fbpx

التلوث البيئي..إشارة للحالة اليمنية

قمامة منتشرة في حي كلابة بمدينة تعز | الصورة:حلم أخضر

حلم اخضر | دراسة أعدها:أمين أحمد ثابت

هناك ملوثات بيئية كثيرة ومضرة بالكائنات الحية بشكل عام. وفي بحثنا النظري هذا سنتحدث فقط عن بعض الملوثات البيئية التي لا تخلو اليمن منها بل وتعاني منها كصورة لاشكالية كبرى تتعايش معها دون ادنى اهتمام حكومي بها , ويضاف لذلك معاناة في الضعف المتناهي الشعبي على صعيدي الوعي الثقافي و الصحي وغياب أية اعتبارات عند وعي النخب المتعلمة والمثقفة للمسألة ، لكونها تدور في رحى لقمة العيش والبحث عن الفرص الانتهازية لتحسين الوضع الشخصي عند الافراد هؤلاء، وهل حدثت هذه الملوثات البيئية أو تحدث بكثرة سواء أكانت عن قصد أم جهل أم تجاهل للامر برمته.

و هنا نكتشف خلال استعراضنا لمسائل التلوث وصوره بحضور كثير منها كعلامات لواقع يعاني من التلوث بشك خطير، وهنا نحاول الكشف عن هذه الملوثات وأسبابها وطرقها وعن الأمراض التي تؤدي عن ذلك التلوث مع التطرق لبعض الحلول.

مقدمة عن تلوث الهواء

محرقة نفايات في تعز | الصورة:ح.أيعود تاريخ تلوث الهواء إلى أول ثوران بركاني على سطح الأرض حيث بعث غازات مختلفة إلى طبقات الجو مثل كبريتيه الهيدروجين و ثاني أكسيد الكبريت و يحدث التلوث الهوائي من مصادر مختلفة و التي قد تكون طبيعية كحرائق الغابات التي قد تحدث نتيجة الصواعق مما يؤدي إلى دفع كميات كبيرة من أول و ثاني أكسيد الكربون وقد تكون مصادر بشرية ناتجة عن أنشطة مختلفة للإنسان فالإنسان يعتبر الجزء الأكبر في حدوث التلوث الهوائي عن طريق مخلفات الصرف الصحي و النفايات ( الصناعية, الزراعية, الطبية, و المواد المشعة ) وزاد التلوث بسبب النشاط البشري إلى اكتشاف الإنسان مصادر الطاقة و أولها بدء استخدام الخشب للوقود لأغراض شتى ثم ازداد هذا التلوث بازدياد النشاط الصناعي و تطور وسائل النقل و الواصلات و نمو المدن و ازدحامها بالبشر

ومن المصادر الأخرى تذكر المستنقعات حيث يودي نشاط الكائنات الدقيقة فيها التي تعمل على تحطيم المواد العضوية إلى تلوث الجو بغازات سامة مختلفة بمعنى أن هناك عوامل طبيعية بحتة ينتج عنها تلوث الهواء (محلياً في الغالب)مما يؤدي إلى اختلال في التوزيع والتركيب الطبيعي و النسبي للمكونات الغازية للهواء من أكسجين ونيتروجين وهيدروجين, أو إلى إضافة مكونات جديدة إلى هذا الهواء مثل الرماد الناتج عن الحرائق و انفجار البراكين .تعريف تلوث الهواء :

يتلوث الهواء عندما تتواجد فيه مادة غريبة (شوائب) ومواد عالقة به من غير مكوناته الأصلية أو عندما يحدث تغير هام في نسب المواد المكونة له حيث يترتب عليه حدوث نتائج ضارة تسبب مضاعفات و انزعاجات.

أشكال ملوثات الهواء :

1) غازات

2) أبخرة

3) جسيمات عالقة بالهواء

4) مواد سائلة (الرذاذ)

– غازات:

يوجد الغاز على هذه الحالة صحت درجة 25 مئوية وضغط جوي يعادل 760 مم زئبق ومن الأمثلة على هذه الملوثات ثاني أكسيد الكبريت و أكسيد النيتروجين و أول أكسيد الكربون.

– أبخرة:

عبارة عن غازات ناتجة عن تبخر السوائل أو المواد الصلبة و تعود إلى حالتها الاصلية مع زوال عامل الحرارة و الضغط مثل المذيبات العضوية.

– جسيمات عالقة بالهواء:

1) نباتي : كنشارة الخشب و القطن و حبوب اللقاح و الجراثيم الفطرية.

2) حيواني :كقشور الحيوانات و الشعر و الصوف.

3) معدني :كدقائق الحديد

4) حجري :كحبيبات الرمل و الاسمنت.

وهذه تتطاير بالهواء وتحملها الرياح إلى مسافات بعيدة وتكون إما :

أ‌) جزيئات كبيرة : تسبب خطراً وضرراً على الكائنات الحية و أضرار للخضروات و الأشجار نظراً لوزنها الثقيل وكذلك خطراً للجهاز التنفسي كنتيجة لاستنشاقه مع الهواء

ب‌) جزيئات صغيرة : هي التي تتجمع في الهواء وتشكل ستار رقيق من الغيوم الذي يقوم بامتصاص الضوء ويؤثر على وضوح الرؤية حسب كثافتها في الهواء .

– مواد سائلة (الرذاذ) :

هي قطرات صغيرة من سائل معلق في الهواء نتيجة تفتيت سائل بإحدى الوسائل الطبيعية مثل هبوب الرياح على السطح المائية أو بطريقة صناعية مثل رش المبيدات بأجهزة الرش.

مصادر تلوث الهواء :

1) ملوثات طبيعية مثل :

– المقذوفات البركانية

– العواصف الترابية و الرملية

– دخان حرائق الغابات الطبيعية و المستنقعات

2) ملوثات بشرية مثل :

أ‌) ملوثات ثابتة: مثل محطات توليد الطاقة الكهربائية, أنشطة منزلية تظم التدفئة الصناعات الكيماوية المختلفة .

ب‌) ملوثات متحركة : يقصد بها وسائل النقل الحديثة (سيارات – قطارات ) تأثير الحروب على الهواء.

أثر تلوث الهواء على صحة الإنسان

أسهم تلوث الهواء في انتشار الكثير من الجراثيم التي تسبب الأمراض للناس منها أنفلونزا الأمراض الوبائية القاتلة التي تنتشر بسرعة في الوسط البيئي ومرض كوليرا الطاعون , جدري , حمى كما تحدث حالات تسمم للإنسان نتيجة لتأثيرات الضارة للمركبات المتطايرة نتيجة للنشاط الميكروبي لبعض أنواع الفطريات كما أثر بشكل كبير على طبقة الأوزون و يدمرها

إن الارتفاع الحاد في مستويات ملوثات الهواء له تأثير في نسبة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي فتسبب تهيج في الأغشية المخاطية بسبب الغازات المهيجة مثل ثاني أكسيد الكبريت, و التهاب الأغشية المخاطية و التي تتمثل باحمرار العين و التهاب أغشية الحلق و الأنف .

يتسبب تلوث الهواء سرطان الرئة الذي يتسبب عن المركبات الهيدروكربونية الذي يطلق من عوادم السيارات و المصانع بالإضافة إلى التدخين كما أن تعرض الأشخاص المصابين بأمراض الجهاز التنفسي لمعدلات مرتفعة من الملوثات في الهواء يؤدي و فاتهم أو لانتكاسات في صحتهم .

من الأمثلة اليمنية التي تدخل في تلوث الهواء ما يلي :

التلوث بدخان السجائر :

بخلاف الحديث على تلوث البيئة بشكل عام يعتبر الحديث عن التلوث داخل المنازل حديثاً جدياً و جديراً بالاهتمام لأنه يمس الحياة البشرية لكل مواطن و لا توجد في بلادنا حتى الآن نصائح تقدم للناس حول هذا النوع من التلوث غير الملاحظ فالتلوث داخل البيوت مشكلة قديمة و ليست جديدة و تزداد سوء مع الوقت و تزداد الشكوى من الصداع المزمن, الغثيان, الضعف العام وهذا جزاء ذلك التلوث ومن أهم مسببات ذلك النوع من التلوث هو التدخين يعتبر من أهم المواد الملوثة داخل المنازل و لا يسبب التدخين سرطان الرئة فحسب ولكنه يزيد من أعراض مرضية أخرى ويعتبر التدخين في اليمن يسلك مناحي أخرى أشد خطورة حيث يعرف عن اليمنيين جلساتهم من بعد الظهر على هيئة جماعات في دواوين و غرف مغلقة النوافذ ويبدءون بتخزين القات و تخزين القات يولد لدى المخزنين الرغبة في التدخين فيشعلون سجائرهم و يجهزون مداعاتهم داخل تلك الغرف وما هي إلا ساعات حتى تتحول تلك الغرف إلى مدخنة ليس لها منفذ و بهذا السلوك يمنع الجالسون أنفسهم تجدد الهواء و لا يعلمون أن هذا الوضع يسبب لهم حالات مرضية خطيرة منها ما يصيب الجهاز القلبي الوعائي مثل (احتشاء عضلة القلب , فرط الضغط الدموي , أمراض الأوعية الدموية المحيطة )ومنها ما يصيب الجهاز التنفسي مثل ( التهاب القصبات المزمن Chronic Bronchitis , و النفاح الرئوي Emphydrms و كذلك يصيب السرطان أهمها سرطان الرزة و المريء و الشفة و اللسان و أيضاً له تأثير سلبي على الجنين فقد وجد أن معدل وزن مواليد الأمهات المدخنات خلال فترة الحمل هو 180 غم (5%) أقل من مواليد الأمهات غير المدخنات و أن نسبة الإجهاض بين المدخنات أعلى منها لغير المدخنات , و أن نسبة الأملاح stillbirth داخل الرحم هو 2.1 مقابل 1.6%

ومن الغازات السامة التي تنتج عن التدخين :

1) أول أكسيد الكربون :

يتحد هذا الغاز مع هيمغلوبين الدم الذي يجعله غير قادر على حمل الأكسجين مما يسبب عوز الأكسجين في الأنسجة الهامة مثل القلب و الدماغ والجنين في حالة الأم الحامل .

2) حمض السيانيد :

يشل هذا الغاز حركة الأهداب في القناة التنفسية فتصبح غير قادرة على طرد السموم والبلغم

3) المهيجات :

مثل أكاسيد النيتروجين و الفورمالدهين , الارولين , خوامض متطايرة الديهايدات , كيتونات , فينولات , بيريدين و بعض هذه المثيرات لها تأثير مسرطن

4) مواد مسرطنة :

مثل مركبات النتروزامين , ثنائي بنزبيرين و مركبات أخرى متعددة الحلقات و مواد مشعة مثل البولونيم و هذه تسبب أمراض السرطان كسرطان الرئة و الجهاز الهضمي و المثانة.

1- التلوث بمولدات الكهرباء:

بدأ استخدام مولدات الكهرباء بكثرة خاصة في هذه السنوات الأخيرة نظراً للأوضاع السيئة في اليمن و انقطاع الكهرباء فعند تشغيل هذه المولدات تحدث عملية ميكانيكية تنتج عن احتراق الوقود داخل المولد لكي يتم إنتاج الطاقة , وعند خروج هذا الدهان تخرج منه عده مواد كبريتية وهذه المواد تشكل مصدر مهم لتلوث اختلال طبيعة الجسد البشري لفترة قصيرة و كذلك عندما يصعد هذا الدخان مع الأدخنة الباقية عند السحب مع كمية أخرى من نفس هذا الدخان بشكل المطر الحمضي. نواتج احتراق هذا الوقود مركبات الهيدروكربونات أكاسيد الكبريت أكاسيد النيتروجين أكاسيد الكربون , الدقائق المادية و العناصر الثقيلة خصوصاً الرصاص و جميعها لها أضرار متنوع على الصحة العام و حياة الحيوان و النبات و الممتلكات و البيئة ومن أبرز الأضرار على الصحة هي تخديش الجهاز التنفسي , تفاقم أمراض القلب الحساسية , بعض أمراض العيون , التأثير على النمو الجسماني و الذهني للاطفالبالاضافة إلى هذا التلوث الهوائي يسبب أيضاً بلوث ضوضائي و هذا التلوث يؤثر على صحة الانسان من النواحي البدنية و النفسية و العصبية و الضجيج العالي يؤثر سلباً على الحالة النفسية للانسان و على الأداء الوظيفي للجسم عند تعرضهلاصوا عالية تزيد مدتها عن 90 ديسييل.

من الآثار المترتبة على الضجيج :

1) التأثيرات النفسية و تظهر على شكل اكتئاب و قلق نفسي يحد من قدرة الإنسان على التركيز و الإنتاج .

2) العصبية حيث تظهر على شكل توتر عصبي

3) تأثيرات على السمع , يؤدي الضجيج المستمر في حالة عدم توفر الحماية الكاملة للأذن إلى التدهور التدريجي في حاسة السمع وقد يصل إلى الصمم .

مصادر الضجيج :

للضجيج مصادر مختلفة منها ما يرتبط بأنشطة الإنسان و منها ما يرتبط بمصادر الطبيعة إلا أن الضجيج المرتبط بالإنسان هي الأسباب الرئيسية لهذه المشكلات في هذه الأيام

مثال :

1- عوامل النشاط الإنساني : يعتبر في المجالات المختلفة عامل رئيسي في زيادة مشكلة الضجيج و تلوث البيئة به و من هذه المصادر المصانع و المعامل مثل مصانع الطوب و البلاط ومناشير الحجارة وورش الحدادة و الألمنيوم و النجارة و الخراطة وورش صيانة السيارات و الطائرات وكل هذا نتيجة لعد الاهتمام بالصيانة السليمة لها .

2- وسائل النقل : مثل الدراجات النارية – السيارات – الشاحنات .

3- عملية البناء و التشييد العمراني : نتيجة استخدام الآلات ومعدات ثقيلة

4- الأجهزة الكهربائية المستخدمة في المنازل : كالمكنسة و الراديو و التلفزيون

5- مكبرات الصوت و المسجلات في محلات بيع الأشرطة الموسيقية و الفيديو وحفلات الزفاف .

العوامل الطبيعية :

قد تصل عوامل طبيعية لمشكلة الضجيج مثل الانفجار البركاني و الرعد و الزلازل – أمواج البحار العالية.

إلا أن العوامل المرتبطة بأنشطة الانسان هي المصدر الرئيسي لهذه المشكلة (الضجيج ) في هذا العصر .

أنواع التلوث الضوضائي :

1) تلوث مزمن : وهو التعرض المستمر للضوضاء و يؤدي إلى فقدان السمع.

2) تلوث مؤقت ذو أضرار:هو التعرض لفترات محددة للتلوث الضوضائي ويؤدي إلى إصابة الأذن الوسطى أو الداخلية.

3) تلوث مؤقت غير مؤثر : و يؤدي إلى فقدان السمع لفترة قصيرة ثم يعود كما كان .

وهذا كله أضرار مباشرة عن المولدات أما بالنسبة للأضرار الغير مباشرة فتشمل تلوث المياه بالزيوت و المشتقات النفطية المتسربة جراء التشغيل و تلوث التربة و الغطاء النباتي من جراء تسربات الوقود و الزيوت ورمي فضلات إدامة المولدات .

نصائح للسلامة :

1) استخدام مرشحات الغاز ومسكتات الصوت الملائمة .

2) الصيانة المستمرة و التزييت ضروري لضمان التشغيل الأفضل .

3) العناية بعدم تسرب المنتجات النفطية إلى التربة ومجاري المياه العامة أو الأنهار أو المصادر المائية الأخرى .

4) اجتهد لتشترك في خط مع مولد مركزي كبير في الحي أو السوق بدلاً من اقتنائك المولد الشخصي الصغير .

5) المهم أن الراحة التي ترجوها من تشغيل مولد هي عبء سلبي على جارك و المارين في الطرق ومكونات بيئتك جميعاً

6) احرص على تقليص عدد ساعات تشغيل مولدك حتى لو تحملت بعض العناء مساهمة منك في حماية الآخرين .

2- التلوث بوسائل المواصلات (السناج):

إن السيارات و الشاحنات و القطارات التي تستعمل البنزين أو الديزل أو الفحم تسبب تلوثاً هاماً وخطيراً بسبب قربها من مستوى الأرض و يحتوي العادم على أول أكسيد الكربون و المركبات الهيدروكربونية عديدة الحلقات و ثاني أكسيد الكبريت بالإضافة إلى مركبات الرصاص التي تخاف لضبط الاحتراق . و ينبعث هذا السناج من عوادم السيارات على شكل جزيئات دقيقة و له صفة سمية و تراكمية في الأنسجة يسبب صداع , ضعف عام , ظواهر أسباب التخلف العقلي , انخفاض مستوى الذكاء و بعض الأمراض العصبية .

إن تركيز الهواء من مركبات الرصاص الصادرة من السيارات قد ارتفع بنسبة 400% توجد هذه المركبات الآن في الثلوج وفي أسنانالإنسان وفي دم سكان المدن ذات حركة المرور الكبيرة فلا بد من المنع لهذه المركبات حيث توصل العلم الحديث إلى تعويض مركبات الرصاص في البنزين دون أي تفريط في الطاقة المنجزة عن احتراق الوقود داخل المحرك بمركبات جديدة لا تلحق أضرار بالبيئة نذكر منها :

استعمال خليط من البنزين و الميثانول أو الايثانول ونستخلص هذه المركبات العضوية من تخمير بقايا زراعة قصب السكر , الأمر الذي أدى إلى استعمال البنزين الكحولي (Gasohol ) بالبرازيل و يحتوي وقود السيارات هذا على كمية تصل إلى 40% من الايثانول المستخرج من قصب السكر, الأمر الذي أدى إلى انخفاض نسبة التلوث في المدن الكبرى بالبرازيل ونرجو أن يحدث هذا في بلدنا الحبيب اليمن.

3- التلوث بعمليات الاحتراق :

حيث تستعمل أنواع الوقود كالفحم الخشبي و الغاز و النباتات الجافة و الخشب , إضافة إلى عمليات التخلص من المخلفات المنزلية والزراعية عن طريق حرقها , ومن العادات السيئة أيضاً في اليمن استخدام البخور بشكل غير صحيح فعندما تنجب الأم الحامل يقمن النساء بتبخير الغرفة الموجود فيها المولود مما قد يؤدي إلى اختناقه بسبب الغازات الصاعدة منه و نشير هنا إلى أن احتراق الفحم الخام ينتج عنه علاوة عاز ثاني أكسيد الكربون و الكبريت , دخان أكثر مما ينتج عن استعمال مركبات البترول و يؤدي ارتفاع غاز co2 إلى الاختناق , تغيير الأحوال الجوية و ذلك بارتفاع درجة الحرارة في الجو نتيجة لقدرته على تكوين غلاف محيط بالأرض يمنع خروج حرارة الأرض أثناء الليل و عمليات الاحتراق هذه تدفع في الهواء بعض الهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات و يعتقد أن بإمكان العديد من هذه المركبات التسبب بالسرطان و يتم إطلاق اكاسيد النيتروجين أيضاً في الهواء رغم أن الوقود خالي من النيتروجين في تركيبة , فهو يكون أكاسيد النيتروجين عند احتراقه نتيجة أكسده نيتروجين الجو الوجود في منطقة الاحتراق بوجود الطاقة الناتجة عن الاحتراق كما في المعادلة التالية :

2NO وعند وصول أول أكسيد النيتروجين إلى الهواء يتحول بسرعة إلى ثاني أكيسد النيتروجين الذي يعطى الضخان اللون البني , و يزيد من سرعة هذا التحول وجود ملوثات أخرى مثل الأوزون

أعراض التسمم الحاد :

يؤدي التعرض لتراكيز تتراوح مابين50-300 جزء بالمليون إلى اعراض مثل الضعف و تزداد صعوبة التنفس و السعال والازرقاق التي تبدأ بعد 1-3 أسابيع بعد تعرض واحد أو عدة تعرضات فتسبب التراكيز ( التي تزيد عن 300 جزء بالمليون و ذمة رئوية أو التهاب في الشعب الرئوية ( Bronchopneumonia ) بعد ساعات أو أيام من التعرض.

4- التلوث بالغاز الناتج عن المطابخ و الأفران:

تتمثل ظاهرة التلوث داخل البيوت في انطلاق غاز ثاني أكسيد النيتروجين حيث يخرج هذا الغاز من المطابع و الأفران و إذا أغلقت نوافذ المنزل فيمكن أن تصل نسبة هذا الغاز داخل المنزل 17 مرة ضعف النسبة العادية الموجودة في الجو خارج المنزل و قد وجد أن هذه الغازات تتسبب في أمراض تنفسية خصوصاً لدى الأطفال و ليس المنازل فقط ولكن المكاتب الخاصة التي تمتلك الآلات تصوير وتكييف و غرفاً مغلقة وأصباغا و أوراعاً و أحماضاً كل تلك الأجهزة تؤدي إلى انتشار الميكروبات و المواد الضارة على مستوى كبير وللتقليل من ظاهرة التلوث داخل المنازل لابد من وجود أجهزة شافطة لتلك الأدخنة و الغازات بحيث يتم إخراجها إلى خارج المنزل حيث تتوافر بعض الأجهزة التي تحتوي على مواد التيكل و الكربون وهي مواد مخصصة لامتصاص المواد الملوثة ولكن كل مادة ملوثة تحتاج لنوع خاص من الماصات وهناك طرق أخرى للتقليل من ظاهرة التلوث المنزلي تتلخص في مبادلة حرارة الغاز الخارج مع الغاز البارد الداخل للغرفة ولذلك ينبغي على ربات البيوت التنبه لخطورة التلوث داخل المنازل و العمل على فتح الشبابيك و الأبواب لتغيير الهواء الفاسد داخل البيت .

التلوث بالغبار :

كثرة في الآونة الأخيرة المعامل والمناجم وكسارات الأحجار في مختلف محافظات الجمهورية و تزداد كسارات الأحجار بشكل خاص في مختلف أحياء و ضواحي أمانة العاصمة و للأسف الشديد فإذا العديد من تلك الكسارات تتواجد داخل الأحياء السكنية كمثل كسارة الأحجار في حارة الخير و السلام بحي الستين الغزي بأمانة العاصمة حيث يلحظ الزائر لهذا الحي و هذه الحارة طبقة كثيفة من الغبار المتصاعد من هذه المنشأة طوال النهار بالرغم من أن ذلك الحي مأهول بالسكان و بدون شك فإن سكان هذا الحي يتعرضون لتنفس الهواء مخلوط بدقائق الغبار ( مما يعني أن ذلك الحي و تلك الحارة تتعرضان لمشكلة بيئية وهي مشكلة التلوث الهوائي بالغبار ) ومن أبرز المحتويات في الغبار كالرمل و الرصاص و المواد الكيماوية المرافقة والصاعد من هذه المعامل و إذا كان السكان المجاورون لهذه الكسارات يعانون ظاهرة التغبر التي تحتوي على مواد سامة كالرصاص و الزرنيخ فإن العديد من العمال في هذه المنشآت و خصوصاً ضعيفي البنية يكون لديهم الاستعداد الكبير للإصابة بظاهرة التعبر و بالتالي إصابة الجهاز التنفسي بأخطار كبيرة و خصوصاً الرئتين .

الغبار المحتوي على مواد سامة كالرصاص والزرنيخ أو تكون غبار بسبب انسداد في المسالك التنفسية و تليف في الرئتين و القصبات الهوائية .

لقد لاحظ الاختصاصيون أن هناك آثار بيئية ضارة للعديد من الكسارات المتواجدة في الأحياء السكنية المختلفة و وجدوا أن تلك الأخطار تختلف بحسب المنطقة المصابة في الجسم و لان الجلد هو المنطقة الأولى التي تتعرض للغبار فإن ذلك يؤدي إلى إصابات مختلفة مثل التقرحات الجلدية و الالتهابات و الحكة كما أن غبار الفحم الحجري يسبب السرطان و نشؤ أمراض أخرى مثل : الاكزيما و البقع الحمراء في مواضع عديدة على الجسم .

وسائل التحكم في ملوثات الهواء :

إن تنقية الهواء تنقية تامة من الملوثات العالقة به أمر يكاد يكون مستحيلاً و باهظ التكاليف. ولكن من الممكن خلق بيئة صحية بالتقليل نسبياً من كميات الملوثات في الجو إلى الحدود المتعارف عليها .

وهناك العديد من الوسائل التي يمكن بواسطتها التخلص من ملوثات الهواء الجوي أو على الأقل تخفيضها إلى حدود مناسبة . ومن هذه الطرق ما يأتي :

1) استخدام مصادر الطاقة أفضل من الوقود الحالي مثل الطاقة الشمسية و الكهرباء والغاز الطبيعي

2) استعمال الوسائل و الأجهزة الخاصة بتنظيف الهواء و التقليل من مصادر تلويثه مثل :

أ‌) استخدام المرشحات لحجز المواد الصلبة من مداخن المصانع و أنابيب إخراج عوادم السيارات .

ب‌) حرق الغازات قبل انطلاقها في الوسط المحيط

ت‌) إذا به غازات الملوثة في الماء أو بعض المحاليل الكيميائية قبل إخراجها إلى الهواء الجوي .

ث‌) إجراء تعديلات على المحركات لتحقيق الاحتراق الكامل

ج‌) صيانة المحركات بصفة دورية .

مقدمة عن تلوث المياه

تعتبر موضوعات تلوث المياه من الأمور المهمة التي لابد من علاجها فكيف …. و من أين …. ومتى ……. بدأ هذا التلوث ؟!

نهر في سقطرى | تصوير: فرانككل هذه الملوثات (سنتحدث عن بعضها لاحقاً ) و غيرها و اختلاف مصادرها أدت إلى تلوث مياه الأنهار و البحيرات و الخلجان و البحار وكذلك المياه الجوفية و مياه الأمطار و على اختلاف أنواعها و مسمياتها سببت في هلاك مجموعات مهمة من الأسماك و الحياء المائية المختلفة أو الحد من أعداد بعض أنواع الأسماك و هجرتها للتكاثر لصالح أنواع أخرى غير مرغوبة للاستهلاك أو ضارة.

كذلك انتشار أنواع معينه من النباتات الضارة في مجاري المياه المختلفة و التي أصبحت مصدر عدوى للمزارع و الحقول و الضفاف , بل إن ملوثات المياه المختلفة أصبحت لها انعكاسات على تلوث مياه الخليج العربي مما يسبب في هلاك كميات كبيرة من الأسماك و كذلك انعكاسات تأثير الملوثات على هجرة الطيور التي تعيش طول فترة حياتها في المنطقة ومياهها مسببة لهلاك أعداد كبيرة من صغارها أو فشل فقس بيوضها .

ينقسم تلوث المياه إلى :

1) تلوث طبيعي :هو ذلك التلوث الذي يغير خصائص الماء الطبيعية فيجعله غير صالح للاستعمال الآدمي مثل كسبه رائحة كريهة أو لون أو مذاق غير طبيعي .

2) تلوث كيميائي : يصبح بذلك الماء تأثير سام نتيجة وجود مواد سامة كيميائية مثل مركبات الرصاص , الزرنيخ أو المبيدات الحشرية .

3) تلوث بكتيري : وذلك بوجود ميكروبات مرضية بالمياه فيتسبب عن شربه أمراض النوحيه ( المعدية)

مصدر التلوث الفيزيائي :

ينتج عنه تغيير المواصفات القياسية للماء عن طريق تغيير درجة الحرارة أو ملوحته أو ازدياد المواد العالقة به سواء كانت من أصل عضوي أو غير عضوي .

أشكال مصدر التلوث الفيزيائي :

1) التلوث بالمواد المشعة .

2) التلوث بالنفايات الصلبة .

3) التلوث الحراري .

4) التلوث الكيميائي .

ينتج عن هذا التلوث ازدياد في الأنشطة الصناعية أو الزراعية بالقرب من المسطحات المائية مما يؤدي إلى تسرب المواد الكيميائية المختلفة إليها و تعد كثير من الأملاح المعدنية و الأحماضو الأسمدة و المبيدات من نواتج هذه الأنشطة التي تؤدي تسربها في الماء إلى التسمم و توجد بتراكيز كبيرة مثل الباريوم و الكالسيوم و الرصاص و الزئبق أما الفلزات غير سامة مثل Ca,Mg,Na فإن زيادتها في الماء يؤدي إلى بعض الأمراض .

أهم الطرق التي عن طريقها يصل التلوث إلى المياه :

1) انجراف التربة الملوثة مع مياه الري و الأمطار.

2) تصريف مياه المخلفات الصحية و الصناعية و الزراعية إلى الأنهار و البحيرات مباشرة وهو الحاصل في معظم مدن و مصانع ومزارع المنطقة .

3) المعاملة المباشرة بالملوثات المباشرة كمبيدات الآفات التي تتكاثر في المياه من حشرات وقواقع وغيرها .

4) هطول مياه الأمطار المحملة بالملوثات المتواجدة في الهواء و الناتجة عن عمليات رش المبيدات و أبخره و دخان المصانع وغبارها .

5) استعمال المتفجرات و المبيدات في الأنهار و البحيرات لصيد الأسماك و الأحياء المائية الأخرى .

طرق انتقال الأمراض إلى الإنسان :

1) شرب المياه الملوثة.

2) الاستحمام بالمياه الملوثة.

3) ري المزروعات التي تؤكل طازجة من ماء ملوث.

4) وضع الثلج المصنوع من ماء ملوث في المشروبات لتبريدها.

5) استعمال المياه الملوثة في تحضير المأكولات أو غسل أواني الشرب أو الأكل .

الأمراض التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق الماء الملوث :

1) أمراض بكتيرية : مثل ( التيفود – الدوسنتارياالباسيليه – الكوليرا- النزلات المعوية)

2) أمراض فيروسية مثل (التهاب الكبد الوبائي – شلل الأطفال – بعض النزلات الشعبية عند الأطفال).

3) أمراض طفيلية : مثل (البلهارسيا – الدوسنتاريا الاميبية)

4) تسوس الأسنان : بسبب قله الفلوريدات أو تبقع الأسنان الناتج من زيادة الفلوريدات بمياه الشرب.

من الأمثلة اليمنية التي تدخل في تلوث المياه :

1- التلوث بصرف المخلفات البشرية :

تشتهر بلادنا الحبيبة بالمناظر الخلابة الرائعة و خاصة عند و جود مياه عذبة بالقرب من الوديان ففي معظم محافظات الجمهورية توجد مثل هذه المناظر مثل (وادي ورزان – البركاني – الضباب – وادي حنا ) و أماكن كثيرة ورغم هذا الجمال والاستفادة منها تكون ملوثة ومن من ؟!

من الإنسان التي قد تكون هذه الأنهار المصدر الوحيد للماء لهذه القرية ورغم هذا يقوم حظره الإنسان الكريم برمي مخلفاته فيها فيقمن بعض السيدات بغسل الأواني وكذلك اغتسال الأطفال و اللعب بهذه المياه , ويقمن الأمهات بحكم الموالهه بتحديد يوم عالمي لغسل الملابس فيجتمعن على هذه الأنهار و يقمن بغسلها و أيضاً عند زيارة الزائرين لهذه الأماكن و طبعاً يستمتعوا بهذه المناظر ويقوموا باللعب و السباحة بهذه المياه و رمي مخلفات الأطعمة من بقايا طعام و أكياس و علب بهذه المياه مما يسبب تلوثها , وللأسف تتحول هذه المناظر الجميلة إلى مناظر قبيحة و مؤلمة .

وعند صرف المخلفات البشرية في هذه المياه يؤدي إلى إرتفاع معدلات التلوث بها و أيضاً مسببات العدوى من بكتيريا وفطريات وفيروسات ناقلات للعدوى ومن المعروف أن نسبة التلوث المرتفعة بهذه المستودعات المائية يؤدي إلى هلاك الأحياء البحرية فيها بالإضافة إلى تزايد نسبة التلوث البكتيري فيها مما يجعله بؤرة عدوى لكثير من الامراض الوبائية.

2- التلوث بالقوالب الثلجية :

قد يصاب منا الكثير من الاعراض المرضية دون أن يعرف السبب ورغم أنه لا يأكل أطعمة مكشوفة ولكن دون شعور يلاحظ نفسه يذهب إلى البوفيات لشراء عصير أو ماء بارد لإطفاء الشعور بالحر و الاستمتاع به, و لا يعلم أن هذا العصير البارد الشهي المخلوط بالقوالب الثلجية الملوثة هي السبب في انتشار الأمراض المعوية والتي قد تكون خطيرة , حيث يقوم بتثليج مياه ملوثة قد تكون من مياه الأنهار القريبة من الأحياء السكنية التي ترمي الملوثات إلى هذه الأنهار أو من مياه ملوثة بزيت الماطور أو الاتربة و الغبار أو قد يكون التثليج باستخدام قوالب بلاستيكية و الامثلة على التلوث كثيرة , فتنقل هذه القوالب الثلجية إلى البوفيات دون أي اعتناء بها , فمثلا تحمل على ظهر سيارة و لا يوجد بينها وبين القوالب الثلجية أي حاجز يحميها من التسمم , إضافة إلى هذا , العمال اللذين يقومون بهذا العمل و عند إنزال هذه القوالب من السيارة إلى المشتري يصعد أحد العمال وهو يرتدي حذاء أو صندل على ظهر السيارة بالقرب من هذه القوالب الثلجية و طبعا تكون الايدي ملوثة و خالية من ليس أي عازل , ومن عامل إلى عامل إلى آخر إلى أن تصل هذه الملوثات التي قد تكون حاملة لبعض الفيروسات و البكتيريا و الطفيليات إلى معدة المستهلك و التي تكون عادة عن طريق الجهاز الهضمي عند شراءه لهذه العصيرات المخلوطة بهذه القوالب الثلجية الملوثة.

3- التلوث بالبترول

يعد البترول من الملوثات الخطيرة للمياه فيتسبب نقل البترول بين القارات في إحداث تلوث شديد في مياه البحر خاصة عند وقوع حادث بحري لناقلات البترول أو نتيجة تسرب زيت البترول من بعض الآبار المجاورة للشاطئ وكذلك نتيجة إلقاء بعض النفايات والمخلفات البترولية من ناقلات البترول أثناء سيرها في عرض البحار.

وتتناسب شدة التلوث الحادث مع حجم الناقلة و مقدارها ما ينسكب منها من زيت في ماء البحر , والتلوث الناتج من حوادث الناقلات يكون عادة شديد التأثير في المنطقة المحيطة بالحادث خاصة إذ كان هذا الحادث قريباً من الشواطئ لان جزء كبير من الزيت الذي تحمله الناقلة و ربما يكون كل الزيت الذي تحمله الناقلة يندفع إلى مياه البحر مكونا بقعة هائلة من الزيت تغطي مساحة كبيرة من سطح البحر وتحدث أضرار شديدة لكل الكائنات الحية التي تعيش في منطقة الحادث وقد حدث تلوث كبير لمياه البحر الأحمر عند منطقة رأس شقير عام 1982م عندما تدفقت عشرات الألوف من الأطنان من زيت البترول و اختلطت بمياه البحر في هذه المنطقة و قد أدى ذلك إلى تكون بقعة كبيرة من الزيت بلغ قطرها عده كيلومترات تسببت في تلوث مياه الجزء الجنوبي من خليج السويس.

– مشاكل تلوث البترول :

مصفاة مأرب اليمنية | الصورة:ح.أ
مصفاة مأرب اليمنية | الصورة:ح.أ
يطلق البترول لفترة على سطح الماء عازلاً أكسجين للهواء الجوي عن الماء و مانعاً إياه من الوصول إلى أحياء البحر حيث يعمل على حجب ضوء الشمس عن النباتات النامية في الماء فلا تقوم تلك النباتات بعملية التمثيل الضوئي فيتسبب ذلك في زيادة تناقص الأكسجين الذائب في الماء فتختنق الكائنات البحرية .

ويلتصق البترول الطافي بخياشيم الأسماك مؤثراً بذلك على تنفسها مما قد يؤدي إلى موتها وكذلك التصاق البترول الطافي بأجسام وأجنحة الطيور المائية يتسبب في فقدها القدرة على الطيران

ولا يبقى البترول طافياً بصفة مستمرة بل تتبخر بعض مكوناته و يتعرض الباقي لمهاجمة بعض الكائنات الدقيقة التي تقوم بتحليله حيث تتأكسد بعض مكوناته لتتحول من مركبات هيدروكربونية إلى مركبات أخرى عضوية .

كما تذوب بعض مكونات البترول في مياه البحار , فالبعض من تلك المكونات الذائبة سامة و البعض له تأثير تراكمي مسرطن على بعض الأحياء المائية و الأرضية مثل النيتروبين تتجمع تلك المواد الضارة على أجسام الأحياء المائية و محدثة أضرار على الإنسان و الطيور و الأحياء البحرية.

4- التلوث بالأسمدةالكيماوية

خاصة الأسمدة النيتروجينية و الفوسفاتية و تنحصر ملوثات الماء المحتوية على عنصر النيتروجين مركبات النترات و النيتريت و النشادر بصورتها الحرة أو في صورة أملاح أمونيوم بالإضافة إلى الأحماض الأمينية و البروتينات و الببتيدات المعقدة و الوريا التي يمكن أن تلوث الماء سواء كانت من مصادر صناعية أو طبيعية . ومن أهم مصادر النيترات في البيئة الأسمدة ذات الأساس النيتروجيني و النفايات النيتروجينية من القطعان و الدواجن و السكان , تنتج النترات من تحلل المركبات العضوية النيتروجينية يفعل أنواع محددة من البكتيريا عن طريق أكسدة أيونات الامونيوم في الظروف الهوائية كما تتكون بأكسدة النيتروجين الجوي بفعل البرق ثم تتساقط مياه المطر على المسطحات المائية وقد تصل إلى المسطحات المائية مع مياه الصرف الزراعي من زراعات سبق الإفراط في استخدام أملاح النترات في تسميدها تنتج خطورة أملاح النترات من تحولها إلى نيتريت بفعل الكائنات الدقيقة داخل القناة الهضمية للثدييات و يتفاعل النيتريت مع هيموجلوبين الدم ليكون ميثوموجلوبين الذي لا يستطيع حمل الأكسجين و الاتحاد معه لتوصيله للخلايا مما يتسبب عنه عند الأطفال خصوصاً قصور إمداد الخلايا باحتياجاتها من الأكسجين ويتسبب ذلك فيظهور مرض الطفل الأزرق و تكون الحساسية لدى الأطفال الأقل من 6 أشهر و ذلك لان معدتهم غير حمضية بدرجة كافيه لكي تمنع نمو بكتيريا حمضية تقوم بتحويل النترات إلى نيتريت و إذا زادت نسبة النيتريت فإنها تؤكسد هيموجلوبين الدم ويتكون الميثوموجلوبين وهو غير قادر على حمل الأكسجين إلى الخلايا فتحدث أضرار للمخ و تحدث الوفاة و الاختناق ( الطفل الأزرق ) .

التركيز المسموح به من النيتروجين لصلاحية مياه الشرب للأطفال عند أعمار 6 أشهر أو أقل هو 10 جزء في المليون في صورة نتريت أو 45 جزء من المليون في صورة نترات أيضاً تؤدي النترات إلى نمو النباتات المائية بشكل كثيف مما يترتب عليه زيادة كبيرة للمادة العضوية في هذه المياه و بالتالي التشجيع من الكائنات الحية و بالتالي موت هذه المسطحات المائية.

5- التلوث بالماء الراكد

من مظاهر تلوث المياه في اليمن هو الاستخدام الخاطئ لأماكن المياه من قبل المواطنين ففي العديد من البرك التابعة للمساجد نلاحظ أن كثير من الناس يستنجون ويتوضؤون فيها ولا يأخذون بالحسبان أن البعض منهم ربما يكون مريضاً أو حاملاً للمرض أو ناقلاً للمرض ناهيك عن تلوث تلك المياه بالأوساخ الناجمة عن الغسل والاستنجاء والوضوءوبالنسبة لاماكن السباحة العامة كالشواطئ و الأحواض و البرك فيأتيها التلوث من جراء جرف مياه الأمطار للعديد من المخلفات آدمية و الأوساخ كما أن ركود الماء لفترة طويلة داخل البرك يؤدي إلى تكاثر الديدان والطحالب مما يؤدي إلى تغيير لون و طعم و رائحة تلك المياه فإ1ا لم يتم تطهيرها و تنقيتها فإنها تؤدي إلى نقل الأمراض المعدية مثل الالتهابات الفطري الجلدي بين أصابع القدم و الالتهابات الجلدية البكتيرية و التهاب ملحمة العين و بعض الأمراض و النزلات المعوية.

6- تلوث المياه بطريقة التطهير

تستخدم هذه الطريقة كثيراً في اليمن خصوصاً مدينة عدن حيث تضاف مادة الكلور إلى الخزانات العمومية للمدن ويستقبل السكان المياه وهي بلون ابيض جيري وبرائحة غير مقبولة و بالرغم من أن بعض الاختصاصيين لا يحبذون هذه الطريقة من حيث أنها تعمل على تلويث المياه إلا أن هذه الطريقة ممكن استخدامها بحيث تضاف مقادير محدودة من الكلور إلى المياه بحيث تصل إلى طور التلوث الخطير , و هذه العملية توصف بأنها نوع من أنواع التلوث المقبول ويندرج تحت هذه الطريقة من طرق تنقيه المياه استخدام مطهرات أخرى كالأشعة فوق البنفسجية أو غاز الأوزون أو الفضة أو غلي المياه .

يعتبر الكلور من المؤكسدات القوية و بمقدوره التفاعل مع المواد العضوية و اللاعضوية لذا فإنه يمثل خطراً على الكائنات الحية فإذا ما تشكلت هذه الحموضة في الأغشية المخاطية للكائنات و التعرض لتركيز مرتفع من الكلور يمكن أن يؤدي إلى الودام الرئوية أما في حالة تعرض الإنسانإلى نسبة قليلة من الكلور فتظهر على المصاب أعراض عامة الأعراض الحادة : قلق – غثيان – التقيؤ – إغماء وفي النهاية تقلصات لاإرادية لعضلات المفاصل و التهاب للقصبات التي تنتهي بالاختناق أما الأعراض المزمنة : نتيجة لتعرض نسب قليلة من الكلور بصورة متواصلة يؤدي إلى التهاب القصبات و يصبحون أكثر استعداداللإصابة بالسل كما يظهر على أسنانهم التآكل بفضل حمض كلور الماء الذي يتشكل نتيجة تفاعل كلور الماء الذي يتشكل نتيجة تفاعل الكلور مع الرطوبة الموجودة في الفم .

وسائل التحكم في ملوثات المياه :

1) معالجة مياه المجاري قبل إعادتها إلى مصادر المياه

2) معالجة مياه المصانع الكيميائية و المصافي

3) صيانة محركات السفن و البواخر

4) المحافظة على مياه الأنهار و الآبار و البحيرات .

مقدمة عن تلوث الغذاء

نتيجة لطبيعة تلوث الهواء و الماء و التربة فإن الطعام الذي نتغذى عليه ليس بمأمن عن التلوث أيضاً فهو يروى بالماء الملوث و ينبت في التربة الملوثة و ينمو في هواء ملوث.

وساعد على زيادة تلوث الطعام عمليات التصنيع الغذائي في النصف الثاني من هذا القرن حيث تتسرب الملوثات بطريقة غير مباشرة خلال عمليات التجهيز والإنتاج و التعليب أو قد تضاف مواد معينة بهدف حفظ الأغذية من التلف أو إكسابها لوناً جذاباً أو طعماً ونكهة مميزة

يعرف تلوث الغذاء بأنه :

احتواء الأغذية على جراثيم أو سموم بكتيرية أو فطرية أو فيروسات أو مواد كيماوية أو أشعة أو تعرضها لأحد هذه المواد مما يؤدي إلى الأضرار بمن يتناول هذه الأغذية.

أنواع التلوث:

1. تلوث طبيعي وينقسم إلى :

أ‌) التلوث بالميكروبات (بكتيرية – فطرية – فيروسية).

ب‌) تلوث بالسموم الميكروبية.

ت‌) التلوث عن طريق الحشرات و القوارض.

ث‌) التلوث الإشعاعي الطبيعي.

2. تلوث غير طبيعي و ينقسم إلى :

أ‌) التلوث المتعمد

1) تلوث كيميائي: بسبب المواد المضافة للأغذية لأغراض صناعية و تشمل المواد الحافظة , مكسبات الطعم و النكهة و اللون , مكسبات الشكل و القوام , المواد الكمية

2) التلوث الإشعاعي بسبب كوارث المفاعلات النووية .

ب‌) التلوث الحيوي بسبب إضافة المضادات الحيوية أو محفزات النمو في علف الحيوانات .تلوث غير متعمد

ويشمل المبيدات الكيماوية , المعادن الثقيلة والأسمدة الزراعية .

بعض الطرق التي عن طريقها يصل التلوث إلى الغذاء:

1) ري النباتات بمياه ملوثة (مياه الصرف الصحي)

2) المعاملة المباشرة بالملوثات المباشرة كمبيدات الآفات التي تتكاثر على النباتات أو استخدام هرمونات تساعد على نمو الثمار قبل أوانها .

3) تناول الأغذية المحتوية على مضافات الأغذية بكثرة .

4) الأطعمة المعرضة للحشرات و الجراثيم و الميكروبات .

5) استخدام أواني ملوثة في حفظ الطعام .

من الأمثلة اليمنية التي تدخل في تلوث الغذاء :

التلوث بالمبيدات:

تتواجد متبقيات المبيدات في المواد الغذائية نتيجة معامله المحاصيل الزراعية أو الحيوانات أو التربة أو الماء بالمبيدات بغرض مكافحة آفات بالرغم من التسليم بالأخطار الناجمة عن هذه المتبقيات , إلا أنه لا يمكن الاستغناء عن استخدام المبيدات للفوائد العظيمة التي تحققها للإنسان و التي تتمثل في زيادة الإنتاج الزراعي و الثروة الحيوانية وحماية صحة الإنسان نفسه من الحشرات الناقلة و المسببة للعديد من الأمراض الوبائية الخطيرة , لذا فالخيار الوحيد المطروح هو استخدام المبيدات طبقاً لقاعدة النفع مقابل الضرر

ولعد وضع برامج تعليمية وتثقيفية لاستخدام المبيدات الزراعية أو الاستخدام العشوائي والخاطئ لهذه المبيدات أو الاستخدام هرمونات للثمار لتنضج قبل أوانها لكسب العيش و هذا غش, وعدم التزام المزارعين بنوعية المبيدات المستخدمة وطريقة وتوقيت استخدامها كذلك التخلص من فائض المبيدات في المجاري المائية بالإضافة إلى استخدام المنتجات الزراعية و المراعي المعاملة قبل مرور فترات التحريم المحددة هذا كله أدى إلى حدوث العديد من الأمراض الخطيرة مثل أمراض الكبد و الجهاز الهضمي والكلى والجهاز التنفسي والعيون وفقدان المناعة وإلى اضطرابات الغدد الصماء وفقدان الحواس واضطرابات نفسية و سرطان و أمراض وراثية جينية و كذلك أمراض فقدان الخصوبة وتشوه المواليد.

حيث تحدث هذه الأضرار نتيجة استمرار التعرض لجرعات صغيرة ومتكررة على متبقيات المبيدات لمدة طويلة نتيجة تلوث الهواء أو تناول أغذية أو مياه ملوثه بمتبقيات المبيدات أو نتيجة التعرض المهني للعاملين في مجال صناعة و تطبيق المبيدات.

مزرعة قرب مطار صنعاء تروى بمياه المجاري: الصورة:صحيفة الشارع

1- التلوث بالخضروات الملوثة

تعاني اليمن من مشكلة نقص المياه رغم توفره لذا يلجأ بعض المزارعين اليمنيين إلى ري الأراضي الزراعية بمياه المجاري الملوثة مما ينتج عن هذه النباتات المرتوية بهذه المجاري الملوثة أضرار متعددة لا حصر لها تصيب متناوليها .

و قد يكون الري بمياه نظيفة و لكن بسبب بعض العقول الغير واعية التي لا تعرف ماذا تفعل و ما مقدار الأضرار الناتجة عن فعلها , حيث تقوم بتلويث هذه الأراضي و النباتات بطرح مخلفاته (الفضلات) فإذا كانت هذه الفضلات ناتجة عن شخص مصاب بأمراض (أوليات – طفيليات) تخرج هذه البيوض أو الديدان إلى أوراق النباتات فتلوثها و يأتي المزارع أو البائع أو حتى المشتري بأكل هذه الخضار ( كراث -خس – كزبرة – كوبش) دون أن يغسلها أو يقوم بمسحها وهذا غير كافي, أو حتى ربات البيوت يقمن بالغسل السريع لهذه الخضرة أو لمرة واحده دون الاعتناء بغسلها و تنظيفها و الطريقة الصحيحة لغسل مثل هذه الخضار أولاً غسلها بالماء جيداً و على ورقة ورقة ثم تنقع بالماء و الملح أو الخل بعدها تغسل مرة أخر بماء الجاري و بالهناء و الشفاء وهذه الطريقة السليمة لتفادي هذه الطفيليات التي قد تؤدي بحياتنا أو تسبب لنا أضرار طوال حياتنا. لكن للأسف البعض منا يجهل أو يتجاهل هذه المشاكل الناتجة عن أكل هذه الخضرة الملوثة ومن أمثلة الطفيليات التي تنتقل إلينا بهذه الطريقة كثيرة جداً , ولكن حيث تتطفل على الأمعاء الدقيقة و تسبب الإسهال و المساك مع الآلام في البطن مع فقدان الشهية وفقدان الوزن وفقر الدم وتكمن الامراضية في مشاركة الدودة للعائل النهائي بالمواد الغذائية التي يتناولها الإنسان مما يؤدي إلى نقص شديد في نوع وكم هذه المواد , كما أن المواد العرضية التي تفرزها هذه الديدان تعمل كمواد سامة تؤثر على النهايات العصبية في الأمعاء و تسبب الآلام في البطن و فقد الشهية .

2- التلوث بالبلاستيك

اكياس بلاستيكية وسط مزرعة في ذمار | تصوير:حلم اخضرأصبح البلاستيك من المشاكل البيئية في العالم و خصوصا في اليمن و ذلك بسبب عدم قدرة القوى الطبيعية في البيئة مثل الحرارة و الكائنات الحية على التخلص السريع من هذه المادة و يستخدم البلاستيكلأغراض مختلفة ومن العادات السيئة لاستخدام البلاستيك في اليمن حفظ الغذاء في أواني و أكياس بلاستيكية و هذا من الخطأ و أيضاً رمي هذه الأراضي و إيذاء النباتات و منظر غير جميل مزعج للغاية لان هذه الأكياس لاتتحلل , و لأنه في معظم الأحيان يصعب التخلص من كميات صغيرة من المونمرات الأحادية المتبقية و المكونات الأخرى و قد يكون من الصعب أيضاً تحديد الأسباب الحقيقية لرد الفعل الحيوي للجسم و بشكل عام فإن أهم طرق دخول هذه المواد للجسم هي الفم و الجلد و الاستنشاق و قد تنشأ تأثيرات جلدية تحسسيه بسيطة إلى شديدة بعد استنشاق أو ابتلاع بعض المونومرات و السبب في رد فعل الجلد عائد إلى ردود فعل تحسسيه للجزئيات الصغيرة أو للمضافات

وعند تناول الحيوانات مثل المواشي هذه المادة (الأكياس البلاستيكية ) فإن ذلك يسبب مشاكل صحية لها وذلك لان المعدة لاتستطيع أن تهضم هذه الأكياس مما قد يؤدي إلى وفاتها.

ويتم تقدير سمية هذه المادة بمدى هجرة الأجزاء صغيرة الوزن إلى الطعام و تستخدم طرق تحليلية حساسة لتحديد العلاقة بينالمونومرات المتبقية الموجودة في الأوعية المصنوعة من البوليمرات و محتويات الطعام المحفوظ في هذه الأوعية من المونمرات على فترات زمنية مختلفة . و تصبح هجرة هذه المونمراتهامة عند حفظ المواد المستخدمة لأغراض طبية إذ أن استخدام القساطير البلاستيكية (Gatheters ) و أكياس الدم و حاويات العلاجات قد أدى إلى احتمال وجود تأثير سام نتيجة هجرة المواد من البلاستيك إلى السوائل و المحاليل الحيوية لذا يجب الاهتمام بنوع المادة المحفوظة في الأواني البلاستيكية حيث إن بعض هذا المواد قد يعمل كمذيب لبعض مكونات البلاستيك كما أن لهذا أهمية عند اختيار نوع الأواني المناسبة عند القيام بجمع عينات الفحوصات المخبرية.

3- التلوث بالرصاص

يعد التلوث بالرصاص من أخطر المواد التي تلوث التربة و الماء و الغذاء فهو أحد المعادن الثقيلة السامة ويبقى دون تحلل وزيادة كميته تهدر البيئة و صحة الإنسان , وينتقل الرصاص إلى الإنسان عن طريق الاستخدام السيئ فمثلاً نتلف الأطعمة بالجرائد و الطبخ بالقصدير و يحتوي الـcomposts مزيج من المخلفاتالآدميةالصلبة و السائلة الذي يستعمل في التسميد العضوي للأراضي الزراعية على تركيزات عالية نسبياً من الرصاص و تمتص جذور النبات الرصاص من التربة الملوثة بالإضافة إلى ما يمتصه المجموع الخضري من الرصاص عن طريق الهواء و تحدث كمية الرصاص الموجودة بالنباتات ضرراً لصحة الإنسان الذي يستهلك هذه النباتات وقد وجد أن نسبة الرصاص في الأغذية النباتية تتراوح ما بين 300 – 400 جزء من البليون و في الأغذية الحيوانية 200 – 300 جزء في البليون أي أن الأخيرة أقل تلوثاً و يرجع ذلك إلى أن المصدر الأول للرصاص كملوث للبيئة هو عوادم السيارات و مداخن المصانع لذا فإن الأغذية النباتية التي تزرع بجوار الطرق الرئيسية و جوار المصانع و خصوصا الخضروات الورقية و الفاكهة التي لا تحتوي على قشرة أكثر تلوثاً بالرصاص و أكثر خطراً على صحة مستهلكيها .

كما ويصل الرصاص إلى مياه الأنهار من المناطق الصناعية ولذلك وجد أن اسماك هذه المياه تحتوي على نسب مرتفعة من الرصاص و تحتوي الأسماك في المياه غير الملوثة على نسبة منخفضة من الرصاص ( أقل من 80 جزء في البليون ) علماً بأن الحد الأقصى المسموح به من الرصاص في الأسماك الطازجة هو 500 جزء في البليون وفي الأسماك المعلبة 1000 جزء في البليون بينما أسماك الأنهار الملوثة الموجودة بجوار المصانع وصلت نسبه الرصاص فيها إلى أعلىمن 2000 جزء في البليون و لقد لوحظ أن كميةالرصاص في الأغذية المعلبة تكون عالية عن الأغذية الطازجة و يرجع هذا إلى استعمال الرصاص في إحكام غلق هذه العبوات .

أثر التسمم بالرصاص:

– يسبب الهزال و الصداع , ضعف عام و قد يؤدي إلى الغيبوبة و إلى حدوث تشنجات عصبية قد تنتهي بالوفاة .

– يؤدي إلى خلل في إفراز حامض البوليك و إلى تراكمه في المفاصل و الكلى .

– يقلل من صنع الهيموجلوبين في الجسم كما أنه يترسب في أنسجة العظام و يحل محل الكالسيوم .

– يؤدي إلى القلق الليلي و الأحلام المزعجة و اضطرابات نفسية .

– تراكم الرصاص في أغشية الأجنة قد يؤدي إلى التشوهات الخلقية لدى المواليد الجدد كما أنه قد يتسبب في إجهاض الحوامل.

– ضعف الذاكرة و فقدان القدرة على التركيز

4- التلوث بالإضافات الغذائية

نرى في الأسواق و المطاعم و المنازل كثير من الأغذية و الحلويات و أنواع الكعك و الكيك نلاحظها مصبوغة بالألوان الزاهية لتجذبنا و خاصة الأطفال و يكون الإقبال لهذه الأطعمة عالي فأعلب البشر يحبون الأطعمة ذات الألوان المتنوعة و يستمتعون بمذاقها و لا يعلمون أضرارها فالمهم اللون الجذاب و على أساسة يسترزق البائع فهذه المواد ( الملونات ) تضاف لجعل المادة الغذائية جذابة كتلك التي تضاف لأنواع مختلفة من السكاكر و اللبان و الحلويات لإعطائها لوناً يجذب انتباه المستهلك وفي الواقع فإن هذه المواد ليست غذائية لذا يفضل الاستغناء عنها حيث أن بعض هذه المواد قد تكون خطرة و من الأمثلة على ذلك الصبغة الصفراء التي سبق و استخدمت لإعطاء اللون الأصفر للزبده و التي ثبت أنها مسرطنة للإنسان . ومن الأمثلة الأخرى مركبات النيترات و النيتريت , حيث تضاف هذه المواد لتحسين لون المادة الغذائية إضافة لحفظة و تضاف بشكل خاص إلى اللحوم لتعطيها اللون الوردي المرغوب , وتحول هذه المادة بواسطة الميكروبات الموجودة في الفم و أو المعدة إلى مركبات خطرة تسبب السرطان و تسمى النيتروزامين Nitrosoamines , كما تستطيع هذه المواد أن تسبب مايسمى ميتيموغلوبين خصوصاً عند الأطفال , وقد تحتوي بعض الأغذية بشكل طبيعي على نسب مرتفعه من النيترات كالسبانخ و الفجل .هذه المواد قد تكون غير مؤثرة عند تناولها بكميات ضئيلة , حيث يعمل كبد الإنسان على التخلص منها ولكن تكمن مشاكلها في كثرة تناولها يوميا من عده مصادر و خاصة بالنسبة للأطفال الذين يفضلون تناول الحلوى الملونة بكميات كبيرة فتتراكم تلك السموم بأجسامهم على المدى الطويل لتسبب لهم مشاكل صحية خطيرة فبعض هذه المواد الصناعية تؤدي للفشل الكلوي و السرطانات بأنواعها , كما أنها قد تسبب الحساسية لبعض الأشخاص.

5- التلوث بالأطعمة المكشوفة و المنتهية

انتشرت مؤخراً العديد من الأمراض الشائعة وخصوصاً الاسهالات في كثير من مناطق اليمن ويعزي الأطباء أسباب تلك الحالات إلى كثرة التسمم الغذائي التي تصيب الأطفال على وجه الخصوص في المدارس .

فالباعة المتجولون لا يزالون بيعهم أمام المدارس و المعاهد و الأسواق العامة فالأطعمة مكشوفة و معرضة للغبار و الأتربة فتصبح ملوثة و مسممة وفي البقالات كثرت المعلبات الفاسدة حيث يلاحظ على العديد من المعلبات كالفول و الفاصوليا و مختلف الفواكه المعلبة قد صدأت من الداخل و تعفنت بينما هي لامعه من الخارج و تاريخها يدل على عدم انتهائها لذلك كله تتحلل المواد الغذائية و تتعفن فينتج عن ذلك مواد سامة و ميكروبات وطفيليات تفسد هذه الأغذية المعلبة لأنها تضاف لها مواد كيماوية حافظة لمنع تلف المادة الغذائية الناتج عن الميكروبات وهي بالتالي تعمل على زيادة فترة بقاء المادة الغذائية صالحة للاستعمال ويستعمل في هذا المجال العديد من المواد الكيماوية مثل نيترات الصوديوم التي تضاف إلى اللحوم لمنع فسادها و من الأمثلة الأخرى حامض الاسكوربيك(Benzoic Acid) ومن أخطر المواد الحافظة المضادات الحيوية التي قد يؤدي استخدامها غير الواعي إلى ظهور سلالات من بكتيريا السالمونيلا لا تتأثر بالمضادات الحيوية حيث توضع هذه المواد الحافظة لمدة معينة فإذا ما انتهت هذه الفترة فإن الأغذية المحفوظة بهذه المواد تفسد و تتعفن نتيجة ووجود الميكروبات و الطفيليات.

حماية الغذاء من التلوث

يمكن المحافظة على الغذاء من التلوث بوسائل مختلفة مثل مايأتي :

1) عدم استخدام مياه المجاري والصرف الصحي في سقي المزروعات و خاصة الخضروات.

2) فحص المواد الغذائية الطازجة لمعرفة نسبة الموادالكيميائية الضارة التي تحتويها والناتجة من استخدام الأسمدة و المبيدات الحشرية ونسبة المعادن الثقيلة و المواد المشعة والمواد الأخرى , و يحب أ، تكون نسبة هذه المواد هي النسبة المسموع بها حسب المواصفات العالمية.

3) يجب أن تكون الأغذية المعلبة حسب المواصفات العالمية من حيث حفظها في أوعية ملائمة للتعليب و أفضلها الأوعية الزجاجية , وتحديد تاريخ الإنتاج و انتهاء صلاحيتها.

4) غسل الخضروات و الفواكه بالماء الجاري النظيف أو غسلها بالمياه المضاف إليها بعض المواد المعقمة مثل برمنجنات البوتاسيوم.

5) وضع برامج تعليمية و تثقيفية للتقليل من استخدام المبيدات الزراعية.

* أمين أحمد ثابت : باحث يمني | المصدر: موقع الحوار المتمدن.

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!