حلم أخضر – تقرير خاص
طيلة الأشهر الماضية هذا العام، شهدت محافظة عدن جنوب اليمن، موجتان من الامطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة. مما جعل السكان عرضة للصدمات البيئية والصحية على حد سواء.
جرفت الفيضانات الشوارع والأحياء الشعبية في عدن، وغمرت المنازل والمساكن الايوائية، وتضررت أكثر من 2,704 أسرة في عدن وفقاً لبيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية OCHA في 28 أيلول/سبتمبر الفائت، (حصل حلم أخضر على نسخة منها).
وكشف المهندس علوي محمد عبد الله، خبير الأرصاد الجوية في مطار عدن الدولي، في مقابلة خاصة مع حلم أخضر، عن حجم الخسائر التقديرية جراء موجات الامطار في جنوب البلاد.
وقال علوي لـ حلم أخضر: “في 21 يونيو في هذا العام 2020، بلغت كمية الامطار في حوالي 125 ملم. وكانت الكارثة كبيرة على مدينة عدن. حيث وصلت الخسائر التقديرية الى 1,9 مليار دولار في محافظات عدن وحضرموت ولحج”.
وأضاف خبير الأرصاد الجوية في عدن: “من أبرز العوامل التي فاقمت كارثة السيول هي البناء العشوائي. كان البناء العشوائي في عدن خلال السنوات الأخيرة يزداد بشكل فضيع”.
“تسبب البناء العشوائي في منطقة “المعلا” ومنطقة “المرسابة والقطيع” بعدن بكوارث بيئية وصحية، بسبب أن الناس شيدت المساكن في الشعاب ومجرى الفيضانات. وفي هذه السنة كان الطقس عنيفاً والامطار شديدة جدا، وفاقمت من حجم الكارثة”. قال علوي.
على ذات السياق، يؤكد تقرير الهيئة العامة للطيران والأرصاد الجوية في صنعاء، أن هناك عدد من الأسباب ضاعفت حجم الكوارث خلال الموسم المطري الثاني للعام 2020، “أبرزها استخدامات الأرض، والتحضر السريع وغير المخطط له، وضعف قوانين البناء. وحركة العمران غير المخططة والنمو السكاني في مناطق الخطر”.
هدم المباني العشوائية
أصبحت الظواهر الجوية والحوادث المناخية اليوم أكثر تواتراً وشدة، مما يجعل اليمن في مواجهة حالة طوارئ مناخية تتطلب الاستجابة الفورية. واعتماد نهج مستدام لإدارة المخاطر والكوارث الطبيعية.
وفي هذا السياق، قال المهندس علوي عبد الله لـ حلم أخضر: “لا توجد لدينا حالياً أية خطط، ونأمل من السلطة الحالية عمل خطة مستقبلية لهدم البناء العشوائي في عدن، لتفادي الكوارث والحد منها”.
وأكد علوي: “هناك حاجة ضرورية لعمل خطة طوارئ، وخطة عمل للتدخل السريع مثل البحث والإنقاذ والدفاع المدني، حيث لا يوجد في اليمن دفاع مدني بالشكل الصحيح، وما هو موجود تكمن مهمته فقط في إطفاء الحرائق”.
مشروع انذار مبكر لليمن
وكشف خبير الأرصاد الجوية في مطار عدن الدولي، عن مشروع انذار مبكر موحد في عموم البلاد، يجري الاعداد له بتمويل من منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”.
وقال المهندس علوي: “نحن بصدد مشروع مركز انذار مبكر لليمن كلها بالتعاون مع منظمة الفاو، وقد نفذت الفاو في المناطق الجنوبية حوالي أربع محطات، وهناك دعم لبناء محطة بحرية، كما ساهمت الفاو بإنشاء حوالي 6 محطات في المناطق الشمالية”.
تحتاج اليمن بصورة عاجلة اليوم الى إعلان حالة طوارئ مناخية. وإعداد خطة وطنية موحدة لمواجهة حوادث المناخ. الكوارث المنتظرة في هذا البلد المنكوب ستكون «إنسانية»، وليست «طبيعية» كما تراها السلطات.
شاهد الفيديو: عدن: البناء العشوائي يفاقم حوادث المناخ