5 يونيو/حزيران، 2023 (صنعاء)
تواجه جزيرة سقطرى مشاكل عدة في إدارة النفايات منذ عقود. لكنها ازدادت في السنوات الأخيرة في ظل ضعف السلطة البيئية في اليمن.
تبدو الآثار واضحة للعيان بالقرب من مناطق المستوطنات، وحول المدن الرئيسية في الارخبيل. حيث تتراكم النفايات البلاستيكية (أكياس وعلب البلاستيك) على الطرق والسواحل، بما في ذلك مصبات الأنهار والوديان.
يشير تقرير أصدرته اليونسكو نهاية العام 2022،[1] إلى أن شوارع العاصمة حديبو مؤخراً، مكسوة بالنفايات الصلبة، ونفايات البلاستيك، وأن الشواطئ المجاورة لمدينة حديبو تحتوي على طبقات من النفايات البلاستيكية التي تغطي الرمال.
تعتبر المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، مثل الأكياس البلاستيكية الصغيرة للقات، وعلب المياه المعدنية هي الأكثر شيوعاً في مناطق سقطرى.
يمكن العثور على النفايات البلاستيكية على شواطئ جزيرة عبد الكوري، أو جزيرة سمحة، والتي تأتي من التيارات المحيطية من بعيد، وليس من السكان الأصليين الذين يعيشون في الجزر الخارجية.
في مايو/أيار 2021، كشف تقرير نشره حلم أخضر عن العبث بالنسيج الطبيعي والثقافي لجزيرة سقطرى، وسلط الضوء على أعمال الانشاءات المتسارعة -غير الخاضعة للرقابة، والسياحة. وجرائم الصيد الجائر، وعمليات الاتجار غير المشروع بالأنواع المتوطنة، وزيادة النفايات التي تهدد التنوع الحيوي للأرخبيل.
السياحة وزيادة النفايات
تمثل السياحة ومجتمع الزوار التي تشهدها جزيرة سقطرى منذ العام 2017، تهديداً حقيقاً إذا اقترنت بعمليات تطوير عالية التأثير.
فالسياحة في سقطرى تديرها شركات رحلات وأفواج سياحية أجنبية تفد من مطارات دولة الامارات العربية وغيرها، وهي غير خاضعة للإدارة المستدامة، وتهدد النظام البيئي للجزيرة، وتقاليدها الثقافية المتنوعة.
يشكل مجتمع السياح تأثيراً سلبياً على النسيج الطبيعي لسقطرى، بسبب مجموعة من الاثار السلبية الناجمة عن ذلك، أبرزها: الضغط على الموارد الشحيحة للجزيرة، وزيادة حجم النفايات الصلبة والبلاستيكية المنتشرة في مواقع متفرقة من الارخبيل.
كما تزداد حدة المخاطر وزيادة التفاعلات المؤثرة على حفظ الاحياء البرية. وخلال الأعوام الماضية، ارتفعت عمليات التهريب والاتجار غير المشروع بالأنواع النادرة المتوطنة في الجزيرة، من قبل السياح.
آثار نفايات البلاستيك والنفايات الأخرى بالجزيرة -وكذلك استخدام الملوثات الكيميائية مثل المبيدات الحشرية- لها تداعيات على الحياة البرية وصحة السكان، لا سيما بالقرب من المدن الرئيسية في سقطرى.
في يونيو/حزيران 2019، أعلن صندوق النظافة والتحسين في سقطرى عن توقف ميزانيته وعدم قدرته على الايفاء بخدماته، مما زاد من تراكم النفايات في الارخبيل، نتيجة الأحداث التي شهدتها الجزيرة منذ دخول قوات مدعومة من الامارات وتبعها قوات سعودية وسيطرتها على الارخبيل حتى اليوم.
حتى الان، لم يجر محلياً تحقيق تفصيلي في آثار النفايات البلاستيكية على بيئة الارخبيل وجزرها المجاورة، ولكن الأدلة من مناطق أخرى في العالم تشير إلى حدوث تأثيرات سلبية.
* مراجع:
[1] – كاي فان دام، “الطبيعة والانسان في أرخبيل سقطرى”، ص 71، اصدار اليونسكو UNESCO . مكتب الدوحة.