حلم أخضر – تقرير خاص
لا يعرف الكثير من اليمنيين، أن النمر العربي هو الحيوان الوطني لليمن، حيث جرى اعتماده بقرار مجلس الوزراء في العام 2009، والذي قضى بتسمية النمر العربي الحيوان الوطني للجمهورية اليمنية، باعتباره رمزاً للحياة البرية والهوية الوطنية.
لكن هذا الحيوان النادر، مهدد بالانقراض، نتيجة تعرضه للصيد والقتل المستمر من قبل السكان وهواة الصيد في مناطق البلاد.
وقبل أكثر من عقد ونصف، تم تصنيف النمر العربي في اليمن من ضمن السلالات الأكثر عرضة للانقراض، وحظر الاتجار به وفقاً لاتفاقيّة «سايتس» CITES الدوليّة السارية منذ العام 1973، لحماية الحيوانات البريّة والمتوحّشة.
النمر العربي في اليمن
بحسب تصنيف مؤسسة حماية النمر العربي، فأن اليمن تعتبر من أهم البلدان التي تتواجد فيها نسل النمور العربية والتي تحفل بغابات دائمة الخضرة.
ويقول ديفيد ستانتون، المدير التنفيذي لمؤسسة حماية النمر العربي، في تصريح صحفي: “أن النمر العربي في اليمن، هو من أجمل وأقوى الحيوانات المفترسة في الجزيرة العربية. وأحد أندر الحيوانات في الكون، وقد اختير النمر في اليمن كحيوان وطني نظراً للحاجة المستعجلة لحمايته ولنشر التوعية البيئية بين أبناء المجتمع، ولكي يصبح رمزاً للحياة البرية، كونه ينسجم مع البيئة المحيطة به”.
بيئة النمور في اليمن
يتواجد النمر العربي في المناطق الجبلية، باعتبار اليمن أحد أبرز البيئات التي يتوطن فيها منذ القدم، مما جعل الحكومة اليمنية إعلانه الحيوان الوطني.
ويتواجد في مناطق عدة في البلاد منها: المهرة، الضالع، وفي جبال يافع، أبين، شبوة، البيضاء، رداع، إب، ومحمية بني قيس في حجة.
كما تتواجد العشرات من النمور في اطار الحفاظ عليها في عدد من حدائق الحيوان في اليمن، مثل: حديقة الحيوان في العاصمة صنعاء، وحديقة إب، وحديقة الحيوان في تعز جنوب غرب البلاد.
وفي يوليو 2019، نشرت صفحة (حماية النمور اليمنية من الانقراض) على شبكات التواصل، خبراً يوثق ظهور النمر العربي في جبال “كور العوالق” في محافظة شبوة اليمنية، بعد اختفائه لمدة 20 عاماً من مناطق شبوة.
وأكد الناشط علي البعسي، المهتم بالحياة البرية في شبوة، ان البدو الرُحل أخبروه بان النمر لايزال موجودً، ويسمعون اصواته في الليل،
وافادوا بأنه يفترس الأغنام التي يملكونها، وقال البعسي: ” المشكلة أن هؤلاء البدو في شبوة يتوعدون بقتل النمر انتقاماً لمقتل اغنامهم”.
وبحسب مشروع صون النمر العربي، تقدر الاعداد المتبقية من النمر العربي بقرابة 200 حيوان فقط في مواطنها التي تشمل اليمن وعُمان والسعودية والأردن والإمارات وفلسطين وسورية.
قتل النمور: جرائم مستمرة
الخبر السيء أن جرائم الصيد الجائر للنمر العربي، وقتله ما تزال مستمرة في عدد من المناطق اليمنية. وفي فبراير 2018، تناقل نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر رجال قبائل يضربون نمراً في محافظة «أبين» اليمنية.
ورصد فريق «حلم أخضر» في تقارير سابقة خلال الفترة 2014 -2018، جرائم اصطياد وقتل أكثر من 20 نمراً من النمور في مناطق متفرقة في اليمن، أبرزها محافظات: الضالع، والمهرة وأبين، وشبوة.
وأكد لـ «حلم أخضر» مصدر مسؤول في مكتب السياحة في محافظة المهرة، شرق اليمن، أن 8 من النمور تعرضت للقتل خلال عام واحد فقط، في مناطق بالقرب من محمية حوف التابعة لمحافظة المهرة، والتي يتواجد فيها النمور.
وفي محافظة الضالع، تناقل ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، صوراً توثق قتل قرابة 10 نمور خلال العامين 2016 – 2017. وتكرر الأمر ذاته في 21 مايو 2018، إذ تعرضت 2 من النمور النادرة للقتل في جبال الشعيب بالضالع.
وبث ناشطين يمنيين صورة لأحد الجنود في منطقة “الشعيب” في الضالع وهو يحمل 2 من النمور التي قتلها ببندقيته. في عملية صيد جائر تتكرر بشكل مستمر في منطقة الضالع ويافع. وسط صمت تام من أبناء المنطقة والسلطات الرسمية على حد سواء.
النمر العربي في سطور
يعد النمر العربي من آكلات اللحوم التابعة لفئة السنوريات، وهو أحد أنواع عائلة النمور، أكبر وأقوى أنواع القطط العربية لكنه يبقى الأصغر حجماً بين سُلالات النمور جميعها.
وهو حيوان ليلي بارع في تسلق الأشجار وأحياناً مطاردة الفرائس على قمم الأشجار وفروعها ومما يميزه أنه يقوم بجذب طرديته، بعد قتلها إلى أعالي الأشجار لإبعادها والاحتفاظ بها في مأمن من بقية الحيوانات المفترسة التي تعتمد على سرقة فريسة غيرها كالضباع والكلاب البرية وغيرها، ويساعده رداءه المرقط على التخفي بين أوراق الأشجار في الليل.
وبحسب المعلومات ، يبلغ وزن النمر العربي من 18 إلى 34 كيلو جرام، وكما هو معتاد في فصيلة القطط، فالذكور أكبر من الإناث، إذ يبلغ طول النمر من 1.60 إلى 2.30 متر،
وتسكن النمور مناطق أعالي الجبال، والوديان المنخفضة، حيث تتوفر الفرائس المتنوعة، والتغطية الدائمة، ووفرة المياه والبعد عن القيود والبشر.
دعوة لحماية النمر العربي
يبدو الأمر شاقاً ومن الصعب جداً حماية حيوان متوحش، مما يتطلب على الجهات المختصة ومنظمات المجتمع المعنية، بالتحرك والتنسيق من أجل توعية ابناء المناطق التي يتواجد ويسكن بها النمر العربي.
ويتطلب الامر، تفعيل التوعية، وارشاد السكان، بأهمية الحفاظ على ما تتميز بها مناطقهم من حيوانات نادرة كالنمر العربي.
ان وجود حيوانات نادرة وأنواع مهددة بالانقراض، تعني أن هذه الحيوانات هي أقدم من البشر وأنها من المتوطنين الأصليين على الأرض وينبغي علينا احترام ذلك.