fbpx

الأواني اليمنية صديقة للبيئة

حلم أخضر- صنعاء

اشتهر اليمنيون منذ القدم باتقان الصناعات الحرفية اليدوية ومن بينها الصناعات الفخارية. وتاريخياً ازدهرت الصناعات الحرفية في اليمن، وتوارثها الابناء عن ابائهم، بيد أن ظهور السلع الصناعية البديلة والمستوردة في السوق اليمنية، ادى الى انقراض بعض الحرف اليدوية في البلاد، في حين أبقت شريحة صغيرة من الاسر اليمنية الحفاظ على مهنتها كمصدر للدخل.

وتعد صناعة الفخار في مناطق اليمن مثل صنعاء القديمة، ومنطقة حيّس وزبيد في تهامة، ومنطقة صعدة وحجة، حرفة شعبية متوارثة، حيث يتحلى العاملون، فيها بحس فني يسمح لهم بتنويع مهاراتهم الانتاجية ذات العائدات المالية العالية والحفاظ على ماضي اجدادهم التراثي.

ما هو أهم من ذلك، أن الأواني الفخارية التي ما يزال يستخدمها غالبية السكان اليمنيون في طهي الطعام، تعد صحية للغاية بحسب الاطباء، وهي ايضاً صديقة للبيئة، ولا تشكل رميها، أو مخلفاتها ضرراً على البيئة، كونها مصنوعة من الطين والحجر. ويستخدم اليمنيون بشكل يومي أواني طينية يطلق عليها محلياً “المدر” أو “الحرضة” في طهي وجبة “السلتة” و”العصيد” و”الفحسة” و”السوسي” وغيرها.

أحد دكاكين الاواني بصنعاء القديمة/ تصوير: رفعت أحمد

تدخل في صناعة الفخار في اليمن، عدة مواد طبيعية، اهمها الطين اللبني الذي يوجد على شكل خيوط حمراء في باطن الارض والجبال ويطلق عيه اسم “التراب الاحمر” ولنجاح صناعة الفخار يقوم الحرفي المختص اولاً باختيار نوعية التراب ومزجه بالماء واعداد مقدار معين من الطين اللبني.

ثم يأتي دور المهني الخبير، بتشكيل الطين الى عدة سلع مختلفة الاغراض والاحجام وتجفف في ضوءالشمس قبل وضعها في افران تقليدية توقد النار فيها عن طريق الفحم لفترات محددة. ويقوم الحرفي بعد اجراء تلك الخطوات باختيار الادوات المصنوعة ومدى صلاحيتها للاستخدام ولكن الوقت الذي يتم فيه صناعةالمنتجات الفخارية يختلف حسب نوعية كل شكل وحجمه والغرض من صناعته.

ويشكو عدد من باعة الاواني الفخارية في اسواق صنعاء، بأن ما يضايق مبيعاتهم من الصناعات الفخارية هو استيراد السلع الصناعية البديلة وهي النحاسية والبلاستيكية. فالادوات المنزلية الفخارية المستخدمة لشرب القهوة والشاي واواني الطهي والفخار الخاص بحفظ الماء والذي يحافظ على برودته مدة طويلة من الزمن كما يعطيه مذاقا متميزا تقابلها سلعاً مستوردة ورخيصة الثمن.

ويقول المطري، أحد تجار صناعة الفخار في صنعاء القديمة: أن “مبيعات صناعة الفخار تزداد نتيجة إقدام السياح على اقتناء مجسمات تاريخية وتماثيل رمزية بالعملات المحلية او الاجنبية خصوصاً الصناعات المزودة بالنقوش الفنية والرسوم التعبيرية المستوحاة من التراث اليمني. ويشاهد الزائر في سوق صناعة الفخار بصنعاء، ابداعات حرفية رائعة تعبر عن قدرة الحرفي على وضع لمسات فنية جميلة مستلهمة من عبق التراث اليمني القديم.

ويرى حسين المولى، أحد بائعي الفخار بصنعاء، ان التوسع باستخدام الفرن الغازي في المدينة والريف قد قلص بيع الفن المصنوع من الفخار والذي يستخدم بواسطة الفحم لانتاج الخبز او طهي بعض المأكولات والذي يكون لها طعمها المميز والشهي جداً، وهذا يهدد اختفاءاحدى السلع من الصناعات الفخارية.

ويناشد أصحاب مهنة صناعة الاواني الفخارية في اليمن، الحكومة الاهتمام برفد ودعم المصنوعات الحرفية اليديوية قبل انقراضها واختفائها امام زحمة المنتجات النحاسية أو البلاستيكية المستوردة.

ولعل ذلك يأتي من خلال عمل دراسة جدوى اقتصادية تحددالاماكن المتاحة لاحياء هذه الحرفة من اجل تأمين فرص عمل جديدة والحد من نسب البطالة المرتفعة بين القوى العاملة. لاسيما وأنها تعد أكثر صحية من الاواني المعدنية وغيرها.

فيديو: سوق الآواني الفخارية في مدينة إب (اختفى نصفه حالياً)| تصوير: عبدالفتاح المنتصر

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!