fbpx

تجنب كارثة صحية كبرى في صنعاء

مولد يقوم بشفط مياه مجاري لري حقل ببني الحارث صنعاء-تصوير: أحمد الصوفي

حلم أخضر- تقرير: محمد الأسعدي*

في المنطقة الشمالية من العاصمة اليمنية صنعاء يتم خدمة 1.5 مليون شخص من قبل محطة واحدة لمعالجة مياه الصرف الصحي. وحين تسبب الصراع المتصاعد بأضرار للمحطة، تدفقت مياه المجاري الخام إلى منطقة بني الحارث معرضة السكان للمخلفات المضرة ولكارثة محتملة في الصحة العامة.

عندما تصاعد الصراع في اليمن في آذار 2015، أدت الأضرار بالبنية التحتية إلى انقطاع الكهرباء عن محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي وتحولت فضلات الإنسان إلى سماد صالح للأراضي الزراعية. توقف الإنتاج في المحطة وتدفقت مياه المجاري غير المعالجة إلى منطقة بني الحارث في شمال العاصمة صنعاء مما غلف المنطقة برائحة عفنة من مختلف أنواع الفضلات البشرية وانتشرت أسراب الذباب في كل مكان.

يسكن عبدو علي طماح في المنطقة وأشار إلى أن المناظر والروائح المزعجة زادت من البؤس الذي يعانونه من جراء الصراع العنيف.

وقال السيد طماح “لا يوجد مكان يمكن اللجوء إليه فقد كان هناك الكثير من الذباب والحشرات الأخرى التي جذبتها المجاري الخام.” وأضاف أن “لم تنجو محاصيلنا في المزارع فقد ماتت.”

حقل زراعي ترويه مياه مجاري بني الحارث-ح.أ

أطفال في خطر

ينذر الوضع باحتمال تفاقم آثار الصراع الجاري بتحوله إلى كارثة في الصحة العامة. إن ضعف الوصول إلى مياه شرب نظيفة وإلى خدمات الصرف الصحي إلى جانب ضعف ممارسات النظافة العامة، تتسبب في قتل ومرض آلاف الأطفال حول العالم يوميا وتقود إلى إفقار آلاف آخرين والتقليل من فرصهم.

يعتمد سكان شمال صنعاء على محطة التنقية هذه للتخلص الآمن من الفضلات البشرية. وقد بني أساسا لكي يخدم نصف مليون شخص وليس المليون ونصف الذين تتعامل المحطة الآن مع فضلاتهم مع تزايد عدد السكان.

“نحن نواجه خطر الأمراض،” قال السيد طماح، “وأنا قلق خاصة على الأطفال بسبب سوء حالي الصرف الصحي والنظافة العامة الذين تسببا في هذا التدفق من الفضلات.”

وأوضح عبد الوهاب صلاح، نائب مدير محطة معالجة الصرف الصحي، “تمر مياه الصرف الصحي غير المعالجة في منطقة بني الحارث ويتم استخدامها لغايات الري من قبل السكان المحليين.

يتم بيع الخضروات المنتجة فوق هذه التربة – من باذنجان وبطاطس وخس وغيرها – واستهلاكها من الناس الذين يعيشون في صنعاء وحولها مما يهدد صحتهم وبيئتنا.”

لا توجد خيارات أمام السلطات المحلية وسكان بني الحارث كالسيد طماح – فلا كهرباء ولا وقود لتشغيل المولدات التي تعالج مياه الصرف الصحي.

السباق لتجنب كارثة في الصحة العامة

محطة معالجة مياه الصرف الصحي - تصوير الاسعدي
محطة معالجة مياه الصرف الصحي – تصوير الاسعدي
تأخذ المياه النظيفة والصرف الصحي الأولوية القصوى في التدخلات في حالات الطوارئ كالتي في اليمن. فما لم يتم توفير خدمات المياه والصرف الصحي للأطفال والأسر المتأثرة بحالة الطوارئ، فسوف يتبع المرض والموت. إن هذا صحيح في كافة حالات الطوارئ من الطبيعية منها إلى الصراعات التي يقف خلفها طيف من العوامل المعقدة.

وفرت اليونيسف في تموز 2015 الوقود لمحطة معالجة الصرف الصحي للتمكن من تطهير الفضلات الخطرة. تم توفير أكثر من مليون لتر من الوقود مما أتاح للسلطات تشغيل المحطة منذ أب 2015.

لقد أراح السيد طماح وسكان بني الحارث إلى جانب الناس المعرضين لمخاطر صحية. “عدنا إلى الحياة الطبيعية. لقد تم إنقاذ حياتنا،” قال السيد طماح.

قالت السلطات المحلية لشركة المياه والصرف الصحي بأن دعم اليونيسف في تشغيل محطة معالجات الصرف الصحي ساعدت في تجنب انتشار الأمراض. إلا أن توفير الوقود يعتمد على تمويل المانحين وهو غير مستدام.

أكثر من 19 مليون شخص في اليمن بحاجة ماسة للوصول المنتظم لمياه شرب نظيفة وخدمات الصرف الصحي والنظافة العامة.

* محمد الأسعدي:صحافي يمني مستقل، وهو مسؤول الاعلام في منظمة اليونيسف.

× مصدر التقرير: موقع يونيسيف مكتب اليمن. الرابط الأصلي للمادة.

 

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!