 دولار أميركي. (سليمان، وطالب، 2010)
الغراب يهزم قناصة الجيش اليمني
بعد فشل المشروعان السابقان، شرعت هيئة البيئة بسقطرى، إلى تنفيذ طرق أخرى لـ إبادة الغربان، وقامت بالتنسيق مع ضباط الجيش اليمني لجلب عدد من الجنود القناصة، من اجل القيام بقنص الغربان وإطلاق النار عليها.
ويشير الخبير البيئي أحمد سليمان، أن 4 من جنود القناصة بالجيش اليمني، عملوا لمدة أيام في الوديان للبحث عن الغربان. وفشلت كل محاولات الجنود، ولم تفلح بنادقهم في قتل أي طائر.
إن الغربان طيور حادة الذكاء، كانت تستطيع التعرف على ملامح الجنود؛ وتشعر بالخطر بمجرد رؤية البندقية مما يجعلها تطير وتختبئ في أشجار النخيل.
وقد ظل جنود الجيش اليمني يطاردون الغربان لأيام. ولم تسفر عمليات المطاردة تلك عن أية نتيجة. وقد كلف هذا المشروع الفاشل حوالي 800 دولار.
أطفال سقطرى يصطادون الغربان
خلال الفترة الزمنية بين العامين 2000 – 2007، لجأ برنامج مكافحة الانواع الدخيلة إلى تنفيذ مشروع رابع، بعد فشل المشاريع الثلاثة السابقة.
وفي هذه المرة تم التحكم في أعداد الغربان بنجاح، عبر الاستعانة بالسكان المحليين، من خلال تشجيع طلاب المدارس من أطفال سقطرى، للقيام بمهمة صيد الغربان التي فشل فيها موظفي البيئة وقناصة الجيش اليمني.
وطبقاً لدراسة (سليمان، ونديم) لجأ برنامج المكافحة لطريقة تقليدية تتمثل في هدم أعشاش الغربان وتكسير البيض. وقام البرنامج بدفع مبالغ مالية للأطفال الذين يجيدون تسلق أشجار النخيل حيث أعشاش الغربان.
نجح أطفال سقطرى في إمساك المئات من صغار الغربان والبيض بأيديهم. وإحضارها لهيئة حماية البيئة، كي يتولى موظفو البرنامج مهمة قتل صغار الغربان بعد فقس البيض.
وكمكافأة مالية نظير صيد صغار هذه الطيور، قام برنامج المكافحة بإعطاء الأطفال مبالغ مالية تتراوح بين 1000-1500 ريـال يمني (ما يعادل آنذاك 6 إلى 9 دولارات أمريكية) مقابل كل بيضة غراب/فرخ البيض يتم اصطياده وتسليمه للبرنامج، ودفع مبلغ 2,000 ريـال يمني مقابل صيد كل غراب بالغ.
كانت تلك الطريقة ناجحة في مكافحة الغربان، حيث أفلحت في القضاء على حوالي 161 بيضة في أعشاش الغراب خلال عامي 2000 – 2001. كما تم القضاء على 242 من صغار الغربان خلال الفترة 2002 – 2007.
وعلى مدى 10 سنوات، تمت إزالة 550 من فراخ البيض من داخل أعشاش الغربان، من قبل أطفال سقطرى. مما جعل هذه الطريقة تبدو فعالة للتحكم بأعداد الغربان. وقد أبقت هذه الطريقة أعداد الغربان منخفضة جداً.
ومع ذلك، كانت العملية مكلفة مالياً لهيئة البيئة بسقطرى. فقد كلفت حوالي 15,000 دولار، ولم تحقق الاستئصال التام للغربان. إذ ظلت الغربان الكبيرة وعددها 13 تطير وتتصرف بصورة عدائية بعد تدمير اعشاشها.
إيقاف دفع المكافأة للأطفال
في العام 2008، تم إيقاف تمويل دفع المكافآت للأطفال وطلبة المدارس للتخلص من الفراخ. وتؤكد دراسة (نديم، وسليمان) أنه نتيجة لذلك كان لدى الغربان إمكانية لزيادة أعدادها بصورة غير مقيدة في أنحاء الجزيرة.
وأشارت مقالة علمية (علي الصغير، 2003)، إلى ان مستوى الزيادة بأعداد الغربان وصل الى 100 غراب. ويمكن أن يرتفع عددها إلى 2,000 غراب في غضون أربع سنوات إذا لم يتم ابادتها.
ازداد القلق آنذاك بشأن التأثيرات التي سيتسبب بها الغراب الهندي في بيئة الارخبيل، بعد أن تم ادراجها في العام 2008، من قبل منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي.
وقد دفع هذا الأمر بهيئة حماية البيئة إلى ضرورة اتخاذ قرار نهائي للقضاء على جميع الغربان في سقطرى.
شركة ألمانية لقنص الغربان
أنشئ برنامج مكافحة الأنواع الدخيلة، بهيئة البيئة بسقطرى، بمساهمة مالية من مرفق البيئة العالمي SGP، وبالشراكة مع برنامج التنوع الحيوي بسقطرى الممول من قبل البرنامج الانمائي للأمم المتحدة UNDP.
ولم يكن أمام هذا البرنامج سوى الاستعانة بشركة ألمانية متخصصة من أجل القيام بإبادة الغربان، والتي كان عددها 13 غراباً. وقد كلفت عملية استئصالها مبلغ 20,500 ألف دولار.
وبحسب تصريح ادارة البيئة بسقطرى، قام برنامج المنح الصغيرة في أبريل/نيسان 2009، بالتعاقد مع 2 من القناصة الأوروبيين (بريطاني وألماني) وهم خبراء في استئصال الطيور الدخيلة، لقنص ما تبقى من الغربان. وقد منح البرنامج الخبيرين أجراً يومياً بمبلغ 500 دولار أميركي.
واشارت السجلات، انه تم الاتفاق حينها على إطلاق النار على جميع الغربان المتبقية بسقطرى، وتضمنت الاتفاقية بين الاطراف المعنية أن يتم جلب 2 خبراء من الصيادين ذو الخبرة، وأن يكونا قد عملا بمشاريع سابقة لاستئصال مثل هذه الأنواع من الطيور، وأن يجيدان كيفية تطبيق التقنيات الذكية التي تبقي الغربان غير متيقظة لأطول فترة ممكنة.
عقب ذلك، قامت وزارة الدفاع اليمنية، باستيراد بنادق صيد عيار 17 HMR وعيار 22 R / F وبندقية نصف آلية. وتم إحضار أسلحة نارية مختلفة وذخيرة مناسبة إلى سقطرى. بعد تحديدها من قبل خبراء الصيد.
وطبقا للمعلومات، تم الاتفاق على إطلاق النار من نافذة مموهة في سيارة Jeep تابعة للمشروع. مع تواجد كبار موظفي هيئة البيئة لتوجيه العملية، والتحدث إلى السكان المحليين، وتطمينهم كي لا يشعروا بالهلع من سماع اطلاق الذخيرة لقنص الغربان.
لكن عملية الاصطياد لتلك الغربان لم تكن سهلة أمام القناصان الأوروبيان، فقد تطلب الامر أكثر من أسبوعين.
كانت الغربان ذكية ومتيقظة ومدركة للخطر. فقد ظلت مختبئة، مستفيدة من التجربة الفاشلة التي قام بها قناصة الجيش اليمني.
بدء عملية قنص الغربان
في 16 ابريل/نيسان 2009، وصل الخبيران الالماني والبريطاني، إلى جزيرة سقطرى في مهمة قنص 13 غراباً في ضواحي حديبو، وقامت السلطات البيئية بابلاغ السكان المحليين بالتعاون مع فريق المشروع،
وُطلب من السكان، عدم مقاطعة القناصة اثناء صيدهم للطيور، وارشادهم للمناطق التي يتم فيها رؤية الغربان أو سماعها، أو مناطق تعشيشها.
وأثناء ذلك، أصبح المجتمع المحلي يسقطرى، على وعي سريع بوجود فريق يحملون بنادق ويتجولون في المكان. وطيلة اليومين الأولين 16-17 ابريل/نيسان، من وصولهم الارخبيل، ظل القناصة الأوروبيين يجوبون ضواحي حديبو لمعرفة ألية الحركة ومسح المنطقة ودراستها وفهم حركة الغربان.
اليوم الأول: قنص 6 غربان
في 18 أبريل/نيسان 2009، بدأ القناصان الألماني والبريطاني يومهم الأول في قتل الغربان. (بعد يومين من وصولهم سقطرى وبدء إطلاق النار). كانت البندقية الأولى المستخدمة في عملية القنص، بندقية كاتمة الصوت عيار 22، والتي قتل فيها 6 طيور من الغربان.
وبحسب مقالة (نديم، سليمان)، بدأت الغربان تصبح أكثر غموضاً وحذراً من القناصة. على الرغم من عدم تمكن الغربان من تحديد موقع مطلق النار أو السيارة لتتجنب الامر. وأصبحت أقل وضوحاً”.
اليوم الثاني: قنص 3 غربان
في اليوم الثاني 19 ابريل/نيسان، نجح القناصان في إطلاق النار على 3 ثلاثة غربان وتم قتلهم بشكل متتالي، باستخدام بندقية صيد عيار 17، بذخيرة عالية القوة، والتي تسمح بإطلاق النار من على بُعد طويل المدى.
بقيت 3 من الغربان تتصرف بحذر شديد، وبدأت جزئياً في مغادرة المنطقة إلى وادي آخر يبعد قرابة 2-3 كيلو متر. ويشير سليمان: ” أن طيور الغربان المتبقية تجنبت البقاء في الموقع بمجرد ملاحظة وجود الشخص المراقب أو وجود سيارة الجيب التي يصطاد من نافذتها المغطاة”.
بعد يومين فقط من عملية القنص والاصطياد المباشر، ومن أجل تثبيط هذا السلوك الحذر الذي قامت به الغربان. قرر الخبراء الأوروبيين التوقف عن إطلاق النار لمدة 3 ايام حتى تاريخ 20 ابريل/نيسان.
واكتفيا بالقيام بالمراقبة فقط، للحد من الضغط القائم على الغربان. وقد منح هذا التكتيك بعض الوقت للفريق لإعادة احتساب عدد الطيور المتبقية، وتحديد مواقع الاستهداف المحتملة للأيام القادمة.
اليوم الرابع: قنص 2 غربان
في 21 ابريل/ نيسان 2009، تم استخدام البندقية الأكثر تقنية. ومن خلالها تم اعتراض الغراب رقم 10 اثناء تحليقه وهو يطير بين الوديان.
وفي اليوم الرابع ذاته، تم إطلاق النار على الغراب الثاني رقم 11، اثناء ما كان مواطن محلي يتسلق شجرة تعشيش معروفة لإزالة عش الغراب أو البيض.
ومن التجارب السابقة كان معروفاً لدى الفريق، أن الغربان تهاجم أي شخص يقترب من عشها، ولذلك استخدم فريق المشروع هذه الطريقة لجذب الطائر إلى الموقع.
اليوم الخامس: قنص الغراب 12
في 22 ابريل/نيسان، تم قنص آخر طائر مرصود (الغراب رقم 12) في وقت مبكر من بعد الظهر، بعد ساعتين من المراقبة والتعرف على أنماط طيرانه غير المنتظم وسلوكه العصبي.
وبحلول ذلك الوقت، كان من الواضح أن المراقب داخل الفريق قد نجح في تحديده على أنه تهديد، وأبقى الغراب الأخير على مسافة واضحة.
ونظرًا لأن الغراب كان يختبئ داخل سعف النخيل، فقد سمح الأمر لمطلق النار بالوقوف تحت شجرة واحدة. ثم قام القناص بالتصويب الدقيق على الطائر من راحة اليد، وكان الغراب باتجاه المراقب. ثم تم إطلاق النار عليه.
الغراب رقم 13 أخطر الغربان
بعد أكثر من 500 ساعة عمل في المطاردة سيراً على الأقدام، ومن داخل السيارات ومن أسطح المنازل، لم تتم مشاهدة أو سماع أو الإبلاغ عن وجود أي طائر من الغربان.
وتم بث نداء داخل المجتمع السقطري بضرورة إبلاغ الفريق عن أية غراب يتم مشاهدته، وتم عرض مكافأة إضافية لأية معلومات عن ظهور أي غراب.
وفي 27 ابريل/نيسان 2009، وبعد سبعة أيام من إطلاق النار على آخر غراب مرصود، كان الفريق قد أنجز مهامه في قنص 12 طائر من الغربان المرصودة.
وحين كان فريق القناصة على وشك المغادرة من سقطرى، وردت انباء عاجلة أن غراباً واحداً كان يدور حول وادي حديبو. حاول موظفو المشروع العثور على موقع هذا الطائر، بالإضافة إلى توضيح أنماط حركته. لكنهم فشلوا مع اختفاء الغراب، وعاد الطائر بعد ذلك بيومين، ثم اختفى مرة أخرى.
عاد فريق القناصة المتخصص للعمل من جديد من اجل القضاء على هذا الغراب الأخير، والذي كان يُنظر إليه على أنه أخطر غراب؛ لأن وجوده في ذلك الموقع الذي اختفى فيه كان محيراً وغير مفهوم، مما جعل الامر يزداد تعقيداً.
وبعد أربعة أيام اضافية من المراقبة والمطاردة، تم رصده ومشاهدته، وتم إطلاق النار أخيراً على الغراب الأخير (رقم 13) في وادي حديبو، باستخدام ذخيرة البندقية الكبيرة.
أخيراً، نجحت مهمة القناصة، بعد 15 يوماً، وتم إبادة 13 طائر من طيور الغراب الهندي، ليتكلل النجاح في إنهاء مشكلة طال عمرها 15 عاماً. والتي كانت ستتحول لكارثة بيئية تهدد الحيوانات والنباتات والناس، أو قد تتسبب في شطب اسم سقطرى من قائمة التراث العالمي.
المراجع والمصادر:
– أحمد سعيد سليمان، ونديم طالب، دراسة بعنوان: “القضاء على الغراب المنزلي في جزيرة سقطرى”، جورنال Sandgrouse، المجلد 32، سبتمر/ايلول 2010. ص 136 – 138.
– أحمد سعيد سليمان، جينترام جي مير، وبيتر هافيرسون، دراسة بعنوان: “استئصال الغراب الهندي المنزلي في جزيرة سقطرى اليمن”. الجزيرة الغازية: الاستئصال والإدارة. سويسرا. 2011، IUCN. ص361 – 363.
– جمعية OSME علم الطيور في الشرق الأوسط والقوقاز وآسيا الوسطى.