حلم اخضر – تقرير خاص
كشفت بيانات حديثة صادرة عن وزارة الزراعة اليمنية للعام 2019، عن تقلص حجم المساحة الزراعية لفاكهة العنب اليمني بشكل كبير، وتراجع كمية انتاج محصول العنب طيلة السنوات الـ 6 الماضية، جراء تأثيرات الحرب المباشرة وغير المباشرة، وتفاقم أزمة الوقود، وزحف أنشطة العقارات فوق الأراضي الزراعية الخصبة.
وأظهرت سجّلات الإحصاءات الزراعية للعام 2019، فقدان حوالي 1,664 هكتار، أي ما يعادل 16,64 كيلومتر2 تقريباً، من مساحة الأراضي الزراعية لحقول العنب اليمني، والتي اختفت منها بساتين العنب خلال الفترة 2014 – 2019.
وتظهر بعض الصور بوضوح اختناق حقول العنب بالتوسع العمراني، وتحول غالبية الأراضي الى عقارات سكنية، ومباني انشطة تجارية وصناعية. وسط غياب كلي للجهات المختصة.
ويصنف العنب اليمني باعتباره الأجود في العالم، لتنوع أصنافه وأشكاله، وقدرته التنافسية وتسويقه بعد تجفيفه الى زبيب. وتبلغ نسبة المساحة المحصولية لفاكهة العنب حوالي 12,8% من اجمالي المساحة المحصولية للفواكه في اليمن.
وتنتشر زراعة العنب في 11 محافظة يمنية أكبرها انتاجاً محافظة صنعاء، وتحديداً مديرية “بني حشيش” والتي تنتج 80% من كمية العنب في البلاد. تليها إنتاجاً العاصمة صنعاء، وصعدة، ومحافظة عمران.
وبحسب البيانات الحكومية، تراجعت اراضي زراعة العنب اليمني من مساحة 13,448 ألف هكتار في العام 2014، إلى حوالي 11,784 ألف هكتار في العام 2019، بفارق مساحة زراعية بلغت حوالي 1,664 هكتار من حقول العنب.
ونتيجة لذلك، تراجع انتاج محصول العنب اليمني، من 151,268 ألف طن من العنب في العام 2014، الى حوالي 134,187 ألف طن من العنب في العام 2019.
العقارات تقلص مساحة العنب
وفقاً للسجلات الرسمية، يتركز فقدان مساحة أراضي العنب الخصبة بدرجة أساسية في محافظة صنعاء، التي تعد أكبر محافظة منُتجة للعنب اليمني ذو الجودة العالية على مستوى البلاد.
ويبلغ انتاج محافظة صنعاء لوحدها حوالي 102,033 ألف طن من فاكهة العنب للعام 2019، من اجمالي كمية انتاج البلاد لفاكهة العنب في العام ذاته بحسب كتاب الإحصاءات الزراعية للعام 2019.
ويرصد تقرير سابق، قصة انقراض حقول وبساتين العنب في منطقة “الروضة” ومنطقة “ظهر حمّير” في العاصمة صنعاء طيلة العقدين الماضيين، والتي تسببت بها أنشطة العقارات وتشييد المباني السكنية بدرجة رئيسية.
ويبدو أن هذا المصير المحزن لفاكهة العنب التي اشتهر اليمن بزراعتها منذ ما قبل الميلاد، سيتكرر في مديريات محافظة صنعاء المجاورة للعاصمة صنعاء. كانت اليمن تزرع 60 نوعاً من أصناف العنب، لكنها اليوم، لا تتعدى 14 صنفاُ فقط.
وخلال السنوات الأخيرة، توسعت أنشطة البناء والعقارات بشكل عشوائي، مما دفع تجار العقارات إلى شراء أراضي العنب، بعد أن وجدَ مُلاكها أنفسهم أمام خسارات متلاحقة جراء استمرار أزمة الوقود (الديزل) المستخدم لتشغيل آبار الري، الأمر الذي دفعهم لبيع أراضيهم الزراعية الخصبة وسط غياب الرقابة، وتوسع أنشطة تشييد المباني فوق أراضي العنب الخصبة في مديرية “بني حشيش” في محافظة صنعاء.
ووفقاً للاتحاد التعاوني الزراعي في صنعاء، تعرضت أكثر من 100 مزرعة عنب في محافظتي صنعاء وصعدة، لأضرار بالغة جراء عمليات القصف الجوي خلال عامي 2015 – 2016.
كما تعرضت محاصيل العنب في بعض المناطق الى التلف جراء الإصابة بالآفات والأمراض الفطرية.
ونتيجة لتوقف الدعم الحكومي للقطاع الزراعي، ما تزال مشاكل عدة تواجه مزارعي العنب أبرزها معوقات تتعلق بالتخزين والتبريد، والقيود المفروضة على التصدير وحركة التجارة الخارجية، وغيرها.
شاهد فيديو حلم أخضر: تراجع زراعة العنب اليمني