fbpx

الجراد يتلف المحاصيل الزراعية في الريف اليمني

جراد في صنعاء/ الصورة: الفاو، تصوير الغابري

حلم أخضر – تقرير خاص

خلال السنوات الاخيرة، أزداد التركيز على أهمية اليمن الإقليمية فيما يتعلق بأسراب الجراد الصحراوي. فطبقاً لتقارير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، يعد اليمن أحد المناطق الرئيسية لتكاثر الجراد الصحراوي، حيث تتكاثر فيه الأسراب في عدة مواقع على مدار العام، ثم تنتشر في جميع أنحاء البلاد والمنطقة والاقليم.

ونتيجة لذلك، يتسبب الجراد المتكاثر في اليمن، بتأثيرات سلبية على الأمن الغذائي، وعلى سبل عيش الملايين من الفلاحين في جميع أنحاء شرق أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا.

فلاح يحاول إبعاد الجراد من مزرعته – حقوق الصورة: FAO
اسراب الجراد في وادي حضرموت- سبتمبر 2020 – تصوير: محفوظ بافطيم

الأمطار تزيد من تكاثر الجراد

بحسب تقرير مكتب الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وفرَت الأمطار الغزيرة فوق المتوسط المعتاد في اليمن، خلال شهري يونيو ويوليو ظروفًا مواتية لتكاثر الجراد الصحراوي، مما أتاح تكوين مجموعات من حوريات الجراد الصغيرة، وأسراب الجراد البالغ في مناطق محافظات مأرب والجوف وأبين وشبوة وهضبة حضرموت والمهرة وحجة والحديدة.

وأشار تقرير في نهاية يناير الفائت، أن محافظة تعز، جنوب غرب اليمن، شهدت لأول مرة منذ 10 سنوات، اجتياح أسراب الجراد الصحراوي. حيث لم تشهد مناطق المحافظة اعداداً هائلة من الجراد طيلة سنوات.

وفي الأسابيع الماضية، تم الإبلاغ عن أسراب كبيرة للجراد الصحراوي، انتشرت في المناطق الوسطى في محافظات: حضرموت، والمهرة، والجوف، ومأرب. والاسبوع الفائت شوهدت اسراب متفرقة من الجراد في صنعاء وضواحيها.

ووفقاً لتقرير مشروع الاستجابة للجراد الصحراوي في اليمن، (اطلع حلم أخضر على نسخة منه)، أتلف الجراد محاصيل الحبوب، والأعلاف، والخضروات، وأشجار الفاكهة. وتفاقم الامر باجتياح أسراب جديدة من الجراد الصحراوي البالغ، لمناطق عدة شملت محافظات: تعز وإب وعدن ومأرب وصنعاء.

بالإضافة إلى ذلك، شوهدت أسراب قليلة من الجراد، في السفوح بالقرب من السهول الساحلية للبحر الأحمر وخليج عدن. كما تم مشاهدة الجراد على الساحل الجنوبي بالقرب من عدن، في المناطق الداخلية القريبة من شبوة، وعلى الهضبة الشرقية بين محافظة ريمة وحدود عمان.

غزو الجراد لحقول العنب بصنعاء – حقوق الصورة: FAO

أزمة الامن الغذائي والمناخ:

توصف أزمة الأمن الغذائي في اليمن، بأنها واحدة من أكبر أزمات الأمن الغذائي في العالم، والتي تعد مدفوعة بمحدودية إنتاج المواد الغذائية والإمدادات الغذائية وتوزيعها، وتناقص القدرة الشرائية للناس. وفقا لتقارير منظمة الاغذية والزراعة الفاو.

ويصنف اليمن في المرتبة 116، في مؤشر الجوع العالمي GHI، الصادر عن المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية للعام 2019، من أصل 117 بلد.

وطبقاً لبيانات الأمم المتحدة، يعاني حاليا أكثر من 20 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، بينما يواجه 10 ملايين شخص خطر المجاعة.

ويشكل الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، أكثر التحديات إلحاحا وشدة من بين تلك التي تواجهها البلاد في الوقت الحاضر، وذلك على نطاق لا تتصدى له السلطات الوطنية والمجتمعات الإنمائية والإنسانية الدولية على نحو كامل.

وبالمقابل، يتسبب خطر التعرض للتغير المناخي، وانتشار أسراب الجراد في مفاقمة حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد في اليمن، مما يخلق أزمة داخل الأزمة.

وتفيد تقارير مشروع الاستجابة للجراد، أن اليمن مُعَرَّض بدرجة كبيرة لتأثيرات التغير المناخي، الأمر الذي يهدد بقوة الأمن الغذائي، ويكثف من تَكَوّن أسراب الجراد.

وقد تسبب التغير المناخي في حدوث أقوى التغيرات في درجة حرارة المياه في المحيط الهندي منذ 60 عامًا. وتخلق البحار الأكثر دفئًا أمطارًا أكثر تطرفًا، وكذلك أعاصيرا أقوى وأكثر تواترًا، مما يوفر ظروفًا مثالية لتفريخ الجراد، وتكاثره وانتشاره على نطاق واسع.

ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، أدى الصراع المستمر إلى تفاقم الوضع، مما أعاق الاستجابة الفعالة لغزوات الجراد منذ تشكل الأسراب في العام 2018، على عكس آخر انتشارين رئيسيين في عامي 2007 – 2013. حيث كان اليمن قادرًا على مراقبة ومكافحة تكون أسراب الجراد بصورة فعالة.

حالة الجراد الصحراوي

في الوقت الراهن، تفيد منظمة الفاو، أن تكاثر الجراد الصحراوي في اليمن، يستمر في المناطق الداخلية حيث توجد مجموعات من الحوريات، ومجموعات من الجراد البالغة (الناضجين وغير الناضجين)، ومجموعة من الأسراب غير الناضجة بشكل رئيسي قرب منطقة “الحزم” ومناطق أخرى.

وبالرغم أن العمليات الميدانية لمكافحة الجراد في اليمن ما تزال جارية، ولكنها لا تزال تواجه عقبات عديدة بسبب انعدام الأمن. قامت الفرق الأرضية بمكافحة حوالي 5,909 هكتار طيلة شهر أغسطس الفائت.

خريطة حالة الجراد في 3 اكتوبر 2020 – المصدر: FAO

وتشير نشرة الجراد الصادرة في سبتمبر الفائت عن منظمة الفاو، إلى اســتمرار الأسراب ومجموعات الحشرات الكاملة الناضجـة جنسـيا فـي وضع البيض فـي المناطـق الداخلية في شهر أغسطس الفائت.

مع تواجد عـدد قليـل مــن مجموعات الحشـرات الكاملــة الغيــر ناضجــة جنســياً، والأسراب علــى حافـة رملـة السـبعتين بشـكل رئيسي بالقـرب مـن منطقة “الحـزم”.

وقد امتـدت أيضا هذه الأسراب إلى منطقتي “نصاب” و “العبـر”، وسـيئون، وجنـوب غرب الحوراء بوادي حضرمـوت، وعلـى هضبـة شمال “المـكال” في ـوادي “هـارو”، وفـي المرتفعـات الوسـطى جنـوب صنعـاء.

وقـد تم الإبلاغ عـن مجموعات الحوريات على الهضبة الشرقية بالقـرب من شـيحان وحدود سـلطنة عمان. كما قـد شـوهد عـدد قليـل مــن مجموعات الحشـرات الكاملة، والأسراب غيـر الناضجة جنسيا قرب صنعاءوالحــزم.

أما على الساحل الجنوبي، فقــد تشــكلت بقـع الحوريات بالقرب مـن “ميفعــة” و “زنجبار” و”أحور”. وعلى شمال ساحل البحر الأحمر، ظهـر سـرب ناضج جنسيا شمالاً مـن سـوق “عبـس”، وعلى امتداد الساحل بين سوق عبس ومدينة زبيد.

الجراد يتلف محاصيل العنب في صنعاء – حقوق الصورة: FAO

توقعات بموجة جراد قادمة

وبحسب نشرة الفاو، من المتوقع أن تتشكل المزيد من مجموعات الحشرات والأسراب، في المرتفعات الوسطى والجبلية الداخلية في اليمن. ممــا يــؤدي إلــى ظهـور جيـل جديـد من بقع الحوريات، في حيـن تتحرك الأسراب الأخرى جنوبا باتجاه خليج عــدن، وغربا باتجاه البحر الأحمر، حيـث سيحدث التكاثر فـي تهامـة.

ووفقاً لتحليل مكتب تنسيق الشؤون الانسانية، من الممكن أن تكون خسائر الإنتاج التي سببها الجراد عاملاً مساهماً في انعدام الأمن الغذائي في اليمن. وسيكون لها أثر طويل المدى على سبل عيش مئات الألاف من المزارعين اليمنيين، الذين هم بالفعل ضعفاء واضطروا في الأشهر الأخيرة إلى التعامل مع صدمات متعددة، بما فيها الصراع المستمر، والسيول، و كوفيد- 19.

وكانت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، قد حذرت من أن الموجة الأخيرة لغزوات الجراد الصحراوي في اليمن، يمكن أن تهدد بقاء ورزق شرائح كبيرة من سكان الريف.

كما حذرت منظمة الفاو من احتمالية تكون أسراب جراد ضخمة في اليمن، والتي قد تؤدي إلى أسراب تغزو من جديد القرن الأفريقي، وربما المنطقة الهندية الباكستانية.

وكثفت منظمة الأغذية والزراعة، من استجابتها للجراد الصحراوي، لكبح انتشار الآفة ومنع خسائر الإنتاج وحماية سبل العيش. إذ عملت على تفعيل إجراءات التتبع السريع بحيث يمكن التخطيط وتنفيذ العمليات بمرونة أكبر، بما في ذلك الإرسال السريع للموظفين وتوسيع نطاق البرامج.

بالإضافة إلى ذلك، حشدت منظمة الفاو، حوالي مليون دولار أمريكي من مواردها الخاصة لتكثيف عمليات المكافحة في اليمن.

وفقاً لمنظمة الفاو ، يسعى مشروعها إلى الحد -قدر الإمكان-، من كثافة أسراب الجراد الصحراوي حتى لا يصبح آفة قائمة بذاتها. من خلال إجراء عمليات الترصد لاكتشاف أسراب الجراد والتدخلات السريعة للسيطرة على غزو الجراد الخطير قبل أن يتسبب بتلف المحاصيل.

وبحسب التقارير، قامت فرق منظمة الأغذية والزراعة الميدانية، بتنفيذ عمليات المكافحة للجراد الصحراوي في أكثر من 35,000 هكتار من الأراضي الزراعية منذ يناير 2020.

غزو الجراد لحقول في محافظة مأرب، يونيو 2020 – الصورة: تويتر
تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!