حلم أخضر – محمد الحكيمي (خاص)
تبلغ مساحة الغابات في اليمن، أقل من 10 % من المساحة الإجمالية لأراضيها. وذلك وفقاً للتقرير الوطني للموارد الوراثية للغابات والأحراج في اليمن، للعام 2012، الصادر عن وزارة الزراعة والري، ومنظمة الفاو التابعة للأمم المتحدة.
وتشير التقديرات، الى ان مساحة الغابات والاراضي الحرجية في اليمن، انحسرت الى اقل من الثلثين خلال 20 سنة في الفترة من: 1973 – 1993. حيث كانت مساحة الغابات اليمنية وفقاً لدراسة (الغوري واخرون،1995) تبلغ 7000 آلاف هكتار، ثم انحسرت الى 2000 هكتار.
وفي العام 2010، أشار التقييم العالمي لحالة الموارد الحرجية، الى ان مساحة الغابات في اليمن تبلغ 549 هكتار، في حين أن مساحة الاراضي الحرجية الأخرى تبلغ 1,406 هكتار. لكن المنظمة العربية للتنمية الزراعية، التابعة لجامعة الدول العربية، أوردت في الكتاب السنوي للإحصاءات الزراعية العربية، (المجلد رقم 20) ان مساحة الغابات في اليمن هي 1600 ألف هكتار.
والواضح من هذا كله، أنه لا يوجد تقدير دقيق عن مساحة الاحراج والغابات في اليمن حتى الان، فالمساحات المذكورة في التقارير السابقة تقديرية ومتناقضة. ويعود السبب في أن اليمن حتى الآن، لم تستخدم الاقمار الاصطناعية عالية الدقة، ولا تقنية الــGIS والاستشعار عن بُعد، من أجل تقدير مساحات المناطق الحرجية والغابوية، اضافة ان مناطق الغابات والاحراج لم تستكشف ميدانيا ًبصورة كاملة.
تقلص الغابات في اليمن
إن مناطق الغابات والاحراج في اليمن، تعاني من التراجع المتواصل لمساحتها التي تزداد تقلصاَ في المناطق الحضرية، نتيجة لاستمرار إزالة الغطاء النباتي الحرجي، وتحويلها إلى مباني ومنشئات مدنية من جهة.
ومن جهة أخرى، تزايد احتطاب الأشجار واقتلاعها، واستخدامها كوقود بديل لمادة الغاز المنزلي، نتيجة شحتها وانعدامها المستمر في ظل الاوضاع غير المستقرة التي تمر بها اليمن. الأمر الذي يتطلب التحرك العاجل للحفاظ على ما تبقى من التنوع الحيوي والمصادر الطبيعية للغابات في اليمن.
هناك حاجة عاجلة أيضا لضرورة وجود سياسة وطنية للصون والحفاظ على المصادر الوراثية للنباتات البرية خارج ببيئاتها الطبيعية، وذلك من أجل تنظيم عمليات جمع وإجراء البحوث واستيراد وتصدير الموارد الحيوية وكذا حقوق ملكية العينات المجمعة في دول اخرى.
توفر النظم الحراجية الزراعية اليمنية الكثير من الانواع الشجرية الهامة والتي يمكن ان تخضع لدراسة علمية بشأن إمكانياتها الاقتصادية. وتعتبر مصادر الغابات والاحراج الوراثية أحد أهم المصادر الطبيعية التي تمتلكها اليمن، والتي لم تستغل استغلالا أمثل حتى وقتنا الحالي. كما تمتلك اليمن مساحة شاسعة من التنوع الحيوي الغابوي والرعوي.