الوشق البري يتعرض للقتل في جبال شبوة

حلم اخضر (خاص) شبوة

في ظل استمرار الصيد الجائر للحيوانات المهددة بالانقراض في اليمن، تعرضت اليوم الجمعة، إحدى حيوانات الوشق البري، للقتل من قبل أحد السكان المحليين في محافظة شبوة، شرق العاصمة صنعاء.

وأفاد مسؤول حكومي لـ «حلم أخضر» أن أحد صغار الوشق البري تعرض للقتل، بعد أن جرى الإمساك به حياً، في جبال العوالق بمنطقة “يشبم” الواقعة في مديرية الصعيد بشبوة.

وفي اتصال هاتفي، قال لـ «حلم أخضر»، مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة في شبوة، محمد سالم مجور: “أن هيئة حماية البيئة تلقت بلاغاً ظهر اليوم الجمعة، يفيد بوجود حيوان الوشق العربي مع أحد السكان البدو في منطقة “خواو” في جبال “كور العوالق”.

وقال مدير هيئة حماية البيئة محمد مجور : “بعد أن تلقينا بلاغاً من الناشط البيئي، الأخ علي البعسي، يفيد بأن أحد البدو، أمسك بوشق بري صغير في منطقة “خواو” في جبال كور العوالق، كان قد افترس عليه بعض الأغنام، وتمكن البدوي من الإمساك به. وقمنا بالتحرك على الفور والنزول الميداني بعد تلقي البلاغ، وتحركنا إلى سوق “يشبم” حيث تم نقل الوشق الى هناك”.

وأضاف مجور: “لكن للأسف، وجدنا أن حيوان الوشق قد فارق الحياة، بسبب الضربات التي تلقاها أثناء القبض عليه، وربما ضاعفت حالة الخوف التي تعرض لها الوشق من تعرضه للموت”.

ووفقاً لمصادر محلية، قام الناشط البيئي والمهتم بالحياة البرية في شبوة، على البعسي، بالتفاوض مع البدوي الذي أمسك بالوشق، ونجح البعسي بإقناعه بعدم قتل الوشق الصغير.

لكن البدوي -صائد الوشق-، كان يبحث عن تعويض مالي عن قيمة اغنامه التي تعرضت للافتراس. فقام بأخذ الوشق وقرر عرضه للبيع في سوق “يبشم” في صعيد شبوة.

وعلى صفحته في شبكات التواصل، قال الناشط علي البعسي، :”دخلنا في مساعي ومفاوضات شاقة مع البدوي من اجل إطلاق سراح حيوان الوشق الصغير. ووافق الرجل بعد أن تكفل الموطن البار بشبوة وحياتها البرية الأخ صالح حسن مقيدة، بدفع مبلغ 50,000 ريال كتعويض للبدوي. وتم استلام الوشق الصغير بسلام، بعد وصول الأستاذ محمد مجور مدير عام حماية البيئة، لكن الوشق الصغير فارق الحياة بعد أن تم استلامه من البدوي بساعات قليلة”.

قتل 5 من حيوان الوشق بشبوة

لم تكن هذه الحادثة هي الأولى التي تشهدها مناطق شبوة، إذ شهدت العديد من جرائم صيد وقتل الحيوانات المهددة بالانقراض كالوشق البري، المتواجد في جبال المحافظة.

وفي تصريحه لـ «حلم أخضر» كشف المسؤول الحكومي محمد مجور، عن تعرض حيوان الوشق البري لخمس عمليات صيد وقتل في ضواحي وجبال شبوة.

وقال محمد مجور: “خلال العام 2020، تمت مشاهدة حيوان الوشق في مديرية الصعيد بشبوة، في منطقة شعب “عظامة”، ورصدنا عدة جرائم قتل للوشق، منها حالتان في منطقة شعب مربون”.

وأضاف مدير عام هيئة البيئة بشبوة: “تم قتل حيوان وشق في منطقة شعب “خواو” كما تم القبض على وشق آخر في نفس المنطقة”.

وأكد مجور: ” وخلال الشهور الماضية تعرض 2 اثنين من الوشق للصيد الجائر في منطقة “السفال” بشبوة، وشوهد في مناطق أخرى كمنطقة الجبل الأبيض، وجبال لهيه، ومنطقة الروضة”.

وقال مدير البيئة بشبوة: أن “كل هذه الشعاب والاودية مرتبطة بسلسلة جبال كور العوالق التي يتواجد بها النمر العربي، الى جانب الوشق”.

وبحسب مجور، تعتبر منطقة كور العوالق من المناطق البيئية الهامة، والتي جرى ترشيحها للدراسات البيئية، من أجل إعلانها محمية طبيعية لحماية الحياة البرية في شبوة.

وحيث أنها تعد مواطن لتواجد عدد من الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض مثل حيوان النمر العربي، والوشق البري، والوعول، وغيرها من الحيوانات التي تتعرض لعمليات صيد مستمرة.

الوشق البري في اليمن

يعتبر حيوان الوشق البري، من القطط البرية المنحدرة من فصيلة السنوريات، وهو من الحيوانات المتوحشة والتي تعد مستوطنة في اليمن.

ويستوطن الوشق مناطق عدة في اليمن، منها: جبال لودر بمحافظة أبين جنوب البلاد، ومحافظة المهرة، وجبال شبوة. ويعيش ببيئة المناطق شبه الصحراوية والمنحدرات الجبلية.

ويعد الوشق، أحد أكثر الانواع البرية المهددة بالانقراض في اليمن، والتي تتواجد بأعداد قليلة على المستوى العالمي والمحلي.

وفي مارس/أذار العام 2014، رصد حلم أخضر في خبر صحفي، العثور على أنثى وشق بري مع صغارها وتم انقاذها، في منطقة الصعيد غرب لودر التابعة لمحافظة أبين جنوب اليمن.

وهي منطقة تضم عدد من الحيوانات البرية، لكنها لا تحظى بالاهتمام الخاص من قبل الجهات المعنية. وكذلك مديرية لودر بمحافظة ابين.

ويسمى الوشق بأسماء عديدة، منها عناق الأرض، أو الوشق الصحراوي، والسنور البري، وهو من الثدييات آكلات اللحوم.

وتلد أنثى الوشق عادة، ما بين اثنين الى خمسة اشبال في كل عملية ولادة، ويبلغ متوسط عمر الوشق قرابة 10 سنوات.

وينشط الوشق ويخرج عادة للصيد في الليل. وهو يتمتع بجسد قوي. وسريع للغاية عند مطاردة الفرائس، ويتميز بمظهر جميل ورشيق، ويختلف عن بقية القطط بالذيل القصير، وبوجود خصلتان من الشعر على طرفي الأذنين، وبمقدوره القفز لأمتار من أجل الصيد.