حلم أخضر – من: أحمد علي رعفيت
تبدو الصورة مؤلمة للغاية، جراء الجريمة البيئية التي طالت 2 من النمور العربية النادرة، في منطقة “حضوب” الواقعة بين منطقتي “دموت والفتك” التابعتان لـ محمية حوف في محافظة المهرة شرق اليمن، أحد أهم المحميات الطبيعية في البلاد.
وكانت 2 من النمور العربية تعرضت للقتل في منطقتي “دموت والفتك” بمحمية حوف، من قبل رعاة الأغنام المحليين في المنطقة، والذين أفادو أن النمور هاجمت قطيع اغنامهم، وأكلت بعضها طيلة الفترة الماضية، بحسب ما أفاد لـ «حلم أخضر» مصدر مسؤول في مكتب السياحة في المهرة.
وبحسب المصدر ذاته، فأن العشرات من النمور في المنطقة، كانت قد تعرضت للصيد الجائر من قبل السكان المحليين، خلال الاعوام السابقة.
وتشهد اليمن جرائم صيد جائر متفرقة للنمور العربية، كما تطال هذه الجرائم أنواعاً أخرى من الحيوانات البرية النادرة التي تتواجد في محافظة المهرة، كالوعول، والغزلان، والوبر، والسلاحف، والطيور وغيرها.
ويمثل النمر العربي رمزاً وطنياً، باعتباره الحيوان الوطني لليمن، ويمثل رمز للهوية والجمال في البيئات الجبلية اليمنية، وخصوصاً المناطق الجبلية مثل جبال المهرة وشبوة وأبين وبرع وعتمة.
نمور نادرة
يعد النمر العربي من الأنواع المهددة بالانقراض المدرحة في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وهو متوطن في اليمن منذ القدم، ويتواجد في جبال اليمن، وأجزاء من سلطنة عمان، ويعد النمر العربي نادر جداً.
لكن العبث الذي تشهده محمية حوف وغيرها من المديريات التابعة لمحافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عمان، يرجع إلى تدني التوعية لدى السكان المحليين بأهمية حماية هذه الحيوانات وضرورة الحفاظ على حياتها.
ولعل الحيوانات البرية التي تعيش في نطاق هذه المحمية، تعتاش في تكاثرها على حساب الثروة الحيوانية المملوكة للفلاحين والسكان المحليين، ما يعني أن هذه القضية تحتم بضرورة المعالجة الرسمية بالتوعية والارشاد لابناء المنطقة.
وفي هذا السياق، يرى محتصين أن على الجهات المختصة، التحرك والنزول الميداني الى نطاقات المحمية وإلزام مسؤولي المجالس المحلية بمتابعة ابناء المنطقة، وارشادهم بأهمية الحفاظ على ماتتميز بها المهرة من حيوانات نادرة وتنوع بيولوجي.
لاسيما وأن محافظة المهرة تملك المئات من الانواع النباتية والحيوانية المتوطنة بها، فضلا عن احتوائها على اشجار ونباتات علاجية نادرة جداً.