fbpx

موسم صيد الوعول في حضرموت

■ تقرير: عارف بامؤمن (حضرموت)

تشتهر محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن، بموسم صيد الوعول الذي يطلق عليه السكان المحليون اسم “تيس الجبل”. في ظل صمت غريب من قبل السلطات البيئية.

وترافق هذه الهواية -الصيد الجائر- التي تهدد سلالة الوعول الجبلية بالانقراض، طقوس وتقاليد شعبية، تتوارثها الأجيال أملاً في الحفاظ عليها من الاندثار.

السلاح والتمر واللحاف واحتراف القنص بعزيمة قوية، هي عدة من أراد المشاركة في هواية الصيد هذه التي لا تمنعها الحكومة، والتي يصفها السكان بخوض مغامرة قد تستمر عدة أيام في الشعاب والجبال.

وتعد الوعول التي يطلق عليها البعض في حضرموت بـ” المربعية أو الغصيني” أهم الحيوانات التي يتم اصطيادها في المنطقة، وهي غالباً ما تعيش حول برك الماء المتناثرة في رؤوس الجبال.

وتبدأ رحلة الصيد -غير المشروع- هذه بتجمع الصيادين ببنادقهم، وسط القرية قبل عدة أيام. ويقوم “المقدم” الشخص الذي يرأس عملية الاصطياد، بترتيب الرحلة وتحديد أماكن الصيد.

ويكون هذا المقدم، هو قائد الفريق، ودائماً ما تكون فترة الصيد في المواسم التي لا تهطل فيها الأمطار.

أحد الصيادين المفتخرين بصيد الوعول بحضرموت/ تصوير: عارف بامؤمن

صيد وقنص الوعول

قبل الانطلاق للصيد يتجمع الأهالي ممن لم يعتزم المشاركة من الأطفال والشيوخ لتوديع “أصحاب القنيص” القناصة، قبل صعودهم للجبال وتقرأ سورة الفاتحة وبعض الزوامل.

ويقول محمد بانبيله، أحد هواة القنص والصيد: “يقسم القناصة إلى 4 مجموعات، فهناك أصحاب “الكمين” وهم أمهر الرجال رماية ويتخذون من المتاريس على الطرق الوعرة إلى الجبال موقعاً لهم، ومجموعة أخرى يسمون “الشباك” ويكون موقعهم إلى الأعلى من المجموعة الأولى”.

“أما الثالثة فيسمون أصحاب الظاهرة ويتميزون بحدة البصر في حين يطلق على الأخيرة “المناهيل” ومهمتها استكشاف مواقع المياه والرعي، وتأتي بعد التأكد من أخذ كل مجموعة موقعها ولهم الرماية الأولى في اطلاق النار إذا وجد الصيد كما يقومون برمي الحجارة حتى تظهر “الوعول” المختبئة”.

ويضيف بانبيله: “إذا وجد الصيد تطلق مجموعة الاستكشاف النار عليه فإذا تعداها يأتي دور أهل الشباك الممتدة على قارعة الطريق، وتقوم بشده ليتعثر الصيد فيها وإذا لم يتمكنوا يأتي دور أصحاب الظاهرة وهكذا”.

ويتابع بانبيله قائلاً: “إذا تم اصطياد “وعل” وعرف قانصه يكافأ بأن يحصل على الرأس ويقوم بوضع جلده على متارس بندقيته، أما القرون أو ما تسمى في حضرموت “القشعة” فتوضع على زوايا البيوت وتعد مفخرة لصاحبها”.

وتبدأ الطقوس الاحتفالية بالصيد، بعد صلاة الفجر بإطلاق النار من قبل القناصة، ويرد عليهم باصوات الرصاص أهل القرية، عندها يتجمع الناس عند حدود القرية.

ويتم توزيع بعض أوصال اللحم من الصيد على الأطفال وتسمى “وذره” على أن تبدأ الزوامل والمساجلات الشعرية ومدح “القناصين” في فترة العصر وحتى غروب الشمس.

ورغم مرور مئات السنين على هذه العادة إلا أنها ما تزال حاضرة بقوة في كثير من المناطق اليمنية التي تتواجد فيها الوعول كمناطق حضرموت والمهرة وشبوة.

والتي يتلقن فيها الأطفال، طرق الصيد وتعلمه، والتعرف على تفاصيله من أجل الاستعداد لخوض غمارها حين يكبرون. وهذه كارثة!

اصطادا وعل بالبندقية في حضرموت/تصوير: عارف بامؤمن

تجاهل حكومي لجرائم الصيد 

استمرار هذه الطقوس القبلية، يضع الوعول النادرة عرضة للذبح في كل موسم صيد، الأمر الذي يهددها بالانقراض من وسط المحميات الطبيعية في مناطق البلاد.

وفي ظل تجاهل رسمي من قبل الجهات المعنية بحماية البيئة لخطورة عمليات الصيد العشوائي التي يرتكبها السكان، دون وعي بأضرارها على البيئة الطبيعية والتنوع الحيواني على حد سواء.

*المصدر: شبكة ارم الاخبارية (بتصرف)

صيادون يحملون رؤوس الوعول التي اصطادوها بحضرموت/ تصوير: عارف بامؤمن
* الآراء الواردة ووجهات النظر المذكورة في هذه المقالة، تعبّر عن آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهات نظر مؤسسة حلم أخضر Holm Akhdar، أو فريق عملها، أو هيئة التحرير.
تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!