فريق حلم أخضر (خاص) صنعاء
في السنوات الـ6 الأخيرة، شهدت اليمن -وماتزال- كوارث وحوادث مناخية شديدة التباين، جراء الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة، والتي أثرت على الأقاليم الساحلية والصحراوية، مما يستدي إعلان حالة طواري مناخية.
ونتيجة لذلك، ارتفعت الكلفة الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، جراء الاضرار التي أصابت حوالي 13 محافظة من محافظات البلاد.
ومنذ أبريل/نيسان 2020، وحتى أغسطس الجاري، كانت أكثر المناطق المتضررة جراء تغيرات الطقس والمناخ هي: حجة، الحديدة، أبين، الضالع، مأرب، عدن، الجوف، صنعاء، وأمانة العاصمة.
واشتدت تأثيرات الفيضانات المغاجئة، جراء الأمطار الغزيرة في تلك المحافظات، في حين تعاني مناطق أخرى من الجفاف، وتدرة المياه، واتساع التصحر، وارتفاع درجة الحرارة!
ومنذ اندلاع الصراع في العام 2015، أدت الأعاصير على طول الساحل الشرقي لليمن وجزيرة سقطرى، إلى حدوث فيضانات ضخمة ومفاجئة، مما تسبب بانجراف التربة العلوية الخصبة في عدة مناطق، وتضرر البنية التحتية، ووقوع خسائر فادحة بين السكان، وتأثرت الحياة النباتية والحيوانية.
«حلم أخضر» يدعو لإنشاء مركز وطني لطوارئ المناخ
وفي هذا الصدد، يكرر فريق«حلم أخضر» الدعوة التي أطلقها في 4 نوفمبر/تشرين الثاني العام 2019، ويدعو السلطات اليمنية إلى انشاء مركز وطني للطوارئ المناخية، يعمل بالتنسيق بين صنعاء وعدن.
فمع ازدياد الحوادث المناخية المتطرفة في البلاد، من الأعاصير والفيضانات، والتصحر والجفاف، وتناقص الغطاء النباتي. فإن الكوارث المنتظرة جراء ذلك، ستكون كوارث “إنسانية” وليست “طبيعية” كما تعتقد السلطات.
ودعا فريق «حلم أخضر»، السلطات اليمنية، للتحرك الفوري، من أجل إعلان حالة طوارئ مناخية في اليمن. وذلك بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة، ومرفق البيئة العالمي.
ويرى فريق «حلم أخضر» أن التهديدات المناخية الموسيمية، تتطلب من السلطات العمل على اعداد خطة وطنية لمواجهة كوارث المناخ. والتي تشهد تفاقماً مع استمرار حالة الصراع، والأزمة الانسانية.
ووفقاً للظروف البيئية والمتغيرات الراهنة، يرى فريق «حلم أخضر» أن اليمن تحتاج بصورة عاجلة اليوم، إلى تبني عدد من السياسات البيئية الشاملة والعادلة، لإدارة مخاطر الكوارث الطبيعية، والتي تفاقمت تأثيراتها خلال السنوات الأخيرة.
كما تحتاج اليمن إلى منظومة سياسات عامة شاملة، لإدارة الغابات والشواطئ، وسياسات بيئية للحد من التلوث، وإعطاء الأولوية للطاقة المتجددة في مشاريع الكهرباء في الريف والحضر.
ارتفاع درجة الحرارة في مدينة تعز تحديداً، وصل تقريباً بمعدل Co 1.5 درجة مئوية، وهي قيمة كبيرة جداً
ومن المرجح أن تشهد اليمن، المزيد من الحوادث المناخية المتكررة، كارتفاع أضرار الفيضانات وانجراف التربة الزراعية، في المحافظات الشرقية والجنوبية. وانخفاض منسوب الأمن المائي، وزيادة هشاشة الأغذية، واتساع رقعة تدهور الأراضي. وتدمير البنى التحتية.
وتزداد خطورة تلك التهديدات، في كون قرابة 60 % من السكان في اليمن، يعتمدون على الدخل المتولد من الموارد الطبيعية. وغالبية النازحين المحليين القادمين من المناطق الريفية يعتمدون على نفس الموارد.
وفي حال عدم اتخاذ اية إجراءات وتدابير لمعالجة مخاطر المناخ، لن تكون جهود الاستجابة للأزمات فعالة، إلا بقدر معالجة مخاطر المناخ على المدى المتوسط.
ارتفاع درجة الحرارة: تعز كنموذج
تشير البيانات، إلى ارتفاع معدل درجة الحرارة في بعض مناطق البلاد، وتفيد احدى الدراسات العلمية أن مدينة تعز جنوب غرب البلاد، شهدت طيلة 30 سنة ماضية، ارتفاعاً مقلقاً في درجة الحرارة، وتعدت الحدود الآمنة.
ويقول أستاذ الفيزياء المشارك، وعميد كلية العلوم التطبيقية بجامعة تعز، الدكتور مهيوب البحيري، في حديثه لـ «حلم أخضر» :” إن ارتفاع درجة الحرارة في مدينة تعز تحديداً، وصل تقريباً بمعدل Co 1.5 درجة مئوية، وهي قيمة كبيرة جداً.”
ولعل ما يقوله البحيري، يفسر بالضبط سبب تفاقم التغير المناخي في مدينة تعز، والتي كانت لما قبل 3 عقود، تشتهر بمناخها المعتدل بين مدن البلاد.
وقال الدكتور البحيري: “توجد عدد من الأسباب التي أدت لارتفاع درجة الحرارة في مدينة تعز، بالرغم أن تعز لا تعد مدينة صناعية كبرى كي يكون فيها انبعاثات كبيرة جداً من ثاني أكسيد الكربون Co2.”.
“لكني أعتقد جازماً أن المصادر الرئيسية للتغير المناخي داخل مدينة تعز، تتمثل بدرجة أساسية في وسائل النقل، فهي للأسف الشديد متهالكة وخارج نطاق الخدمة”.
وأضاف البحيري: “من أسباب التغير المناخي في تعز، حرق النفايات البلاستيكية، والتي تتم بطريقة عشوائية، وبأكثر من منطقة داخل المدينة، وتظل متناثرة ولا يتم حرقها في مكان واحد، ويجري حرقها بشكل مباشر، مما يؤدي الى انبعاثات سيئة للغاية وعناصر ضارة جداً، وهي ليست مقتصرة على انبعاث ثاني أكسيد الكربون”،
“هناك انبعاثات ناتجة عن عملية الحرق مثل: عناصر الرصاص، وبعض الغازات مثل أول أكسيد الكربون CO، وعنصر الكبريت S، وكثير من العناصر الثقيلة الأخرى، والتي لها تأثير سيء جداً على الغلاف الجوي، أو على الهواء الجوي”. وهي تؤثر على البيئة وصحة السكان في المدينة”. قال البحيري.
مع ازدياد الحوادث المناخية في اليمن من الأعاصير والفيضانات، والتصحر والجفاف ونقص المياه وزيادة التلوث، أصبحت اليمن بحاجة لإعلان حالة طوارئ مناخية وبيئية. والعمل على اعداد خطة وطنية لمواجهة هذه الظواهر المناخية المستمرة والمتزايدة، في ظل الصراع والأزمة الانسانية. pic.twitter.com/X7DkJDvWtk
— حلم أخضر Holm Akhdar (@holmakhdar) February 8, 2020
اليمن والهدف 13: الحد من تغير المناخ
يعد الهدف رقم 13 من أهداف التنمية المستدامة 2030، هو الحد من تغير المناخ، ويسعى هذا الهدف إلى تعبئة 100 بليون دولار سنوياً بحلول نهاية العام 2020، من أجل تلبية احتياجات البلدان النامية، في توسيع نطاق تدابير التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه.
وفي هذا السياق، يجب أن تتواكب الجهود الدولية والاقليمية الرامية إلى إدماج تدابير الحد من مخاطر الكوارث في الاستراتيجيات الوطنية.
وما ان توافرت الإرادة السياسية، ومجموعة واسعة من التدابير التكنولوجية، سيكون لا يزال بالإمكان الحد من الزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
ولعل هذا يتطلب إجراءات وتدابير جماعية فعالة من قبل كل دول العالم. من أجل تخفيف الضرر على البلدان النامية المتضررة، والتي تتصدر طليعتها اليمن.