fbpx

المبيدات تهدد سلالة النحل اليمني

فريق حلم أخضر (خاص)

مع زيادة الاستخدام العشوائي للمبيدات الحشرية، تفاقمت التهديدات على مستعمرات النحل اليمني، والتي تعمل على تلقيح النباتات والمحاصيل الغذائية.

في اليمن، أثرت مبيدات الآفات والأسمدة على التربة والمياه وإنتاج المحاصيل الغذائية، داخل المحافظات الزراعية الخصبة شمال وجنوب البلاد.

تؤثر مبيدات الحشرات بشكل سلبي على عمليات التلقيح للنباتات البرية، ومكافحة الآفات الطبيعية، وكلاهما من عناصر النظم الإيكولوجية الهامة.

في هذا الجزء من سلسلة التقارير الخاصة، يتناول «حلم أخضر» التأثيرات البيئية لمبيدات الآفات في اليمن، ويركز على سلالة النحل اليمني.

المبيدات تفتك بالنحل اليمني/الصورة: خلايا النحل في صنعاء، تصوير: رأفت المعمري © حلم أخضر

مبيدات الآفات تهدد البيئة

تعد المبيدات الكيميائية الحشرية أحد ملوثات البيئة اليمنية، إذ تستخدم لمكافحة الحشرات، بما فيها من أشجار القات، وكذلك الحشرات الناقلة للأمراض.

وعلى الرغم من أن بعض مبيدات الآفات والأسمدة توفر نوعاً من الفوائد في مناطق العالم، إلا أن الأمر مختلف تماماً بالنسبة لليمن.

في اليمن، تتسبب المبيدات في إبادة الحشرات النافعة أيضاً، والملقحات الطبيعية كالنحل والفراشات، وتؤثر على الطيور والعصافير وغيرها. (حيدرة، 2002)

فالاستخدام المحلي للمبيدات، يتم بعشوائية وكثافة، إذ تستخدم حوالي 70% من المبيدات الحشرية في البلاد لأغراض أخرى غير مكافحة الآفات.

في حين يتم تداول أصناف محظورة ومهربة من المبيدات، نتيجة الجهل، وضعف الإدارة الفعالة للتحكم في المبيدات. مما يزيد الآثار الصحية والبيئية الضارة.

دمرت المبيدات والاسمدة بأصنافها وأنواعها الخطرة، خصوبة التربة، وتسببت بتدهور العديد من الأراضي الزراعية في اليمن.

يقول الدكتور عدنان الصنوي، نائب عميد كلية الزراعة بجامعة صنعاء لـ «حلم أخضر»، أن “استيراد المبيدات المحظورة عالمياً، لها تأثير سلبي على القطاع الزراعي وعلى البيئة أيضاً”.

وقال الدكتور الصنوي: “في قريتي، كان انتاج النحل واسع. ويوجد أكثر من 20 نحالاُ. لكن مع استخدام هذه المبيدات، لم يعد لدينا الان أية نحال”.

خلايا نحل في صنعاء/ تصوير: رأفت المعمري © حلم أخضر

النحل اليمني وخطر المبيدات

تعد تربية النحل وإنتاج العسل من الحرف القديمة جداً، التي عرفتها اليمن منذ العصور الغابرة. يعود تاريخ النحالة اليمنية إلى القرن الـ 10 قبل الميلاد. (خنبش، 2004)

سلالة النحل اليمني، هي إحدى سلالات نحل العسل الأصغر حجماً؛ وتعيش نقية بالجبال والوديان. وهي السلالة الوحيدة التابعة لنحل العسل العالمي. (خنبش، 2019)

تتميز سلالة النحل اليمني بالعديد من الصفات المورفولوجية، حيث لها قدرة عالية على التأقلم مع الظروف البيئية السائدة. كما أنها تتميز بكثرة التطريد والهجرة. (خنبش، 2019)

تبرز الأهمية البيئية للنحل اليمني، في كونه يعد عنصراً فاعلاً في التنوع البيولوجي، وزيادة الإنتاج الزراعي.

تشير الدراسات، أن النحل يتضرر عند رش المبيدات، مما يؤدي لموته مباشرة. أو عن طريق نقله للرحيق وحبوب اللقاح المعرضين للمبيد.

وقد يؤدي ذلك إلى موت الحضنة، وأحياناً موت ملكة النحل جراء تأثير المبيد، علاوة على إمكانية تلوث العسل به. (حيدرة، 2002)

نحل يمني تعرض للتسمم والنفوق جراء المبيدات في 2021 الارشاد الزراعي/ حلم أخضر

نفوق 15 ألف خلية نحل

تعتمد تربية النحل في اليمن، على تنقلات النحالين بحثاً عن المراعي، طيلة العام لمدة 7-8 مرات. مما يجعل محاصيلهم شديدة التأثر بالعوامل البيئية والمناخية.

وتشير مقالة، أن معظم مربي النحل في اليمن يعتمدون على الأساليب التقليدية، ولا يستخدمون أية كيماويات لمكافحة الآفات والأمراض التي تصيب خلايا النحل.

تزداد الخطورة على طوائف النحل اليمني، جراء الاستخدام الكثيف للمبيدات والاسمدة والمحظورة من قبل المزارعين، وهو ما حدث في الأعوام الماضية.

خلال الفترة 2018-2021، سجلت الإدارة العامة لوقاية النبات بوزارة الزراعة، نفوق عشرات الالاف من خلايا النحل في 6 محافظات، جراء تسممها بالمبيدات.

ترى الباحثة صفاء هدوان، معيدة بكلية الزراعة جامعة صنعاء، أن أبرز تأثير المبيدات على النحل، هو تسمم خلايا النحل وموتها.

في العام 2020، تعرضت 15 ألف خلية نحل للنفوق نتيجة رش المبيدات الممنوعة في مناطق متفرقة بمحافظة ذمار وسط البلاد.

منها 1,800 خلية نحل نفقت في وادي “رماع” بمديرية آنس بذمار. وحوالي 13,200 خلية في مناطق: الجميحة، وصاب. وجبل الشرق، وغيرها.

وتؤكد صفاء لـ «حلم أخضر»: “قبل عامين، تسممت عشرات الآلاف من خلايا النحل اليمني، في مديريات محافظة ذمار ومناطق أخرى. تقريباً نفقت حوالي 15,000 خلية بسبب الرش العشوائي للمبيدات. واغلبها مبيدات عالية السمية ومحرمة”.

هناك حوالي 136 ألف هكتار في اليمن، تعتبر أراضي متدهورة بسبب الاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية، مثلاً في ماوية كلها أراضي تملحت، وأرحب أيضا تملحت التربة، ومناطق كثيرة في عنس بمحافظة ذمار، وجميع هذه الأراضي تزرع القات

المهندس علي محرز مدير الحملات - الإدارة العامة لوقاية النبات

في يوليو/تموز 2021، نفقت 100 خلية نحل جراء رش المبيدات المحظورة في مديريات: صوير، العصُيمات، والسوادية بمحافظة عمران شمال اليمن.

وشهد أكتوبر الفائت، نفوق 137 خلية نحل في مناطق: الدرب، كحلان، عفار، وعزلة الدقيمي، بمحافظة حجة شمال البلاد، بسبب المبيدات.

وخلال نوفمبر 2021، تضرر 100 نحال بمنطقة “دبُع الخارج” مديرية الشمايتيين بمحافظة تعز جنوب غرب اليمن، جراء تسمم خلايا النحل بالمبيدات. كما نفقت بمديرية ماوية مئات الخلايا بالفترة: 2019-2020.

ويقول المهندس علي محرز، مدير الحملات بإدارة وقاية النبات، أنه “خلال السنوات: 2018-2020، تعرضت العديد من طوائف النحل بمديريات تهامة بمحافظة الحديدة، للتسمم والنفوق جراء رش المبيدات في حقول الفلفل”.

وأضاف المهندس محرز: “في العام 2021، نفقت المئات من خلايا النحل في منطقة حزيز بمحافظة صنعاء، جراء التسمم المباشر بالمبيدات”.

ارتفاع كميات المبيدات المستوردة

بحسب بيانات الإدارة العامة لوقاية النبات بوزارة الزراعة اليمنية، فأن كميات المبيدات المستوردة للعام 2018، بلغت حوالي 632,039 طن/لتر.

وتشير بيانات الجدول أدناه رقم (1) لإدارة الإحصاءات الزراعية، أن كمية المبيدات المستوردة لليمن للعام 2019، بلغت حوالي 2,459,019 لتر/كجم.

ما يعني أن الزيادة في استيراد المبيدات لسنة 2019 بلغت 1,862,980 لتر/كجم عن العام 2018. أي تضاعفت قرابة 3 مرات وبنسبة 294% تقريباً.

وبحسب كتاب الإحصاء الزراعي للعام 2019، الصادر عن وزارة الزراعة بصنعاء، بلغت كميات الأسمدة والمخصبات الزراعية المستوردة (الصلبة والسائلة) حوالي 1,335,029 طن/لتر.

في حين أن كميات الأسمدة الزراعية (الصلبة والسائلة) المستوردة لليمن للعام 2018، وصلت حوالي 529,879 طن/لتر. ما يعكس زيادة مضاعفة في الاستيراد.

خلال العامين الماضين، شهد استيراد المبيدات أرتفاعاً، ويقول المهندس علي محرز، مدير الحملات بإدارة وقاية النبات: “نستورد حالياً ما يزيد عن 7 ألف طن من المبيدات سنوياً.”.

وأضاف محرز: “هذه الكمية تذهب 70% منها على نبات القات! وهي من أكبر المشاكل التي يقوم بها المزارعين، لأنهم يستخدمون المبيد لغرض غير مكافحة الافة! وإنما لغرض تنشيط، تحسين، وتلوين القات».

جدول (1) – كميات المبيدات المستوردة في اليمن للفترة 2017-2019/ المصدر: وزارة الزراعة والري، اليمن
كميات المبيدات المستوردة في اليمن 2017-2019/ مصدر البيانات: كتاب الاحصاء الزراعي لسنوات: 2017، 2018، 2019.

أضرار تلحق بالعسل اليمني

الاستخدام العشوائي للمبيدات، أضر بالأراضي الزراعية ومراعي النحل، وفاقم المخاطر على سلالة النحل وانتاج العسل اليمني، أحّد أثمنِ سلع البلاد!

ينتج العسل اليمني في 21 محافظة يمنية، أكبر المحافظات انتاجا للعسل هيً: حضرموت، شبوة، أبين، والحديدة. بالإضافة الى عمران وحجة والمحويت.

تشير إدارة وقاية النبات، أن تلك المحافظات، ارتفع فيها استخدام المبيدات، مما أدى لتراجع إنتاج العسل اليمني، الذي يعد من أجود أنواع العسل بالعالم.

تؤثر عملية رش المبيدات والسموم على خلايا النحل، وعلى العسل ذاته. وتقول الباحثة صفاء هدوان لـ حلم أخضر: “قد يرش الفلاح المبيدات في وقت التزهير، والنحل يتغذى على الرحيق وحبوب اللقاح”.

“هذا الغذاء او الرحيق الملوث، قد تتغذى فيه الحضنة في الخلية. وقد ينتقل الى العسل. لكن أكثر من يتضرر الخلية نفسها”. قالت صفاء.

من خلال دراسات ميدانية قبل 3 سنوات، وصلت المبيدات الممنوعة في اليمن إلى 105 مادة فعالة، هذه المواد الفعالة تندرج تحتها ما يربو عن 450 اسم تجاري. وهذه المواد ممنوع استخدامها دولياً ولا تزال.

البروفيسور عبد الرحمن ثابت أستاذ سُمية المبيدات، جامعة صنعاء

على ذات السياق، قال توفيق المعمري، أحد تجار العسل بالعاصمة صنعاء: “بعض الأوقات، عند فحص الأثار المتبقية في مختبر إدارة وقاية النبات بوزارة الزراعة، لأجل تصدير العسل لبعض الدول كونه أمر مطلوب. نكتشف في بعض المناطق (المنتجة للعسل) يظهر وجود متبقيات المبيدات”.

تشير بيانات إدارة الإحصاءات الزراعية، إلى تراجع انتاج العسل اليمني خلال الأعوام الماضية، حيث تراجع انتاجه من 5 ألاف طن في العام 2004، إلى حوالي 2,823 طن في العام 2020.

وطبقاً لبيانات إدارة الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة، بلغ اجمالي عدد خلايا النحل اليمني 1,291 مليون خلية للعام 2020، في حين انها كانت 1,322 مليون خلية قبل سنوات الحرب.

ويقول تاجر العسل، المعمري: “بعض النحالين في حجة والمحويت وعمران، خسر انتاجه بالكامل. وبعضهم فقد 300–400 خلية. بسبب المبيدات السامة”.

بحسب مدير الحملات بإدارة وقاية النبات، تصل حجم تجارة العسل اليمني، حوالي 500 مليون دولار سنوياً، ويعمل في اليمن أكثر من 90 ألف نحال.

وفي يوليو/تموز 2016، أشارت تقارير بأن قطاع إنتاج العسل اليمني تكبد خسائر فادحة، قُدرت بأكثر من 200 مليون دولار، بسبب الصراع.

ووفقاً لتقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للعام 2020، حول إنتاج العسل اليمني، تسببت الأمطار غير الموسمية الناجمة عن تغير المناخ في مواسم الازهار، بتهديد سبل عيش أكثر من 100 ألف أسرة في اليمن.

حقول زراعية في ريف صنعاء/ © حلم أخضر

المبيدات وتدهور القطاع الزراعي

يمثل القطاع الزراعي المصدر الرئيسي لفرص العمل في اليمن. لكنه يعاني اليوم من مخاطر التدهور المستمر للأراضي نتيجة تراجع الانتاج بسبب المبيدات.

ينعكس تأثير المبيدات المهربة والمحظورة على القطاع الزراعي وإنتاج المحاصيل بشكل لافت، إذ يعد قطاع الزراعة من أهم القطاعات غير النفطية بالنسبة للاقتصاد اليمني.

الصدمات والخسائر التي تعرض لها القطاع الزراعي اليمني، ازدادت تأثيراتها بفعل الحرب والمناخ وأزمة الوقود، والقيود المفروضة على التجارة الخارجية، وعوامل عدة أبرزها: المبيدات المهربة والمحظورة.

وفقاً لبيانات الإحصاءات الزراعية، فأن مساحات المحاصيل المختلفة، التي توقفت عن الانتاج خلال 10 سنوات ماضية، بلغت حوالي 344,642 ألف هكتار من الأراضي المزروعة.

ويقول المهندس علي محرز، لـ «حلم أخضر»: “هناك حوالي 136 ألف هكتار في اليمن، تعتبر أراضي متدهورة بسبب الاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية، مثلاً في ماوية كلها أراضي تملحت، وأرحب أيضا تملحت التربة، ومناطق كثيرة في عنس بمحافظة ذمار، وجميع هذه الأراضي تزرع القات”.

على ذات السياق، يؤكد البروفيسور عبد الرحمن ثابت، أستاذ سُمية المبيدات بجامعة صنعاء: أنه “من خلال دراسات ميدانية قبل 3 سنوات، وصلت المبيدات الممنوعة باليمن إلى 105 مادة فعالة، هذه المواد الفعالة تندرج تحتها ما يربو عن 450 اسم تجاري. وهذه المواد ممنوع استخدامها دولياً ولا تزال”.

التوصيات و الحلول الممكنة

التهديدات البيئية للمبيدات الحشرية، والتي تفتك بالنحل وبقية المُلقحات، وتضر بالاقتصاد الزراعي، تتطلب تنفيذ حزمة من السياسات والاجراءات العاجلة لإحتواء الكارثة كالتالي:

– تحتاج اليمن تفعيل سياسات الارشاد الزراعي لتوعية المزارعين والنحالين وتجار المبيدات.

– إعادة الدور الحيوي للبحوث الزراعية والمزارع البحثية التي كانت تعمل على تطوير اصناف المحاصيل الغذائية، وتحسين الانتاج الزراعي اليمني.

– إعداد خطة وطنية تركز على إنقاذ سلالة النحل اليمني كعنصر هام للتنوع البيولوجي.

– فرض تشريعات أكثر صرامةً للتحكم في المبيدات، مما يسهم في الحد من الأخطار المتربصة بالإنتاج الزراعي والحيواني في البلاد.

– إيلاء الأولوية لاستخدام مبيدات الآفات والحاميات الحيوية المنخفضة المخاطر، وإتاحة استيرادها والحصول عليها.

– من أجل تحقيق مستقبل آمن من المواد الكيميائية بحدٍّ أدنى من الآثار السلبية لمبيدات الآفات والأسمدة، يلزم اتخاذ إجراءات تدريجية تحوُّلية لمعالجة الأسباب الجذرية وتحويل الطلب في السوق، مصحوبة بتدابير تمكينية داعمة.

– كإجراء تحويلي ذو أولوية، ينبغي تغيير إدارة المحاصيل بالطريقة التفليدية واعتماد نهج قائمة على النظم الإيكولوجية.

– التصدي للاتجار بمبيدات الآفات المزيفة غير القانونية، غير المستوفية المعايير.

– دعم تحمُّل المسؤولية الموسعة للمنتجات من جانب جميع تجار ومستوردي مبيدات الآفات في اليمن.

انفوجرافيك: المبيدات ونفوق النحل اليمني. © حلم أخضر

* المراجع والمصادر:

  • محمد سعيد خنبش، “حلم الفاروا والنحل اليمني”، مركز بحوث نحل العسل، جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا. اليمن، يونيو/حزيران 2004.
  • محمد سعيد خنبش، “دراسات على النحل اليمني”، منظمة المجتمع العلمي العربي، قطر، مايو/آيار 2019.
  • حيدرة علي مظلاه، “مبيدات الحشرات وعلاقتها بتلوث البيئة في اليمن”، مجلة أسيوط للدراسات البيئية، مصر، العدد (23)، يوليو/تموز، 2002.
  • “سلالة النحل اليمني: بماذا تمتاز عن بقية نحل العالم”، تقرير حلم أخضر، نوفمبر/ تشرين الثاني، 2020.
  • كتاب الإحصاء الزراعي للأعوام: 2019 – 2018، وزارة الزراعة والري، صنعاء، الجمهورية اليمنية.
  • “مبيدات الآفات والأسمدة وسُبل تقليلها إلى الحد الأدنى”، موجز لصانعي السياسات، برنامج الأمم المتحدة للبيئة، 2022.
تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!