fbpx

تقرير: ضخ المياه بالطاقة الشمسية يستنزف المخزون الجوفي في اليمن

مزرعة في ريف صنعاء/تصوير: سارة الخباط/ حلم أخضر

الأخبار (خاص) – من: CEOBS *

أصدر مرصد البيئة والصراع CEOBS في بريطانيا، تقرير حديث غير مسبوق، عن الطاقة الشمسية واستنزاف المياه في اليمن. وكشف التقرير عن أن استخدام الطاقة الشمسية للري الزراعي، كان مسؤولاً عن الانخفاضات الحادة في منسوب المياه في البلاد منذ العام 2018.

وأشار التقرير الذي صدر قبل يومين في 65 صفحة (حصل حلم أخضر على نسخة منه) بالاستناد على تحليل حديث للأقمار الصناعية إلى أن ضخ المياه الجوفية في اليمن باستخدام الطاقة الشمسية يستنزف احتياطيات المياه.

ووفقاً لبحث تحليلي نفذه CEOBS بالاعتماد على تقنية الاستشعار عن بُعد عبر الأقمار الصناعية، فإن انتشار استخدام الطاقة الشمسية في اليمن، كان له تأثير سلبي -غير مقصود- حيث ساهم في استنفاد احتياطيات المياه الجوفية الشحيحة في البلاد.

فنظراً لعدم وجود تكاليف وقود مستمرة للطاقة الشمسية، (لكونها طاقة مستدامة) فإن لديها القدرة على استخراج المزيد من المياه الجوفية، مقارنة بالمضخات التي تعمل بوقود الديزل، مما شكل ذلك ضغطاً إضافياً على احتياطيات المياه الجوفية المستنفدة في البلاد التي تعاني أصلاً من الإجهاد المائي بصورة مرتفعة.

ونظرًا لكون اليمن من بين البلدان الأدنى في معدلات توافر المياه للفرد في العالم، فقد تتقوض قابلية اليمن المستقبلية كدولة إذا كان لديها احتياطيات مياه غير كافية.

بحسب التقرير، أدى الصراع في اليمن إلى تعطيل نظام مراقبة المياه الجوفية، لذلك استخدم الباحثون في مؤسسة CEOBS قياسات الأقمار الصناعية لحقل جاذبية الأرض وبيانات رطوبة التربة لتقييم تغيرات المياه الجوفية.

ومن خلال دمج هذه البيانات، مع مقابلات الخبراء ومجموعات البيانات الأخرى -بما في ذلك أسواق الطاقة والإنتاج الزراعي وهطول الأمطار وكثافة الصراع- قام معدو التقرير بتحليل شامل لحالة المياه الجوفية في غرب اليمن.

ترزح اليمن في خضم أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يعاني أكثر من 20 مليون شخص من صعوبة الوصول إلى الغذاء. عانت البلاد من استخراج المياه الجوفية بشكل غير مستدام، منذ أن تم التحول من الزراعة المطرية سابقاً (التي تعتمد على مياه الأمطار بشكل أساسي).

قبل اندلاع الصراع المسلح في اليمن، كان اليمينيون عرضة لانعدام الأمن الغذائي، إذ يعتمد حوالي 73% من الناس في اليمن على الزراعة كمصدر للبقاء. لكنهم -اليوم- ينتجون 10% فقط من أغذيتهم الأساسية.

منذ فترة السبعينيات وحتى الوقت الحالي، أصبحت الزراعة في اليمن، تعتمد على المياه الجوفية، والتي كانت تتوفر -حتى وقت قريب- بواسطة مضخات تعمل بالديزل.

ويشير الباحثون -معدو التقرير- إلى أنهم وجدوا في السنوات الأولى من الصراع (2014-2017)، أن مستويات المياه الجوفية شهدت نوع التعافي في غرب اليمن إلى حد ما. حيث أدت التقلبات في أسعار الديزل وعدم توافره إلى انخفاض الإنتاج الزراعي، مما أثر سلبًا على الأمن الغذائي.

ويذكر التقرير، أنه تم العثور على انخفاض في مستويات المياه الجوفية في اليمن منذ العام 2018 فصاعدًا، على الرغم من هطول الأمطار فوق المتوسط. حيث يفترض الباحثون أن هذا ناتج عن تشميس ضخ المياه الجوفية الزراعية.

وفقاً للتقرير، عندما بدأ التحالف بقيادة السعودية شن حملة ضربات جوية على اليمن في مارس/آذار العام 2015، انهارت منظومة الشبكة الوطنية لإمداد المياه في اليمن، وأدى ذلك، إلى جانب تقلب سوق الديزل (أزمة الديزل)، إلى الانتشار السريع للطاقة الشمسية للاستخدام المنزلي والزراعي.

حتى الآن، كان توسع الطاقة الشمسية في اليمن، والفوائد التي جلبتها، واحدة من الروايات الإيجابية القليلة التي ظهرت خلال فترة الصراع.

مضخة للري في ارض زراعية في الحديدة 2016/الصورة: حلم اخضر
محطة مباه للشرب بالطاقة الشمسية في صنعاء/ مشروع نفذته uunicef
مزرعة في الحديدة تعتمد على الطاقة الشمسية/ حلم أخضر

وقال الباحث الدكتور إيوغان داربيشاير: “يشير الانخفاض في المياه الجوفية التي تشير إليها بيانات الأقمار الصناعية إلى وجود مشاكل في المستقبل. نأمل أن يتم إنشاء مائدة مستديرة فنية لجمع الخبرات الدولية معًا للمساعدة في فهم مشكلة المياه الجوفية، وصياغة خارطة طريق نحو الاستخراج المستدام “.

وقالت الباحثة ليوني نيمو: “هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة على مستويات متعددة لتجنب أزمة نضوب المياه الجوفية في اليمن. يجب أن تتضمن الاستجابة الشاملة حقوق مستخدمي المياه وسبل العيش المستدامة، وإدراج قضايا المياه في مفاوضات السلام المستقبلية، وتوليد وتبادل المعرفة بالمياه الجوفية محليًا ودوليًا. لا يستطيع الشعب اليمني الانتظار حتى انتهاء الصراع لاتخاذ إجراءات “.

وتزدهر أسواق الطاقة الشمسية في البلاد، حيث يمكن أن لأي شخص من السكان لديه مال من توفير منظومة الطاقة الشمسية من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية لأسرهم. وقد انتشرت الطاقة الشمسية الآن في لتلبية احتياج قطاعات الصحة والتعليم والزراعة.

* لقراءة التقرير بالكامل من CEOBS: اضغط هنا

** مرصد البيئة والصراع CEOBS: هو مؤسسة خيرية مقرها المملكة المتحدة، تعمل على تقليل الضرر الذي يلحق بالناس والنظم البيئية من النزاعات المسلحة والأنشطة العسكرية.

تعليقات
Loading...

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط
error: Content is protected !!