fbpx

الاعلام البيئي .. الغائب المهم

الاعلام البيئي مايزال غائبا في الصحافة اليمنية – الصورة: ارشيف

حلم أخضر | تقرير: ماجد التميمي

المشهد الاعلامي البيئي ضبابي وقاتم، وحضوره حتى الان ضعيفا للغاية، يأتي ذلك بعد ان استطال الاعلام السياسي والاقتصادي والرياضي على المشهد كله، حتى بات وجود اعلام بيئي متخصص وسط هذا التكتل الاعلامي الواسع اقرب الى المستحيل، وان كنا لانزال مصرين على الايمان بوجود هذا النوع من الاعلام ، وان كان متواريا وله حضورا ضعيفا وجمهورا اضعف قياسا بالإعلام المذكور انفا.

الاعلام البيئي هو اعلام تخصصي وعلمي بالدرجة الاولى ومع ذلك فان رسالته واسعة وشامله وتستوعب كل شرائح المجتمع ، هناك تسلسل ابجدي فيما يخص هذا النوع من الاعلام لأنه يبدأ في مخاطبة اجيال ناشئه من خلال تأسيس ثقافة سلوكيه تهتم بكل جوانب البيئة، وان كان الاعلام البيئي لا يزال قاصرا في خلق هذه الثقافه لأسباب تتعلق بالخانه الهامشيه التي وضع بها هذا النوع من الاعلام ، فأننا نجزم ان تلاشي القيمه المعرفيه والثقافه السلوكيه التي يقوم عليها هذا الاعلام قد اثر بشكل واضح على مسار الفهم البيئي على كل المستويات.

في صنعاء تم عقد ورشه علميه متخصصة تعني بدور الاعلام في نشر الوعي البيئي، وقد جاءت هذه الورشه كترجمة فعليه لمساعي الهيئة العامه لحماية البيئة ممثلة برئيسها الدكتور خالد الشيباني ووكيلها المهندس انور الحميري في ايجاد منظومة شراكه اعلاميه فاعله تستهدف قضايا البيئة وتتناولها بشكل منهجي وعلمي، وذلك ادراكا لما اعتبر ان كل قضايا البيئة يجب ان تحظى بإعلام متخصص، وهو ما تحاول الهيئة ان تكرسه في الايام المستقبليه خاصة وان البيئة وقضاياها تبدو غائبه عن المشهد الاعلامي الحقيقي، وما يتم تناوله الان يدخل في سياق التغطيات الخبريه التي لا ترقى للمفهوم الحقيقي للإعلام البيئي المتخصص.

نظمت هذه الورشة الهيئة الاقليميه للمحافظة على بيئة البحر الاحمر وخليج عدن، وصحيح ان هذه الهيئة اوما يطلق عليها اختصارا (البرسيجا) تعني بالدرجة الاولى بالمناطق الساحليه ومناطق السبخات والجزر كونها قد اسست لمتابعة قضايا البيئة البحريه في البلدان العربيه المتشاركه بالبحر الاحمر وخليج عدن، الا ان سعيا هادفا تقوم به البرسيجا من اجل تكريس الوعي البيئي على مستوى واسع وليس محصورا بقضايا البيئة البحريه، وهو ما تحدث به الممثل الاقليمي للبرسيجا لقضايا التوعية الاعلامية المهندس حبيب عبده حسين في كلمته الافتتاحية حيث اشار الى ان الهيئة تسعى الى خلق شراكه اعلاميه تعني بقضايا البيئة البحرية بالدرجة الاولى وقضايا البيئة بالدرجة الثانية، لان ذلك – حسب اعتقاده –يوفر مناخا اكثر تخصصيا فيما يخص استيعاب مضامين البيئة ايا كانت هذه البيئة، ويوفر جهودا اعلاميه متخصصة ومركزه تظهر كل جوانب البيئة بنوع من التجرد والمسئولية والتقدير العلمي القائم على اظهار المعلومة العلميه والبيئية.

ويذهب المهندس حبيب الى ان ايجاد منابر للإعلام البيئي من شانه ان يخدم جوانب العمل البيئي وقضايا ومشكلات البيئة خاصة تلك التي تتصل بالبيئة البحريه باعتبارها اكثر البيئات حساسية وتعرضا لمخاطر التلوث البيئي ، منوها في الوقت ذاته الى ما تقدمه الهيئة الاقليميه البرسيجا من دعم وتشجيع في سياق حماية وصون البيئة سواء كان ذلك فعل اعلامي متخصص وهادف او القيام بمشروعات عملية وميدانيه.

من جانب اخر اعتبر وكيل الهيئة المهندس انور الحميري ان افتتاح ورشة اعلاميه لتناول قضايا البيئة هو تجسيد عملي تسعى الهيئة لتحقيقه من خلال تناول قضايا البيئة اعلاميا ونقلها الى اصحاب القرار باعتبار ان الاعلام البيئي المتخصص ضروره تحاول الهيئة ارساء قواعده والاعتماد عليه وخاصة فيما يتعلق بالمشاكل البيئية والتي تحتاج الى قدرا عال من المسئوليه الاعلاميه لأنها – اي المشاكل البيئيه- ذات ابعاد تأثيريه كبيره ويمكن ان يصبح الانسان ضحيتها الاول ان لم يتم استيعابها بشكل مدروس وناجع.

تناولت الورشه العديد من المواضيع المتصلة بقضايا الاعلام ودوره الهادف في التعاطي مع قضايا البيئة ، تناولت الورقة الاولى منه والتي قدمها الكاتب الصحفي المتخصص بشئون البيئة ياسين التميمي الاعلام ودوره في حماية البيئة ، وقد قدم التميمي عرضا منهجيا للدور الابرز الذي يفترض ان يقوم به الاعلامي او الصحفي البيئي المتخصص اثناء تناوله لأي قضيه بيئية، مؤكدا على اهمية التخصص والثراء المعلوماتي اللذان يلعبان دورا اساسيا في تشكيل الصحفي البيئي المتألق، ناهيك عن كثير من القضايا وجوانب البيئة التي تطرق اليها في ورقته، وكيل الهيئة قدم عرضا مفصلا عن بيئات واشجار المانجروف الساحليه واهميتها في تشكيل انظمه بيئية متكامله وثريه بالعنصر الحيواني السمكي ، بالإضافة الى اهميتها في حفظ البيئات الساحلية من التآكل والانجراف، اذ شملت الورقه عرضا معلوماتيا دقيقا لهذه البيئات التي تنتشر بكثافه على طول الشريط الساحلي الغربي لليمن ، مؤكدا على اهميه الحفاظ عليها وحمايتها من تلك المخاطر التي تتهددها كالاحتطاب والرعي الجائر ، او تدمير بيئاتها بغرض الاصطياد نظرا لما تشكله بيئاتها من وفره في في الجانب السمكي وخاصة القشريات كالجمبري.

البيئات الساحليه والبحرية في عدن كان واحده من اوراق العمل المقدمة، بالاضافه الى الشعاب المرجانيه وقضايا التغيرات المناخيه والاتفاقيات الدوليه المصاحبه ، وقد اختتمت الورشه بعرض لاهم التشريعات البيئية التي تناولت البيئة البحرية.

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!