fbpx

صنعاء: كارثة بيئية جراء القصف السعودي

منطقة فج عطان صنعاء اثناء قصفها بقنبلة من الطيران السعودي

حلم أخضر- صنعاء

في ندوة علمية هامة، عقدت أول أمس السبت في بيت الثقافة بالعاصمة اليمنية صنعاء، كشف خبراء وأكاديميين يمنيين، عن جملة من الآثار البيئية والإنسانية التي تسبب بها القصف السعودي على اليمن، جراء استخدامه عدداً من “القنابل الفراغية” على إحدى المناطق السكنية في العاصمة اليمنية صنعاء.

وقال عدد من الخبراء المختصين، في الندوة التي دعت إليها عدد من منظمات المجتمع المدني بالعاصمة صنعاء، بعنوان “تقييم الأثر البيئي للعدوان السعودي على اليمن”، إلى أن الآثار البيئية جراء القصف الجوي لطائرات “عاصفة الحزم” التي تقودها السعودية منذ 26 مارس الفائت على اليمن، خلفت نتائج وصفت بـ “الكارثية” على الإنسان والحيوان والأشجار، ووصلت آثاره إلى آبار المياه الجوفية في المنطقة والبيئة على حد سواء.

وأشار المتحدثين في الندوة التي نظمتها منظمة “سيادة وطن” بالتعاون مع “منتدى كوكب الأرض”، والتحالف الوطني للبناء والتحديث، أن “الاشعاعات المنبعثة وروائح الغازات وسحب الدخان التي طالت السكان، وأكوام الغبار غير المرئي الذي ما يزال يغطي المنطقة، والناجم عن الانفجار سيتسبب على المدى البعيد بالكثير من الامراض والأوبئة كالسرطان والأمراض الجلدية وتشوهات الأجنة”.

وقال أستاذ البيئة والنفط بجامعة صنعاء، الدكتور خالد الثور: أن “الأثر البيئي جراء القصف الذي تعرض له أحد الأحياء السكنية في منطقة “فج عطان” بصنعاء يوم 20 ابريل الجاري كان كبيراً”.

وقال الدكتور الثور أن “القوة التدميرية لهذا السلاح الذي تعرض له هذا الحي السكني كانت هائلة، حيث امتدت أضرار المنازل إلى مسافة 37 كيلو متر من محيطه، ووصلت أثار الاهتزاز إلى مسافة عشرات الكيلو مترات”. “وأن بيوت الحي الذي سقط فيها هذا الصاروخ دمرت تماماً بالإضافة إلى أن الدمار شمل جزء كبير من الجبل الذي تطايرت منه صخور وأحجار كشظايا مهلكة”.

وأشار الدكتور خالد الثور، إلى أن “بعضاً من الشهداء الذين سقطوا جراء هذا القصف الصاروخي للطيران السعودي لم توجد جثثهم، أي اختفت تماماً وهو ما يستدعي تشكيل فريق عمل علمي متنوع من خبراء الجيولوجيا وخبراء الأسلحة العسكرية والتربة لمعرفة نوعية هذا السلاح المدمر”.

وبَين أن “الجرحى جراء قصف منطقة “فج عطان” تعرضوا إلى حروق من الدرجات الحرجة، وأن أثر هذا السلاح سيكون على المدى البعيد”، داعياً الجهات المختصة إلى “أخذ عينة من التربة التي وقع في مكانها القصف وتحليلها لمعرفة نوع هذا السلاح المدمر الذي من المؤكد أن يكون سلاحاً محرماً”.

في حين أشار عسكريين يمنيين الى ان السلاح المستخدم الذي ألقت به الطائرات السعودية في قصف منطقة “فج عطان” بصنعاء، هو “قنبلة فراغية”. وكان الانفجار الذي استهدف منطقة “فج عطان” في صنعاء، قد خلف 84 شهيداً بينهم عدد الوافدين، إضافة إلى مئات الجرحى والمفقودين.

وفي الندوة، استعرض عميد المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية الدكتور فضل المقحفي دور الوزارة في الحفاظ على وحدة الدبلوماسية اليمنية من خلال تبني المصلحة العامة للبلاد حيث شكلت خلية للأزمات في الوزارة بهدف التوصل مع البعثات الدبلوماسية لحشد المساعدات الخارجية لليمن، خاصة وأن أكثر من 50 بالمائة من سكانه يحتاجون إلى المساعدات.

الى ذلك، تطرقت المتحدثة لونا اليافعي، إلى الآثار النفسية والاجتماعية والصحية على المواطن اليمني خصوصاً في اوساط النساء والأطفال. وحثت على تضافر جهود الجميع للتخفيف من الاثار النفسية للقصف الجوي خصوصاً على الاطفال. مشيرة أن الآثار النفسية ستكون أكبر من الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والممتلكات.

المشاركون في الندوة، نوهوا إلى عدم توفر آلية لدى المجتمع الدولي لتنظيم دخول الغذاء والمساعدات الانسانية إلى اليمن. وأكد المشاركون أن اليمن تعيش كارثة انسانية حقيقية واستعرضوا مؤشرات الكارثة من دمار هائل وخسائر مادية وبشرية كبيرة، طالت معظم المحافظات اليمنية. ودعا المشاركون في الندوة إلى التحقيق الفوري في الجرائم البشعة التي طالت البلاد. وحملوا النظام السعودي كامل المسئولية، كما توعدوا بملاحقته قضائيا عبر المحاكم الدولية.

واستعرضت الندوة ما حدث في محافظة صعدة، وأشار المتحدثين إلى أن العدوان استهدف كل المناطق، وشمل الأراضي الزراعية والحقول، والرعاة ومنابع المياه ومساكن الاطباء، وأكدوا أن القصف السعودي لم يبقي على شيء في صعدة.

وطبقاً لإحصائية أخيرة اعلنت عنها الأمم المتحدة هذا الأسبوع، ونشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” أمس السبت، تسبب القصق الجوي من الطيران السعودي بمقتل أكثر من 1000 مدني، بينهم 115 طفل. وإصابة أكثر من 4000 من المدنيين. ونزوح أكثر من 150 ألف مواطن.

واستهدف قصف التحالف السعودي على اليمن، مئات المساكن والمدارس ودور العبادة. وعشرات الموانئ والمطارات والمتشفيات ومحطات الكهرباء والوقود. والمصانع وصوامع الغلال وناقلات الغذاء والنفط والغاز. كما تم قصف عدداً من المواقع الاثرية والملاعب والمنشأت الرياضية.

 

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!