fbpx

اليمن: حرب على الحيوانات وسط الحرب الأهلية

حلم أخضر (خاص) قسم التحقيقات

ارتفعت جرائم صيد الحيوانات المهددة بالانقراض في اليمن خلال السنوات الأخيرة، لدرجة أصبحت فيها الحياة البرية ضحية يومية غير معلنة، وهي تشهد إبادة جماعية مستمرة من قبل السكان وتجار الاتجار غير المشروع.

تسببت الحرب الدائرة في شمال وجنوب البلاد، بغياب الرقابة وتلاشي القانون، وتقليص دور السلطات البيئية. وازدهرت عمليات الصيد الجائر والعشوائي، مما تسبب باختفاء بعض الأنواع النادرة، وانحسار البعض الأخر لدرجة الانقراض.

يكشف هذا التحقيق الخاص الذي أعده فريق «حلم أخضر»، عن وقوع 65 جريمة صيد لحيوانات نادرة شهدتها البلاد منذ العام 2011 حتى نهاية العام 2020، منها حوالي 34 جريمة قتل موثقة لحيوانات نادرة خلال العام 2020، ويرصد قرابة 31 نمراً من النمور اليمنية التي جرى صيدها طيلة السنوات الماضية، ويعرض حالة الحيوانات داخل حدائق الحيوان في البلاد.

غزلان في جبال رضوم شبوة/ الصورة من: علي البعسي

التنوع الحيواني في اليمن

بحسب الاستراتيجية الوطنية للتنوع الحيوي، تعد البيئة اليمنية من أغنى وأكثر مناطق الجزيرة العربية في تنوعها البيولوجي الفريد والنادر. إذ تضم العديد من الأنواع المتوطنة والنادرة من الحيوانات والنباتات والطيور والزواحف وغيرها.

يوجد في اليمن 71 نوعاً من الثدييات البرية المسجلة في سجلات الهيئة العامة لحماية البيئة، حوالي ثلث تلك الثدييات هي من الأنواع الكبيرة نسبياً، وهي نادرة في أجزاء أخرى من الأراضي العربية.

وطبقاً لسجلات هيئة حماية البيئة، تحتوي الحياة البرية في اليمن على عدة ثدييات مثل: الغزال الجبلي العربي، الوعول والظباء، النمر العربي، الفهد الصياد، الضباع، الذئاب، الثعلب الأحمر العربي، القرود (وقرود البابون)، قط الزباد، نوع من القنافذ، ونوع من غرير العسل. وغيرها.

الوشق العربي في شبوة 2020/ الصورة: هيئة البيئة

حيوانات اليمن المهددة بالانقراض

تشير الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي، إلى أن 7 أنواع من الثدييات النادرة المتواجدة في البلاد، تعد حالياً معرضة لخطر الانقراض الشديد. حيث تتعرض للصيد الجائر والقتل المستمر، ويجري الاتجار بها في ظل عدم اكتراث السلطات بحماية الحياة البرية.

تم تصنيف هذه الحيوانات في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN، للأنواع المهددة بالانقراض، وهي: النمر العربي، الفهد الصياد (منقرض)، الغزال العربي الجبلي، غزال الريم، غزال دور كاس، غزال الملكة سباء أو غزال اليمن (منقرض)، والمها العربي (الظبي).

أكثر المناطق اليمنية التي تتعرض فيها الانواع المهددة بالانقراض للصيد الجائر، جراء العبث وعمليات الاتجار غير المشروع، تتركز في محافظات: الضالع، لحج، البيضاء، أبين، حضرموت، شبوة، إب، تعز، رداع، وجزيرة سقطرى.

نمر تعرض للقتل في جبال الضالع نهاية العام 2018/الصورة: فيسبوك

ماذا عن القوانين والتشريعات؟

يصل مجموع التشريعات اليمنية ذات العلاقة بالتنوع الحيوي البيولوجي حوالي 21 تشريعاً، وهي عبارة عن: قوانين، قرارات جمهورية، وقرارات مجلس الوزراء. إلى جانب القانون الأساسي: دستور الجمهورية اليمنية.

في الدستور اليمني تنص المادة رقم (35) على أن: «حماية البيئة مسئولية الدولة والمجتمع، وهي واجب ديني ووطني على كل مواطن».

وفي العام 2002، صدر قرار مجلس الوزراء اليمني رقم (104) بشأن الموافقة على لائحة حماية الأنواع المهددة بالانقراض من مجموعة الحيوانات والنباتات البرية وتنظيم الاتجار بها.

وبرغم ذلك، تكشف عدد من الوثائق القانونية والمذكرات الرسمية في هذا التحقيق -حصل حلم أخضر على نسخ منها-، عن تفاقم جرائم الصيد الجائر في محافظات: الضالع ولحج وإب، وشبوة، برغم منع اصطيادها بحسب نصوص التشريعات.

الباب 3،4 من قرار حكومي رقم 260 لسنة 2009 بشأن النمر العربي ومنع صيده والاتجار به
وثائق سنة 2014: توجيهات من هيئة البيئة الى محافظات إب والضالع والبيضاء بمنع صيد النمر العربي

النمر العربي الأكثر صيداً

يعد النمر العربي، الحيوان الوطني لليمن، حيث جرى اعتماده بقرار حكومي صادر عن مجلس الوزراء رقم 260 لسنة 2009، والذي قضى بتسمية النمر العربي “الحيوان الوطني للجمهورية اليمنية”، واعتماده رمزاً للحياة البرية والهوية الوطنية.

ووفقاً لمؤسسة حماية النمر العربي، يتوطن النمر العربي في اليمن، باعتبارها أحد أهم البلدان الرئيسية للنمور العربية المحمية بموجب معاهدة سايتس CITES الدولية لحماية الأنواع البرية المهددة بالخطر. ويصنف النمر العربي بانه أحد أكثر السلالات النادرة والمعرضة لخطر الانقراض.

ووفقاً لبيانات الهيئة العامة لحماية البيئة، يتواجد النمر العربي في مناطق عديدة في اليمن أهمها محافظات: الضالع، لحج، البيضاء، رداع، المهرة، شبوة، أبين، صعدة، حجة. وأجزاء من محافظة إب. وغيرها.

يوجد في اليمن حالياً أكثر من 40 – 50 نمراً من النمور العربية المهددة بالانقراض، والتي تعيش في داخل اقفاص حدائق الحيوان في البلاد. فطبقاً لمنظمة Hasanah التي تدعم انقاذ الحيوانات، فإن حديقة حيوان تعز لوحدها تضم 38 نمراً من النمور العربية.

في حين يؤكد أحد الخبراء المحليين في هيئة حماية البيئة في العاصمة صنعاء، أن اعداد النمور المتواجدة في البرية اليمنية قد تكون أكثر من ذلك، وذلك وفقاً لعدد الجرائم المستمرة التي تطال العشرات من هذه النمور سنوياً. على حد قوله.

انفوجرافيك: جرائم صيد النمر العربي في اليمن 2011 – 2019/ حلم أخضر
جنود في محافظة الضالع يقتلون 2 نمور 2018/الصورة: فيسبوك

قتل 18 نمر وتهريب 11 خارج اليمن

في حوار خاص مع «حلم أخضر»، قال المدير العام للتنوع الحيوي والمحميات الطبيعية في الهيئة العامة لحماية البيئة، المهندس عبد الله أبو الفتوح: أن “النمر العربي في اليمن، يتعرض لجرائم الإبادة في مناطق معينة بشكل مستمر أهمها 3 محافظات: الضالع، لحج، والبيضاء، والتي تطل على وادي “الضبيانية” الذي يقع بين هذه المحافظات الثلاث”.

وعن عدد عمليات القتل التي تعرض لها النمر العربي في اليمن خلال السنوات الأخيرة، يقول أبو الفتوح: “رصدنا ووثقنا 18 جريمة قتل تعرض لها النمر العربي بشكل واضح في مناطق “الشعيب” و”الضبيانية”، وقرية “جبُن” في الضالع ومنطقة سداح”.

“في العام 2011، رصدت هيئة حماية البيئة صيد 11 نمر عربي في اليمن، حيث تم تهريب وبيع 10 نمور لمشترين في المملكة العربية السعودية، ونمر واحد جرى تهريبه لإمارة الشارقة في دولة الامارات”. قال أبو الفتوح.

المهندس عبدالله ابو الفتوح مدير التنوع الحيوي والمحميات هيئة البيئة صنعاء
أنثى نمر تم صيدها في الضالع ديسمبر2019/الصورة: EPA

2019: صيد أنثى نمر و 3 أشبال

في أواخر العام الفائت 2019، قام مواطنون في قرية تدعى “خباه” بمنطقة “الضبيانية” مديرية “جُبن” التابعة لمحافظة الضالع جنوب البلاد، باصطياد أنثى نمر مع أشبالها الثلاثة، بعد أن تمت محاصرتها في المنطقة من قبل صائديها.

وتشير احدى الوثائق (في هذا التحقيق) وهي صادرة بتاريخ 30 كانون الأول/ديسمبر 2019، عن رئاسة هيئة حماية البيئة في صنعاء، الى خطاب السلطات البيئية والموجهة لمسؤولي السلطة المحلية بمحافظة الضالع، بـ “التحفظ على أنثى النمر العربي واشبالها الثلاثة والحفاظ عليها، وعدم خروجها من المنطقة حتى يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة”.

وحول هذا الامر، يقول المسؤول الحكومي في هيئة البيئة، عبد الله أبو الفتوح: “تم اصطياد انثى النمر العربي مع اشبالها الثلاثة، في قرية (خباه) وفور تواصلنا ونزول فريق ميداني، تم إخفاء اشبالها. وادعّوا بأنهم لم يصطادوها، وأنها مجرد إشاعة، لكننا تأكدنا بأن الواقعة حقيقية، وقد قاموا بالاحتفاظ بأشبال النمر العربي وأخفوها. كونها ليست خطرة، ويسهل اخراجها الى منطقة أخرى”.

وثائق من هيئة البيئة موجهة لمحافظ الضالع ووكيلها بالحفاظ على انثى النمر واشبالها في 30 ديسمبر 2019

شبوة: الأكثر صيداً للعام 2020

تعد محافظة شبوة الواقعة وسط الجزء الجنوبي من اليمن، من المناطق الغنية بالتنوع الحيوي الفريد، والتي تتميز بيئاتها بتواجد أنواع من الحيوانات البرية المهددة بالانقراض.

تضم شبوة في مناطقها الغنية بالتنوع البيولوجي، العديد من الحيوانات النادرة المتوطنة، وتحديداً في جبال مديرية “الروضة”، وجبال مديرية “ميفعة” وجبال مديرية “رضوم” الشمالية. وأيضاً في الجبال المتاخمة لمنطقة “حجر” التابعة لمحافظة حضرموت شرقي البلاد.

وتتواجد في بيئات محافظة شبوة، الوعول البرية والظباء، كما تتواجد فيها أيضاً أنواع مختلفة من الغزلان في مناطق متفرقة بالحياة البرية، مثل: الغزال العربي الجبلي، وغزلان الريم.

وتعد سلسلة جبال “كور العوالق” في مديرية “الصعيد” بشبوة، من البيئات البرية التي تتواجد فيها عدد من الأنواع النادرة المهددة بالانقراض، فهي موطن تواجد النمر العربي، وحيوان الوشق البري، والذئب الأبيض النادر.

توجيه محلي بمنع الصيد

توجيه محافظ شبوة بمنع صيد الحيوانات البرية/ ابريل 2020

في السابع من نيسان/أبريل 2020، أصدر محافظ محافظة شبوة، محمد صالح بن عديو، توجيهاً إلى مدير الشرطة المحلية بالمحافظة في مذكرة رسمية تفضي بـ “منع صيد الحيوانات النادرة في مديريات شبوة”.

كان ذلك التوجيه الصادر من مكتب المحافظ، هو أول مبادرة لحفظ الحياة البرية، يقوم بها مسؤول حكومي يمني خلال فترة الحرب، وذلك على مستوى المحافظات الجنوبية والشمالية على حد سواء.

وجاء في تلك الوثيقة الرسمية (حصل حلم أخضر على نسخة منها) توجيه محافظ شبوة الى “كافة مدراء الأمن في مديريات المحافظة، وجميع الأجهزة الأمنية، بمنع هذه الظاهرة واعداد قائمة بالأشخاص الذين قاموا بهذه الاعمال”.

مقتل 34 حيوان في 7 أشهر

بالرغم من ذلك السعي من قبل السلطات المحلية في محافظة شبوة لحفظ الحياة البرية، إلا أن الأمر لم يلقى استجابة شعبية كاملة من قبل بعض السكان المحليين في الجبال والسهول الريفية بمناطق شبوة.

فمنذ منتصف نيسان/ابريل 2020، وحتى تاريخ نشر هذا التحقيق، حدثت جرائم صيد وقتل لحوالي 34 حيواناً نادراً من الأنواع المهددة بالانقراض في مناطق متفرقة بشبوة، في عمليات قتل مستمرة كان غرضها العبث أكثر من الاتجار غير المشروع.

وفي حديثه عبر الهاتف مع «حلم أخضر»، كشف المدير العام لهيئة حماية البيئة بمحافظة شبوة، محمد سالم مجور، تفاصيل دقيقة حول جرائم الصيد التي حدثت خلال العام 2020، وقال مجور: “منذ 7 أشهر منذ بدء مباشرة عملنا في إدارة مكتب الهيئة العامة لحماية البيئة بمحافظة شبوة. رصدنا العشرات (34 جريمة) من جرائم الصيد التي تم التحقق منها، سواءً من خلال البلاغات التي وصلتنا، أو من خلال التقارير الإخبارية والصور التي تداولها ناشطين محليين بمواقع التواصل الاجتماعي”.

محمد مجور مدير هيئة البيئة شبوة – حلم اخضر

وقال المسؤول الحكومي محمد مجور: “تعرضت 17 من الوعول العربية (6 إناث،/11 ذكور) للصيد الجائر في مديرية الروضة. كما تعرضت 3 من الظباء للصيد في مديريتي رضوم وميفعة”.

وأضاف مدير هيئة البيئة في شبوة لـ «حلم أخضر»: “كما تم صيد وقتل قرابة 7 من الغزلان النادرة، منها 3 إناث في مديريتي “رضوم” و “ميفعة”. ورصدنا ايضاً 6 عمليات قتل لحيوان الوشق العربي في مديرية الصعيد. وعملية قتل واحدة لحيوان الذئب الأبيض النادر في جبال الكور بمديرية الصعيد”.

مقتل 34 حيوان نادر في شبوة 2020/إنفوجرافيك: حلم أخضر
وشق عربي تم قتله في 17 يوليو 2020 شبوة/ حلم أخضر
مقتل 2 من غزلان الريم في شبوة، اغسطس 2020/الصورة: حلم أخضر.

حفظ الحيوانات البرية اليمنية

يوجد في اليمن 3 حدائق للحيوان في العاصمة صنعاء، وفي محافظة تعز جنوب غرب البلاد، ومحافظة إب وسط اليمن. إذ تعد هذه الحدائق الوسيلة الوحيدة لحفظ الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض. ويصل مجموع الحيوانات في الحدائق الثلاث أكثر من 1,460 حيواناً.

أكبر تلك الحدائق من حيث العدد هي حديقة الحيوان في صنعاء، والتي تضم في داخل اقفاصها الصغيرة حوالي 1,160 حيواناً من الأنواع المختلفة من الثدييات والبرمائيات والطيور. في حين يوجد حوالي 282 حيواناً يعيش في حديقة الحيوان بمحافظة تعز. الى جانب العشرات من الأسود والضباع وغيرها في حديقة الحيوان في إب.

في داخل الأقفاص الضيقة والاسمنتية بحديقة الحيوان في صنعاء، يعيش حوالي 31 أسداً من الأسّود. وعدداً من حيوانات النمر العربي والثعالب والذئاب والفهود وقرود البابون والغزلان والظباء والضباع وغيرها. تم جلبها من البيئة اليمنية.

ونتيجة للظروف الراهنة التي تعيشها البلاد، تواجه حدائق الحيوان في صنعاء وتعز وإب، الكثير من الاهمال، وتحديات مستمرة في عدم القدرة على اطعام الحيوانات المتواجدة فيها. مما يؤثر على بقائها على قيد الحياة.

وفي مطلع شباط/فبراير 2016، نفقت عشرات الحيوانات داخل أقفاصها بحديقة الحيوان في تعز، بسبب الجوع وعدم القدرة على اطعامها. بحسب ما أعلنته ادارة الحديقة آنذاك.

وتناقلت تقارير صحفية محلية، موت ونفوق 5 من النمور العربية جراء المجاعة في حديقة تعز، وعدد من الاسود الملكية. في حين أن بعض الحيوانات المفترسة بالحديقة أكلت بعضها من شدة الجوع، وفقاً لصور تناقلها ناشطين على شبكات التواصل.

بالنسبة لحديقة الحيوان بصنعاء، فإن مصدر تمويلها لشراء لحوم لإطعام الحيوانات المفترسة، يأتي من قيمة رسوم تذاكر الدخول التي يدفعها الزائرين. والتي لا تتعدى مبلغ 3 مليون ريـال يمني في الشهر (ما يعادل 5,000 دولار)، بحسب تأكيد نائب مدير الحديقة، محمد أبو عون، في تصريح سابق بثته وكالة الصحافة الفرنسية.

حديقة الحيوان بمدينة إب وسط اليمن/ الصورة من: OWAPAR

أسود يمنية من النوع الملكي

في هذا السياق، يقول مدير التنوع الحيوي بهيئة البيئة، عبد الله أبو الفتوح لـ «حلم أخضر»: “حيوانات الأسُّود الموجودة في حدائق اليمن مسجلة كأسُود يمنية لدى الاتحاد الدولي لصون الطبيعة وهي من النوع الملكي، نظراً لأنه مر على تواجدها في اليمن أكثر من 100 عام. هذه الأسّود مصدرها منطقة “صالة” في تعز، وهي من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض الشديد في افريقيا”.

وأضاف أبو الفتوح: “تقدمت هيئة البيئة لمنظمات دولية مهتمة بالحيوانات بطلب توفير دعم لـ اطعام الحيوانات في الحدائق بصنعاء وتعز، وقدمت بعض الجهات دعماً لذلك، وحتى الخيول العربية الاصيلة التي كانت توجد في اسطبلات الكلية الحربية، والتي تعد أصولها نقية دون تهجين، كانت تتلقى دعماً لإطعامها وعلاجها، لكن كارثة قصف اسطبلات الخيل بصنعاء قتلت عشرات الخيول”.

في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، قالت منظمة OWAP-AR الفرنسية، أن “حوالي 11 خيلاً من الخيول العربية اليمنية الاصيلة، تعرضت للقتل داخل الاسطبلات، جراء غارة جوية شنها طيران التحالف بقيادة السعودية، وأصيبت خلالها حوالي 20 من الخيول بجروح بالغة مما استدعى الحاجة إلى أدوية طوارئ وإمدادات غذائية”، بحسب ما ذكرت المنظمة.

أسد قتله احد السكان المحليين في إب بعد خروجه من الحديقة بحثا عن طعام/ مواقع التواصل
طلب منظمة One World Actors للتسجيل لدى المجلس الاعلى للمنظمات بصنعاء/ الصورة من: OWAPAR

منظمة فرنسية تنقذ حيوانات اليمن

منذ العام 2016، ساهمت منظمة انقاذ الحيوان One World Actors، وهي منظمة فرنسية غير حكومية، في تقديم مساعدات مالية مستمرة لإنقاذ الحيوانات بحدائق الحيوان في اليمن، والتي تعاني من المجاعة والامراض منذ بدء الحرب.

حشدت هذه المنظمة ومقرها مدينة سانت مولف، الدعم وجمعت التبرعات لجلب الطعام والماء والإسعافات الأولية البيطرية لأكثر من ألف من الحيوانات اليمنية التي تصفها بانها الضحايا الأبرياء للحرب الراهنة في البلاد.

مطلع هذا العام، خلال الفترة من كانون الثاني/يناير، حتى نهاية شباط/فبراير، تقدمت منظمة OWAP-AR الفرنسية بطلب الحصول على تراخيص للعمل كمنظمة عاملة في اليمن، وطلبت تسجيلها لدى السلطات في صنعاء وعدن.

وتقول المنظمة الفرنسية في موقعها الالكتروني، أنها ساهمت في “الإنقاذ المستمر للحيوانات داخل حدائق اليمن وخارجها خلال 5 سنوات ماضية، وساعدت أكثر من 310 خيل من الخيول العربية الأصيلة في كلية الشرطة، وأنقذت 230 بقرة حلوب في المزارع الحكومية في صنعاء وإب وذمار وحضرموت”.

صياد يقتل نمر في الضالع جنوب اليمن 2015/ الصورة: EPA

الحيوانات البرية قد تختفي في غضون 20 عاماً

ازاء ذلك كله، تبدو الحيوانات المهددة بالانقراض ومعها الحياة البرية اليمنية برمتها، عرضة لتهديدات الصيد الجائر والمستمر من قبل الصيادين والقناصة الهواة، فحيوان الفهد الصياد الذي كان موجوداً في اليمن انقرض، ولم تسجل الدراسات طيلة عقد ونصف رؤيته في مناطق تواجده في البلاد.

وتشير التقديرات إلى أن حيوانات اليمن النادرة في الحياة البرية والمهددة بالانقراض، قد تختفي خلال عقدين، إذا استمرت هذه الجرائم العبثية دون حلول لايقافها.

اليوم، تتعرض الأنواع النادرة في البرية اليمنية، لحرب عدائية يشنها البشر على كافة الحيوانات، في ظل تفاقم حرب مميتة تتلاشى فيها الدولة، وتنعدم التوعية الرسمية لمنع الصيد الجائر، لتبقى مهمة الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض مجهولة الاختصاص.

شاهد فيديو: اليمن: جرائم الصيد الجائر للحيوانات المهددة بالانقراض

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!