حلم أخضر – خاص
شجرة دم التنين، أو شجرة تنين سقطرى، هي الكائن الأكثر شهرة وتميزاً في جزيرة سقطرى اليمنية. والتي تتواجد فقط داخل أرخبيل سقطرى، ولا توجد في أي منطقة أخرى من العالم.
يعود تاريخ ظهورها على سطح الأرض إلى عصور ما قبل التاريخ. وتعد من أجمل واغرب الأشجار وأكثرها ندرة في العالم. وتعيش شجرة تنين سقطرى داخل بقايا غابة دم التنين ‘Dragonsblood’ في منطقة “دكسم” بسقطرى على جبال الجرانيت وهضاب الحجر الجيري. وهي من الأشجار ذات القيم الطبية.
وبحسب احدى المصادر، تنمو هذه الشجرة في الأرض الصخرية على ارتفاع 2600 – 3000 قدم. ويصل طولها قرابة 7 أمتار. وبمقدورها احتمال الجفاف بشكل كبير، نظراً لقدرتها العالية على الاحتفاظ بالماء لسنين طويلة.
لدى شجرة دم التنين مظهر فريد من نوعه وغريب للغاية. تبدو الشجرة كمظلة ضخمة وأوراقها تنبت فقط من الأعلى، وتتميز الشجرة بكثرة الفروع؛ كونها تنمو عن طريق التفرع الثنائي، وتشكل تحتها الأغصان مظلة شمسية هائلة الحجم.
ويطلق على هذه الشجرة اسماء عديدة، اشهرها اسم “دم التنين” و “دم الاخوين” أو “الخَزَم”. لكن الاسم السقطري لها هو: “أعْرَهِيْب” أو “دم العنقاء” أو “الأيدع الزنجفرية”. أما اسمها العلمي هو: Dracaena Cinnabari، وهي نوع من النباتات التي تتبع جنس “الدراسينا” من الفصيلة الهليونية.
سر تسميتها شجرة دم التنين
وفق المصادر اليونانية والرومانية القديمة، ترجع تسمية شجرة “دم التنين” إلى الأساطير الهندية، حيث يكون الثالوث الهندوسي مؤلفاً من (براهما) و (فشنو) و (شيفا) وتعني الخالق والحافظ والمميت على التوالي. وهي أسماء آلهة كانت تعبد في جزيرة هندية تدعى الفيل أو (إليفانته) قرب مدينة بومباي.
وتقول الأسطورة: «كان الفيل الضخم يدافع عن الأخوين (براهما) و(شيفا). في حين كان التنين الكبير يمثل (شيفا). وفي غابر الزمان، اشتد العداء بين التـنـيّـن والفيل. وتعاركا في ذات يوم، فقام التنين المميت بعض الفيل وأمتص دمه، واثناء سقوطه في منحدر دهس الفيل بجسمه الثقيل التنين، وسقط الاثنان صريعان، فأمتزج دم التنين بدم الفيل. وسقت دماؤهما الأرض نظراً لضخامتهما. وسمي هذا المزيج (زئبق سوليفيد). وأصبح يعرف فيما بعد بقطران شجرة التنين».
سبب تسميتها شجرة دم الاخوين
تعود هذه التسمية، إلى الأسطورة القديمة المتدوالة شعبياً (في الأديان السماوية الثلاثة) والتي تتناقلها الأجيال التاريخية في سقطرى، وهي تحكي قصة أول قطرة دم سفكت على الأرض، نتيجة اقتتال الأخوين قابيل وهابيل، وهما أول ابنين للنبي آدم وزوجته حواء. كان قابيل فلاحاً عاملاً بالأرض، وكان هابيل راعياً للأغنام. وكان الأخوين أول من سكن جزيرة سقطرى.
وبحسب القصة الدينية، قدم قابيل وهابيل قرابين إلى الله، فتقبل الله قربان هابيل؛ لصدقه وإخلاصه، ولم يتقبل قربان قابيل؛ لسوء نيته، فأقدم قابيل على قتل أخيه. وسال دم هابيل على الأرض، وشرب التراب دمه ونبتت منه شجرة دم الأخوين.
ووفقاً لكتاب “اليمن في المصادر القديمة اليونانية والرومانية”، ارتبطت هذه الشجرة بهذا الأسم، نظراً للسائل الدموي الأحمر الذي يخرج منها. فعند خدش لحائها الناعم، تنزف الشجرة سائلاً كالدم الأحمر، هذا السائل أسمه العلمي هو: “راتينج كبريتيد الزئبقيك”. وهو يستعمل كدواء. كان يتم تحويله إلى صبغ قرمزي غامق يستخدمه أباطرة الصين، أو إلى صباغ أحمر يستخدمه أمراء اليمن والعرب في صبغ ثيابهم وأوانيهم.
وفي جزيرة سقطرى يستخدم السكان المحليين هذا السائل كعلاج لجميع الأمراض، في إلتئام الجروح ولتجلط الدم، ولعلاج الإسهال وأمراض الدوسنتاريا، وكخافض للحمى. وتبييض الاسنان، كما يؤخذ أيضاً لتقرحات الفم والحلق والأمعاء والمعدة.
المصدر:
– العبادي، أحمد صالح، “اليمن في المصادر القديمة اليونانية والرومانية 485 ق.م – 100 م”، وزارة الثقافة، صنعاء، اليمن، 2004، ص: 245-246.