fbpx

كارثة «صافر» قد تدمر مراعي النحل اليمني

الدكتور علي مقحيش/تصوير: حلم أخضر

حلم أخضر – خاص (صنعاء)

مع مرور الوقت من دون اتخاذ إجراءات المعالجة، تزداد حدة المخاطر المحتملة لوقوع أكبر كارثة بيئية -وشيكة- في حال حدوث تسرب نفطي، او انفجار لناقلة النفط اليمنية صافر، المحملة بحوالي 1,148 مليون برميل من النفط الخام. والتي ترسو منذ 6 سنوات بلا صيانة، على بعُد 8 كيلومترات من ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة في البحر الأحمر.

وفي مقابلة خاصة مع «حلم أخضر»، قال الخبير الاقتصادي في الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي، الدكتور علي مقحيش: «في حالة حدوث كارثة احتراق النفط الخام من ناقلة صافر، سيؤدي ذلك لتشكل السخام وامطار حامضية ممتلئة بمركبات النفط الخام، وسيؤثر ذلك التلوث على الأراضي الزراعية، والمراعي ومصادر الرعي. وسيتأثر مصدر الدخل لفئة مهمة وهم: النحالين اليمنيين».

الدكتور علي مقحيش/تصوير: حلم أخضر

وأضاف الخبير الاقتصادي اليمني: «الامطار الحامضية، وسحب الدخان الكثيف والملوث، ستؤثر على نحل العسل اليمني المنتشر في المناطق التي ستطالها الكارثة في تهامة، وكافة المناطق المتاخمة للساحل الغربي والتي يتنقل فيها النحالين اليمنيين».

وقال الدكتور مقحيش: «ينتشر مربيي نحل العسل اليمني، في معظم المراعي الساحلية في مناطق البلاد. وفي حال حدوث كارثة صافر -لا سمح الله- فإن الامطار الحامضية او التربة السخامية ستقضي على مراعي النحل، وبعبارة أخرى: ستقضي على مصدر الغذاء للطرفين الانسان والحيوان، وبشكل عام فان الضرر سيكون كبير جداً، ولن تستطيع اليمن احتمال كارثة بهذا الحجم. لذلك لابد من تلافي الكارثة قبل وقوعها».

وأكد الدكتور مقحيش لـ «حلم أخضر»: “كذلك ستؤثر الكارثة بشكل مباشر على الثروة الحيوانية (الضأن، الابل، الأغنام). وسيؤدي ذلك الى فقدان دخل السكان المعتمدين على الثروة الحيوانية كمصدر أساسي للدخل».

فيديو: ماذا لو انفجرت ناقلة النفط صافر؟ هذه هي العواقب المتوقعة!

ووفقاً لتحليل المخاطر، الذي أعده خبراء شركة Riskware، فإن ما قد يزيد من احتمالية خطر حدوث انفجار لناقلة صافر، هو اشتعال الغازات المتراكمة في صهاريج التخزين. وقد يؤدي احتراق النفط في التسبب بمستويات عالية من تلوث الهواء.

وبحسب تحليل Riskware، فأن حوالي 40% من الأراضي الزراعية في اليمن، ستكون مغطاة بالسخام، في حال وقوع الكارثة.

ويعمل في اليمن أكثر من 90 ألف نحال، وتنتج محافظات الحديدة، حجة، وتعز المتاخمة للساحل الغربي للبحر الأحمر، حوالي 486,930 ألف كيلوجرام من العسل اليمني.

وتعد الحديدة أكثر انتاجاً للعسل من بين المحافظات الثلاث الساحلية، حيث بلغ انتاجها حوالي 310,174 كيلوجرام من العسل للعام 2019، وفقاً للبيانات الإحصائية لإدارة الإنتاج الحيواني.

نحل العسل اليمني/ تصوير: زكريا البروج

وخلال السنوات الاخيرة، أدت الحرب واستمرار الصراع، ومعها الفيضانات والسيول، إلى تدمير وجرف الالاف من خلايا النحل اليمني.

وتكبد النحالين اليمنيين خسائر فادحة. إذ اعاقت المعارك قدرتهم على التحرك ليلاًـ وخصوصا المعارك التي دارت في مناطق مراعي النحل في مناطق الحديدة وحجة وتعز وغيرها.

ونتيجة لذلك، تراجع انتاج العسل اليمني، فبحسب البيانات الاحصائية لإدارة الإنتاج الحيواني (حصل حلم أخضر على نسخة منها)، فقد بلغت كمية انتاج العسل اليمني حوالي 2,380,567 كيلوجرام في العام 2018. أي ما يعادل 2,380 طن من العسل اليمني.

في حين ان كمية انتاج العسل كانت حوالي 2,646,617 كيلوجرام في العام 2014. بفارق تراجع بلغ 266,050 كيلوجرام من العسل اليمني.

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!