حلم أخضر (خاص) عدن – أبين
بخطوات غير محسوبة النتائج، تسببت الهيئة العامة لحماية البيئة (الديوان العام) بمحافظة عدن جنوب اليمن، بتزايد عمليات الصيد الجائر التي طالت النمر العربي مؤخراً؛ نتيجة قيامها بدفع أموال مقابل تسلمها أنثى نمر عربي، بعد التفاوض مع الأهالي الذين قاموا بصيدها مطلع أبريل/نيسان الفائت، في مديرية لودر بمحافظة أبين جنوب شرق البلاد.
أدى ذلك، وفي ظل أزمة اقتصادية وإنسانية، الى حدوث 6 جرائم صيد متوالية للنمور والوشق في أبين، إذ دفعت حادثة أنثى النمر وعملية التفاوض، الى قيام بعض السكان المحليين بصيد المزيد من النمور طيلة الاشهر الثلاثة الماضية.
المفاجئ في الأمر، أن أنثى النمر التي أخذتها هيئة حماية البيئة اليمنية (الديوان العام) من أهالي احدى قرى لودر، تم ارسالها من قبل الهيئة ذاتها إلى المملكة العربية السعودية. وفقاً لتأكيدات عدة مصادر حكومية. في حين لم تعلن هيئة البيئة رسمياً عن مصير هذا الحيوان، منذ أن تسلمته في أبريل/نيسان 2021.
يتعقب هذا التقرير الخاص من «حلم أخضر» القصة الكاملة لمصير أنثى النمر، منذ أن تم صيدها في أبين حتى تم ارسالها للسعودية ! وكيف أدت هذه الحادثة، بالتسبب بحدوث جرائم صيد المزيد من النمور اليمنية بدلاً من الحفاظ عليها داخل بيئاتها الطبيعية.
كيف بدأت القصة؟
تقول القصة، انه في مساء يوم السبت 3 ابريل/نيسان 2021، قامت مجموعة من السكان المحليين، باصطياد أنثى نمر عربي في وادي شعب الظبي بقرية “يري” بمنطقة “الحضن” التابعة لمديرية لودر بمحافظة أبين.
أفادت المعلومات حينها، أن أهالي المنطقة تمكنوا من صيد هذا الحيوان، بعد أن نُصبوا له فخ بماعز مُسنّة، وانهم فعلوا ذلك بعد أن تعرضت اغنامهم للصيد من النمور والضباع. واحتجز الأهالي انثى النمر داخل قفص حديدي وتحفظوا عليها.
إلى سلطات ومسؤولي محافظة أبين
هناك مجموعة من الهواة والعابثين بالحياة البرية قاموا باصطياد وتعذيب نمر عربي في وادي يري منطقة "الحضن" بمديرية لودر #أبين جنوب شرق #اليمن.
على هيئة حماية البيئة التحرك والقيام بعملها
أوقفوا جرائم الصيد الجائر بحق الأنواع المهددة بالانقراض#حلم_أخضر pic.twitter.com/fVrSLRe6UZ— حلم أخضر Holm Akhdar (@holmakhdar) April 4, 2021
هيئة البيئة توفد لجنة لاستلام أنثى النمر
في يوم الثلاثاء 6 ابريل/نيسان 2021، اعلنت الهيئة العامة لحماية البيئة، على صفحتها الرسمية بموقع التواصل فيسبوك، أنه: «بناءً على توجيهات المهندس عمار العولقي، رئيس الهيئة؛ قامت بالتحرك الميداني من اجل انقاذ أنثى النمر العربي».
وقالت هيئة البيئة في بيان أصدرته: أنها «وجهت بتكليف لجنة ميدانية بالنزول الى منطقة “الحضن” في أبين، ومقابلة الأهالي والجلوس بشكل معهم ودي، ومطالبتهم بتسليم انثى النمر العربي في 4 أبريل/نيسان».
وحذرت الهيئة في بيانها: أنها «لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الاستهتار الذي قد يتسبب في انقراض الرموز البيئية الوطنية». وأنها ستعمل على «الحد من الحوادث المتكررة لصيد النمر العربي او قتله، وإنزال العقوبة الرادعة بحق المتورطين بمثل هذا الفعل».
وقال بيان الهيئة: «أن الأهالي الذين احتجزوا أنثى النمر العربي رفضوا تسليمها»، وأشارت «إلى وقوعهم تحت طائلة المساءلة القانونية». على حد قولها. لكن مصدر قبلي في لودر، أكد لـ «حلم أخضر»، أن «سبب رفض الأهالي هو المطالبة بتعويض مالي لخسارة مواشيهم من الاغنام، ومقابل تسليم انثى النمر».
حتى الآن، يبدو كل شيء على ما يرام، في تحركات هيئة البيئة لإنقاذ انثى النمر. لكن ما حدث في نهاية المطاف يدعو إلى التساؤل!
فخلال السنوات الأخيرة، شهدت مناطق يمنية متفرقة وقوع أكثر من 60 جريمة صيد جائر لأنواع الحيوانات النادرة، أبرزها: النمر العربي والوعول والغزلان والوشق وغيرها. وحدوث عمليات الاتجار غير المشروع وتهريب الحيوانات. معظم هذه الجرائم كانت في المحافظات الواقعة في نطاق سلطة هيئة حماية البيئة.
لكن هيئة البيئة (الديوان العام) لم تتحرك حيال كل تلك الجرائم، مثل تحركها الأخير نحو حادثة أنثى النمر في أبين، ولم تصدر عنها خلال السنوات الماضية اجراءات جادة، أو تعميمات بمنع صيد الحيوانات النادرة داخل المجتمعات المحلية.
ما يدعو للتساؤل ايضاً: لماذا لم توفد هيئة حماية البيئة لجان ميدانية مجدداً الى أبين، أثناء وقوع الجرائم الأخيرة للنمور! والتي توالت بعد حادثة انثى النمر وكان آخرها قبل أسبوع. ولماذا لم تعمل على تطبيق القانون، أو تنفيذ حملة توعية مجتمعية لمنع الصيد الجائر في مديريات ابين. فما حدث أن هيئة حماية البيئة اكتفت بإصدار بيان استنكار للحادثة الأخيرة (قتل 2 نمور في الأسبوع الفائت).
هيئة البيئة تتسلم أنثى النمر
في 10 أبريل/نيسان 2021، أكد مسؤول حكومي في السلطة المحلية بمحافظة أبين، لـ «حلم أخضر»، أن لجنة النزول الميداني التابعة لهيئة حماية البيئة (الديوان العام) تسلمت بالفعل أنثى النمر، من أهالي المنطقة الذين قاموا باصطيادها وتم نقلها في داخل قفص حديدي.
لكن المريب في الأمر، أن هيئة البيئة الديوان العام -منذ ذلك الوقت- تحفظت، ولم تعلن رسمياً عن استلامها أنثى النمر من أهالي منطقة الحضن في لودر، برغم تأكيد السلطات المحلية في ابين باستلام الهيئة لأنثى النمر.
27 مليون ريال مقابل أنثى النمر !
عقب عملية التفاوض مع الأهالي، واستلام لجنة هيئة البيئة لأنثى النمر ومغادرتها المنطقة. تناقل عدد من السكان المحليين في “شعب الظبي” وبعض قرى لودر معلومات تقول: بأن «هيئة البيئة دفعت لـ الأهالي مقابل انثى النمر، مبلغ وقدره 27 مليون ريـال يمني، كتعويض لخسارة اغنامهم».!
وبث ناشطون من المنطقة مقطع فيديو على “يوتيوب” في 7 ابريل/نيسان الفائت، يظهر انثى النمر محتجزة داخل قفص، وبجوارها أحد أبناء المنطقة يتحدث عن عملية التفاوض حول مبلغ مالي. حمل عنوان هذا الفيديو عبارة باللهجة المحلية: (عليه سبعة وعشرين مليون/ نمر لودر ابين). وتعني: أن النمر حُدد بمبلغ 27 مليون ريـال يمني من قبل الأهالي.
شاهد فيديو: (نمر لودر أبين: عليه سبعة وعشرون مليون ريـال)
ونتيجة ذلك، اعتقد البعض من الناس في المنطقة، بأن هذا المبلغ هو مكافأة ممنوحة لصيد حيوان واحد من النمور. وتحرك العشرات نحو الجبال بحثاً عن نمور لصيدها وبيعها. لكن النتيجة أن معظم النمور التي تمكنوا من صيدها تعرضت للقتل في ظل انعدام الوعي. وفي ظل وجود تجارة تهريب الحيوانات، والتي تلقى إقبالا من الهواة في دول الخليج الذين يرغبون بشراء هذه الحيوانات، وتحديداً في السعودية والإمارات.
وفي وقت سابق، كانت هيئة البيئة قد أعلنت أن «الأهالي رفضوا تسليمها أنثى النمر»، وهذا صحيح، كونهم طالبوا بالمال مقابل تسليم أنثى النمر. فبمجرد انتشار خبر صيد انثى نمر في أبين، جذب الأمر انتباه “سماسرة” الاتجار غير المشروع بالأنواع النادرة، حيث يغريهم شراء “إناث” الحيوانات النادرة كأنثى النمر كونها مرغوبة الشراء من جهات وأشخاص في دول الجوار. وبمقدور تجار التهريب عقد صفقة مع الأهالي.
وبحسب أحد المصادر المحلية: «حدد الاهالي سعر أنثى النمر بمبلغ 27 مليون ريـال يمني»، (أي ما يعادل قرابة 40 ألف دولار وفق سعر الصرف). ولعل هذا المبلغ يتطابق مع القيمة التي حددها تجار الحيوانات النادرة عند شراء انثى نمر عربي تعرضت للصيد في السابق وتم شرواها من قبل أحد السماسرة لبيعها للخارج. وفقاً لأحد أعيان المنطقة.
وكان «حلم أخضر» قد استفسر اثنان من مسؤولي هيئة حماية البيئة، عن حقيقة المبلغ الذي دفعته الهيئة إلى الأهالي المحليين في لودر مقابل تسلمها انثى النمر، لكنهم تحفظوا عن الإجابة.
هيئة البيئة ترسل أنثى النمر للسعودية؟
قبل يومين، وفي اتصال هاتفي، قال لـ «حلم أخضر» مدير عام إدارة صون الطبيعة في هيئة حماية البيئة (الديوان العام/عدن) الدكتور عبد الله الهندي: أن «أنثى النمر العربي التي تم استلامها من أهالي أبين، أرُسلت إلى المملكة العربية السعودية كإعارة لمدة ثلاث سنوات، وأنه على هذا الأساس تم إصدار تصريح الـ CITES».
واضاف المسؤول الحكومي بهيئة البيئة: أن «هذه الإعارة لأنثى النمر، وقعت من رئاسة الهيئة العامة لحماية البيئة (الديوان العام)، ومن مدير مركز الحياة الفطرية في السعودية».
لعل ما يثير التساؤل حول هذا الأمر، هو أن هيئة البيئة اليمنية، لم تنشر رسمياً أية معلومات حول اتفاقية اعارة انثى النمر لهذه الجهة السعودية طوال كل هذا الوقت.
بالمقابل، لم يعلن المركز السعودي للحياة الفطرية عن تسلمه أية حيوان أو نمر عربي من اليمن خلال الأشهر الـ3 الماضية، بحسب ما يقتضيه ذلك وفقاً لـ اتفاقية سايتس CITES -(وهي معاهدة دولية بين الحكومات هدفها أن التجارة الدولية لأنواع الحيوانات/النباتات المهددة بالانقراض، لا تهدد حياة هذه الانواع).
هل ثمة خطورة في إعارة انثى النمر؟
صحيح إن إجراءات اعارة النمور أو أي حيوانات نادرة من اليمن الى أي دولة من الدول الموقعة على معاهدة الـ سايتس، تعد من إجراءات حفظ الأنواع النادرة المهددة بالانقراض. إذ تتيح اتفاقية سايتس للدول الموقعة عليها تنظيم عمليات التصدير والاستيراد للأنواع النادرة. لكن بشرط الالتزام بحماية هذه الانواع من الاستغلال المفرط، وعدم العبث او تهديد حياتها.
لكن من الصعب ضمان ان يظل هذا الحيوان نقياً، كما كان في موطنه الأصلي بعد اعارته لسنوات خارج البلاد. فغالباً يتم إكثار سلالة هذا الحيوان لكونها أنواع نادرة، وكثيراً ما يتعرض هذا الحيوان لنوع من الاستغلال المفرط أو الضرر.
ويقول لـ «حلم أخضر» أحد الخبراء المحليين في وزارة المياه والبيئة (فضل عدم ذكر أسمه) أن: «لدى اليمن تجربة سابقة في اعارة أحد النمور الى جهة سعودية قبل سنوات. وللأسف حاولوا تهجين هذا الحيوان وتم العبث بجيناته الأصلية. وأصبحت غير اصلية بحيث من الصعب نسبها لتسلسل وراثي كما كان في بيئته الاصلية في اليمن».
ووفقاً لمعاهدة سايتس، سيتوجب على الجهة السعودية التي تسلمت انثى النمر من اليمن، أن تقوم بتسجيله بإبلاغ الاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN بانها تسلمت هذا الحيوان من اليمن. ويتوجب عليها عدم استغلاله والحفاظ عليه واعادته لليمن في موعده.
نمور يمنية في الامارات
توجد العشرات من النمور اليمنية التي تم رفد بعض دول الخليج بها عبر اتفاقيات رسمية جرت في السابق. هذه النمور اليمنية التي رفدت لهذه الدول كان مصدرها حديقة الحيوان في محافظة تعز جنوب غرب اليمن، وحديقة الحيوان في صنعاء.
وبالنسبة لطبيعة إعارة نمور يمنية إلى دول الجوار، قال مدير صون الطبيعة بهيئة البيئة، الدكتور عبد الله الهندي: «هناك نمور [يمنية] في الامارات العربية، تم تسليمها باتفاق مع الهيئة العامة لحماية البيئة قبل فترة الحرب، وذلك تقريباً في العام 2010 أو 2011 لغرض الإكثار. أما خلال الفترة الراهنة أثناء الحرب لم يُصّدر إلى الإمارات اي نمر عربي».
«وكذلك السعودية بالمثل، لا يوجد اي نمر مُصدر لها من قبل الهيئة العامة لحماية البيئة، الا أنثى النمر التي أشرت إليها مؤخراً، والغرض إعارة لمدة ثلاث سنوات ومن ثم تعاد إلى اليمن». قال الدكتور الهندي.
تهريب حيوانات عبر منفذ الوديعة
وأشار مدير عام صون الطبيعة بهيئة البيئة، الدكتور عبد الله الهندي: أن «التصاريح الرسمية الصادرة من الهيئة العامة لحماية البيئة تتم عبر وحدة الـ (سايتس CITES)، أما قضايا تهريب الحيوانات عبر تجار التهريب، فحدث ولا حرج، وخاصة تهريبها إلى السعودية، والتي تتم عبر منفذ الوديعة».
وعن اجراءات هيئة البيئة إزاء تهريب الحيوانات، قال الدكتور الهندي: «نتلقى في هيئة البيئة، طلبات تصاريح تصدير النمور العربية من اليمن إلى السعودية وعُمان، لكننا نقابلها بالرفض. وبعدها تختفي هذه الحيوانات من المنافذ البرية الحدودية ولا نعلم عنها شيئاً، بسبب تجار التهريب.»!
لماذا لم يطلق سراح انثى النمر في أبين؟
من وجهة نظر نشطاء ومهتمين، كان من المفترض أن تقوم السلطات البيئية بإعادة أنثى النمر التي تسلمتها، إلى الحياة البرية في جبال أبين، وإطلاق سراحها في بيئتها الطبيعية كونها الموطن الأصلي لتواجد النمر العربي في محافظة أبين. وهي وسيلة لحفظها، وخصوصا اناث النمور التي تعد هامة جداً لإكثار سلالة النمور وعدم انقراضها في اليمن.
كان هذا الأجراء (لو تم تنفيذه) بإطلاق سراح انثى النمر في جبال أبين، أمام حشد من سكان المنطقة وبحضور السلطات المحلية، سيبعث برسالة لكل من يقومون بالصيد، مفادها أن كل حيوان يتم اصطياده سيتم اعادته للحياة البرية. مما سيجعل السكان يتوقفون عن ارتكاب هذه الجرائم. كما سيعمل على الحفاظ على الحيوانات البرية المهددة بالانقراض داخل بيئتها الطبيعية. فمن غير المعقول أن الهيئة وجدت صعوبة في الحفاظ على أنثى النمر داخل اليمن، كي تقوم بارسالها للسعودية، إذ كان بمقدورها وضعها في أحد حدائق الحيوان في البلاد.
أبين: صيد 5 نمور في 3 أشهر
ونتيجة لذلك كله، ومنذ تاريخ حادثة انثى النمر تلك، شهدت مناطق محافظة أبين، تزايداً غير معهود لعمليات الصيد الجائر للنمر العربي؛ خلال الفترة من ابريل/نيسان حتى يونيو/حزيران من العام الجاري، في سلسلة من الجرائم البيئية العشوائية التي طالت قرابة 5 نمور تعرضت للصيد من قبل السكان المحليين.
حدث ذلك -وما يزال يحدث- دون اتخاذ السلطات البيئية، إجراءات رادعة، أو فرض عقوبات للحد من تلك الجرائم تجاه الحياة البرية. الأمر الذي قد يساعد ازدهار الاتجار غير المشروع بالنمور اليمنية.
وبحسب تأكيد ناشطين محليين من أبين، وقعت كل تلك الحوادث في مديريتي: لودر، وموديه. منذ تاريخ 3 أبريل/نيسان 2021، حتى أخر جريمة قتل لنمرين والتي تمت في الاسبوع الفائت.
وقال لـ «حلم أخضر» مصدر حكومي في السلطة المحلية بمحافظة أبين (طلب عدم ذكر أسمه)، أن: «صيد النمور زاد في الشهور الماضية في جبال أبين، بسبب سماع الناس أن الهيئة العامة للبيئة دفعت مبلغ مالي كتعويض مقابل أخذ انثى النمر التي اصطادها الأهالي في لودر، وهذا دفع بعض الشباب لصيد النمور لغرض بيعها.».
ووفقاً لما تم تداوله من مقاطع فيديو وصور على مواقع التواصل، وجرى التحقق منها، تم رصد حوادث متسلسلة زمنياً طيلة 3 أشهر، حيث وقعت قرابة 6 جرائم صيد لحيوانات نادرة وصغيرة السن، منها: 5 جرائم صيد للنمور (2 إناث/ 3 ذكور)، نتج عنها مقتل 4 من النمور (3 ذكور/وانثى واحدة)،
صيد أنثى نمر وقتل أخرى في لودر
كانت أولى الجرائم في 3 ابريل/نيسان الفائت، والتي شملت أنثى النمر في لودر والتي تسلمتها هيئة البيئة، وفي ذات الاسبوع تعرضت أنثى نمر أخرى للقتل، وجرى ذبحها بسكين بعد صيدها في أحد جبال لودر. وتم تداول مقطع فيديو لها مليء بمشاهد العنف على مواقع التواصل.
قتل نمر في جبال “حلك” في موديه
في تاريخ 20 أبريل/نيسان 2021، الموافق 9 رمضان الفائت، جرى صيد وقتل أحد الذكور اليافعة من النمور في منطقة جبال “حلك” الواقعة قرب وادي “طلح” بمديرية موديه في أبين.
صيد وشق عربي في شمال لودر
وفي الـ 21 من ابريل/نيسان 2021، تم تلقي مقطع فيديو مصور من أحد الناشطين من أبين عبر الواتساب، وتم التحقق منه من أحد مسؤولي البيئة المحليين في مديرية لودر.
ويظهر الفيديو والصور (حصل عليها حلم أخضر) اصطياد حيوان الوشق العربي وهو حي بعد تعرضه لكمين نصب له ومقيد بسلسلة حديدية، في أحد جبال لودر ناحية الجهة الشمالية من مدينة أبين، في منطقة قريبة من المكان الذي تم فيه اصطياد انثى النمر التي أخذتها هيئة البيئة.
مقتل 2 نمور في “آل بركان” لودر
وخلال الأسبوع الفائت، وتقريباً بين يومي 27 – 28 يونيو/حزيران الفائت، تعرضت 2 من ذكور النمور للقتل في منطقة “آل بركان” في مديرية لودر في أبين. وتظهر الصور التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، اثنان من النمور اليافعة وهي مقتولة بصورة مؤلمة.
النمور اليمنية قد تختفي خلال عقدين
تشير التقديرات إلى أن حيوانات اليمن النادرة وأبرزها النمور العربية المهددة بالانقراض، قد تختفي خلال عقدين، إذا استمرت جرائم الصيد والقتل العبثية، وعمليات التهريب على هذا النحو، من دون حلول لإيقافها أو الحد منها، من قبل هيئة حماية البيئة، باعتبارها السلطات المعنية بالحفاظ عليها.
ويعد النمر العربي، الحيوان الوطني لليمن، حيث جرى اعتماده بقرار حكومي صادر عن مجلس الوزراء رقم 260 لسنة 2009، والذي قضى بتسمية النمر العربي “الحيوان الوطني للجمهورية اليمنية”، وتم اعتماده رمزاً للحياة البرية والهوية الوطنية.
ويصنف النمر العربي في اليمن، بانه أحد أكثر السلالات النادرة والمعرضة لخطر الانقراض، وتصنف اليمن باعتبارها من أهم البلدان الرئيسية للنمور العربية المحمية بموجب معاهدة سايتس CITES الدولية.
ويتواجد النمر العربي في مناطق عديدة في اليمن أهمها محافظات: الضالع، لحج، البيضاء، أبين، المهرة، شبوة، صعدة، حجة. وأجزاء من إب ورداع. وغيرها.