تقرير: عبد الغني الحديدي | حلم أخضر
تعد جزيرة سقطرى أكبر الجزر الطبيعية في العالم العربي، وهي تصنف رابع أجمل جزيرة في العالم من حيث التنوع البيولوجي الفريد.
ونظراً لندرتها العالية، وقيمتها الاستثنائية التي جعلتها غنية بهذا التنوع الفريد، اكتسبت سقطرى شهرة عالمية واهتمام العديد من دول العالم.
ويتكون أرخبيل سقطرى أساساً من 4 جزر: سقطرى نفسها وهي الجزيرة الأكبر؛ جزيرة عبد الكوري ثاني أكبر جزيرة بالأرخبيل يسكنها 370 نسمة. جزيرة سمحة “الأخوين” يسكنها 200 نسمة، وجزيرة درسه، غير المأهولة بالسكان.
سقطرى: 39 محمية طبيعية
تمتلك سقطرى العديد من المحميات الطبيعية، وتعد حوالي 98% من مساحة جزر سقطرى عبارة عن بيئات محميات طبيعية، وقد تم رصد حوالي 39 محمية بسقطرى، حسب هيئة حماية البيئة.
منها 27 محمية بحرية ساحلية، و12 محمية برية (أهمها محمية سكند) والتي تحوي 80% مما تحويه سقطرى من تنوع حيوي.
ومن بين تلك المحميات الفريدة، توجد منطقة فرمهين أو “فرمهن”، والتي أدرجت مؤخراً ضمن مناطق حمى الطبيعة الواقعة وسط سقطرى.
محمية فرمهين: الموقع والمساحة
تقع محمية فرمهين، في المنطقة التي يسميها السكان “روكيب دي فرمهين” والتي تعد تابعة لمديرية حديبو عاصمة محافظة أرخبيل سقطرى.
وتبلغ المساحة الاجمالية للمحمية حوالي 1575.7 هكتار، حيث تقع فرمهين وسط سقطرى جنوب جبال حجهر، وشرقاً الى هضاب دكسم وشيبهون الجيرية.
وتمتد محمية فرمهين على طول يمتد لحوالي 11.8 كم2. وتصنف بالفئة الثانية باعتبارها المتنزه الوطني لسقطرى، وموطن أشجار دم الأخوين.
وفي التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2021، أعلنت الحكومة اليمنية، غابة فرمهين محمية طبيعية، حيث تستوطن فيها أشجار دم الأخوين الشهيرة.
محمية فرمهين والتنوع الحيوي:
تمتاز فرمهين بتنوع حيوي فريد وعالي الأهمية، حيث تحوي أكثر من 140 نوعاً من النباتات، سجل منها 50% متوطناً بحسب دراسة بيئية نفذتها هيئة البيئة بسقطرى.
وتضم المحمية نباتات طبية اشتهرت بالطب الشعبي وعلاج الكثير من الأمراض، ومن هذه النباتات: دم الأخوين، والصبر السقطري، واللبان والمر.
وبالإضافة لذلك تحتوي فرمهين على حوالي 231 نوعاً من الحشرات والمفصليات، منها 57% متوطن، و57 نوعاً من العنكبوتيات، منها 65% متوطن بالمحمية.
ووفقاً للدراسة البيئية للمحمية، تم التأكد من وجود 7 أنواع من الطيور التي تتكاثر بالمحمية، من أصل 11 نوعاً من الطيور المتوطنة بالأرخبيل.
وتضم فرمهين عدد كبير من الأنواع المدرجة في قائمة الاتحاد الدولي لصون الطبيعة في الفئات: (نوعان EN المهددة بالانقراض) و (17 نوعاً VU المعرضة للخطر) و (8 أنواع NT قريبة من التهديد).
وبحسب منظمة اليونسكو، تحظى سقطرى بموقع استثنائي من حيث التنوع البيولوجي الكبير في نباتاتها وكائناتها، وفي نسبة الأنواع المستوطنة بها.
التهديدات الطبيعية لمحمية فرمهين:
تعاني محمية فرمهين العديد من التهديدات الطبيعية والبشرية، والتي من شأنها أن تؤثر على المحمية، وتهدد بيئة التنوع الحيوي للأرخبيل.
لعل من بين أبرز التهديدات، هو استغلال الأشجار الكبيرة والمعمرة: أشجار دم الأخوين التي تتعرض لاستخراج العصارة منها.
ويشكل تدهور الاراضي والتربة الخصبة وتأكلها، تهديداً، نتيجة الاستخدام غير المستدام للموارد الطبيعية. وقطع الأشجار، وجمعها واستخدامها كوقود لطهي الطعام.
وكذلك الرعي الجائر للماشية وتأثيره على الغطاء النباتي، إذ تهدد حيوانات الماعز الشجيرات الصغيرة لدم الاخوين التي تحاول النمو.
وبالإضافة لهذه المهددات تتأثر أشجار دم الأخوين أيضا بتأثيرات تغير المناخ، كالأعاصير والعواصف المدارية، والمنخفضات الجوية.
إلى جانب، اجتياح بعض الانواع الدخيلة والغازية من الأشجار. وحركة السياحة غير المنضبطة في الارخبيل.
محمية فرمهين: غابة دم الأخوين
تتمتع محمية فرمهين باحتوائها على أكبر تجمع لشجرة دم الاخوين في العالم، إذ تمثل 40% من مساحة الارض الواقعة بمنطقة المحمية.
وتتميز أشجار دم التنين/دم الأخوين في كونها الشجرة المحلية التي تعطي سقطرى منظرها الطبيعي المتمّيز والذي يكاد يكون خيالياً.
وتحتضن فرمهين المتموضعة بالجزء الأوسط للجزيرة، بكثافة أشجار دم الأخوين ذات الشكل الذي يُشبه المظلة المُقوّسة المنفوخة من الداخل للخارج.
وتُعدّ هضبة فرمهين منطقة ملائمة لنمو هذه الشجرة النادرة، إذ تنمو في الأرض الصخرية على ارتفاع 2600–3000 قدم.
وتشير احدى المقالات، أن طولها يصل 7 أمتار. وبمقدورها احتمال الجفاف بشكل كبير، نظراً لقدرتها العالية على الاحتفاظ بالماء لسنين طويلة.
وقـدّرت إحدى الدراسات في تموز/يوليو 2014، عمر شجرة دم الأخوين (دم التنين) الأكبر سناً في حوض فرمهين، بحوالي 530 سنة.
وفي الطرف الآخر من الحوض ذاته، أظهرت نتائج الدراسة أن حوالي 75 شجرة من العدد الأصلي لأشجار دم الأخوين، من المرجح أن تعيش لمدة 100 سنة فقط، مما يعد انخفاضاً لعدد هذه الأشجار بنسبة 36%.
وبحسب مختصين فإن إعلان غابة فرمهين كمحمية حمى الطبيعة بسقطرى، يعد إنجازاً يسعى للحفاظ على هذا المخزون البيولوجي النادر والمهدد بالانقراض.
المراجع:
– المحميات الطبيعية في اليمن، الهيئة العامة لحماية البيئة. 2010.
– الدراسة البيئية لمقترح اعلان منطقة روكيب دي فرمهين كمحمية حمى الطبيعة، هيئة البيئة سقطرى، يناير 2020.