fbpx

سباق لإتاحة الطاقة للجميع

ألواح شمسية في شوارع صنعاء – تصوير محمد ناصر

حلم أخضر – البنك الدولي

سابون جاري، التي يسميها السكان المحليون باعتزاز “أفريقيا الصغرى”، تعد واحدة من أكبر أسواق نيجيريا حيث يستطيع المرء أن يجد أي شيء، من الإلكترونيات إلى الملابس إلى الألعاب وحتى المعدات. اعتادت المحلات هنا الاعتماد على مولدات الكهرباء المكلفة التي تعمل بالديزل. لكن بفضل شبكة مصغرة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، يقول أصحاب المحلات اليوم إنهم لا ينفقون سوى نسبة ضئيلة للغاية مما كانوا يدفعونه من قبل للحصول على الكهرباء.

وعلى بعد خمسة آلاف ميل (ثمانية آلاف كيلومتر) بجزيرة مونبورا النائية في بنغلاديش، تدير لهوتا خاتون مشروعها الخاص للحياكة من غرفة نومها بفضل شبكة صغيرة للطاقة الشمسية أقيمت على الجزيرة. ومنذ عام 2016، أصبح لديها مصدر مضمون للحصول على الكهرباء يساعدها على العمل ليلا بعد أن يخلد أطفالها للنوم.

سابون جاري ومونبورا هما نموذجان لمجتمعات مماثلة في شتى أنحاء العالم باتت أكثر إنتاجية ورخاء من خلال الحصول على الكهرباء بتكلفة معقولة ومن مصادر مضمونة.

تشكل الطاقة صلب عملية التنمية. فالحصول على الطاقة يجعل المجتمعات أكثر أمنا، ويساعد المشاريع الصغيرة على الازدهار، ويساعد الخدمات الأساسية، كالمدارس والعيادات، على العمل. كما يساعد على توفير البيئة المواتية للاستثمار والصناعات الجديدة التي تحفز النمو وتدر فرص عمل على الاقتصاد كله.

ويعمل البنك الدولي باستمرار مع الحكومات لتصميم الحلول الملائمة التي تناسب الاحتياجات الخاصة لكل بلد من الطاقة. هذه الأساليب التي تتولى البلدان قيادتها تحقق نجاحا. وعلى سبيل المثال، من المتوقع أن يجذب مشروع جديد لتوفير الكهرباء في نيجيريا يتكلف 350 مليون دولار استثمارات خاصة تقدر بنحو 410 ملايين دولار، وأن يخلق سوقا نشطة للشبكات الصغيرة ولحلول الطاقة بعيدا عن الشبكات الرئيسية.

في كينيا، يدعم البنك الدولي مشاريع تقدر بأكثر من 1.3 مليار دولار من الاستثمارات في توليد ونقل وتوزيع الطاقة بعيدا عن الشبكات الرئيسية، مما ساعد البلاد على زيادة معدلات الحصول الكهرباء بأكثر من الضعف من 23% عام 2009 إلى 56% عام 2016. وتم تصميم مشروع جديد مستقل عن الشبكة الرئيسية لتوفير الخدمة لنحو 240 ألف أسرة أخرى تعيش في المناطق الأبعد والأكثر فقرا.

وفي بنغلاديش، يدعم البنك الدولي أكبر برنامج للطاقة الشمسية المستقلة عن الشبكة الرئيسية ، حيث يمد أكثر من أربعة ملايين شخص بالطاقة من خلال أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية، وألف طلمبة ري تعمل بالطاقة الشمسية، و13 شبكة كهرباء صغرى تعمل بالطاقة الشمسية. الآن، بات أكثر من 18 مليون شخص في بنغلاديش يمتلكون مصادر مضمونة للحصول على الكهرباء من الطاقة الشمسية من خلال هذا البرنامج.

وإجمالا، ساعد البنك الدولي على تقديم خدمات الكهرباء المطورة لأكثر من 45 مليون شخص في الفترة بين 2014 إلى 2017.

ويقول ريكاردو بوليتي، المدير الأول ورئيس قطاع الممارسات العالمية للطاقة والصناعات الاستخراجية لدى البنك الدولي: “قطعنا شوطا طويلا في توصيل الكهرباء في ظروف صعبة لملايين البشر الذين يحتاجون إليها. لكن لا وقت للراحة. فما يزال هناك مليار شخص محرومين من الكهرباء حتى اليوم. ونحن ملتزمون بمساعدة البلدان على زيادة الأساليب الناجحة من أجل الإسراع في توفير خدمات الكهرباء لمواطنيهم كافة.”

وفي منطقة أفريقيا جنوب الصحراء تزداد وتيرة التقدم. ولأول مرة بدأ عجز الطاقة في الانحسار. تتمكن الهند من توصيل الكهرباء إلى 30 مليون شخص سنويا- أكثر من أي بلد آخر. وأرسى عدد من البلدان الرائدة نُهج عمل أتاحت لها زيادة سرعة التوسع في خدمات الكهرباء.

من بين هذه النهج، الالتزام بتوصيل الكهرباء في نطاق الشبكات الرئيسية وخارجها ،والتخطيط الوطني على المدى الطويل لمد الكهرباء، والتركيز على جودة الخدمات وتيسير الحصول عليها.

أحدث نجاح هذه الأساليب قفزة في طلب البلدان على الدعم من برامج توفير الطاقة، وهو ما تجلى في حافظة مشاريع البنك الدولي. خلال السنوات الأخيرة، قدم البنك الدولي 900 مليون دولار في المتوسط سنويا لتمويل برامج تيسير الحصول على الطاقة. وزاد هذا التمويل خلال العام الماضي ليبلغ 1.4 مليار دولار.

زاد دعم برامج الطاقة للشبكات الصغيرة والمستقلة عن الشبكات الرئيسية وبأسرع ما يمكن من 200 مليون دولار سنويا خلال السنوات الأخيرة إلى 600 مليون العام الماضي. ويمضي البنك الدولي قدما لتقديم 20% من الاستثمارات المنتظرة واللازمة لأنظمة الطاقة الشمسية المنزلية في البلدان النامية على مدى السنوات الأربع القادمة.

وسيبحث منتدى الأمم المتحدة السياسي رفيع المستوى التقدم الأخير الذي شهده تيسير الحصول على الطاقة، وسيدرج ضمن تقرير عن المقاصد العالمية في مجال الطاقة تحت الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة . أساس هذه المناقشات يكمن في أنه في الوقت الذي يمتد التقدم نحو إتاحة الطاقة للجميع، سيظل هناك أكثر من 600 مليون شخص محرومين من الحصول على الكهرباء بحلول عام 2030 إذا استمرت الاتجاهات الحالية على وتيرتها. وقد يكون لهذا تأثير مدمر على الصحة والتعليم والمستقبل الاقتصادي لقطاع كبير من سكان العالم.

ولعل تسريع وتيرة التقدم سيقتضي أن يلعب القطاع الخاص دورا رئيسيا. يعكف البنك الدولي بنشاط على تدبير الاستثمارات الخاصة لمشاريع توفير الطاقة بالمساعدة في وضع السياسات المساعدة، واستعراض نماذج لأنشطة الأعمال صالحة للاستمرار، وتوفير التمويل الموجه لتعزيز التمويل التجاري.

وفي هاييتي، يعمل مشروع يدعمه البنك الدولي وصندوقا الاستثمار في الأنشطة المناخية على تأسيس صندوق يقدم المنح والقروض للمشاريع الصغرى والمستقلة عن الشبكات. ومن المتوقع أن يجمع المشروع على الفور 45 مليون دولار من التمويل الخاص وأن يساعد في توصيل الكهرباء إلى 10 في المائة من سكان هاييتي.

كما يلعب الابتكار والتكنولوجيا دورا رئيسيا. فرسم الخرائط الجغرافية المكانية يغير وجه التخطيط للكهرباء، بتوفير الدقة والتفاصيل غير المسبوقة عن القطاعات السكانية المحرومة من الخدمة. على سبيل المثال، تعكف هيئة كهربة الريف في نيجيريا، بناء على هذا النهج، على رسم خرائط لأكثر من 200 موقع لمد شبكات صغيرة.

وقد التزم البنك الدولي بمساعدة البلدان على الاستفادة من هذه المبتكرات، سواء كانت تكنولوجية أم مالية أم على صعيد السياسات، من أجل تسريع وتيرة توسيع نطاق خدمات الكهرباء المضمونة وبأسعار في متناول اليد، ولإنهاء الحرمان من الطاقة إلى الأبد.

المصدر: موقع البنك الدولي

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!