حلم أخضر – تقرير خاص
منذ العام 2020، وحتى اليوم. ما تزال مديرية الروضة، في محافظة شبوة وسط جنوب اليمن، تتعرض لتلوث نفطي مستمر، جراء تلف أنبوب امداد النفط، الذي يربط حقول الإنتاج بخزانات التصدير في القطاع 4.
وتعرض هذا الانبوب المتهالك في القطاع 4، الذي تملكه وتديره الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والمعدنية YICOM، لتسربات عدة، دون اكتراث مسؤولي الشركة.
وطيلة العامين الماضيين، لم تقم شركة الاستثمارات النفطية YICOM، بكافة إجراءات المعالجة، من أجل إزالة الضرر البيئي الذي تسببت به في تلك المناطق.
وكان تقرير خاص لـ «حلم أخضر» نشره في 2 فبراير/شباط 2021، كشف عن مدى الضرر الذي ألحقته كارثة التسربات النفطية بمنطقتي تموره ووادي غرير، بمديرية الروضة في شبوة.
وعقب بث ذلك التقرير، قامت لجنة حكومية، في 14 فبراير/شباط 2021، من الهيئة العامة لحماية البيئة في شبوة، وشركة الاستثمارات النفطية YICOM، بالنزول الميداني إلى مديرتي الروضة وحبان، لتفقد المناطق الأشد تضرراً من كارثة التسرب النفطي.
ورغم تلك الاجراءات، لم يلمس السكان المتضررين، حلولاً ومعالجات جذرية لوقف الكارثة، وما يزال الضرر البيئي في مناطقهم المتأثرة.
وبحسب مصادر، فإن التسربات المستمرة الناجمة عن أنبوب النفط المتهالك الذي يربط حقول النفط في منطقة عياد، مع خزانات التصدير في منطقة النشيمة. حدثت نتيجة تعرضه «لتفجيرات سابقة».
كارثة تسرب النفط تهدد السكان
في مناطق وادي غـُرير، وغيل السعيدي، أثرت كارثة التلوث على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، ولوثت مصادر المياه الجوفية. وأضرت بالسكان المحليين.
وكانت محافظة شبوة، قد تعرضت لأول تلوث نفطي في منطقة كيلو 31 الشبيكة بمديرية عتق، في تشرين الثاني/نوفمبر 2010. ومنذ ذلك الوقت، توالت عشرات التسربات النفطية المتكررة، والتي تضررت منها 6 مديريات داخل المحافظة.
وقال عبد السلام حبتور، أحد السكان المحليين بالمنطقة لـ حلم أخضر: «في هذه المنطقة -منطقة الغيل- حدث تسرب للنفط ثلاث مرات، خلال ثلاث سنوات ماضية، وما زال حتى الان إلى يومنا هذا، يتسرب فيها النفط، وقد حدثت أضرار كبيرة في الأراضي الزراعية، وتضررت أشجار النخيل».
التأثيرات البيئية جراء التسرب النفطي المستمر، فاقمت الأضرار والخسائر على المجتمعات المحلية والريفية بالمحافظة، برغم الكثير من المناشدات المطالبة باحتواء الكارثة!
دعاوى قضائية ضد شركات النفط
وفي 19 أبريل/نيسان الجاري، أصدرت إدارة هيئة البيئة في شبوة، بياناً رسمياً بشأن الجرائم والمخالفات التي ترتكبها شركات النفط العاملة في حقول الانتاج بالمحافظة.
وقال محمد سالم مجور، مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة بمحافظة شبوة، «ان هيئة البيئة عازمة على رفع دعاوى قضائية على الجرائم البيئية والصحية التي ارتكبتها: شركة الاستثمارات النفطية YICOM، وشركة OMV النمساوية، وشركة الحثيلي لنقل النفط، ووزارة النفط نتيجة تواطؤها عما يحدث في القطاع 5 وادي جنة”.
وفي مقابلة مصورة مع «حلم أخضر»، قال محمد مجور: «ماتزال محافظة شبوة تتعرض لتأثيرات عدة جراء التلوث النفطي الراهن، حيث يوجد التلوث حالياً -في هذه الأيام- في منطقة غرير وغيل السعيدي، بسبب تسرب أنبوب امداد النفط من منطقة عياد الى النشيمة».
وأضاف مدير هيئة البيئة بشبوة: «لقد أدى ذلك الى تلف التربة الزراعية، وقد تضررت مصادر مياه الشرب، ومياه الري التي يعتمد عليها المزارعين. حيث توجد أكثر آبار المياه في الأودية التي تعرضت للتسربات النفطية».
الحل: إيقاف ضخ النفط والبدء بالصيانة
وفقاً لتوصيات دراسة ميدانية، ينبغي على السلطات الحكومية -وشركة YICOM- إيقاف ضخ النفط من الانبوب التالف في المناطق الواقعة في القطاع 4، والبدء بالصيانة.
وتوصي الدراسة التي أعدها الدكتور عبد الغني جغمان، والدكتور عبد المنعم مرصاص، البدء بشكل فوري بإجراءات الصيانة الكاملة للأنبوب النفطي، وإزالة المخلفات من المناطق المتضررة.
كما توصي بالتعاقد مع شركات متخصصة لإزاله المخلفات من المناطق المتضررة؛ بحيث يتم إزالة التلوث النفطي، ومعالجتها بالطرق البيولوجية.
وتقترح الدراسة، إلزام الشركة العاملة والمالكة لخط الأنبوب، بضرورة تطبيق كافة المعايير الفنية الدولية، وضرورة الالتزام بها، وضرورة اعتمادها من قبل شركات محايدة قبل إعادة الضخ في الانبوب النفطي.
واجراء المعالجة الطبيعية (البيولوجية) للتربة الزراعية التي تضررت بالنفط الخام. وتنفيذ برنامج صحي للمناطق المتضررة من التلوث النفطي.
وكان «حلم أخضر»، أول من كشف -للرأي العام- عن كارثة التسربات النفطية بشبوة، في 24 أغسطس/آب 2020، في حوار صحفي مع مدير هيئة البيئة بشبوة، محمد مجور، وبث فيه صوراً خاصة لتلوث التربة والمياه، جراء تسرب النفط الخام.